اضطراب مرهق غير محدد أم توهم!
بسم الله الرحمن الرحيم، تحية طيبة وبعد أو في البدء أن أشكر شكر عميق كل القائمين على الموقع الذي وبالصدفة المحضة قابلني خلال بحثي عن مشكلتي إلا أن ثقتي في الله وفي القائمين على الموقع من الأطباء الأفاضل دفعتني للكتابة,
في البدء وبنبذة بسيطة أنا شخص كبير في السن 33 عام أعزب والحمد لله أعمل في وظيفة مرموقة وفي وضع اجتماعي (ظاهريا) جيد جدا والحمد لله, بدأت مشكلتي والتي أعياني البحث عن مسمى لها منذ الصغر تقريبا منذ السابعة من العمر حين انتقلنا من بلدنا الأم للعيش مع والدي حفظه الله في بلد آخر ولا أحاول أن أضع عليه اللوم كثيرا لكن منذ تلك السن كنت أعاني من رهاب اجتماعي وضيق شديد في التجمعات الاجتماعية لا أجد له في تلك الأيام أي تفسير كما كنت أعاني أيضا من الخوف الشديد من الظلام بكل ما تحمله الكلمة بدأت منذ الصغر في محاولة عبثية وطفولية بأن أخبر والدي بما يحدث لي من خوف لكن طريقة الوالد في التعامل معها كانت إما الضرب (كان الضرب أكثر ما يكون بخصوص المواضيع الدينية والصلاة) أو الزجر أو حتى قليل من التحقير بغير قصد ربما, بدأت شيئا فشيء أميل لكره شديد لكل ما يصدر من والدي أيا كان التصرف حميدا أو سيئا فبرغم أن خوف الظلمة لم يكن أهم مشاكلي بل كان الخوف من أي حدث اجتماعي (لا أخاف الاختلاط بالناس لكن أفضل عدم الاختلاط للقناعة الداخلية بعدم تقبلهم لي)
كان والدي (غفر الله له) بما أني الأخ الأكبر بين ثلاثة أخوة قليل الكلام معي جدا جدا أغلب الكلام إما أمر بفعل شيء أو نهي عنه ففضلت أو ربما لا إراديا (لا أدري) الانطوائية الشديدة قلة الكلام مع كل من حولي واتجهت للقراءة (قراءة كل ما يتعلق بعلم النفس, المنطق, الفلسفة, الفلك, الماورائيات) لا أدري لماذا وتحديدا تلك المسارات من الكتب, في المرحلة الثانوية من عمري الدراسي ترك والدي العمل اختياريا واراد العمل الحر في هذا البلد الصارم ومع الأسف تكللت كل محاولات العمل الحر بالفشل المادي حتى بدأت والدتي بالعمل لسد كثير من احتياجاتنا واتجه والدي للعبادة والدين أكثر! ما حمل حياتنا كثير من الجهد العقلي والنفسي مما زاد من حدة صمتي حتى أن من يرى حياتنا من الداخل يعتقد أني ضيف في أسرتي تحديدا في علاقتي بوالدي
(سمعت في إحدى المرات من والدتي أنه كان متأكدا من أني ابن عاق) وأن إخوتي الأصغر مني أفضل لم ألقي بالا كثير بالمقولة تلك بل التزمت الصمت أيضا, حين عدت إلى بلدي الأصل لإكمال دراستي الجامعية في الهندسة (وقتها وبما أني أكبر إخواني وبسبب ترك والدي العمل عانيت كثيرا جدا لإكمال دراستي وقد حدث أن ضاعت سنتين تأخير لا بسبب إهمال دراسي والحمد لله لكن بسبب مادي) (أحمد الله كثيرا جدا على كل الأصدقاء المقربين الذين تعرفت عليهم خلال حياتي الجامعية وعوائلهم فقد أثرت كثيرا جدا في تكوني), رغم أني شخص قليل الكلام كثيرا داخل المنزل إلا أني وبعد التعرف على أصدقاء لي في الجامعية تحولت لشخص كثير الكلام كثير الخروج من المنزل كثير العلاقات مع أقراني الذكور فقط قليل التعامل مع الإناث ربما بسبب مشكلة الوزن الزائد والسمنة التي كنت أعاني منها والخجل وفقد الثقة! (أيضا غير متأكد),,
