تقلب مزاجي قوي واكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الاستشارة في حالتي لأنها أتعبتني جدا. أنا أعاني من حالات قوية وشديدة من الاكتئاب لدرجة البكاء بدون سبب، وبعض الأحيان لأسخف سبب أكتئب .. مثلا عندما يتم تفضيل شخص علي من قبل شخص أهتم بي من قبل حتى لو لم يكن هذا الشخص يقصد فعل هذا لي. وبعض الأحيان تصيبني حالة فرح شديد فأبدأ الرقص والغناء والضحك بدون سبب.
أعاني أيضا من التخبط في الكلام والتشتت الذهني الشديد عندما أتكلم مع شخص غريب أو تكون علاقتي به سطحية وأحس بالخوف الشديد وعدم القدرة على التركيز. أنا جدا وحيدة لا أحد يهتم بي حقا كلهم يكرهوني كلهم!!! لا أستطيع النوم لأكثر من 5 ساعات باليوم, أرق شديد وكوابيس كثيرة جدا. وبعض الأحيان أنام لمدة أكثر من 12 ساعة باليوم بدون أرق.
أكره شكلي ومنظري وأكره شخصي بعض الأحيان وبعض الأحيان أعتقد أني أجمل وأفضل شخص في الكون. أهلي ظلموني عندما كنت صغيرة ولا أستطيع مسامحتهم ولن أفعل أبدا. كيف فعلوا هذا لي أنا ابنتهم؟ أليس من المفترض أن يقوموا بحمايتي وحبي؟ لا أستطيع أن أثق في أي أحد منهم لا أعلم إذا كنت أكرههم أم لا؟ لكني حقا أكره مافعلوه وعندما أراهم أتذكر ما فعلوه لي وأغضب جدا. أنا أصرف المال بشكل كبير جدا, مالي ومال غيري أيضا بدون الشعور بالذنب. مندفعة في تصرفاتي دائما وغالبا ما أندم.
أنا أخاف جدا من فكرة الموت والحياة الأبدية تجعلني أبكي جدا وفي حالة رعب أنها مخيفة جدا لي. أعتقد أن الجميع يكرهني ويريدون أذيتي لكنهم منافقون يبتسمون لي ويقولون نحبك لكني أعلم هم كذابون. صديقاتي وأهلي. نوبات اكتئابي تستمر لمدة أسبوع وتختلف حدة النوبة في أوقات مثل في الليل أدخل في نوبة اكتئاب حاد وتكون مشاعرها مؤلمة ولكن في الصباح يوجد اكتئاب لكن أشعر بالفراغ والإحباط واليأس لكني أحاول أن أمنع أن تؤثر على دراستي.
أدخل في علاقات لكني في النهاية أنهيها فقط بدون سبب أو أن أجد أصغر عيب في الشخص. دائما أجد نفسي في علاقات من الأشخاص المتزوجين وتغريني أكثر من العلاقات مع الشخص الأعزب.
صداقاتي كثيرة ودائما متغيرة أكره صديقتي عندما لا تتواصل معي، وأعتقد أنها فقط تصادقني مجاملة لي فأتركها ولكني أرجع مجاملة لها وعندها أعتقد أنها شخص رائع حقا ولكن سرعان ما أكرهها لاحقا لأنها شريرة, وهذه طبيعة علاقاتي جميعا سواء مع عائلتي أو أصدقائي أو علاقاتي العاطفية.
مستواي الدراسي عالي جدا لأني أطمح في أن أتوظف في دولة بعيدة وأعيش لوحدي بعيدا عن كل شيء ولكني أخاف الوحدة. أنا الآن عمري 20 سنة لكن عندما كنت بعمر 15-18 كنت أمر بهذه الأعراض ولكن ليست بنفس هذه الحدة الآن , كنت مندفعه جدا حيث كنت آكل كثيرا وأتحرك كثيرا وكنت أحب الحفلات وأحب العزلة أيضا.
