أسعد الله أوقاتك بكل سرور
دكتور أود الاستفسار فقط عن الفرق بين علم النفس العام وعلم النفس الاكلينكي وأيهما أفضل من كل النواحي؟
وما رأيك بدراسة الإرشاد النفسي هل أفضلهم؟؟
وبالنسبة لوضع المشاكل عند تسجيلي كل شوي يقول حط الكود وأكتبه صح ما يضبط ليش ما يتسجل؟
ولك جزيل الشكر..
5/11/2014
رد المستشار
أسعد الله أوقاتك أنت أيضا، نرحب بك صديقة لموقعنا ونرحب بأي استفسارات منك بخصوص علم النفس.
علم النفس العام General Psychology:
يعتبر الأساس النظري لكل فروع علم النفس النظرية والتطبيقية، وهو يحتوي على مداخل لكل مجالات الدراسة لعلم النفس. فهو العلم الذي يدرس سلوك الكائن الحي وما وراءه من عمليات عقلية دراسة علمية الهدف منها فهم السلوك الإنساني والتنبؤ به ومن ثم ضبطه والتحكم فيه وتعديله نحو الأحسن.
ومن أهداف علم النفس العام:
أولا: فهم السلوك وتفسيره.
قد يبدو أن الهدف الأول لعلم النفس هو جمع وقائع وصياغة مبادئ هامة وقوانين يمكن بها فهم السلوك الإنساني وتفسيره، لأن هذا يساعدنا علي فهم أنفسنا وفهم من نتعامل معهم من الناس وذلك عن طريق:
1- فهم الدوافع الحقيقية التي تحركنا وتحرك غيرنا من الناس.
2- فهم نواحي القوة والضعف في شخصياتنا وما لدينا من إمكانيات واستعدادات.
3- معرفة أسباب ما يبدو في سلوكنا أو سلوك غيرنا من انحراف ، حتى نحاول تعديل السلوك بما يجعلنا أكثر تسامحاً وسعادة وإنتاجا.
4- الكشف عن العوامل التي تفسد تفكيرنا أو تعطل عملية التعلم لدينا أو تميل بنا إلى شرود الذهن المستمر أو تجعلنا ننسى كثيراً مما حصلناه ووعيناه.
ثانيا: التنبؤ بما سيكون عليه السلوك.
إن فهم ظاهرة ما ومعرفة أسبابها وخصائصها يساعد كثيراً على التنبؤ بحدوثها وعلى ضبطها والتحكم فيها، فإذا عرفنا مثلاً أن التربية وأساليب التنشئة الخاطئة والظروف الصعبة في مرحلة الطفولة تمهد الطريق لإصابة الطفل بمرض نفسي في المراحل اللاحقة من حياته، وبذلك فإننا قد استطعنا أن نتنبأ بالمصير النفسي للطفل الذي نشأ على هذه التربية ، فنبتعد عن مثل هذه التربية القاسية في تنشئة أطفالنا.
مثال آخر إذا عرفنا استعداد فرد لمهنة معينة وعدم استعداده لأخرى، أو استعداد طالب لدراسة معينة وعدم استعداده لأخرى أمكن لنا ذلك إلى حد بعيد أن نجنبه الفشل من إقحامه في مهنة أو دراسة ليس مؤهلاً لها.
والواقع أن التنبؤ بالسلوك الإنساني أمر بالغ الصعوبة، وذلك لتعدد العوامل والدوافع التي تنشطه وتوجهه وتعدله، لذا كانت تنبؤات عالم النفس كتنبؤات عالم الأرصاد الجوية عرضة لقدر من الخطأ يفوق ما يحدث في بعض العلوم المضبوطة غير أن هذا لا يذهب بقيمة وفائدة التنبؤ في علم النفس.
ثالثا: ضبط السلوك والتحكم فيه.
إذا عرفنا الدوافع التي تحركنا إزاء أصدقائنا وزملائنا وأولادنا، قد نستطيع أن نتحكم في سلوكنا محاولين ضبطه والتحكم فيه بتعديله وتحريره وتحسينه، حتى يكون سلوكاً حميداً يكاد يرضي عنه الجميع، وفي الواقع نجد الإنسان كلما ازداد علمه وفهمه قل خطؤه واستطاع أن يتهيأ للمستقبل بشكل صحيح.
علم النفس الإكلينيكي:
هو ذلك العلم الذي يدمج بين العلوم والنظريات والمعرفة الإكلينيكية بهدف فهم طبيعة القلق والضغوط والاضطرابات أو الأمراض النفسية والخلل الوظيفي الناتج عنها ومحاولة التخفيف من حدتها والتغلب عليها من خلال الفحص والتشخيص والعلاج، كما أنه يهدف إلى تعزيز السعادة الذاتية لدى الفرد مما يحقق له التقدم على المستوى الشخصي.
