أعاني من الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير
أعاني من وساوس كثيرة منها
الطهارة......
أمكث في الخلاء أعزكم الله مدة دون الطبيعية كما أني أستخدم رشاش مياه ولا أستطيع استخدام أداة الطهارة أو الاغتسال المعتادة وأن استعملتها يكون في إحدى الحالات بالإضافة إلى استخدامي لرشاش المياه وكما أكون محتارة هل وصل الماء إلى الخلف أيضا هل أصبحت طهورة وهذا يشعرني بالقلق ماذا إذا حدث وإن اضطررت إلى دخول خلاء أعزكم الله في مكان آخر كيف يمكنني أن أستنجي دون الحاجة إلى القلق من دخول مكان آخر، وكما أني كلما لامست بعض الأشياء مثل مفاتيح إنارة دورة المياه أعزكم الله أو الباب أو... إلخ أشياء أخرى أو حتى أشخاص فأقوم بغسل يدي حتى أرتاح....... وأيضا إن لامست ملابسي شيء ما أصبح قلقة إذا زاد الشك أغير ملابسي
ومن جهة أخرى إذا استيقظت من النوم وعندي رغبة شديدة في الذهاب إلى الخلاء أعزكم الله أشعر بالقلق هل نزل مني شيء وأنا نائمة ولم أشعر هل الإفرازات التي تنزل هل نزلت واختلطت بالبول فإما أن أبلل ملابسي السفلية وإن زاد الشك أقوم بتغيرها وأغسل نفسي من أسفل وأقرب مثال بالأمس استيقظت من النوم وذهبت إلى دورة المياه أعزكم الله وقمت بتبليل ملابسي ثم لم أرتاح وبعدها غيرت ملابسي السفلية ولم أغير بنطال البيجامة على اعتقاد أنه لم يحدث شيء لكن هناك من قال لي إذا ظللت في هذا الشك قبل قضاء الحاجة فامسحي بمنديل إن وجدت لونا أصفر فقد يكون بول
وكنت أرغب بشدة لدخول دورة المياه لكن قلت إني سأذهب قبل صلاة الفجر وبعدها ذهبت إلى دورة المياه وكنت أشك في نزول شيء وعندما مسحت وجدت أن هناك لون أصفر مع إفرازات قلت لأمي قالت يمكن يكون لون الإفرازات وأقول في نفسي أن الإفرازات لونها أبيض ولم أرتاح وغيرت ملابسي لكن هل علي أن أعيد صلوات الأمس وذلك لأني لم أكن قد غيرت البنطال وهل البنطال قد تنجس وهل علي كلما استيقظت من النوم ورغبت في قضاء الحاجة هل هذا معناه أنه نزل مني شيء مع العلم أني لا أقدر على معرفة ذلك إذا نظرت إلى ملابسي
بالنسبة للوضوء
أتوضأ مدة ليست بالطبيعية وأوضئ العضو أكثر من مرة وأشعر أني أستهلك كثير من الماء هل الوضوء هو أني أدلك العضو أو حتى جزء منه أم أنه إذا وصل الماء على جزء من العضو ولكن لم أدلكه فهل يعتبر قد وضأته هل هذا شيء غير محرم
في الصلاة
أعاني من تكبيرة الإحرام فأدخل في الصلاة بعد عناء من نطقها كاملة وإن نطقتها بسرعة إما أن أقول لم يكن هناك نية للدخول في الصلاة أو أني لم أقولها جيدا
وأعاني من النسيان في الصلاة أو يوسوس لي الشيطان أني نسيت ركن من الأركان أو أني نسيت قراءة كذا أو فعل كذا وكذا مما يجعلني أخرج من الصلاة وأعيد وأعيد وحتى في بعض الوقت إن انتهيت من الصلاة أو على وشك الانتهاء يقول لي في صلوات الأربع ركوع لقد صليتي ركعتين وليس أربع لكن لا أهتم كثيرا بهذا
وكما أني لم أعد أعرف أصلي مع أحد أصلي في غرفتي ولا أصلي بصوت منخفض بل أصلي بصوت مرتفع قليلا لكي أعرف ماذا قلت وأين أنا؟
أعتذر عن الإطالة لكن حقا تعبت من هذه الوساوس ولا أعرف ماذا أفعل هل إذا جاهدت أن أتركها هل سيسامحني الله حتى وإن كان هناك خطأ ما واعتقدت أن هذا الخطأ وسواس فهل سيسامحني الله
أرجو الإفادة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
27/09/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "whishjanna"
أبدأ إجابتي من الآخر: لا تهتمي ولا تشغلي بالك بقضية الذنب والمحاسبة...، لا مؤاخذة على الوساوس، فهي خارجة عن الإرادة، وتلح على صاحبها وتضغط عليه وتسبب له القلق البالغ إلى أن يفعل ما تمليه عليه.