أحس بالخطر الدائم. أعتقد أني كالوحش في عصبيتي وغضبي حيث أغضب لأصغر الأسباب وعندما أكون في حالة الغضب أبدأ بالصراخ والشتم ولا أستطيع أن أتحكم في غضبي لأني في تلك الحالة أكون فاقدة للإحساس بنفسي. بعض الأحيان أحس أني فجأة كنت فاقدة الاتصال بالعالم الواقعي كأن فجأة أتنفس وأنظر من حولي وأستوعب أني حية, يعني أفقد الإحساس بالواقع ويستمر إحساسي بفقد الإحساس بالواقع لمدة طويلة حتى أستوعب أني حية.
كانت لدي أحلام وخطط مستقبلية لكني بدأت أفقد الأمل في تحقيقها لا أعلم لماذا؟ فقط لا أريد. أريد أن أكون شخصا أفضل مما أنا عليه الآن .. أريد أن أشعر بأني محبوبة ومقدرة من قبل شخص. يوجد الآن شخص في حياتي وأنا حقا أحبه لكني بسبب تصرفاتي ومزاجيتي أبعدته حيث حاولت أن أؤذي مشاعره لفظيا ولكنه جيد جدا لي يعاملني بحب واهتمام وأريد أن أكون أفضل له لأن الجميع يقول بأني شخص لا تطاق الحياة معه وأني أعتبر فضيحة لأي شخص عندما أكون معه لأني أريده أن ينقذني مما أنا فيه.
شكلي طبيعي مثل أي بنت لكن أمي لا تحب أن تريني لصديقاتها أو تجعلهم يتحدثون لي لأنها تقول بأني سأفضحها. دائما الناس يعلقون على جمال شكلي لكن لا أستطيع أن أرى أني جميلة. أعتقد أني أملك قلبا طيبا حيث أني بعض الأحيان أسامح كل من أساء بحقي.
دائما أتظاهر بالقوة عندما يشتمني أي شخص ولكني أتألم جدا في الداخل من أصغر نظرة احتقار لي. أتمنى أن أجد لديكم تفسيرا لما أعاني منه وماذا يتوجب علي فعله وهل تعتبر حالتي طبيعية أم ماذا؟
20/11/2014
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة "إيفا"
أشكر لك تواصلك معنا وأقدر ما تمرين به من تقلبات في المزاج ومشاكل بتكوين العلاقات وسعدت بأنك مستعدة لبذل الجهد والتخلص من هذه الاضطرابات. الصراحة والوضوح دائما يساعد في تشخيص الحالة وعلاجها وبإذن الله الشفاء منها. لذا من خلال تعليقي على استفساراتك سيكون لدي بعض الأسئلة أيضا.
هناك ثلاثة نقاط مهمة استشفيتها في سؤالك وهم: تقلبات المزاج المصاحبة لها السلوكيات و"ما فعله أهلك لك سابقا" وعدم استطاعتك خلق علاقة دائمة مع الآخرين.
نبدأ بمزاجك المتقلب فقد وصفت عدة أنواع من المزاج وهم الاكتئاب وال"فرح" الزائد والقلق والغضب بالإضافة إلى بعض الغيرة. من المهم التنويه أن ما ذكرتيه تبين لي أن هذه الأنواع من المزاج غير دائمة ولم توثر على وظائفك الحياتية بشكل جسيم. حيث أن تجمع هذه الأنواع من المزاج إن طال أمدها أي الاكتئاب مثلا أكثر من أسابيع أو الفرح الزائد لمدة أسبوع يختلف التشخيص. والتشخيصان اللذان أراهما إما اضطراب وجداني وهو مرض نفسي يعاني الشخص من تقلب المزاج الحاد لدرجة تدني المهارات الحياتية وعادة يحتاج المصاب إلى دخول المستشفي. والتشخيص الآخر هي اضطراب الشخصىة الحدية. وأنا أميل للتشخيص الثاني أكثر في حالتك.
أما النقطة الأخرى فمن الضروري أن يعرف المعالج الأحداث التي جعلتك تقولين " أهلي ظلموني عندما كنت صغيره ولا أستطيع مسامحتهم ولن أفعل أبدا. كيف فعلوا هذا لي أنا ابنتهم؟ أليس من المفترض أن يقوموا بحمايتي وحبي؟". فما حصل لك وأنت طفلة أو مراهقة زعزع ثقتك بنفسك وبالتالي عدم قدرتك على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين سواءا الأهل أو الأصحاب وجعلك إما تحبينهم بطريقة اندفاعية يليها كرههم بشكل كبير. وعادة لايتناسب الكره مع حجم الخطأ أو سوء الفهم كما ذكرتيه. وإن من أسباب الإصابة باضطرابات الشخصية أحداثا وقعت للشخص خاصة من قبل الأهل أو المقربين. وهنا يأتي أهمية معرفة ماحصل معك في طفولتك. ربما ما حدث لك في طفولتك جعلك تشعرين بأنك غير محبوبة وبالتالي يبتعد الناس منك.
