موسوس علمي لا يؤمن بالماورائيات! م
من مستعرض عضلات إلى رفيف الصباغ:
السلام عليكم ورحمة الله :
إلى الأستاذة رفيف الصباغ.
بداية دعيني أحييك على تحملك عناء الإجابة على استشارة المستشير الذي تحول في نظرك إلى مفتول عضلات يريد أن يستعرض عضلاته العلمية والفكرية. وهنا سيدتي الكريمة أستسمحك في الرد على ما تفضلت به في إفادتك التي كانت نوعا ما قاسية، وأقرب إلى الحكم منها إلى الاستشارة النفسية. فكيف يعقل ممن توجهت إليه بالاسم في أن يساعدني دونا عن غيره من الأساتذة الكثرون أن يوجه إلي تهما مما فهمته وقد أكون مخطئا _أتمنى أن أكون كذلك_ باستعراض العضلات العلمية وعدم الإيمان بالرسل وما جاءوا به، ودعوتني صراحة إلى أن أتهم عقلي فهذا أفضل ما أفعله، بل إنك أردفت العبارة ب: العياذ بالله وكأنني خرجت عن الملة وأنا الذي كنت أبحث عمن يدعمني ويريحني فيقودني إلى بر الأمان وحسن التوكل على الله بإرشاداتكم وحسن توجيهاتكم، وسأنقل إفادتك كما جاءت دون زيادة ولا نقصان
أما بالنسبة للأحاديث التي لا تتوافق مع عقلك وفكرك، فماذا نفعل إن كنت تتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يتوافق مع العقل والعياذ بالله... إن لم تكن تؤمن أن الأنبياء جاءوا بما يتوافق مع العقل، فاتهم عقلك فهذا أفضل ما تفعله. وقولك: وأعجب كيف أنت في الدراسات العليا اختصاص النقد الأدبي وتبحث في القرآن والحديث ولم تطلع قبلها على شروط الإعجاز في القرآن. وقولك وعجبًا إذ تقول أن معظم هذه القصص.. وقولك وأما الأسئلة التي تكون للتعنت وإفحام الخصوم وعرض العضلات فهذه تؤاخذ عليها منذ أن فتحت فمك بل منذ أن عزمت على قولها...
فهل يا سيدتي الكريمة هذه إجابات مختص نفسي يريد أن يساعد من يطلب المساعدة. ثم لماذا أغفلت كل الأسئلة من مثل بدأت أنسى كثيرا وبدأت أشعر بفتور جنسي. وركزت فقط على ما أسميته أنت ب: استعراض العضلات... وما دام الأمر كذلك فدعني أستعرض عضلاتي حتى يكون اتهامك لي على أسس سليمة.
أولا من أراد أن يستعرض عضلاته فعلى ما أعتقد أن هذا ليس مجالا لاستعراض العضلات، بل إن هذا المقام هو طرح المشكلات النفسية الأقرب إلى الضعف والاستكانة التي نبغي من ورائها الإعانة. أما في مقامات أخرى ففعلا قد استعرضت عضلاتي بنشر مقالات في مجلات محكمة... فأنا بعد الذي عرضته عليك قلت أنني أتعذب وأريد أن أجد حلا منكم. كما أنني أصبو إلى حقيقة الإيمان وإلا لما طرحت مشكلتي أصلا.
ثانيا اتهمتني بعدم الإيمان بالجن وهنا سيدتي الكريمة أنبهك إلى أنني لا أؤمن بتلبس الجني أو دخول الجني في الإنسان وليس الجن نفسه وإلا أكون قد كفرت بالقرآن والعياذ بالله والعياذ بالله والعياذ بالله.. فأعيدي قراءة الاستشارة.