بعد إكمال دراستي الجامعية رجعت لنفس الدولة التي أعيش فيها الآن مع أسرتي ورغم إحساس جميع من حولي في الأسرة بأني شخص لا يمكن الاعتماد عليه إلا أن الأمور سارت عكس ما يتوقعون فكنت والحمد لله المعيل للأسرة ولكل احتياجاتها المادية لدرجة أن كل ما يدخل جيبي من عملي كان فقط ما يكفي للوصول للعمل في اليوم التالي (لست نادما ولا متحسرا يعلم الله) استمر هذا الوضع حتى أن كثير من من أعرفهم اتهمني بالفرط الزائد في التضحية على حساب حاجاتي الشخصية ذلك بعد ما تزوج أخي الأصغر مني مباشرة بعد تخرجه وانقطعت علاقاته بنا شبه تماما (يحمل شخصية نرجسية وهذا موضوع آخر), وبالرغم من كل ذلك إلا أنه وبفضل الله أني لم أكن ذلك الشخص العاق أو المستهتر تجاه أسرته والحمد لله ما زلت متماسك تجاه كل الواجبات الأسرية المادية وحتى النفسية في حال المرض لأد الأفراد في الأسرة,
أعتذر عن الإطالة والأسهاب في سرد جزء بسيط من الماضي وأود أن ألخص بعض النقاط علها تساهم في توضيح ما أريد قوله
الشعور الزائد (مفرط) بالاهتزاز في الثقة تجاه أي محيط اجتماعي (منذ الصغر وأنا أعاني من سمنة مفرطة, الحمد لله تغلبت عليها في الكبر بالتمارين والانتظام الغذائي نوعا ما! لكني أكره جسدي جدا جدا) رغم القدرة على تخطي هذا الاهتزاز ظاهريا في أي محيط (قدره لا أدري كيف ولماذا علي التخفي النفسي إن صح التعبير!)
كثرة الانشغال بتحليل المشكلة النفسية حتى الإدمان هل أنا مريض اضطراب شخصية شبه فصامية أم اضطراب الشخصية التجنيبية أم أكثر أم أقل؟ حيث أعاني من أعراض الاضطرابين بشدة والله أعلم
الشعور الداخلي القوي جدا بأني لابد من أن أمتنع عن الزواج بشكل طبيعي (حيث في الأساس لا توجد لدي علاقات عاطفية أو غيره مع النساء شبه معدومة اللهم إلا من بعض زميلات الدراسة في حدود الزمالة) والسبب الرئيسي في هذا الامتناع عدم الرغبة في تكررا أو إنتاج عائلة مشوهة ومتفككة أو الإضرار بأبناء لا ذنب لهم في والد مريض أو الإضرار حتى في امرأة لا ذنب لها في الارتباط بشخص مريض نفسي (غير مؤذي للآخرين لكن مؤذي جدا لنفسه)
رغم الشعور والإحساس ومحاولة الإقتناع وإقناع النفس بعدم الارتباط والزواج إلا أن الرغبة الداخلية في ذلك أحيانا بل غالبا ما تولد شعور بالاكتئاب الشديد حد الإحباط واليأس
محاولة قوية واجتهاد وخوف من الخطأ في أي محفل اجتماعي, عملي, أيا كان, قد تلاحظ هذا حتى في كتابتي لمشكلتي (أول مرة أتحدث فيها عن مشكلتي النفسية مع أحد أو حتى أكتبها)
لا أدري هل هي إصابات ذهانية أم ماذا تسمى لكن اختلال في مفاهيم الجنس أو وسواس قهري باضطراب الهوية الجنسية رغم الرغبة الشديده في إقامة علاقة سوية مع امرأة (لم أمارس الجنس لا الطبيعي ولا الشاذ والعياذ بالله في حياتي) اللهم إلا العادة السرية والمواقع الإباحية وكانت إدمان متقطع جدا وأحاول جاهدا التخلص التام منها (مشكلة الجنس مصيبة أخرى أعاني منها لا أريد الأسهاب فيها)