وإن الشعور بعدم الاهتمام من قبل الآخرين والهروب للنوم والبكاء، وأحيانا الرقص والغناء يعتبر من أعراض الحالة النفسية. والغضب من تفضيل شخص عليك من قبل من تحبين أيضا من خصائص بعض أنواع اضطراب الشخصية. وربما كان الغضب أحد الوسائل الغير سوية التي أصبحت عادة لديك للتواصل مع الآخرين أو توصيل وجهة نظرك لهم. وهذا سلوك ينفر الناس من الغاضب ولايسمعون له حتى لو كان طيبا وعلى حق. فأختي الكريمة تحكمي في غضبك ولاتوجهيها لمن تحبين أن يكونوا معك أو يقدرون ظروفك.
وبالرغم مما ذكرتيه إلا أن هناك إيجابيات في حياتك وعليك معرفتها للحفاظ عليها. فوجود العائلة أو الأهل مكون مهم في حمايتنا من تفاقم الوضع النفسي وحتى أعلم ماهي الواقعة التي حدثت في طفولتك جعلك تشعرين الحزن لا أستطيع معرفة سبب تعامل أمك معك بالنسبة للأغراب أو صديقاتها. ولا ننسى أنك طموحة وصغيرة ومستواك الدراسي ماشاء الله مرتفع والحياة أمامك فلا تستسلمي وباذن الله ستتعافين من هذه الاضطرابات وتستطيعين تكوين علاقات إيجابية أكثر في المستقبل.
وأود أن أوضح بأنه من المهم أن تخبري الطبيب المعالج أو الأخصائي إن كانت "الواقعة" تراودك في النهار وتسبب لك الخوف والقلق والشعور بأنك في عالم غير الواقع حيث أن حصل لك ذلك ربما هناك تشخيص إضافي لما ذكرناه. وأن تراودك أفكار بإيذاء نفسك أو إن حاولت إيذاء نفسك في الماضي. ومدى العلاقات التي جمعتك مع الآخرين وخصوصا الذكور.
إن ما تفضلتم به من أعراض تطابق اضطرابات الشخصية وبالأخص الشخصية الحدية وعلاج هذه الحالات أولا ضرورة التواصل مع المعالج النفسي أو الطبيب لوصف علاجات مقننة في هذه الحالات، وثانيا إعطاؤك دواء يتناسب معك للتحكم في "المزاجية" و"الغضب"، وثالثا أن يقدموا لك الدعم النفسي لبناء شخصية سوية يخفف عليك معاناتك وأود أن أذكرك بأن لديك أساسيات مهمة في شخصيتك والمحيط الذي تعيشين فيه للتخلص من هذه الاضطرابات.
أسعد الله يومك.
ويمكنك الإطلاع على الآتي:
تقلب مزاجي الحاسة السابعة أم شخصية حدية؟
اكتئاب أو ثناقطبي أو غير مستقرة انفعاليا!
معنى اضطراب ثنائي القطب: ثناقطبي
بين الهوس والاكتئاب: ثناقطبي غالبا
اكتئاب ربما ثناقطبي؟
العصبية القاتلة: شخصية حدية!
اضطراب شخصية حدية كامل المعالم
وسواس وشخصية حدية وتقلبات مزاجية
ويتبع ......: شخصية حدية أم ثناقطبي .. المعالج سيحدد م
التعليق: آسفة جداً على التعليق المتأخر دكتور، أردت فقط أن أشكرك.
شكراً جزيلاً جداً دكتور ردك أفادني جداً. الحقيقة أن في طفولتي تمت معاقبتي بامتناع الجميع عن محادثتي والبقاء معي لمدة سنتين لحادثة كنت مظلومة فيها.