وسواس الشذوذ الجنسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : في البداية أنا منذ نعومة أظفاري وعندي الوسواس القهري حيث كنت منذ الصغر أتأكد من صنبور المياه مرات عديدة بحيث قد تلفت الأنظار إلي، ثم وسواس أنه يجب أن أعمل حركة أو أقول كلمة كي لا يتأذى أحد أفراد عائلتي. ثم أتاني وسواس في مرحلة الثانوية العامة حيث كنت قلقا جدا تجاه تحصيلي العلمي وأتاني وسواس أن أنا غبي حيث إذا مررت من جنب إنسان آخر فقد انتقل الغباء إلي وكنت أظل أفكر في الموضوع بحيث أن رأسي لا يستطيع التحمل ولا أستطيع التركيز
ويسبب لي ضعف الشخصية أمام زملائي حيث بالرغم من أني أعرف أني ذكي ولكن كنت أؤمن بأني غبي وأنه لن أفلح في الامتحانات وفي النهاية نجحت ولكن ليس بالمعدل الذي أتمناه ثم دخلت الجامعة وكنت في أول سنتان نجيبا جدا وكانت معدلاتي رائعة حيث أنه لم يكن هناك وسواس ينغص حياتي ولكن في يوم من الأيام ظهرت نتائج أوائل الأقسام وكان أحد أصدقائي من بين الأوائل الذين معدلاتهم عالية جدا
ولم أكن أعرف أن صديقي معدلاته عالية حيث كنت قد تعرفت عليه قبل شهران ثم ظللت أفكر فيه في البيت والجامعة وأقول كيف أنه معدله أعلى مني وأظل أنظر إليه في المحاضرة وربما انتبهت لصفاته الأنثوية في لحظة معينة وهنا بدأت المعاناة وجاءني وسواس ماذا لو ظللت تفكر فيه ماذا لو أحببته وألهاك عن دراستك فلو فكرت في بنت فهو أمر طبيعي أما لو تفكر في شب فهو أمر غير طبيعي وكنت أخاف على معدلي جدا فكنت أحاور الوسواس ويزداد يوما بعد آخر
(وصرت أحبه ربما ليس حبا ولكن الوسواس أقنعني بذلك ربما من كثر التفكير فيه بسبب الوسواس حيث كانت تزداد نبضات قلبي عندما أراه وأقول أنه أحسن إنسان رأيته في حياتي وأنه محترم جدا وأتمنى أن يكون صديق لي لوحدي وربما جذبتني قليلا له شخصيته الأنثوية وحركاته الأنثوية وشكله الأنثوي والوجه الطفولي) ولكن لم أكن أشعر بشيء نحوه وكان معظم الوقت يمضيه معي قبل ظهور النتائج
وظلت هذه الأمور حتى جاء وسواس آخر وبمجرد أن جاء وسواس آخر اختفت كل هذه الأمور حيث أنه كانت محاضراته معي وكنت لا أشعر بشيء أبدا أبدا والوسواس الآخر كان أنه لا أعرف إذا كانت شكل أعضائي طبيعية أم لا وفي أثناء بحثي على الإنترنت قرأت كلمة شاذ بالإنجليزي وصرت أبحث وتذكرت قصة حبي لصديقي وقلت أكيد أني شاذ وهذا هو الوسواس الحالي الذي يدمرني وكل ثانية أفكر في الموضوع حيث أن رأسي لا يستطيع تحمل هذا الكم الهائل من التفكير وأيضا يصيبني بحالة من عدم الثقة بالنفس وحتى في المحاضرات أظل أفكر في نفس الموضوع، ويكاد أحيانا رأسي أن ينفجر وأصاب بالتوتر الشديد وحين أسمع كلمة شاذ ينتابني الرعب وأتجنبها قدر الإمكان ولا أستطيع أن أثبت أني طبيعي ولست شاذا وهذا الموضوع يضعف شخصيتي حيث أشعر بأني غريب.
