كلهن خائنات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب من محافظة من محافظات الأقاليم في الدلتا من أسرة متوسطة ماديا وإن كنا أفضل من باقي أهلنا .. من عيلة كبيرة وذات صيت ... اتخرجت سنة 2011 من كلية من كليات القمة ودخلت الجيش واشتغلت في شركة كبيرة بفضل الله بعد ماخرجت من الجيش بفترة قليلة جدا، بحكم شغلي أنا مقيم في القاهرة وبرجع بلدي كل أسبوع، بعد ما اشتغلت بسنة عرض عليا والدي الزواج من واحدة أصغر مني بخمس سنين ذات صلة قرابة قوية وكمان جيران ... ولقربهم منا عمري ماتخيلت إنها فيوم تكون زوجتي لأني دايما شايفها أختي.
بعد تفكير واستخرت قررت إنها فيها كل مقومات الزوجة اللي أنا أحبها وبدأت أقنع نفسي بيها وفعلا تمت الخطوبة في أجواء عائلية بسيطة والدنيا كانت سهلة ولطيفة جدا عشان بفضل الله سمعتي الطيبة ومستوايا العلمي والعملي اللي خلاهم طايرين بيا.
قعدنا مع بعض حوالي تسع شهور مفيش بينا غير حب جميل وعلاقة طيبة وكلام حلو، وبعدها بدأت ألاحظ بعض التغيرات من ناحية خطيبتي، يعني أوقات كتير بحسها مضايقة وبعد ضغط وأسئلة كتير تقولي ماما متضايقة .. طب متضايقة من إيه!!.. أسباب غبية وهايفة دايما. الموضوع تكرر ودايما بأسباب من سلونا إنها عار إنها تتقال أصلا ... أمثال ده مش بيجيب هدايا لخطيبته .. أمه بتعدي مبتقولش سلام عليكم ... أبوه بيهزر هزار رخم ... ده مبيجبش موسم!!!
كل ده في حين إني عمري ماقصرت معاهم في حاجة علي الرغم من إني بجهز شقتي في القاهرة وواخدة كل فلوسي لكن علي قدر استطاعتي كنت بجيبلها اللي أقدر عليه ودايما كانت بتظهر راضية ومبسوطة، والغريب إن الكلام ده كنت أسمعه من خطيبتي وأروحلهم البيت ألاقي الوش اللي بيقابلني من أمها عادي جدا وبشوش وإن كنت دايما بحس إن وراه حاجة، مع الوقت لقيت الكلام بيوصل لدرجة إنها تقولي دول عاوزين يفرقونا عن بعض واعمل حاجة واتصرف ولنفس الأسباب الهايفة لدرجة إني كنت بقولها انتي عبيطة؟ دول حتي هينكسفوا يقولو الخطوبة اتفسخت عشان الأسباب المتخلفة دي.
ووصلت إني أقولها أنا عارف إن أمك كارهاني لكن أنا مش هكرهها، لكن هحاول أخليها تحبني لدرجة إني جبتلها في عيد ميلادها هدية مكلفة جدا وقيمة، المهم للأسف ما انكسفوش وفجأة ومن غير مقدمات لقيت الشبكة راجعالي وكل شيء قسمة ونصيب، صدمة شديييييييدة جدا وألم رهيب وإحساس بالرخص والغدر والخيانة،
ومع الأسباب اللي اتقدمت والمذكورة قبل كدة واللي مكانتش مقنعة إطلاقا بالنسبة لي، المهم بفضول وألم بدأت بطرق غير مشروعة أشوف رسايل الفيس بوك بتاعت خطيبتي لعلها تقول لحد من قرايبها هي سابتني ليه فعلا .. وللأسف الشديد لقيت محادثة مع حد قريبها بتقولو ردا علي مواساته ليها إنها أصلا اللي فركشت وهي اللي خلصت الموضوع وإنها كانت ضايعة ولقت نفسها ورجعتلها ضحكتها بعد ما سابتني!!!
