غيرة أم عشق
السلام عليكم؛
ولكم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، سأختصر قدر الإمكان، كنت قد عشقت قريبة لي، ولم أفاتحها بالموضوع-أعاني من رهاب قريب من الحاد-ومرت الأيام، واكتشفت أنها لا تميل لي على الإطلاق، فأخذت أقنع نفسي بنسيانها، ولم أعد أفكر فيها، وفعلا تغلبت على تلك الأحلام التي يتخيلها العاشق، ولم أعد أنظر إليها كعشيقة، لكن المشكلة أنني أحس في داخلي بغيرة شديدة عليها، غيرة عجيبة، إن تكلم أحد أمامي عن إعجابها بممثل أو بنجم من تلك البرامج الذائعة الصيت.
أحسست بنار تلتهب في قلبي، أحاول أن أحكم عقلي وأقول:أنا لا أعشقها، فلماذا أغار عليها؟
ولكن ذلك لم يجدي نفعا لا.. بل علمت أنها ستدرس السنة المقبلة في نفس كليتي، فإذا ما ذكرت ذلك، تخيلتها تمشي مع شاب، فإذا بنار الغيرة تحرقني، وكأن الموقف قد جرى أمامي..... الآن... ما المشكلة..اعتنقت 100% أنني لن أتزوج هذه الفتاة، فلماذا كل هذه الغيرة عليها؟؟
21/5/2004
رد المستشار
أهلا بك على صفحتنا، تعجبت فى البداية حينما قرأت أنك كنت تعشق قريبتك وهي في نفس الوقت لا تميل إليك!
ثم سألت نفسي كيف وصل به الأمر إلى العشق فى حين أنها لاتهتم به أصلاً، فرأيت أنه لديك تداخلا فى بعض المفاهيم وهي العشق والحب والاعجاب، لذا سأتناول كل مصطلح منهم على حدة:
أولاً: الاعجاب هو أن تقابل إنسانة فتعجبك من حيث الشكل أو التصرفات أو الأخلاق وهنا يمكن أن تعبر عن ذلك فتقول "أنا معجب بأدبها، أو أنا معجب بمظهرها...." أو قد تعجب بأكثر من جانب فيها معا،ً فالاعجاب مبني على العقل إلى حد كبير، ولذا من الممكن أن يكون الاعجاب من طرف واحد!
ثانياً: الحب يا سيدى يتضمن الجوانب الآتية: انظر فيها لترى هل تنطبق على علاقتك بقريبتك أم لا ومن هذه الجوانب: الاستمتاع برفقة الطرف الآخر، والثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر، والمساعدة المتبادلة والنجدة عند الحاجة، وفهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكه، والتلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر، والإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية، الدفاع والمناصرة أى الاهتمام والدفاع عن مصالحه والمحاولة الإيجابية لمساعدته على النجاح.
أما الحب الأفلاطوني نسبة إلى أفلاطون الفيلسوف فهو حب خالص مجرد من شبهة المنفعة والمصالح، حيث يكون حباُ مثالياً، وهو حب لا تشوبه أى رغبات جنسية. ويمكنك قراءة مقال أ.د.وائل أبو هندي: الحب في الجامعة بينَ الحلم والواقع الذى عرض فيه لمفهوم الحب العربي والغربي وأيضاً مفهوم آخر أطلق عليه "الخيال السابق التجهيز"، وينطلق بك المقال شارحاً أمور جديدة فى عالمنا العربى منها ظاهرة "الروشنة" و"انحسار الرومانسية"
ثالثاً: العشق فعلى ما أتصور أنه يضم بالاضافة إلى الحب صفتين أخرتين وهما: الافتتان ويعني ميل المحبين إلى الانتباه إلى المحبوب والانشغال به حتى عندما يتعين عليهم أن ينخرطوا في نشاطات أخرى، مع الرغبة في إدامة النظر إليه والتأمل فيه والحديث معه والبقاء بجواره. ويضم أيضاً الرغبة الجنسية وتشير إلى رغبة المحب في القرب البدني من الطرف الآخر ولمسه ومداعبته، وفي معظم الأحيان يتم ضبط تلك الرغبة لاعتبارات أخلاقية ودينية.
فعشق شخص من الجنس الآخر يعد مستوى أعمق من حبه!
أظن أن ما حدث هو إعجاب فى البداية ولكنه لم يستمر كإعجاب فقط ولكن يبدو أنك بدأت تحبها بل وتعشقها فى خيالك كما ذكرت "فعلا تغلبت على تلك الأحلام التي يتخيلها العاشق، ولم أعد أنظر إليها كعشيقة"، أى إما أن تكون قد فسرت بعض تصرفاتها "العادية" على أنها معبرة عن إعجابها بك وربما حبها لك أيضاً، أو أنك أخذت تتخيل أنكما تعيشان معاً قصة حب واستمريت فى هذا أو ذاك أو كلاهما لفترة، كما قلت أنت في رسالتك "........ ومرت الأيام"،
وقد طالت تلك الفترة نتيجة خوفك من احتمال رفضها لك وهذه الفترة هي ماجعلتك تتعامل مع قريبتك الآن وكأن "قصة الحب المتبادل" حقيقة حدثت بالفعل!! لكن الأمر حدث فى خيالك فقط وليس على أرض الواقع. لقد أحسنت حين استطعت التغلب على تخيلاتك، ولكن يبدو أن المشاعر تأخذ وقتاً أطول قليلاً فى التغلب عليها، وما عليك فى الفترة القادمة هو تغيير طريقة تفكيرك ومن ثم ستتغير مشاعر الغيرة، فحين تسمع أنها معجبة بنجم ما "هذا من حقها"، يا سيدي لا تكن كالقمر الذي لا يكف عن الدوران حول الأرض! بل انطلق إلى حياة أوسع وأرحب وأرض خلقها الله لك، اشغل تفكيرك وطاقتك فى هوايات وسيكون رائع جداً أن تجد فرصة عمل فى الصيف، كما سيفيدك كثيراً اتباع الخطوات المذكورة فى الرد على مشكلة بعنوان: التعلق والغيرة وحب التملك والشك , هل لها من حل ؟؟ واقرأ أيضًا ما كتب على الروابط التالية:
في علاج الغيرة : تهذيب مفاهيم
أهيم حباً
المصارحة بالإعجاب: حيرة عاشق
القلب الطاهر ينبض : حبا وطهرا
الحب على طريقة التيك أواى
حب التملك : تملك القلوب
وفى البحث عن الصداقة اقرأ: البحث عن الحب والصداقة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك،،
ويتبع........: فقط. أريد مضاجعته هل أحبهُ ؟