هل قصة حبي له تجعلني شاذ ولكن أنا أعرف أنه لا أحد يحب الإناث على وجه الأرض أكثر مني وأنا متأكد أنه لو لم يكن عندي وسواس قهري ربما لفكرت في صديقي مرة ثم انتقلت إلى شيء آخر
لا تتخيلون كم أشعر بالاشمئزاز عندما أفكر بالموضوع وأتوتر وأشعر بأنها نهاية المطاف
18/10/2014
رد المستشار
صديقي
أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه هي نهاية المطاف.. نهاية مطاف ما تسميه بالوسواس وتتكلم عنه وكأنه شيء يأتيك ثم يذهب ويحل محله وسواس آخر.. وكأنها مجموعة من الأشخاص المتربصة بك لكي تسيطر على أفكارك وحياتك وتجعلك مهموما ومشغولا بها أو بما توحيه إليك من أفكار في منتهى الغباء والبلاهة والتفاهة واللامنطق... ولكن في نفس الوقت هذه هي أعراض الوسواس القهري: الأفكار البلهاء التافهة اللامنطقية التي تؤخذ كمسلمات وكحقائق واقعة لا شك ولا جدال ولا نقاش فيها وتسمى " قناعات وسواسية Obsessional Convections ".جزء من العلاج قد يحتاج إلى عقاقير طبية تستطيع الحصول عليها من خلال الكشف عند الطبيب النفسي... ولكن الجزء الآخر هو مناقشة أفكارك الوسواسية والتي لن يقدر على مناقشتها معك إلا نفسك.. حتى مناقشتك لها مع صديق أو طبيب أو معالج نفسي في النهاية لن تفيد أو تجدي إن لم تفكر أنت أفكارا مختلفة عن التي تسبب لك المتاعب.
مثلا، كيف يمكن أن ينتقل الغباء من شخص إلى آخر بمجرد التواجد في نفس المكان وكأنها عدوى يحملها الهواء؟ وهذا شكل من أشكال ما يعرف بالتفكير السحري أو الخيالي Magical Thinking في مرضى الوسواس يستطيع معالجك السلوكي المعرفي شرحه لك..كيف تعلم أنك ذكي ومع ذلك لا تشك في ما تقوله لنفسك من أنك غبي ولن تفلح في الامتحانات؟؟ ومع ذلك فقد حققت النجاح.. ولم يكن هناك وسواس لمدة عامين.. وكنت نجيبا... لماذا؟؟ لأنك كنت مشغولا بالنجاح وبحياتك الجامعية الجديدة وبتحصيل العلم.. إلى أن ظهر لك صديق يفوقك تحصيلا للعلم ومعدلاته عالية... غيرتك من نجاحه (وكأنك يجب أن تكون دائما في صحبة من هم أقل منك) شغلتك به وكعادتك عندما تركز في شيء فإنك تستمر في التركيز فيه لا سيما وإن كان سوف يسبب لك مشاعر سلبية أو دونية عن نفسك.. لم لا تجرب أن تأخذ من كل ما حولك معان تجعلك تفكر في نفسك بطريقة إيجابية معتدلة؟؟
مثلا، صديقي معدلاته عالية.. يمكنني التعلم منه والتنافس معه بهدف أن نبرع نحن الاثنان بأكبر قدر ممكن وفي أقل وقت ممكن.. فليصبح هذا شغلي الشاغل.. وإن كنت لا أعتقد أنه بإمكاني فعل هذا فلم لا أكتشف كيف أفعله وكيف أتطور إلى أن يمكنني هذا؟؟
من ناحية إن كانت أعضاؤك طبيعية أم لا، ما الذي يمكن أن يكون غير طبيعي؟ ولماذا انتقلت من بحثك على الإنترنت عن الأعضاء الطبيعية إلى كلمة شاذ؟؟
الوسواس لا يأتي وإنما تصنعه أنت بالتركيز المتكرر المستمر على فكرة ما.أنصحك بمراجعة طبيب نفسي لوصف العقار المناسب والمتابعة معه أو معالج نفسي لمناقشة الأفكار والتدريب على استبدالها بأخرى مفيدة وإيجابية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضا:هل لدي شذوذ؟ ... رجاء اقرأ الحلول متابعة
ويتبع >>>>>>>>>>> : وسوسة جنسية مباشر على الهواء م