الخوف والتوتر بسبب الحرب
السلام عليكم وجزاكم الله كل خير عن المسلمين.
أنا شاب عمري 25 سنة أعاني بشكل دائم من القلق والتوتر من أي مشكلة، فمثلا: إذا حدث لي مشكلة في مكان عاني من خوف من الذهاب إلى هذا المكان مرة أخرى وعند أي موقف تزداد ضربات قلبي بشكل كبير جدا وارتعش وأتأتأ بالكلام .. وفي هذه الأيام قدر الله تعالى أن تشتعل الحرب في بلادي وأنا أعاني من خوف شديد جدا وكلما مرت الطائرات أتوتر جدا وأرتجف ويدق قلبي بسرعة كبيرة حتى أنني صرت حبيس المنزل وانخفض وزني بشكل كبير جدا، وأصبت باكتئاب والحمد لله على كل حال أنا أعلم أن الأعمار بيد الله وحده وأنه لم ولن يحل لي إلا ما كتبه الله لي ولكن لا أستطيع التأقلم مع الظروف الراهنة علما بأن أغلب أهل مدينتي تأقلموا مع الواقع ويعيشون حياة طبيعية جدا.
نصحني أحد الأطباء باستعمال عقار السيترالن لعلاج الخوف وأندرال لتخفيف أعراض الخوف.. فما نصحكم لي؟
نسأل الله أن يجعل عملكم متقبلا وأن يجزيكم خير جزاء عن المسلمين.
11/11/2014
رد المستشار
الأخ الفاضل "Abood" أهلا وسهلا بك على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية "مجانين.كوم" نقدم لك فيما يلي بعض المعلومات التي تفيدك في الفهم لما يحدث ومن ثم تعرف التصرف الأمثل :
سرد مبسط عن القلق
القلق شعور مبهم بالخوف، يكون حاداً (نوبات الفزع أو الهلع) قد يكون وقتيا أو مستمراً. والقلق قد يحدث عادة بدون سبب ظاهر، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة. الناس تعاني من القلق والخوف الطبيعي, وهذا شيء طبيعي أن يخاف الإنسان.. وخاصة عندما يكون الخوف انعكاسا لموقف يثير الخوف، ولكن الفرق أنه لا يحدث أي استجابات مرضية بعد عند الكثير. والإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي حين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المقابلة الشخصية ..الخطوبة.. يوم الامتحان......... يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح والتوجس والتوتر، كذلك تشمل الأعراض الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب والإحساس بالتنميل والشد العضلي. ويحد القلق المرضي من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن يكون المريض حبيس بيته (حتى أنني صرت حبيس المنزل) أو تجنبه المواقف (إذا حدث لي مشكلة في مكان أعاني من خوف من الذهاب إلى هذا المكان مرة أخرى)التي قد تؤدي إلى زيادة قلقه.
أما الرُهاب فهو عبارة عن حدوث مُتكرر لأعراض القلق النفسية أو الجسدية بشكل مُفرط وغير واقعي كردة فعل لوجود شيء مُعين أو موقف يخاف منه المريض ويُحاول تفاديه كلما أمكن ذلك.
يتميز الرُهاب بملمحين رئيسيين:
1. اجتناب Avoidance الشيء أو الموقف المُسبب للقلق.
2. القلق المُتوقع Anticipatory Anxiety حدوث القلق فقط عند توقع مُواجهة الأشياء أو المواقف التي يخافها المريض.
ورهاب الأماكن المفتوحة أو الساحات هو أحد أنواع القلق. خوف من حصول نوبات الهلع في مواقف أو حالات قد يكون الهروب منها صعباً (أو مُحرجاً) أو لا تكون المساعدة ممكنة في حال حدوث نوبة هلع غير متوقعة أو أعراض شبيهة بهجمة الهلع.
القلق النفسي العام
هو نوع من القلق. يعرف على أنه التوتر وانشغال البال لأحداث عديدة لأغلب اليوم ولمدة لا تقل عن ستة أشهر, ويكون مصحوباً بأعراض جسمية كآلام العضلات والشعور بعدم الطمأنينة وعدم الاستقرار. ويضعف التركيز واضطراب النوم والشعور بالإعياء. وهذه الأحاسيس كثيراً ما تؤثر على حياة المريض الأسرية والاجتماعية والعملية، وغالباً ما يصيب الأعمار الأولى من الشباب ولكنه يحدث لجميع الأعمار.
قلق الكرب (اضطراب ما بعد الصدمة)
(1) أن يكون الشخص خَبِرَ أو شهد أو واجه حادث أو حوادث تضمنت موتاً فعلياً أو تهديداً بالموت أو أذى خطير؛ أو تهديد السلامة الجسدية للذات أو الآخرين.
(2) أن تكون استجابة الشخص قد تضمنت الخوف الشديد أو العجز أو الترويع. ملاحظة: قد يعبَّر عن ذلك عند الأطفال بسلوك مشوش أو سلوك متهيج.