وعلاوةً على ذلك، فإنه يركز بصورة أساسية على كل من التقييم النفسي والعلاج النفسي والدوائي في الممارسة العملية "النفس الطبي"، وذلك على الرغم من أن الإخصائيين النفسيين الإكلينيكيين (درجتين عليا: أخصائي نفسي ويحمل درجة الماجستير أو ما يعادلها شهادة اختصاص أول وتدريب سريري من سنتين إلى ثلاث سنوات معتمد (البورد الطبي)، استشاري نفسي ويحمل درجة الدكتوراه أو ما يعادلها شهادة اختصاص، وتدريب من ثلاث إلى خمس سنوات سريري ممارس (البورد الطبي). كما يقومون أيضًا بأدوار مهمة في مجالات أخرى منها البحث العلمي والتدريس في الجامعات وتقديم الاستشارات النفسية في عياداتهم الخاصة أو المستشفيات العامة، وكذلك العمل في الجيش وعمليات النفسية الحربية والخدمات الطبية العسكرية، والشرطة والاستخبارات من حيث متطلبات البحث الجنائي أو التحقيقات وغسل الدماغ. والمشاركة في تقارير وشهادات الطب الشرعي أو الاستقلالية في تقديم تقارير النفس الشرعي والجنائي، ووضع برامج جلسات العلاج النفسي وتطويرها وإدارتها.
وفي كثير من الدول، يعتبر علم النفس الإكلينيكي العمود الفقري في العلوم النفسية، ومن المهن الطبية المعنية بالصحة النفسية المعتمدة والمهمة، والتي يحكمها عدد من القواعد والقوانين والمعايير الدولية، ويُعتَقد غالبًا أن بداية هذا المجال ترجع إلى عام 1896 عندما تم افتتاح أول عيادة نفسية في جامعة بنسلفانيا على يد عالم النفس الإكلينيكي لايتنر ويتمر. وفي النصف الأول من القرن العشرين، كان يقتصر اهتمام علم النفس الإكلينيكي على التقييم النفسي، إلا أنه كان يولي اهتمامًا بسيطًا بالعلاج النفسي. ولكن حدث تطور كبير في علم النفس الإكلينيكي بعد انتهاء فترة الأربعينيات من القرن العشرين، حيث تسببت الحرب العالمية الثانية في كثرة عدد المصابين باضطرابات نفسية؛ الأمر الذي أدى إلى الحاجة إلى زيادة عدد الأطباء الإكلينيكيين المدربين.
ومنذ ذلك الوقت، تم وضع نموذجين تعليميين رئيسيين وهما نموذج العالِم الممارس الحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة (الذي يركز على البحث العلمي) ونموذج الباحث الممارس الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس (الذي يركز على الممارسة الإكلينيكية). يعد الإخصائيون النفسيون الإكلينيكيين الآن بمثابة خبراء في مجال تقديم العلاج النفسي، والعلاج الدوائي، حيث إنهم عمومًا ما يتلقون تدريبًا خاصًا من خلال أربعة اتجاهات نظرية أساسية وعملية بالنسبة للعلاج النفسي؛ ألا وهي العلاج السلوكي والعلاج الإنساني والعلاج النفسي الديناميكي والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري. كما يتلقون تدريبا طبيا يخرج نمط اختصاصي هجين من الطبيب النفسي (كلية الطب)، والأخصائي النفسي (كلية العلوم النفسية أو علم النفس). فيصبح التصنيف الحديث "أخصائي أو استشاري النفس الطبي الإكلينيكي"، من حيث امتياز أحقيته في وصف الأدوية النفسية، وطلب إجراء الفحوصات المخبرية والتحاليل الطبية والأشعة المختلفة ذات العلاقة، وتقييمها.
ومن خلال هذا التوجه الدولي العلمي الجديد في دعم وتأهيل علماء النفس الممارسين في المجال الصحي لقلة عدد الأطباء النفسيين أو عزوف الأطباء عن هذا الاختصاص، فقد تم وضع برنامج يمنح الاختصاصيين وصف الأدوية النفسية، وتم الجمع بما يفتقر إليه الطبيب النفسي من المعارف والتقنيات النفسية التي تؤهلها الكليات النفسية في التشخيص والعلاج النفسي ومعارف علم النفس، كون الطبيب النفسي يمتلك الخلفية العلمية في الصحة العضوية فقط فالطبيب العام والاختصاصي في أي مجال آخر غير النفسي لا يحق له ممارسة التشخيص والعلاج النفسي. وكذلك كان الجمع بما يفتقر إليه الأخصائي النفسي التقليدي من العلوم الطبية التطبيقية الكافية، كون خلفيته العلمية في الصحة النفسية.
