أحاسيس غريبة ومتعبة
أنا عمري 18 سنة ، منذ سنة تقريبا تراودني أفكار وأحاسيس غريبة مثل الشك في الناس بشكل فظيع مثل أن الناس تريد أن تقهرني وتتمنى لي الشر ولا تحبني وأشعر بأن معظم الناس تكرهني وتتحدث من خلفي. لا أثق في أحد وأشعر بفقدان الثقة في نفسي وأحيانا يتبدل شعوري وأشعر بأني مصدر هام لناس وأن الناس تراقبني وأشعر بأني عظيمة.
ثانيا: أشعر بأن صوتي الداخلي يسمعه الناس ولا آخذ راحتي في التفكير، شعور جدا متعب ومخجل لا أعلم لماذا أشعر هكذا؟ علاقتي مع والدتي جيدة لكن أبي لا .. فأنا لا أتحدث معه مطلقا لأن أبي وأمي منفصلان. أشعر بالوحدة والقلق الدائم في نفسي وأتوتر كثيرا مع الناس وأحس بالتعب أحيانا لكن ليس دائما .. أعتقد بأنه رهاب اجتماعي، جاءتني فترة لم أستطع النوم فيها في الليل أشعر بالوحدة والضيق والرغبة في البكاء لأن ليس لدي أخوات فاتجهت لأكل الحبوب المنومة (بندول نايت) لمدة أسبوع لكن أمي اكتشفت الأمر وأخذت مني الحبوب.
ثالثا: هناك وسواس يقول لي بأني مريضة معاقة مشلولة مع أني الحمد لله إنسانة طبيعية وفي أحسن صحة لا أعلم لماذا تراودني هذه الأفكار الغبية؟ أريد التخلص منها.. بعد هذه الوساوس رأسي يؤلمني وعيني تؤلمني كذلك.
- هل ترغب في وصفي علاجا دوائيا لحالتك؟ نعم
17/11/2014
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة "تهاني"
أشكر لك تواصلك معنا وأقدر ما تمرين به من شكوك بالمحيطين بك وما لها من تأثير سلبي عليك. وإن الحالة التي وصفتيها يمر بها بعض الذين في سنك ويحتاج لمراجعة الطبيب النفسي حتى يتسنى له مساعدتك للتخلص من هذه الأفكار.
إن الأفكار التي تعانين منها تقع تحت مجموعة "الأوهام" الناتجة عن خلل كيميائي في الدماغ. والمادة المسئولة عنها هي مادة "الدوبامين" المسئول عن جزئية تنظيم الأفكار في دماغ الإنسان. وبسبب أو آخر الظاهر من شرحك لحالتك بأن هذه المادة تعرضت للخلل وبدأت الأفكار التي ليس لها أدلة تراودك كالشعور بأن الناس تتكلم من خلفك أو تريد إيذائك أو أحيانا تظنين أنك ذات مكانة عظيمة.
واستمرارية الخلل أو النقص في مادة الدوبامين يؤدي إلى تطور الأفكار إلى "إدراكات" غريبة تشعرين بها ومنها الاعتقاد بأن المحيطين بك يستطيعون قراءة أفكارك. وأقدر مدى إحساسك بالخجل من الاعتقاد بأن الناس تقرأ أفكارك وأريد أن أطمئنك بأن هذه أفكار فقط فلا يستطيع أي شخص أن يقرأ أفكار الآخرين، وإنما ما يحدث لك هو نتاج الخلل في نسبة الدوبامين في الدماغ وهذا ممكن "تعديله" والتخلص من هذه الأفكار الغريبة.
وهذه الأفكار تسبب الانعزال الاجتماعي والتدهور الوظيفي للمصاب ومنها البكاء والخوف والقلق وقلة الشهية واضطرابات النوم وفي حالة عدم العلاج يتدنى التحصيل التعليمي ويكون له أثر على دراستك وتركيزك. وهنا أجد أنك علي بصيرة بأن هذه الأفكار غير واقعية وهذا يساعد على العلاج. فأنصحك بالتوجه إلى طبيب أو طبيبة نفسية تثقين فيه ليصف لك العلاج المناسب بعد أن يقوم بتقييمك مباشرة. وأؤكد لك بأن هناك الأدوية الناجعة لهذه الحالة بدون مضاعفات جانبية حادة. وفي دولة الإمارات تتوفر هده الخدمات في معطم إمارات الدولة.
إن ما تفضلتم به من أعراض تطابق "اضطرابات ذهانية موجزة" وعلاج هذه الحالات يتم عن طريق الطبيب النفسي ويقوم بوصف علاجات دوائية مبنية على الأبحاث العلمية العالمية وربما تحتاجينن إلى جرعات خفيفة إن اتجهت بشكل سريع للعلاج أما إذا حدث وتأخرت فربما تحتاجين لجرعات أكبر.
وختاما أرجو أن تذهبي لزيارة طبيب نفسي بأسرع وقت ممكن وأتمنى لك دوام الصحة والعافية.
واقرئي أيضا:
اكتئاب ذهاني أم ذهان وأعراض اكتئاب ؟
أفكار العظمة الذهانية أم مركب الدونية ؟
اكتئاب ذهاني Psychotic Depression
أعراض ذهانية
ليس ذهانا .. ربما اكتئاب
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني