وسواس الاستنجاء
السلام عليكم..
أنا مصابة بالوسواس القهري منذ مدة .. بدأ معي في الصلاة ثم الوضوء ثم الأصعب وهو الطهارة .. لقد دمرني ذلك الوسواس فأنا في أهم مرحلة دراسية في حياتي .. بدأت أحارب وسواس الصلاة والوضوء وقد تحسنت تجاههما إلا أني ما زلت أكرر الآيات أحيانا وأخطئ قي عدد الركعات.
أما وسواس الطهارة فإنه ما زال يطاردني ويصعب علي التخلص منه، فإن مشكلتي صراحة هي الاستنجاء.. لقد قرأت مرة فتوى تقول دخول الماء إلى باطن الفرج وخروجه ينقض الوضوء ويعد نجسا يجب الاستنجاء منه .. إلا أني لم أستطع أن أميز ظاهر الفرج وباطن الفرج فتسبب ذلك لدي بحالة صعبة أدت إلى انهياري .. ولم أستطع أن أجد من يفهم مشكلتي فظللت أتبع الوسواس حتى أتعبني جدا..
ثم الحمد لله حلت تلك المشكلة وبدأت أعرض عنه ولكن بدأت تراودني الأفكار أنني لا أنظف نفسي بشكل جيد في الاستنجاء .. أنا أخشى أن أسترسل مع ذلك الوسواس. ويجرني إلى ما كنت عليه من إطالة المكوث في الحمام فقد وصلت إلى مرحلة البقاء لنصف ساعة وساعة أحيانا من الاستنجاء .. كيف أحارب ذلك الوسواس؟
كيف أستنجي؟؟
ساعدوني
10/11/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فرح"، جعل الله تعالى أيامك كلها عامرة بالسرور والفرح.
من الجيد محاولاتك في إهمال الوساوس والتخلص منها، لكنك أنقصت جزءًا مهمًا من العلاج وهو الذهاب إلى الطبيب .. فأنت تتعبين كثيرًا، ووسواسك يهرب من فكرة ليتمسك بأخرى، فلابدّ من خبرة علمية تساعدك على تجاوز ذلك، لا ألومك على عدم ذهابك، فمن في مثل سنك يصعب ذهابهم إن لم يجدوا معونة وتشجيعًا من الأهل، لكن من الآن ضعي فكرة الذهاب إلى طبيب ضمن أولوياتك ولا تتأخري في تطبيقها.
بالنسبة لفتوى دخول الماء إلى باطن الفرج التي ذكرتِها في استشارتك، هي صحيحة نظريًا أعني من حيث الحكم الشرعي، لكن حدوثها نادر ويحتاج إلى تكلف وقصد، أضيفي إلى أن نجاسة الماء غير متفق عليها، فهناك من يقول بطهارته...
وما يهمنا هو أن دخول الماء إلى باطن الفرج لا يكون بهذه السهولة، والسبب أن كل ما يصل إليه الماء أثناء الاستنجاء – وهو الذي يظهر إذا كنت في وضعية القرفصاء - يسمى ظاهر الفرج .. وكل ما لا يصله الماء أثناء الاستنجاء – ولا يظهر حتى في وضعية القرفصاء - يسمى باطن الفرج .. فلا يوجد شيء اسمه: دخول الماء إلى باطن الفرج أثناء الاستنجاء، لأن ما يدخله في تلك الوضعية يكون ظاهرًا...، ولا يمكن إدخاله إلا بتكلف وباستعمال وسيلة أخرى غير اليد في الاستنجاء. فأرجو أن تمحي هذه الفكرة من ذهنك نهائيًا لاستحالة حدوثها معك.
أما تنظيف النفس أثناء الاستنجاء، فلا يحتاج إلى أكثر من جريان قليل من الماء على محل النجاسة، وهذا يتم في بضع ثوانٍ، فمجرد أن يحصل هذا قومي وأنت مطمئنة بأن المكان طهر، حتى إن لم تشعري بذلك في نفسك، لأن الموسوس لا يشعر باكتمال الفعل، فلا يعوّل على مشاعره الداخلية، المهم أن تأتي بالفعل في الواقع كما أمر به الشرع، وكما يفعله غير الموسوس عادة.
وأخيرًا: لا تستخدمي كلمة "أحارب" مع الوسواس، فهو أتفه من أن تنشئي معه حربًا وتبذلي لذلك جهدًا .. فقط أهمليه، واعتبريه غير موجود.
عافاك الله وشفاك، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
رشاش البول ومقدار ماء الوضوء
تنقيط البول : التهاب أم وسواس؟
ويتبع>>>>>>>: وسواس الاستنجاء وسواس النجاسة م