هل هذه أعراض مرض نفسي؟
السلام عليكم ورحمة الله
متزوجة منذ 8 أو 9 سنوات ولدي مشاكل كبيرة مع زوجي، لديه شقيقتان مريضتان نفسيا لكن لا أعلم مسمى المرض، واحدة منهم ازداد وزنها بشكل مفرط بسبب تناول الحبوب. الآن بعد هذه السنوات وبعد عناء معه أشعر بأنه مريض.
عشنا السنتين الأولي من الزواج نلتقي فقط في الويك إند بسبب ظروف الدراسة حيث كانت هناك بعض الملاحظات لكني كنت أعزوها لاختلاف شخصيتنا، لكن سأبدأ منذ السنة الأولى لسفرنا في الخارج لتكملة دراسة الماجستير حيث حصل على قبول في الابتعاث في جامعة ثم اكتشف أنه لايوجد التخصص الذي يريد, قدم على طلب تحويل لكن طوال تلك الفترة كان شديد القلق والتفكير وعندما يتحدث معه أهلي يشعر بعدم راحة ويخبرهم بأنه لم يتم الرد عليه (وهو يعلم). وعندما أخبرته قال لي لا أحب إعطاء أحد أي تفاصيل.
ثم بعد ذلك أخبرني أن أقلل من التكلم مع أهلي بسكايب، ويقول كلما تكلمت كلما خرجت تفاصيل عن حياتنا علما أنه لا يطلعني على أي شئ يخصه، بعد ذلك أخبرني بأن أتوقف عن إرسال صور لولدنا (كان عمره 6 شهور) لأهلي قال أنها قد تسبب بعض المشاكل وأنه هو سيتوقف عن إرسال الصور لأهله أيضا. سمعت عن مشكلة حدثت لشقيقته في الجامعة فسألته وغضب مني بشكل مفاجئ وقال لا تسألي مثل هذه الأسئلة فهي تمس المشاعر علما أن المشكلة لا تمس الشرف والأخلاق (فقط أخطأت أخته في موعد الأختبار).
تم قبول تحويلنا وانتقلنا. بعدها أصابه قلق شديد وخوف وكان عصبي جدا ويكثر من قول الله يستر ومتشائم لأنه استغرق شهرا ليتم إعادة الصرف علينا من جديد. فكنت أهدأه جدا حتى يرتاح. ومنذ انتقلنا امتنع عن الحديث مع أهلي وأعمامه, فقط يتكلم مع أهله, استمر هذا الوضع إلى ست سنين. أخبرته بأني أريد الذهاب لحضور زواج أختي ثم يسبقني للسفر بعد أسبوعين بعد انتهاء السنة والاختبارات ورفض رفضا تاما وبدون أسباب علما أنه يقول أنه يحبني وترجيته ولم يقبل يصرر على رأيه.
في السنة الثانية حملت بطفلي الثاني فمنعني من أن أخبر أهلي بذلك وأصبح كل يوم يقول لي أحذرك لا تخبري أحدا أنك حامل فمنعني من استخدام الإنترنت والاتصال بأهلي بل إن اشتراك خدمة النت انتهى ورفض أن يجدده, كان إذا احتاج شيئا يستخدم النت في المقاهي, وحدثت له مشكلة بخصوص البعثة كان يتعامل معها بجدية وخوف شديد وتوتر ويردد قول الله يستر وعندما أسأله يقول أمور وقضايا لاتعرفينها, إذا جاءه مكالمة يخرج بالتليفون مسرعا حتى لايتحدث أمامي.
عندما يأتي من الدوام يسألني مرارا وتكرارا هل تحدثت مع أحد على الرغم من أنه لايوجد معي نت أو هاتف لكنه يتأكد إذا ما كان أحد الأقارب اتصل بي. عندما أستشف منه بعض الأمور أسأل بعض صديقاتي المبتعثات بشكل غير مباشر ويخبرونني أنه لاداعي للقلق فهي مجرد إجراءات يقوم الطالب بتقديمها ورفعها. كان يضخم الأمور بشكل مفرط لدرجة أنني أصبحت أخاف عندما أراه حزينا ويردد قول الله يستر ويطول في الدعاء ويصلي قبل النوم كل يوم ويقرأ الأدعية الطويل .