إلا أنه بمقدورك السعي للعلاج، وما بك قابل للشفاء، فسارعي لإتباع ما يطلبه الطب والعقل والشرع، واسْعَيْ لما ينفعك وأريحي نفسك من تلاعب وساوس الشيطان، وإنهاك الأمراض، التي تفسد عليك دينك ودنياك.
وها أنت تقومين بالخطوة الأولى، فجزاك الله خيرًا وأخذ بيدك وعافاك. لكن تجهزي لرحلة العلاج، كوني جادة وحازمة وصبورة، وإياك أن تبرد همتك، إن كان الوسواس عنيدًا فكوني أنت أعند في علاجه.... ما ينبغي لشيء كهذا أن يغلبك...، وإن فشلت مرة فستنجحي مرات بإذن الله.
يمكنك شحذ همتك بكثرة القراءة والتثقيف في هذا الموضوع، وأحيلك إلى ما كتب في نطاق الوسواس القهري، وفي استشارات الوسواس الدينية، وغيرها، فهو كاف بإذن الله...
وقبل هذا ومعه وبعده، الاستعانة بالله والدعاء هو الذي يفتح لك مغاليق كل شيء.
وكما تجدينه مكررًا مئات المرات على موقعنا وغيره من المواقع، علاج الوسواس أمران: علاج طبي دوائي، وعلاج معرفي سلوكي، يصحح الأفكار، ويطلب منك تصحيح سلوكك وفقًا لذلك.
والوساوس الدينية يكون تصحيح المعارف والسلوك فيها بتعلم الشرع ثم تطبيقه...
مشكلة رشاش المياه لم أستطع فهم معاناتك منها تمامًا، لأن أغلب جيل (رشاشات المياه) لا يحسنون استخدام الأوعية القديمة في الاستنجاء، وينضم هذا إلى الوسواس إذا شعر الإنسان أن الطهارة لا يمكن أن تحصل بالأدوات القديمة، وأما ما بعدها:
1- هل أصبحت طاهرة بعد الاستنجاء؟ هل وصل الماء للخلف؟ لا يشترط تيقن وصول الماء، أو تيقن الطهارة (أي معرفة حصول ذلك 100%) يكفي استخدام الماء كما يستخدمه الناس في العادة، ثم توقفي عن التكرار، الشرع يقول لك هذا؛ وأما الطب فيقول لك: إن عقل الموسوس لا يحس باكتمال الفعل، فيكتمل التطهير وأنت ما زلت تقولين: هل طهر؟ هل انتهى؟ هل كذا؟ هل كذا؟... فلا يمكن الاعتماد على شعورك البتة في هذا.
المطلوب: استخدمي بالكمية والمدة التي يفعلها غير الموسوسين، وأهملي شعورك بعدم الطهارة، والقلق الناجم عنه... داومي على هذا لمدة أسبوعين، وسيزول عنك هذا الوسواس.
غير أنك قد تفشلين في بعض الأحايين فلا تيئسي ولا تهتمي، وقولي لنفسك: إن فشلت الآن سأنجح المرة القادمة وما بعدها... وانتظري المرة القادمة بتحدٍ وثقة بأنك تستطيعين التطبيق...
2- مسألة غسل اليد أو الملابس بعد ملامسة الأشياء، هل هي لأجل الطهارة؟ هذا ما أرجحه نظرًا لطبيعة وساوسك الدينية... الشرع يقول لك: (الأصل في الأشياء الطهارة) أي كل شيء في أصله طاهر: الجدار، الأرض، الثياب، الناس من حولك، الطعام والشراب (إلا ما هو محرم كالخنزير، والخمر)، مفاتيح الإنارة، مقبض باب دورة المياه...
كل هذا طاهر ما لم ترَيْ أو تعلمي بنسبة 100% تنجسه. يعني: إذا سألت نفسك: يا ترى هل هذا المقبض نجس، فأجابتك: (ربما، غالبًا، لعله..) فمعناها أنه طاهر، وإذا سألتها فأجابتك: (أكيد..، أنا رأيت نجاسة أصابته) فحينها تحتاج إلى تطهير. قد يكون الجواب: (أنا شاهدت طفلًا صغيرًا يمسك بالمقبض ويده مبتلة بعد خروجه من الحمام) هذا لا يكفي! لأن الأصل طهارة يد الطفل ما لم نتأكد 100% إن البلل الذي على يده من البول وليس من الماء...، إذن حتى لو أمسك الطفل بمقبض الباب يبقى المقبض طاهرًا.