اللي بتتكلم دي كنت لو مصحيتهاش عشان تشوفني وأنا معدي من قدام البيت أول الاسبوع وأنا مسافر كانت تضرب معايا خناقة!!!! وده أبسط مايمكن أن يقال ... ده باعتبار إننا كنا عصفورين في جنة الحب "كنت متخلف"
النتيجة... إحبااااااط .... حزن شديييييييد علي نفسي اللي صعبانة عليا ... والأكبر من كدة انعدام ثقة في جنس الحريم تما لدرجة تشعرني بالاشمئزاز منهم، ده غير انعدام ثقة في نفسي أنا شخصيا في حين إنهم كانو طايرين بيا في أول الخطوبة.
12/11/2014
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الأخ الكريم: "أحمد"
رغم أنني أستوعب تماما تلك المشاعر التي تشعر أنت بها الآن, إلا أنني قرأت رسالتك عدة مرات حتى أضع يدي على أهم النقاط بها والتي قد تكون مفاتيح تفسر بعض الأحداث وبذات الوقت هي نقاط تحتاج منك إعادة تقيم وفهم..
أولاً.. ما مررت أنت به هي قصة تكررت آلاف المرات وتتكرر كل يوم, إذن هي ليست حالة خاصة بك وبالتالي ما تشعر أنت به الآن من إحباط ويأس وفقدان الثقة بالنفس وبكافة بنات حواء شعور خاطئ تماما وعليك أن تترفق بنفسك وتمنحها ما تستحق من تقدير وثقة ولكي تتمكن من ذلك، تعالى سويا نحاول تحليل واستيعاب الموضوع بصورة عقلية وعملية.
ذكرت أنت أنك لم تكن مقتنع بالعروس وكنت لا تراها أكثر من أخت .. ولكن بعد تفكير وجدت أن (فيها كل مقومات الزوجة اللي أنا أحبها وبدأت أقنع نفسي بيها) فكان ارتباطك بها بعدما لاحظت أن بها الكثير من مواصفات الزوجة التي تتمناها أنت، ثم بدأت تقنع نفسك بها.. –ولكن- ماذا عن مواصفات الزوج أو الحبيب التي تتمناها هي؟؟ هل وجدتها هي بك؟؟ الإجابة أنت ذكرتها برسالتك (بفضل الله سمعتي الطيبة ومستوايا العلمي والعملي اللي خلاهم طايرين بيا) هل مكانتك العلمية والعملية والتي تجعل الأهل سعداء ويفخرون بها كعريس لابنتهم هي وحدها الصفات التي تتمناها العروس فتسعد بها وبك؟ وماذا لو كانت هي الأخرى لم تتخيلك كزوج ولكن كـ (أخ) كما كنت تراها أنت قبل أن تُـقنع نفسك بها؟؟ ماذا لو أنها هي الأخرى تعرضت لمحاولات إقناع من العقل ومن الأهل كذلك؟ ومع الوقت.. ولأنك وجدت بها ما كنت تتمني تولّد لديك الميل العاطفي لها, ولكن الأمور لم تسر معها بنفس المنوال, لم تشعر بنفس سعادتك ولا بنفس سرعة الاستجابة العاطفية, بدلا من ذلك أصبحت تشعر بعدم السعادة, والشرود عن الذات..
أعلم أن السؤال بعقلك الآن، ولكن ماذا عن كلمات الحب والاشتياق منها؟؟ هل كان كذب واختلاق؟ لا.. لم يكن كذبا ولكنه محاولة التعايش مع الحالة, حب الحالة ذاتها وليس حب الشخص, حب الشعور باستقبال وإرسال الكلمات الحلوة ومراسم الحب المتبعة بمرحلة الخطوبة.. ولذلك أنت ذكرت أن فترات ضيقها وغضبها كانت تحدث في (بعض) الأوقات في البداية ثم أصبح المعدل يزيد مع الوقت, فهي لم تكن عابسة وغير سعيدة دائما أو من بداية الخطبة.. ولكن العقل فشل في إقناع القلب, فما كان من القلب غير التمرد ورفض الحالة تماما, فكان حزنها وما وصفته هي بكلماتها (وإنها كانت ضايعة ولقت نفسها ورجعتلها ضحكتها بعد ماسابتني!) نتيجة شعورها أنها سوف تعيش الباقي من عمرها بذلك الشعور.