أما في ما يخص أعمال العقل فهذه ليست سبة ولا اتهاما بل إنها عين العقل وزينته: أفلا يتدبرون، أفلا يتفكرون كما قال الله عز وجل في محكم تنزيله... وفي هذا الصدد أقول: حاشى بالله أؤمن بخير خلق الله كما اتهمتني في مداخلتك وإلا أصبحت مشركا. ولكنني قلت بأنني لا أؤمن بالأحاديث التي لا تتوافق مع العقل وأنا لا أحسبها من النبي ص فيا سيديتي الكريمة هل تؤمني بأن النبي ص أمر شابا بأن يرضع من امرأة مسنة، وهل تؤمني بأن القرد يرجم إذا ما زنى.. وهل وهل وهل.... فهذه الأحاديث التي لا تتوافق مع العقل جعلتني أشكك في باقي الأحاديث من منطلق أن بعضها جاء في اعتقادي منحولا فما يدريني أن البقية ليست كذلك فكان هذا منبع حيرتي. وهنا قلت ربما أكون قد وقعت في المحظور. فطلبت استشارتكم حتى أجد الراحة في ما تشككت.
ومن باب استعراض العضلات مرة أخرى أتساءل لماذا يبقى العقل العربي هو الوحيد الذي يسجن في براثن الأعراف والتقاليد مثلما كان العقل الغربي في عصر الظلمات قبل أن يستقل من الكنيسة واضطهادها، فهل أصبحتم أنتم أوصياء على العقل العربي مثل البابوات والقدسين والرهبان.. وحينما نفكر تصبح التهمة جاهزة ويا لها من تهمة: أنت تكفر بما أنزل على محمد. فلماذا تنكرون على الكنيسة أنها كانت تسيطر على المشهد السياسي والفكري والعلمي وووأنتم صنعتم أصناما أشد تقديسا فمن إن نخالف عرفا قال به فلان أو علان من القدماء إلا ونصبح كفرة زنادقة أو كما قلت لي لقد كفرت بمحمد
لماذا تقدسون القدماء على أنهم فكروا حتى في الخطأ بدعوى أنهم من القدماء، وويل لنا نحن إن عارضنا القرطبي أو ابن تيمية أو من حذا حذوهم ممن سبقونا... أتعلمي يا سيدتي الكريمة أن أبا حنيفة النعمان وما أدراك ما النعمان. أجاب في من قال له إنك تخالف التابعين الذين عاصروا النبي ص وما أدراك ما التابعين. قال: هم رجال ونحن رجال. ولكنني لا أحسبه أنه وجد "رفيفا" في عصره قالت له اتهم عقلك والعياذ بالله فقد خالفت معروفا واتبعت منكرا وقد خرجت عما أمر به النبي الكريم..
ثم لماذا اختلفت المذاهب لولا اختلاف العقول.. العقل وما أدراك ما العقل الذي اتهمتني فيه بدعوى أنه أراد أن يفكر ودعوتني إلى أن أضعه في موضع المتهم... وإن كنت سأحاسب على استعراض العضلات.. فربما ستحاسب أنت على أنك تكبح جماح العقل الذي وَهَبَنَهُ الله تماما مثل ما وهبه للقدماء. ففكروا. وهنا مكمن عجائب قدرة الله عز وجل الذي لديه القدرة على خلق العقول بالأمس القديم كما اليوم وغذا... وربما كان حظ القديم بأنه لم يجد من قال له كما قلت لي سيدتي الكريمة اتهم عقلك بل قدسوه فوصل إلينا مقدسا ونحن اتهمناه فظل متهما وناقصا وذابلا لا لشيء إلا لأننا لم نقتنع بعقول فكرت ونحن فكرنا فخالفنا تفكيرهم.. وربما ستحاسبي أكثر أنك اتهمتني في إيماني. الإيمان الذي لا يطلع عليه إلا الله
ثم أليس من ضرورات الإيمان أن تؤمن عن اقتناع حتى تكتمل صور الإيمان، وهذا ما بحثت عنه في رفيف الصباغ بشحمها ولحمها.