مفهوم الإرشاد النفسي:
إن الإرشاد النفسي عملية بناءة تهدف إلى مساعدة الفرد، لكي يفهم ذاته، ويدرس شخصيته ويعرف خبراته ومشكلاته، وينمي إمكاناته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبة لكي يصل إلى تحديد وتحقيق الصحة النفسية والتوافق شخصياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً.
المفاهيم الخاطئة عن الإرشاد النفسي:
يجدر بناء بعد أن عرضنا تعريف الإرشاد النفسي أن نشير إلى بعض ما يشيع من مفاهيم خاطئة عن الإرشاد النفسي لدى البعض وخاصة غير المتخصين منهم.
والتصحيح العلمي لهذه المفاهيم وهو ما يمكن تلخيصه في النقاط التالية:-
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي خدمات أو عملية تقدم إلى المرضى وأصحاب المشكلات فحسب وهو اعتقاد خاطئ صوابه أن الإرشاد النفسي خدمات أو عملية تقدم إلى العاديين وإلى أقرب المرضى إلى الصحة وأقرب المنحرفين إلى السوء.
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي مراده العلاج وهو اعتقاد خاطئ.
صوابه أن الإرشاد النفسي ليس مرادفاً للعلاج النفسي، ولكن يشترك معه في كثير من العناصر والفرق بينهما فرق في الدرجة وليس في النوع وفرق في العميل وليس في العملية.
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي قاصر على الحياة إلى فعالية للضرر فحسب وهو اعتقاد خاطئ وصوابه أن الإرشاد النفسي ليس قاصرا على الحياة الانفعالية للعميل فحسب ولكن يتناول جميع جوانب الشخصية ككل جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً.
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي يقتصر على المشكلات الشخصية للفرد فحسب وهو اعتقاد خاطئ.
صوابه أن الإرشاد النفسي ليس قاصراً على المشكلات الشخصية للفرد فحسب ولكن يمتد بتناول جميع مجالات حياته ككل شخصياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً وزواجياً ..إلخ.
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي يتضمن تقديم نصائح وخطط جاهزة للفرد وهو اعتقاد خاطئ.
وصوابه أن الإرشاد النفسي يتضمن مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه، ويحقق ذاته في ضوء فرص الحياة الواقعة المتاحة أمامه.
- يعتقد البعض أن الإرشاد النفسي خدمات يقدمها أخصائي واحد أو عملية يقوم بها أخصائي واحد وهو اعتقاد خاطئ. صوابه أن الإرشاد النفسي خدمات يقدمها فريق من الأخصائيين وعملية يقوم بها فريق من هؤلاء الأخصائيين مثل المرشد النفسي .. المعالج النفسي .. والمدرس المرشد الأخصائي الاجتماعي وغيرهم.
تقديم المساعدة:
يتضح مما سبق أن عملية الإرشاد هي عملية يتم فيها تقديم المساعدة أو المشورة من شخص مؤهل للقيام بذلك إلى شخص آخر يحتاج إلى المساعدة والمشورة فلا يجوز الاعتقاد بأن الإرشاد النفسي يقتصر على المدارس بل يتعدى حدود المدرسة بتنفيذ إلى كل مجال يوجد فيه أفراد يعانون من مشكلات معينة ويسعون إلى حلها والتخلص منها.
ويمكن القول تلخيصاً لما سبق:
إن الإرشاد النفسي هو تلك العملية التي تتم بين فردين إحداهما قلق مضطرب أو حائر لا يعرف أن يتخذ قراراً واضحاً فيما يخص بعض المشكلات التي تواجهه سواء كانت انفعالية أم غير ذلك ويحتاج إلى من يرشده في كل ذلك.
والثاني أخصائي مؤهل يستطيع بحكم إعداده المهني وخبرته العملية في هذا الميدان تقديم مساعدات تمكن الفرد الأول وخبرته العملية في هذا الميدان تقديم مساعدات تمكن الفرد الأول من الوصول إلى حل المشكلات أو تمكينه من اتخاذ قرار يرضى عنه ويشعر أنه في الاتجاه الصحيح .. وجدير بالذكر هنا أن المشكلات التي يتخذها الإرشاد النفسي مجالاً له هي تلك التي لم تصل بعد إلى حد الانحراف الذي يحتاج إلى العلاج النفسي لأن هناك فروقاً بين العمليتين.
وبعد أن حاولت أن أوضح لك الفرق بين علم النفس العام وعلم النفس الإكلينيكي والإرشاد النفسي ومجال كل منهم عليكي أنت أن تحددي أي المجالات التي تريدين أن تتخصصي فيها وفقا لميولك واستعداداتك وقدراتك والمجال الذي ترغبي أن تسهمي فيه بشكل إيجابي وفعال.
تمنياتي لكي بالتوفيق وتابعينا بأخبارك.
التعليق: الشكر موصول لموقع مجانين و للدكتورة رانيا الصاوي وأود لو يتفضل علينا موقع مجانين إجابة الدكتور سداد إن أمكن.