ولكي تتمكن من الرفق بها .. أطلب منك محاولة تخيل الحالة بالعكس, أنت من ارتبطت بها بدون اقتناع, لا تشعر بتجاذب أو ما نطلق عليه الكيميا معها, وحاولت أن تعيش وتمنح وتستقبل الحب, ولكن قلبك رفض ذلك.. ماذا سيكون شعورك حينها..؟؟ وهل كنت ستستمر أم تفعل مثلها؟؟ وكيف ستصف شعورك غير إنك فقدت نفسك وسعادة روحك..
هذا عن فعلها هي, ويتبقى الآن فقدانك لثقتك بذاتك, وبجميع بنات حواء, وكيف يمكن أن تتخطى أنت كل ذلك؟
أخي أحمد عندما تتخيل أنت الموقف ولكن بصورة معكوسة سوف تشفق على نفسك من أن تربط بإنسانة لا تملك بعضا من صفات فتاة أحلامك, برغم ثقافتها, جمالها, و.. و.. إلا إنها لم تحرك بداخلك شيئا, لحظاتك معها تجعلك تشعر بالشرود والحزن بدلا من السعادة والانطلاق .. لو أنت تخيلت ذلك وشعرت بتلك الشفقة على نفسك .. يتوجب عليك الآن أن تشعر على تلك الفتاة بمثل تلك الشفقة والتفهم بدلا من الحنق والغضب .. وبنفس التفهم تترفق أنت بنفسك ولا تفقد ثقتك بذاتك, فرفض إحداهن لك لا يعني رفض جميع النساء لك .. والأهم لا يعني نقص بشخصك أو ذاتك.. وهل هناك اختيار واحد يرضي جميع الرغبات والأهواء؟؟ ما رفضته تلك الفتاة بك قد تجده أخرى حلم تحمد الله على أن وهبها إياك.. ولكن الأهم حينها أن تجدها أنت كذلك.. وإلا سوف يكون رد فعلك تماما كفعل خطيبتك السابقة وتترك خلفك صدمة قلب وعقل!!
والآن يتبق كيف يمكن أن تتجاوز تلك المحنة, أخي أحمد.. تجاوز الجراح لا يكون باجترارها, والأسى عليها, أو عدم التفكير بها مخافة الألم، فذلك كدفن الجراح حية فتؤلم أكثر وأكثر, ولكن بالكشف عنها, فتحها, وتطهيرها وتحمل ما ينتج عن ذلك من ألم, ولكنه ألم ساعة ولا كل ساعة .. وما قمنا به سويا من تحليل عقلاني لمشكلتك هو فتح لذلك الجرح, عليك الآن أن تراه أمامك مجسدا, تسوعبه بكل تفاصيله, تقنع ذاتك أنه أمر حدث نعم, مؤلم نعم.. حلم انهار نعم.. ولكنه انتهي.. تطهره من أي افكار سلبية تؤذي إحساسك بذاتك .. ثم تتركه حتى يندمل مع الأيام .. وعمر الحياة كفيل بمداواة كل الجراح .. أتمني لك سعادة القلب وراحة البال بكل لحظة..
واقرأ أيضا:
قصة حب فاشلة
فك سلاسل علاقة عاطفية
حيرة ما بعد الانفصال
الوهم حين نجعله حقيقة
الفرق بين الحق والفضل
ببساطة!... ما في نصيب!
الزواج والاختيار العاطفي والعقلاني
الحب... الله يحرقه