أعتذر سيدتي إن استعرضت عضلاتي التي لم أستعرضها في إفادتي الماضية بقدرم ما كنت أبحث عن الراحة والطمأنينة والهدوء..... ولك الآن أن تظن بي الظنون.. سلامي إليك
23/10/2014
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك مرة أخرى يا "أخ محمد"، لك الحق أن تعترض، وسأجيبك:
1- تقول لي: (فكيف يعقل ممن توجهت إليه بالاسم في أن يساعدني دونا عن غيره من الأساتذة الكثيرين أن يوجه إلي تهما مما فهمته). وكيف يعقل أيضًا أن تختارني بالذات ثم لا ترضى بنتيجة اختيارك؟!!
2- وتقول: (فهل يا سيدتي الكريمة هذه إجابات مختص نفسي يريد أن يساعد من يطلب المساعدة)!!!!! أنا لست مختصًا نفسيًا... وهذه المرة الثانية التي أنبهك على هذا!!! عجيب كيف تقرأ لي باهتمام، ولم تعرف اسمي إلى أن نبهتك وكتبته بالأحرف الأجنبية، وعجيب كيف تقرأ باهتمام، ولم تعرفْ بعد أنني أنثى، ونبهتك المرة الماضية، وصحح الموقع عباراتك،
وجَعْلِ الكلام خطابًا لأنثى في ثنايا استشارتك... ولم تعرف!! وعجيب تقرأ لي باهتمام ولم ترجع إلى سيرتي الذاتية لتعرف أن اختصاصي شرعي وليس نفسي... ووجودي في مجانين كان أصلًا لاستخراج الأحكام الفقهية المتعلقة بالموسوسين بوساوس دينية، من كتب الأقدمين الذين تريد مخالفتهم وانتقادهم قبل أن تتعلم علومهم...
آسفة إن تعجبت مرة أخرى من تصرفاتك، رغم أن تعجبي أثار غضبك المرة الماضية، لكن كل هذا عجيب صدوره من طالب دراسات عليا، تعود على البحث والقراءة والتدقيق...
3- تريد أن تؤمن عن قناعة ويقين، هذا جيد، لكن إزالة الشبهات والشكوك ليست مهمة الموقع الأساسية، عادة أجيب عن هذا عندما يكون الخلل المعرفي الديني سببًا لاستحكام وسواس قهري، أما إزالة الشبهات إن لم يترتب عليها حالة نفسية فهناك كثير من المواقع المختصة بهذا، يمكنك التواصل معها،
والعلماء منتشرون في المساجد... ربما تجاوزتُ ذلك أحيانًا إذا رأيتُ أن السائل في حالة إسعافية، ولم يجد من يجيبه بعد البحث، أو كان السؤال بسيطًا لا يحوِّل الموقع إلى موقع شرعي فيه من المواضيع المختصة ما لا يتلاءم مع رسالته. وسؤالك عن الأسانيد غاية في الاختصاص، وأسئلتك الأولى لم تقنعك أجوبتها عندما أجابك المشايخ...
لقد أرسلتُ إليك بأسئلة قبل أن أجيبك، وذكر الموقع هذا، ولم تجب...، كنت أريد من أسئلتي أن أعرف اختصاصك، لأرى هل لك علاقة بالشريعة، فأجيبك بكلمتين مختصرتين عن الإسناد تفهمها، أم ليس لك علاقة، فيستحيل حينها إجابتك في هذا الموضع، وقبل أن تدرس مصطلح الحديث وعلومه.
ثم أردتُ معرفة مختصر أجوبة المشايخ التي لم تقنعك، ليس أكثر من سطر لكل شبهة، حتى أعرف هل عدم قناعتك وسواس فأقول لك لا تهتم بهذا وأعرض عنه. أم فعلًا لم تكن الأجوبة مقنعة ولم تزل الشبهة، فأبينها حسب ما يقتضي المقام. وإذا كانت مقنعة، وهي الجواب الشرعي على شبهاتك، وأنت لم تستطع الاقتناع، فلا داعي لأن أجيب! والحمد لله أفادني د.وائل بإرساله استشارتك السابقة التي ذكرت فيها اختصاصك، ومعلومات أخرى أفادتني.
