سؤالي للأستاذة رفيف عن تكبيرة الإحرام
هل يجوز فقهيا الدخول في الصلاة بدون تكبيرة الإحرام إذا كان فيها مشكلة يعني أنه مع تطور هذه المشكلة يصل الأمر إلى انعقاد اللسان عند قولها بشكل غريب وأظل واقفة أحاول قولها ولا تخرج
هل يمكن حينها إذا فشلت في قولها أن أدخل في الصلاة بدونها؟؟
طبعا مع السعي في حل هذه المشكلة جديا لكن بشكل مؤقت
وكذلك سألت مرة فقالت لي إحدى المعلمات أنه يمكن ذلك ولكن لابد أن أضيف ركعة زيادة على اعتبار أن طلوعي للركعة الثانية تكون بمثابة تكبيرة الإحرام وتصبح الركعة الأولى بدل الثانية فأضيف ركعة في النهاية؟؟؟
حاولت أجرب ذلك لكن لأني لا أعلم الدليل الذي استندت عليه هذه المعلمة في كلامها فأخاف من أن يكون كلامها خاطئ وأن الصلاة تصبح كلها باطلة
أرجو الإفادة
5/11/2014
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا على مجانين...
يسقط التكبير عن العاجز عنه، لكن إن استطاع تحريك لسانه وشفتيه كالذي يقول: (الله أكبر)، دون إخراج صوت فعليه أن يفعل، فإن عجز حتى عن تحريك اللسان والشفتين فيكفيه نية الدخول في الصلاة دون التكبير...، فإن كانت –كما ذكرتِ- لا تخرج التكبيرة معك مهما وقفت وحاولت، فيمكنك الاكتفاء بتحريك اللسان والشفتين، أو ترك التحريك إن عجزت عنه أيضًا، والابتداء بالفاتحة فورًا.
لكن أنا أسأل الدكتور وائل الآن: كيف سيكون العلاج السلوكي حينئذ والتمرين على التكبير؟
بالنسبة للمعلمة، المعروف أن الذي يريد ابتداء الصلاة لابد أن يكون ناويًا للدخول فيها؛ وعلى هذا التكبير الذي يريد به المصلي القيامَ من السجود، وليس ابتداء الصلاة، لا يقع عن تكبيرة الإحرام التي يريد بها الدخول في صلاته...
ولو فرضنا أن الموسوس خطر في باله وهو يقوم من السجود، أنه الآن سيدخل في الصلاة بتكبيرته التي يقولها، وحسبناها نية له، فإن تكبيرة الإحرام يجب أن تكون حال الوقوف، ولا يصح قولها أثناء عملية الانتقال من السجود إلى القيام. أعني بعد أن تستوي قائمة تقولين: الله أكبر بنية الدخول في الصلاة، وليس أثناء ارتفاعك للقيام. حينها ستكون الركعة الأولى عبارة عن عبث، أو طقوس يقوم بها الموسوس قبل تكبيره للصلاة!! ولا أظن هذا يصلح علاجًا.
ما رأي الدكتور وائل في هذا أيضًا؟
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت الفاضلة "Samerra" أهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، الأخت المستشارة الفاضلة رفيف الصباغ الوسوسة في تكبيرة الإحرام واحدة من وساوس البدايات -أي بداية العبادة- وتبدأ من الوقوف برهة قصيرة أو طويلة بعد القيام للصلاة والتوجه للقبلة استعدادا للتكبير وانتظارا للتركيز وصفاء الذهن من الخواطر الحياتية وربما وقع المريض أسير محاولةٍ –غالبا ما تفشل- لدفع تلك الخواطر أو الصور الذهنية التي قد تكون عادية المحتوى أو جنسية أو كفرية، لكن محاولة طردها من الوعي محكوم عليها بالفشل، أو عدم القدرة على صرف الانتباه عن ما حوله من أصوات...إلخ.، بما يجعل البعض يتردد في التكبير والبعض يحسب أن عليه تكرار التكبير أو تكرار الوضوء، ويؤدي ذلك في كل الأحوال إلى إطالة المدة اللازمة للدخول في الصلاة وإن بدرجات متفاوتة، كما يمكن أن تتخذ الوسوسة في تكبيرة الإحرام شكلا آخر هو التركيز على مخارج الحروف والتكرار بسبب ذلك أو الشك في وقوع التكبيرة موضعها من القلب أي الخشوع فيها، وبعضهم يشك هل كبر أم لا؟ وبعضهم يجد نفسه مضطرا إلى رفع صوته عاليا بالتكبير لعله يستشعر الخشوع اللازم في قلبه أو ليسهل تذكر أنه كبر عندما يأتيه الوسواس أثناء الصلاة بأنه لم يكبر!
في مرحلة مبكرة من وسواس تكبيرة الإحرام تكون مشكلة المريض غالبا هي التكرار و/أو رفع الصوت، وتضييع الوقت والجهد، ويكون الدافع وراء قهوراته الاستباقية هو الخوف من وسواس يداهمه أثناء الصلاة أو بعدها بأن التكبيرة لم تصح أو لم تقع أو بطلت بشيء أو بآخر، وبعض المرضى يجدها في صلاة الفرض وليس النوافل، وفي جميع هذه الأحوال يكون التعرض هو التكبير والدخول في الصلاة مباشرة بعد قرار بعدم فعل أي من الأفعال الاستباقية التي يفعلها المريض بهدف التهيؤ والتثبت من الصلاحية للتكبير، ثم بعد ذلك إهمال وسواس أن التكبيرة لم تقع تماما بل اعتبار حدوث الوسوسة في التكبيرة دليلا على أنه أحسنها، ثم في حالة من يجد صعوبة في التركيز وصرف الانتباه عن الأصوات البيئية من حوله يكون التعرض بتعمد الصلاة في وجود الآخرين مثلا.
أما في المراحل المتأخرة من وسواس تكبيرة الإحرام فكثيرا ما تكون الإعاقة شديدة تصل إلى حد ما تصفه صاحبة المشكلة من العجز أصلا عن التلفظ بتكبيرة الإحرام.... ويكون التعرض هنا تعرضا للصلاة دون تكبيرة الإحرام أي تعرضا للوسواس بأن التكبيرة لم تقع أو أن ذلك لا يصح... وما يحدث في التجربة العملية مع أغلب هؤلاء المرضى هو أن القناعة بأن إمكانهم الصلاة دون تكبيرة الإحرام ما داموا عاجزين عنها هذه القناعة تؤدي مع ممارسة الصلاة دون تكبير إلى زوال العجز عن التكبير... الإعفاء من التكبير هنا ليس هروبا من الوسواس بل تعرضٌ له، أتمنى أن أكون قد وضحت التساؤل الذي شغلك يا أستاذة رفيف وأتفق معك تماما في أن ما تنصح به تلك المعلمة من صلاة ركعة قبل الدخول الفعلي في الصلاة ليس إلا شكلا مبتكرا من الطقوس الاستباقية فضلا عن عدم صلاحيته شرعا كما تفضلتم بالتوضيح.
التعليق: جزاكم الله خيرًا، جواب جميل، سررت بهذا الشرح واستفدت منه