ما الحل أرجوكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في 24 من العمر، منذ 11 شهرا أصابني وسواس كأن أحدا يأتي ليغتصبني من الخلف، وكنت متدربا في مكتب، لكن مع الصلاة والعمل اختفى وأرجح إصابتي به بسبب إدماني العادة السرية والاكتئاب في انسداد أفق المستقبل ومتابعتي لما يحدث في مصر والعالم العربي, لكن عندما عدت إلى المنزل منذ 8 أشهر رجع إلي الوسواس وأصابني بحالة من التخبط وعدم التركيز، وضاقت علي الحياة، وبعد أن ازداد علي الأمر وكلما أقرا يحدث لي ما أقرا ووصل بي إلى حالة لم أعد أحتمل.
ذهبت إلى طبيب نفسي وقلت له أني قرأت لديكم أني مصاب بالوسواس القهري الشذوذ الجنسي، فقال لي لا، وأنه يجب أن أشغل نفسي وأعطاني flouxtine 20 mg وإلى الآن أتناول حبة واحدة يوميا، وعندما أكون في الشارع أرى الأشخاص الجذابين وأقول هل أنجذب لهم؟؟ وارتبطت بعلاقات مع فتيات ولكن لم أمارس معهن فقط للتأكد وأمارس العادة السرية، ولكني قطعتهما الآن.
أولا: أحس أن قلبي مغلق، البارحة كنت راكب مع ميت في جنازة ولم أحس بشئ هل مات قلبي؟ هل سأشفى؟
أنا الآن أصلي ولكن أحس أن قلبي مغلق!
هل فقدت إيماني؟
ما الحل؟
11/12/2014
رد المستشار
الابن العزيز "Mohamed" أهلا وسهلا بك على مجانين، صحيح أن الأفق يبدو منسدا في عيون المتابع ما يحدث في مصر والعالم العربي الآن... لكن الأمل بالله ما يزال يتعلق، واستبشارنا بالشباب العربي طاقات النور لا تغلق....
ذكرت في بياناتك ردا على سؤال عن مستوى الالتزام الديني بأنه "في بدايته ولله الحمد" وهذه فترة يكثر فيها وقوع الإنسان الذي يحاول الالتزام في الوسوسة ... غالبا يكون السبب هنا هو فرط الرغبة في الالتزام وإحسان الالتزام وليس إدمان العادة السرية كما تظن.
واقرأ في ذلك:
الالتزام الديني والوسوسة هل من علاقة؟
غض البصر برئٌ من فخ المثلية!
عافاك الله يا ولدي أنت الآن على طريق الشفاء بإذن الله مستعينا بالعقار الذي أعطاك إياه طبيبك المعالج... فقط يبقى عليك أن تبدأ العلاج المعرفي السلوكي وأن تطبق الخطوات العامة التالية في الفترة المقبلة:
1- كن معتدلا في التزامك ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك والالتزام بأوامره ونواهيه وتذكر حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، فإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرا أبقى ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" صدق صلى الله عليه وسلم.... واعلم أن القليل الدائم من الالتزام خير من كثير متقطع! ... يعني خفف على نفسك واسمح لها أحيانا بالخطأ وربما الذنوب ثم تعجل أن تتوب.
2- كف عن الانقياد ذهنيا وانفعاليا مع أسئلة من نوع "هل أنا أنجذب للذكور" "هل أنجذب للنساء"، ... إلخ. وإياك أن تقع في فخ الأفعال الجنسية القهرية التي تثبت بها لنفسك أنك طبيعي ولست شاذا، ومنها الدخول إلى المواقع الجنسية أو مشاهدة الصور الإباحية..إلخ.
3- إياك وتحاشي الأماكن أو المواقف التي تتوقع فيها مقابلة من تسميه بالأشخاص الجذابين، بل عش طبيعيا واخرج للشارع وتعامل مع الجميع الذكور والإناث.
4- تابع معنا هنا في مجانين ما تنجزه من خطوات على طريق النجاح.
وأخيرا لا تفوتني الإجابة على تساؤلاتك المتعلقة بتغير صدى أو رنين المشاعر داخلك وشعورك بها وهي إجابة آسف لها كونها أحد الآثار العلاجية/الجانبية لعقاقير علاج الوسواس القهري وخاصة لمجموعة الم.ا.س.ا، وهذا هو تفسير إحساسك بأن قلبك ميت أو تخوفك من فقد الإيمان وكذا شعورك باختلاف الخبرة الشعورية في الصلاة كل هذا من فعل العقار العلاجي، إلا أن الانشغال بهذا يمكن أن يمثل وسواسا في حد ذاته.... فاصرف تفكيرك عنه واعلم أن مشاعرك ستعود إن شاء الله طبيعية.