القلق الشديد والخوف النفسي الشديد بعض الأحيان وكثيرا في لا شيء تماما لا شيء (تبدأ النوبة مع أقل مشكلة اجتماعية أو أي مشاكل حياتية أواجه المشكلة بكثير من الصبر الخارجي أمام الناس والسعي لحلها لكن ما أن أختلي بنفسي حتى يبدأ الشعور بالقلق المزمن أيضا أصبحت أعيش في انتظار المشاكل لتحدث أنباء بها قبل حدوثها حتى ولو خيال (في حالة مستمرة من الشعور بوقوع مصيبة وانتظارها سؤا في الحياة العملية أو الاجتامعية)
معاناة شديدة في النوم بين قلة وانعدام بعض الأحيان وهذه المعاناة متقلبة
المجاملة الزائدة والمفرطة على حساب نفسي تجاه أي أمر يخص الآخرين أترك عملي لأتحدث مع الآخرين حتى لا أحرج أحد أو أترك مايسعدني أيا كان وإن قلة الأشياء التي تسعدني أساسا لكن أتركها لأساعد أي كان بأي شكل سواء كان من الأهل أو من الأصدقاء أو الأقارب أو حتى الغرباء وتفضيل الآخرين وتقديمهم على حساب شخصي!
يراني كثيرون ممن هم على علاقة بي على أني شخص مميز بالصبر وطول البال والعلم والوعي أو ربما يعتقدون ذلك (لست متكبرا ولا عنجهيا بل على العكس تماما أحاول بكل ما أوتيت من قوة مساعدة الآخرين أيا كانت المساعدة ولا أتوقع أو أتمنى وأختار أن أعتم أمنيتي للمساعدة)
قد أعيد هذه النقطة لكن برغم المحاولات الخجولة جدا والضعيفة للتعرف بالنساء لاختيار زوجة أواجه صعوبة قد لا أستطيع توصيفها في فكرة بما أنه سيتم رفضي مسبقا فلا داعي للمحاولة (قد حاولت أكثر من مرة التعرف لكن تنتابني نوبة من الهلع والضيق في التنفس عند محاولة مخاطبة أي امرأة خارج محيط الأهل والأصدقاء وهذه العادة قد خفت كثيرا بعد المراهقة لا أدري لماذا)
كثرة الكلام مع النفس وفتح حوارات مطولة وحل مشاكل معقدة وهمية غض النظر عن نوع المشاكل كخليط من أحلام يقظة أو من محاولة العيش في عالم وهمي يتقبلني كما أنا وأرتاح فيه نفسيا أكثر من العالم الواقعي بكثير
تعريف مشوش جدا للرجولة مبني على ما حولي من أصدقاء وقدرتهم على التعرف على النساء لا على قدرتهم على تحمل المسئولية (رغم أني أحس أنني أستطيع تحمل أي مسئولية تلقى علي أو أنه إحساس وهمي!)
أعتذر جدا عن الإطالة الشديدة فقد أعياني البحث عن مسمى مشكلتي وعن علاج لها
إن كان لها علاج نفسيا أو دوائيا أم أكتفي بالصبر!
23/10/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
نظرة عامة Overview للأعراض النفسية:
تشير الاستشارة إلى الإسراف بالشعور بالقلق وتجنب التفاعلات الاجتماعية التي من شأنها إنتاج أزمات نفسية. لا يوجد دليل في الرسالة على وجود أعراض قلق واكتئاب وصلت إلى عتبة اضطراب نفسي.
يشمل تجنب التفاعلات الاجتماعية والشخصية الفشل في الدخول في علاقات حميمية وخاصة مع الجنس الآخر. مع ذلك لا توجد إشارة إلى سلوك عدواني تجاه الآخرين بل وحتى إسقاط اللوم عليهم ويشمل ذلك محور الأزمة النفسية التي يعاني منها مستشير الموقع.
هناك إشارة إلى كثرة الكلام مع النفس ومحاولة تعقل واستيعاب حالة المستشير النفسية. هذا السلوك ليس مرضياً بحد ذاته وكثير الاستعمال في الحياة العامة يلتجئ إليه الإنسان بين الحين والآخر في حالة دخوله في أزمة شخصية أو مهنية.