3- تبلل الثياب الداخلية بالبول أثناء النوم: أولًا: المفرزات لا تكون بيضاء فقط، يمكن أن تكون صفراء، ويمكن أن تكون كدرة... ثانيًا: لست مجبرة أن تتأكدي هل نزل شيء أو لا! إن نظرت إلى ثيابك فلم تجدي شيئًا يجعلك تقولين إنه بول: 100% ، فهذا يعني أنها طاهرة... تذكري: الأصل في ثيابك أنها طاهرة، ولم نتأكد من وجود نجاسة...، حتى لو كانت رطبة، وقلت: يا ترى هذا بول أم تعرق؟ حينها نقول إنها ما زالت طاهرة لأننا لم نتأكد من وجود البول 100% !!!
وهذا كله يعطيك إجابة سؤالك: ليس عليك أن تعيدي أي صلاة صليتها مع شكك بالنجاسة...
ولنفرض أن ثيابك الداخلية كانت متنجسة:
أ- إن لامست البيجامة وهي جافة (أعني الثياب الداخلية جافة) لا تنتقل النجاسة.
ب- إن كانت الثياب الداخلية مبتلة بالبول، وتأكدت أنها لامست البيجامة، لا تتنجس إلا إذا تيقنت 100% أن الجزء الذي لامس البيجامة كان مبتلًا بالنجاسة، وليس جزءًا آخر طاهرًا أو جافًا...
ج- إن تيقنت أن الجزء المبتل هو الذي لامس البيجامة، فعند فقهاء الحنفية إن كان بلل الثياب الداخلية بحيث لو عصرتها لا ينزل منها شيء، فإن النجاسة لا تنتقل إلى البنطلون!!! تسألينني: وهل تنتقل عند غيرهم في هذه الحالة؟ هناك من قال هذا ولكن لا يعنينا، فإن الأولى للموسوس شرعًا أن يأخذ بالرخص إلى أن يزول عنه وسواسه!!
وارجعي إلى مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري خاصة المقالات الثلاثة الأخيرة واقرئيها بتمعن فإنها ستفيدك كثيرًا بإذن الله.
4- لا يشترط الدلك لصحة الوضوء، يكفي أن يسيل الماء على العضو، بالنسبة للشخص غير الموسوس نقول له: يكفي إسالة الماء بحيث يغلب على ظنك أن العضو انغسل كله، (يعني ليس من الضروري أن يتأكد 100%، يكفي أن يقول: غالبًا وصل الماء إلى جميع العضو).
لكن المشكلة بالنسبة للموسوس أنه لا يشعر بغلبة الظن، لذلك نقول له: افعل ما يفعله غير الموسوس عادة (مقلدًا إياه في الوقت وكمية الماء وكيفية الغسل) ولا تعتمد على مشاعرك لأنها غير أمينة ولا يعتمد عليها.
5- وساوسك في الصلاة أيضًا من الوساوس الشائعة جدًا، والحل فيها أن تمضي في صلاتك دون أن تلتفتي للوسواس: استعيني بالله من شيطان الصلاة ، واتفلي ثلاث مرات على يسارك، ثم تكبرين بسرعة، فإن قال لك الشيطان: ما كبرت جيدًا قولي له: لا دخلك لك! بل كبرت. وإن قال لك: ما نويت. قولي بل نويت وأنا أصلي لله الذي يعرف نيتي، وتابعي صلاتك. فإن قال لك: هل صليت أربعًا أم ثلاثًا؟ قولي بل أربع وأكملي لتنهي صلاتك. فإن قال لك: هل قرأت الفاتحة أم لا؟ قولي له: خسئت أخزاك الله، قد قرأتها وتابعي...
وكما قلت لك: استمري في هذا نحو أسبوعين متحملة القلق وسوف يزول عنك هذا بإذن الله، وستلاحظين أنه في البداية سيزيد قلقك جدًا ثم مع الاستمرار يخف تدريجيًا إلى أن يزول...
ولابد –طبعًا- من الذهاب إلى الطبيب ليساعدك بدواء يسهل عليك هذه المهمات كلها...، وإن وجدت طبيبًا يحسن العلاج المعرفي السلوكي ويأخذ بيدك في الأمرين فهو أفضل بكثير، ولكن وجوده في بلادنا قليل للأسف
وأؤكد عليك: ارجعي إلى مقالات منهج الفقهاء، فستجدين فيها جميع الأدلة التي تريحك بالنسبة لما قلته لك، وارجعي إلى برامج العلاج الذاتي للدكتور محمد شريف سالم...، وسيفيدك أيضًا الرجوع إلى استشارة: الوسواس القهري برنامج علاجي فقهي سلوكي
عافاك الله وشفاك من كل ما أهمك وأزعجك.
واقرئي أيضا:
وسواس انتقال النجاسة ..قاعدة الانتشار السحري!
وساوس التطهر: الشكل الشرعي للـ ؟ وللـ ؟
وسواس الاستنجاء : ما هي أفضل طريقة ؟
قاومي وساوسك والجئي للطبيب فورا