العزلة والاكتئاب وكره كل من حولي ونظرة سوداوية للحياة
السلام عليكم
يشرفني الاستفسار عن وضعية أخي المريض نفسيا هو شاب في 29 من عمره متحصل على شهادة الليسانس في التسويق تعرض لحادث سقوط من القطار فأصيب على مستوى الرأس ولكن لم تظهر عليه بعد شفائه أي علامات اضطراب كان في السنة الثالثة الجامعية.
بدأت تظهر عليه أعراض المرض في السنة الرابعة جامعي حيث صار عدوانيا وأنانيا، لا يتكلم معنا، أقصد كل إخوته ولا حتى مع أبي وأمي حيث كان يقول لأمي: أنت تميزين بيني وبين إخوتي، أنت لا تحبيني، كان يتعارك دائما مع أخي الأكبر منه سنا، حيث حطم له جهاز الراديو بعد أن ألقاه على الأرض، ولا يقبل النقد أبدا. وامتدت هذه المشاكل إلى الجامعة، حيث تلقى أبي استدعاء يعلمه بأن ابنه ضرب أستاذته بالحجر .. فلما ذهب أبي اعتذر منها حتى لا يضيع مستقبله.
وعندما عاد للبيت أنبه بشدة حتى الضرب مما زاد من عزلته ونحن لم نفكر أبدا بأنه مريض، قلنا مرحلة ضغط من الدراسة ونحن عائلة فقيرة عندما يكمل الدراسة ويعمل يعود لطبيعته، لكن للأسف وبعد حصوله على عمل بقي على حاله بل زاد في تغطرسه ولم يعد يتكلم مع أحد. قلقت عليه باعتباري أخته الكبرى وكنت قريبة منه قبل أن يعاديني. خفية عنه اطلعت على بعض أوراقه فوجدته يتكلم على زملائه في العمل بالسوء وأنهم مخادعون وغير أكفاء و............... وبعد سنة من العمل والصراعات داخلية وخارجية مع زملائه في العمل قدم استقالته حيث عزل نفسه في البيت بعدما فقد الثقة في الجميع.
لا يغتسل إلا بعد ما تصر عليه أمي.
وبعد مضي سنتين على هذه الحالة عرضناه على طبيب عقلي قدم له بعض الأدوية لكن لم يشهد أي تحسن لحد اليوم بعد مضي سنة من العلاج العقلي أنا حائرة ..
كيف نتعامل معه لأنه في حالة عزلة تامة لا يتكلم إلا عندما يجوع يقول لأمي اعمليلي الأكل فقط، والله حالته تتأزم وما باليد حيلة، أرجوكم انصحونا ما العمل؟
29/11/2014
رد المستشار
حضرة الأخت المحترمة حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة أخيك حسب ما فهمنا من الرسالة بأنها بدأت بعد سقوطه من القطار، وهنا لا بد لنا أن نتوقف عند هذا التفصيل. لأنه في هذه الحالة قد يحصل عندنا نتيجتان:
- إما عضوية: وهي الـ ( Hematome sous dural ) أي (نزيف بطيئ فوق غشاء المخ) يكبر مع الوقت ويعطي تأثيراً عضوياً حسب موضعه إما على الحركة أو الإحساس، أو على مستوى النفس.
- وإما نفسية: وهي عصاب ما بعد الصدمة، قد يتطور إلى عزلة فاكتئاب وربما أعراض ذهانية.
إنني أرجح حدوث المشكلة الثانية عنده، أي الموضوع النفسي، وهو الآن ذهاني، يحتاج إلى العلاج، ولكن لا نستطيع أن نثبت هذه النظرية إلا بعد إجراء صورة: ( Scanner Cerebral ) أي صورة مقطعية للرأس. أعرف أنه قد لا يرضى بالذهاب معكم إلى الطبيب، أو دخول المستشفى لإجراء الصورة. ولكننا إذا ما فشلنا بفعل ذلك، يمكننا (تحت إشراف طبيب نفسي) أن نضع له أدوية الفصام في الطعام. وعندما يتحسن وضعه النفسي، نستطيع أن نقنعه بالذهاب إلى الطبيب لإخراجه من العزلة التي هو فيها.
كما ولا يزال عندنا بعض الأساليب العلاجية التي نتركها لحالة الطوارئ كاستخدام بعض العقاقير التي قد تؤدي عنده إلى تشنجات عضلية مؤلمة، تدفعه لأن يرجوكم لأخذه إلى الطبيب لأنه في الحالة تلك سوف يتألم من تشنج عضلاته. في كل الأحوال، المسافة بعيدة بيننا، وأرجو عرض الحلول التي ذكرناها على طبيب أعصاب عندكم عله يستلهم منها ما نريد، أو بإمكانه الاتصال بنا هاتفياً للتوضيح.
آملين له الشفاء، ومنتظرين منكم أن تطلعونا عن مستقبل حالته والمستجدات.
ويمكنك الاطلاع على الروابط التالية:
دعوة لعلاج وتأهيل حالات كرب مابعد الصدمة PTSD
كرب ما بعد الصدمة
اضطراب كرب ما بعد الصدمة المزمن
الفصام المزمن وأعراضه السالبة-مشاركة
التعليق: شكراً للدكتور قاسم على الرد ولكنني أود أن أضيف تعليقا آخر.
بعد عام من الجرح الصدمي للدماغ Traumatic Brian Injury: TBI يحتمل إصابته بما يلي:
1- تغير الشخصية العضوي Organic Personality Change أو اضطراب الشخصية العضوي Organic Personality Disorder وأستبعده مع التفاصيل اعلاه.
2- ما أميل إليه هو فصام ما بعد الصدمة Post Traumatic Schizophrenia. لابد من مراجعة طبية نفسية للسيطرة على أي منهما.