كان يداوم على قراءة دعاء الحماية من العدو يتفاعل جدا عند قراءة الدعاء ويستخدم يديه للتعبير عن ذلك. طلبت منه أنني أريد التكلم مع شقيقتي وأخبرته أنني لن أخبرها بحملي, وذلك في الشهر السادس فوافق, وفي يوم جلست في الصباح وأخبرته أنني أريد حليبا للطفل من بقالة في أسفل العمارة, ثم وجدني أتحدث مع شقيقتي عبر سكايب فأخذ يحدق بي جدا وهو غاضب. أغفلت الخط وسألته ما بك فقال لي لماذا تتحدثين لشقيقتك الآن ولماذا طلبت مني أن أشتري الحليب؟ قال لي أنت تسعين للحديث من ورائي, وهذا غير صحيح هو يتجنب الحديث معهم وعندما يسألني والدي عنه يقول لي أخبريه أنني نائم أو يخرج لذلك كنت أتجنب الاتصال بهم إذا لم يكن موجودا.
على الرغم من أنه كان يقول أنه يحبني, أخبرتة إني أريد الذهاب عند أهلي للولادة لأن الطبيبة أخبرتني أني سألد عملية وبسبب تعبي النفسي من تصرفاته. كان يخبرني بأن المشاركة بين الزوجين ضرورية وكان يسألني ماذا تحبين من الأسماء لكنه بطفلي الأول والثاني يذهب من ورائي لتسمية الطفلين ثم يرجوني حتى لا أزعل لكنه يصر على آرائه. كان يتجنب الذهاب للأنشطة الطلابية التي تقيمها الملحقية، ويأمرني بعدم الذهاب. عندما نركب في تاكسي ينزعج جدا من أسئلة السائق العادية ويسعى لإعطائه أجوبة عامة أو غير صحيحة. يجبرني دائما على أشياء لا ترضيني حتى لو بكيت لا يغير رأيه حتى لو أحاول إقناعه بالطيب لا يقبل.
على الرغم من التزامة الديني إلا أنني عندما أبين له أن ما يفعل خاطئ وأسمعه كلام عالم دين لا يقبل فمثلا في فترة من الفترات عندما ذهبنا لزيارة الأهل ولم يكن لدينا شقة فكنت سنويا أذهب معه في بيت أهله لمدة 3 شهور، ولكن في الأخير أخبرته أنني سوف أجلس في بيت أهلي والبيتان قريبان من بعض رفض بشدة وغضب وأسمعته كلام أحد العلماء الذي يقول لا يجوز للرجل إجبار زوجته على الذهاب في بيت أهله، ويجب له أن يخصص سكنا مستقلا. وأنا لم أطلب سكنا مستقلا فقط أخبرته أنني اريد الجلوس في بيت أهلي وأشعر براحة أكثر فغضب وهددني بالطلاق.
يقول أن الملحقية تضع جواسيس على الطلاب لذلك كان حذرا جدا, يضع غطاء على كاميرا اللابتوب لأنه يعتقد أن الهاكرز قد يخترقونها ويرونا. لا يسمح لي باستخدام هاتفه واللابتوب ويضع أرقاما سرية عليها. دائما يقول إذا أردت النجاح لا تخبري أحدا ولا تثقي حتى بأقرب الناس لك. لايوجد له أصدقاء ولا يحب تكوين الصداقات فقط يتحدث مع أهله.يدقق على ملابسي على الرغم من التزامي بالحجاب وينظر لي من فوق إلى تحت نظرات غير مريحة. أشعر بغرابة من طريقة تفكيره.
أخبرني أنه من الأفضل لي أن أدرس معه بالخارج، وطلب مني أن أسحب شهادتي من جامعتي في بلدنا ففعلت لأنني بحصولي البعثة أحصل على راتب شهري, وأخبرني أنه يجب أن أجتهد وطلب مني أن أترك ولداي عند أهله وأخبرني أنه لن يأخذ الصغير عمره سنة، حاولت أن أقنعه وكنت أبكي فرفض. ثم تركتهم ودرست لمدة 3 سنوات ونصف حتى انتهى هو من دراسته ولكن لم يحصل على درجة الدكتوراه.