4- تعيب علينا وتقارننا بالغرب، طيب لماذا –وأنت طالب دراسات عليا- لم تذهب فتبحث في كتب علوم القرآن والحديث لتعرف إجابة أسئلتك؟ فإن استعصت عليك عبارة شرحها لك المختصون في مواقعهم؟ لماذا لم تعطي عقلك قيمته كما فعل الغربيون الذين إن تساءل أحد العقلاء منهم عن شيء عكف على الكتب يقرأ ويتعرف، وإن كان بغير لغته؟ لو نظرت في قصص الذين أسلموا من الغربيين لرأيت العجب العجاب من جَلَدِهم على التعلم والبحث عن الحقيقة...، حتى الناس العاديين منهم، الذين ليس لديهم ثقافة عالية، لا يذهبون إلى بلد للسياحة قبل أن يتعرفوا على جميع ما يتعلق به تاريخيًا وجغرافيًا وسياسيًا، وسياحيًا...، لماذا لم تقلدهم قبل أن تخوض غمار نقد الأحاديث ومقارعة العلماء؟
5- آتي إلى لبِّ الموضوع، وإلى الكلمة التي أقضت مضجعك، وجعلتك تفور وتغلي: عرض العضلات!!!
كم مرة ذكرتها لك في الإجابة الطويلة العريضة التي أغفلتُ فيها سائر أسئلتك؟؟؟؟ ذكرتُها مرة عندما سألتني –بعد سؤالك عن السند وما شابهه من أمور دقيقة- لتعرف هل هذا وسواس أم إعمال عقل، فأجبتك عن سؤالك! إياك أن تخوض بحرًا قبل أن تتعلم السباحة، لأنك ستغرق ولا ريب، وقد تصل إلى مكان لن تجد أحدًا ينقذك. المرة الثانية التي ذكرت عرض العضلات فيها: عند إجابتي لك عن حكم الأفكار التي تدور في رأسك. لو كنت أتهمك أنك تعرض عضلاتك في جميع أسئلتك وأفكارك، لما فصلت لك، ولكنت قلت لك فورًا: إنك مؤاخذ!!! ولكني فصلت، وتركت لك الحكم على الأفكار المتنوعة التي تطرق ذهن أي شخص...
6- للأسف لم ترلَ سبعة بنود أجبتُ فيها عن أسئلتك...، لقد أجبت عن كل ما يتعلق باختصاصي، وأعرضت عن الأسئلة التي سألتني إياها لأني مختصة، عفوًا مختص نفسي، ككثرة نسيانك وفتورك...، علمًا أن د.علي إسماعيل عبد الرحمن أجابك عليها من قبل، وتكرارها وسواس لن يجيبك عليه حتى المستشار النفسي.
ثم ملاحظة على الهامش لا علاقة لها باتهامي لك، وإنما معلومة عامة: بالنسبة لكون الاستشارات ليست مجالًا لاستعراض العضلات، من يحب لفت النظر والاستعراض، يستعرض في كل مكان سواء كان مناسبًا أم غير مناسب، وإن كان الأصل أن يكون الأمر كما ذكرت أنت.
7- أرجوك ألف مرة: إيتني بالجملة التي اتهمتك فيها بالكفر؟ إيتني بالعبارة التي نسبتَها إليّ بقولك: (أو كما قلتَ لي: لقد كفرت بمحمد)!!!! لقد نسبت العبارة إلي بعد كلمة: (قلت) فأين قولي هذا يا أديب؟ لو قلت لي: (أشرت) -مثل ا- حيث فهمتَ هذا من قولي: ( فماذا نفعل إن كنت تتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يتوافق مع العقل والعياذ بالله.. إن لم تكن تؤمن أن الأنبياء جاؤوا بما يتوافق مع العقل، فاتهم عقلك فهذا أفضل ما تفعله)!
فكرة أن الأنبياء يقولون ما لا يتوافق مع العقل بحد ذاتها هي التي تحتاج ألفَ ألفِ (والعياذ بالله) وهي التي تعوّذت أنا منها، ولم أتعوذ منك ومن عقلك يا رجل!