لا يوجد في الرسالة أي وصف لأعراض ذهانية أو وجدانية ذات مغزى ونوبات الاكتئاب واليأس تبدو قصيرة المدى ومرتبطة بظروف بيئية.
عند هذه الفقرة يمكن الاستنتاج بأنه لا يوجد دليل على إصابة المستشير باضطراب عقلي.
المشهد النفسي الحركي Psychodynamic Perspective
ليس هناك ما يدعو إلى الشك بذكريات المستشير لطفولة تميزت بتعلق غير آمن ومتزعزع على أقل تقدير مع الوالد. صاحب هذا التعلق المتزعزع فترات سلوك أبوي تعسفي Abusive وعلى مدى طويل. كانت النتيجة النهائية لهذا التعلق الغير آمن زعزعة ثقة مستشير الموقع في حل أزمة الإنسان في الدخول في علاقة حميمية تتناسب مع تطوره الشخصي.
لم تساعد الظروف البيئية وانصراف الأب نحو العبادة في حل أزمة المستشير وتم تحميله بمسئوليات إضافية منعته إلى الآن من الشعور بالحرية بمعناها النفسي الحقيقي. بعبارة أخرى لا يزال مستشير الموقع بسبب ماضيه وحاضره متأزماً Conflicted بأزمات وجودية دفعته نحو العزلة Isolation بدلاً من الانتقال إلى مرحلة الدخول في علاقة حميمية Intimacy ولا يزال يحمل أثقال مسؤولية Responsibility تجاه العائلة وتجريدة كلياً من الحرية Freedom.
التشخيص
لا يوجد دليل على مرض عقلي أو نفسي.
التوصيات:
• ابتعد عن التحليل النفسي لمشاكلك ووصفك شخصيتك بالفصامية والتجنبية وغير ذلك. المصطلحات الطبية النفسية لا تساعد أحياناً الإنسان على تجاوز أزماته.
• وصفت الأخ الأصغر بالنرجسي. لا أعرف عنه شيئاً ولكنه بالتأكيد فعل ما كان يجب أن تفعله أنت وتنقل من مرحلة إلى أخرى في حياتك بدلاً من الإسراف في البحث عن تفسير نفسي وفلسفي لمشاكلك.
• لا أعرف بالضبط ظروفك العائلية ولكن العائلة بصراحة ليس من مصلحتها النظر في مشاكلك الشخصية لأنهم لو فعلوا ذلك سيدركون بأن عليهم العودة إلى الماضي والعودة لا تساعدك على حل مشاكلك الشخصية ومشاكلهم البيئية. بدلاً من ذلك قرر الوالد الذي فشل في سد احتياجاتك الشخصية والنفسية التوجه نحو العبادة بدلاً من محاولة تعويضك عن سلوك تعسفي لا تزال تعاني من نتائجه إلى الآن.
• لا ينفع معك أي عقار ولكن الحديث مع معالج نفسي ربما سيعطيك الفرصة للتعبير عن الألم ووضع الخطوط العريضة لتغيير مسيرتك في الحياة.
• تغيير المسيرة يعني الانتقال Moving On إلى مرحلة أخرى. أنت على مستوى ثقافي وفكري مرموق ولا شك بأنك وصلت إلى مرحلة التنفيذ للانتقال بعد البحث والدراسة لذلك كتبت إلى الموقع. أما كيف تفعل ذلك فهذا هو اختيارك ولكن المهم أن تنفذ وتفعل ما يجب أن يفعله رجل دخل العقد الرابع من العمر ولا يزال في مقتبل العمر وليس كبير السن.
وفقك الله.
واقرأ أيضا:
الرهاب الاجتماعي من مصر إلى ألمانيا
رهاب أولي السلطة قلق الأداء واللسان المعقود
الرهاب الاجتماعي في ضحايا العنف المنزلي
هل ما أعاني منه هو الرهاب الاجتماعي ؟
رهاب اجتماعي... ومشاكل لا نهائيـة
الرهاب المختلط ساحة واجتماعي!