وطلب مني ترك دراستي والعودة معه فغضبت جدا ولم أقبل ولكنه ثاااار جدا وهددني بالطلاق تحدثت مع والدي حتى يساعدني ويأتي لي، غضب جدا على والدي وقال لا يجب على أحد مساعدتك, وقال والدك يكرهني وبدأ بالبكاء، وقال أنت تريدين تدمير حياتي وأخذ يسجد وهو يبكي ولم يقبل أي طريقة للنقاش, وقال لماذا تصرين على إكمال الدراسة هنا.
كنت أبكي حسرة على دراستي فلم يرق له قلب على الرغم من أنه كان حريصا هو على بعثته ودراسته وأخبرته أنني تعبت نفسيا فقال كلنا تعبانين نفسيا وأنه تعبان. وجد ذات مرة دمية في الحمام فقال لي لماذا تضعينه قد توجد كاميرا فيه فقلب وجه الدمية للأرض ولا أعلم إذا كان جادا أم يمزح. علما يوجد لدى زوجي أختان مريضتان نفسيا وتستخدمان علاجا. ذهب إلى طبيب ونحن في الخارج, قال لي أن الطبيب أخبره أن ما به من ضغط الدراسة وقال أعطاه علاجا لكنه لم يستخدمه قال لست بحاجة وهو عموما لا يحب استخدام الأدوية حتى عندما يصاب بصداع يرفض أخذ الباندول.
عذرا على الإطالة. شكرا..سارا.
10/12/2014
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة
أشكر تواصلك معنا. وأدعو الله أن يشفي زوجك من المرض. إنه من الضروري أخذ القرار المناسب والجريء بالنسبة لزوجك. حيث أن من وصفك لحالة زوجك فهناك احتمالية كبيرة أنه مصاب بمرض الوهم أو الذهان. ولقد بدأت أعراضه من وقت مشاكله بالانضمام للدراسة أو إنهائها. وإن شكوكه في أنه مراقب ويغطي كاميرات الكمبيوتر وما "علق" من خوفه من أن تكون للدمية كاميرات دلائل على إصابته بمرض ذهاني. وهذا المرض إن لم يتعالج المصاب به تتدهور حالته وربما دمر عائلته بسبب مرضه. كما أنه حاول التفريق بينك وأهله والتحكم في تصرفاتك وأخذ قرارات دراسية خاطئة لك وله بسبب مرضه.
أنصحك أختي الكريمة ان تستعيني بعائلتك أو عائلته لحماية نفسك وحثه ليتعالج. مع وجود حالات ذهانية أخرى في عائلته ربما يستطيع إخوانه أو أهله إقناعه بالعلاج. وعليك أن تكوني أكثر حزما في قراراتك الأساسية حتى لا يؤذي مستقبلك. وإن شعرت بأية خطورة عليك الرجاء التوجه للجهات الرسمية لحمايتك وحماية أبنائك. وبالإضافة للاستعانة بأهلك عليك الاستفسار من الفقهاء ما هو دورك كزوجة لمريض ذهاني لا يريد العلاج والذي يتسبب في عدم استقرار عائلتك ونفسيتك. وهو غير مدرك لأفعاله. وأختم بأن كونه غير مدرك لمرضه أو تصرفاته فإنه من واجبك الاستعانة بالعائلة "للأخذ على يده" وعلاجه من قبل الطبيب النفسي.
شفاه الله علي يدك..
واقرئي أيضا:
الاضطرابات العقلية الشديدة: الذهــان (2)
العقاقير المضادة للذهان ... إلى متى وإلى أين؟
أعراض وجدانية وذهانية : راجعي طبيبا بسرعة
اكتئاب، وساوس، وأعراض ذهانية
أعراض ذهانية
أعراض ذهانية وجدانية مختلطة؟؟
أخي مريض ذهاني!
عبد ربه والأعراض الذهانية