الحوادث المؤلمة التي قد ينتج عنها اضطراب الكرب ما بعد الصدمة
• الحروب بكافة أشكالها
• التعرض للنيران الكثيفة والانفجارات وأزيز الطائرات
• ارتكاب الأعمال الوحشية الدموية كالمجازر
• رؤية صور القتلى والأوصال والأشلاء وأعضاء الجسم المقطعة
• السلوك اللا إنساني مثل التعذيب في معسكرات الاعتقال أو السجون
• الخطر المستمر للجنود والمقاتلون ويعانون قسراً من مشاهد موت أصدقائهم
• القتال المسلح العنيف أو هجمات إرهابية، وما يخلفه من الدمار في الأرض والثروة والممتلكات
• الكوارث الطبيعية
• حوادث السيارت والطائرات
• موت أشخاص أعزاء
• سوء معاملة الشخص منذ الطفولة وتعرضه للأذى الجسدي والنفسي والاغتصاب.
هُناك عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر قابلية وعُرضة للإصابة بأعراض واضطرابات القلق من غيرهم ومنها: النساء أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات القلق من الرجال ونسبة الإصابة بالقلق في النساء إلى الرجال هي 2:3 في جميع المراحل العمرية، واضطرابات الهلع تزيد في العمر ما بين منتصف العقد الثاني والثالث (15-24 سنة) ومنتصف العقد الخامس والسادس (45-54 سنة). الشخصية القلقة (حساسة) أكثر عُرضة لاضطرابات القلق. الضغوط والتوترات الحياتية مثل الوضع المادي المتردي في ظل أوضاع اقتصادية متقلبة والتفكك الأسري وموت إنسان عزيز والامتحانات, الأمراض الجسدية أو الخوف من الأمراض يُصاحبها القلق. أما ماذكرته في رسالتك من الأوضاع الأمنية المتردية والخطر الذي يعيشه اليمنيون من خوف الاقتتال, مع الاحتراب الدائر في بعض المناطق اليمنية وسماع أصوات المدافع وأزيز الطائرات .... يكون سببا فيما تعانيه أنت وكثير من اليمنيين وخاصة الأطفال والنساء.
عزيزي...
ما تعانيه قد يندرج تحت ما يسمى بالرهاب من الأماكن المفتوحة أو رهاب الساحات.. ولهذا أنت تتجنب الخروج أو التردد على هذه الأماكن. ولهذ السبب تخشى الحدوث المُتكرر لأعراض القلق النفسية أو الجسدية التي ذكرتها. ولربما الخوف من نوبات الهلع (مشاعر خوف وذعر شديد وخوف من خطر), وأثناء هذه النوبة تتسارع دقات القلب ويقصر أو صعوبة النفس وبألم في الصدر وإحساس بالاختناق وتنميل في الأطراف, ويشعر المرء بدوار ودوخة أو إغماء وارتجاف في يديه وساقيه وتصبب العرق. وحدوث نوبات باردة وأخرى سخونة بالجسم واحمرار الوجه والرقبة. وكذا إحساس المرء بعدم القدرة على السيطرة على أفعاله وخوفه من الموت أو الجنون.
تحدث هذه الأعراض فجأة وبدون سبب محدد وأغلب المرضى يشعرون كأنها ذبحة صدرية أو أزمة قلبية أو مرض طبي خطير. ويكون الخوف من حدوثها مرة أخرى, وهذا فعلا ما يحدث. ونوبات الهلع تعتبر حالة شديدة مرعبة تستمر لدقائق ثم تختفي وخلالها يصاب الإنسان برعب شديد وقلق حاد وانزعاج وتصل النوبة إلى ذروتها خلال 10 دقائق وهي تتضمن 4 على الأقل من الأعراض التالية:
• خفقان Palpitations و تسارع ضربات القلب (ضربات قلب سريعة وعنيفة)
• التعرق Sweating.
• الارتجاف Trembling أو الاهتزاز Shaking. (ارتعاش الأطراف)
• ضيق النفس Shortness of Breath.
• الاختناق Choking. (إحساس بالاختناق)
• إنزعاج أو ألم في الصدر
• غثيان Nausea أو ألم في البطن.
• دوخة Dizziness أو عدم الثبات Unsteadiness أو إغماء Faintness
• تبدد الشخصية Depersonalization أو الغربة عن الواقع Derealization
• الشعور بعدم القدرة على التحكم وأن المريض سيفقد عقله (الخوف من الجنون).
• الإحساس بالخدران تنميل في الأطراف Numbness أو النخز Tingling
• احمرار الوجه و العنق العابر Flushes أو نفضة Chills
ولكي يكون التشخيص أكيدا يجب أن تحدث:
• أربعة أعراض أو أكثر فجأة لتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق.
• في ظروف تخلو من خطر موضعي.
• لا يجوز أن تقتصر النوبات على مواقف معروفة أو قابلة للتنبؤ بها.
لا تقلق كثيرا, فحالتك ليست من الخطورة في علاجها, وكما أنه يوجد علاج. اذهب فقط إلى الطبيب النفسي المختص وسوف تجد الحل. فعبر عن خلجات نفسك وما تعانيه, وسوف يرشدك للعلاج.
مع خالص الاحترام.
واقرأ أيضًا:
الآثار النفسية للحرب والحصار
بعد 26 عام... خسائر الحرب اللبنانية