8- ثم إن كان الحديث ثابتًا، ونحن نعلم أن الأنبياء لا يمكن أن يقولوا إلا الصدق، فأي الأمرين أحق بالاتهام، الحديث الثابت أم العقل؟
آمن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بقصة الإسراء والمعراج التي كانت من أغرب الغرائب، ولا يمكن لعقل بشر حينها تصديق ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم في هكذا رحلة في ليلة واحدة! ماذا قال لمن جاء يستهزئ من المشركين؟ قال: (إن قال فقد صدق، إنه يخبرني أن الوحي يأتيه من السماء في لحظة وأنا معه فأصدقه، أفلا أصدقه هنا؟!)، حين يثبت (أنه قال) فليس أمامنا إلا الإيمان، وليس ننكر ما ثبت لأن الأمر لم يدخل عقولنا ولم نفهمه!
9- أنا أؤمن أن امرأة كبيرة أرضعت شابًا، لأن الحديث ثبت بإسناد صحيح، وموجود في صحيح مسلم: عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو جَاءَتِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا - لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ - مَعَنَا فِي بَيْتِنَا وَقَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَلِمَ مَا يَعْلَمُ الرِّجَالُ. قَالَ «أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِى عَلَيْهِ». يقول العلماء: الأمر محمول على أنها أفرغت حليبها في إناء ثم شربه هو. فأين المشكلة إن كان هناك استثناء شرعي خص النبي -صلى الله عليه وسلم- به هذا الشخص بالذات؟ ثم إن كان هناك احتمال برضاعة منها مباشرة، فالذي استثنى هذا الشخص وأثبت له حرمة الرضاع بشرب الحليب وهو كبير، له أن يستثني ويجيز له ذلك في هذه المرة، وكلُّ مُشَرّعٍ له استثناءات.
*الحديث الآخر: عن عمرو بن ميمون قال: (رأيت في الجاهلية قِرْدَة اجتمع عليها قِرَدَةٌ، قد زنت، فرجموها فرجمتها معهم). تساءل العلماء قبلك وحاولوا فهم الحديث، فباعتبار وصل إليهم بسند صحيح وذكره البخاري في صحيحه (وليس هنا مكان شرح قيمة أن يذكره البخاري في صحيحه)، أثبتوه لكن حاولوا فهمه... فقالوا هذه الحادثة ذكرها عمرو بن ميمون رضي الله عنه، وليست حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل عمروًا فهم من تصرف القرود أن القرْدة زنت فَرُجمَتْ، وقد تكون القِرَدة رجمتها لغير ذلك، فليس هذا الصحابي عالمًا بلغة القرود، وهذا الأمر حصل معه أيام الجاهلية، أي لم يكن يرجمها لأنه حكم شرعي يطبق على القرود، وإنما أعان القرود وفعل كما فعلوا اتباعًا لفهمه وظنه... وهناك تعليلات أخرى...
على أننا في زماننا ما ينبغي أن نستغرب مثل هذا، ونحن نرى في الأفلام الوثائقية عجائب الحيوان، وقوانينهم في معيشتهم الجماعية، فالأمر عقلًا وارد أن تفعله القرود ببعضها، لكن ليس للأمر علاقة بالتشريع والأحكام الفقهية لا من قريب ولا من بعيد.... والناس تصدق اليوم قصصًا أغرب من هذا لمجرد استلامهم إياها على الواتس آب!!!
10- الذي استفزني، أن الكلام لم يراعى فيه مقام الأدب مع الأنبياء، مع أنه صادر من مسلم باحث يريد انتقاد العلماء لأن لديه عقل!!! ولو صدر من كافر، أو من مسلم عامي بسيط يقول أنا جاهل فعلموني، لما غضبت هكذا، كل ما في الأمر حينها أنه جاهل، وليس (عنده عقل يسأل بحكم دراساته العليا)!! وذنب الكبير كبير.
11- ثم لو كنتَ كأبي حنيفة النعمان رحمه الله في علمه، لسمح لك الجميع أن تقول: هم رجال ونحن رجال. ولكن أن يغيب عنك سند حديث ثم تقول هم رجال ونحن رجال!!! لا يا أخي، بمصطلح أبي حنيفة رحمه الله أنت ذكر، ولكن لست رجلًا... عندك عقل، لكن باختصار ما عندك العلم الذي تقارع به الأئمة والتابعين؛ ولهذا نحن نحترم الأئمة ونبالغ في ذلك، ونهاب نقدهم لضآلة علمنا الشديدة أمام علمهم، ولو وُجِد شخص حاز علومهم في زمننا لاتبعناه وتركنا أبا حنيفة وغيره؛ لأن عالم العصر أعلم بعصره، كان أراحنا من عبء الاجتهاد والحيرة في كثير من الأمور... ومع أنهم بشر، والبشر يخطئ ولا ريب، فلست أنا ولا أنت الذين نحكم عليهم، الناقد يجب أن يكون على علم واسع فيما ينقده، وتعرف هذا بحكم اختصاصك في النقد...
ما رأيك أن تنتقد الجاحظ في أدبه، والمتنبي في شعره، فهم وأنت رجال، ولديك بعضًا من علمهم...
12- تنكرتَ لما ذكرتَه في استشارتك السابقة من عدم إيمانك بالماورائيات، لأنك علمي جدًا!!! ارجع أنت فاقرأ ماذا كتبت: (أنا إنسان علمي جدا لا أؤمن بالماورائيات أبدا........ على الرغم من أنني كما قلت لا أؤمن بالمنازل المسكونة وغير ذلك، ولكن هذا الأمر أكبر مني). ما معنى أنك لا تؤمن بالماورائيات؟ هي عامة في إنكار كل ما كان غائبًا عنك من جنٍّ وملائكة، لكن باعتبارك ذكرت هذا في معرض كلامك عن الجن، يتم تخصيص إنكارك في الجن وحدهم دون الملائكة، فالأصل أنك مؤمن ولا ننسب إليك عدم الإيمان بشيء لم تصرح أنت بأنك لا تؤمن به...، قلتَ بعد هذا: (لا أؤمن بالمنازل المسكونة)، قل لي يا أديب، هل تصلح الجملة لتخصيص عموم ما قلته في البداية؟ لا تؤمن بالمنازل المسكونة، يحتمل لعدم إيمانك بالجن من أصلهم، ويحتمل لأنك لا تؤمن بسكناهم للمنازل مع إيمانك بوجودهم... والقارئ لا يملك أن يفسر عبارتك هذه إلا على ضوء اعترافك الصريح العام بعدم إيمانك بالجن الذين هم جزء من الماورائيات!!!
ثم لماذا لم تعترض حينها على العنوان الذي وضعه الموقع لاستشارتك، بعد أن فهم واضعه كما فهمتُ أنا (أنك لا تؤمن بالماورائيات، وليس بتلبس الجن)؟
كأنك أنت الذي لم تحسن التعبير!
لقد اضطررتني يا محمد أن أجيبك إجابة أقسى من الأولى، ولكن عليك أن تتحمل النقد في سبيل تصحيح المسار، وإذا كان الإمام الشافعي يقول:
كلما أدبني الدهرُ أراني نقصَ عقلي
وإِذا ما زِدتُ عِلْماً زادني عِلْماً بجهلي
فنحن أولى أن نقولها ولا عيب في هذا، وكان أساتذتنا يقولون لنا: إذا نال الشخص الدكتوراه، فقد وضع رجله في أول طريق العلم.
ويتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>> موسوس علمي لا يؤمن بالماورائيات! م2
التعليق: يبدو أن الموقع صحح ضمير المخاطب في نص الاستشارة فلم يعد جوابي ذا معنى، وأنوّه إلى أن محمد خاطبني في استشارته على أني ذكر ولست أنثى، وفي الاستشارة السابقة تم التصحيح أيضًا.
ومن باب الاستطراد في ذكر التصحيحات لفت نظري كلمة (آتني) وإنما كتبتها أنا (إيتني) كما في الآية الرابعة من سورة الأحقاف قال تعالى: ((ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) وتُقرأ الكلمة: إيتوني...
وفي الحديث الشريف وردت كثيرًا أيضًا.