أنجدوني بتشخيصكم فمعرفة الداء نصف الدواء
السلام عليكم, تحية لموقعكم الكريم, وكذا الأطباء الكرام, أنا أقدر العلم كثيرا لأن هذا ما جاء به ديننا, لذا لجأت لاستشارتكم, وأعلم أني وأمثالي يهمونكم بمشاكلهم ولكن أرجوكم تحملوني وربي يحفظ لكم أجركم. شكرا لك سيدي د. وائل.
بداية المشكلة
مشكلتي بدأت معي منذ الولادة على ما يبدو, فأمي كانت تحكي لي أنه عندما ولدت كانت هي في قمة الرعب حتى أن جزءا من شعر رأسها ابيض بعد ولادتي بأيام, وأخبرتني بأني خرجت من بطنها وجبهتي مليئة بالعرق وهناك شعر كثيف إلى حد ما عليها بدأ يختفي مع الأيام، كما أخبرتني بأني كنت دائما عنيدا وذا حركة كثيرة, وأتذكر أنا أنه كانت تأتيني أفكار غريبة ابتداءا من سن الرابعة, فمثلا ما زلت أتذكر أن أمي قالت لي وأنا في الرابعة بأن الأطفال الرضع قد يرون الملائكة, فخضعت للإيحاء, وقلت في نفسي وأنا أيضا أرى غشاوات على عيني أحيانا, ربما تكون الملائكة, بل وصرحت بهذا لأمي, لكنها قالت أن هذا مستحيل, ومع ذلك ظل عندي هاجس يأتيني مفاده بأنه ربما أنا على صواب.
وهكذا منذ بدأت أعي أحسست أني خاضع للإيحاءات بل حتى من قبل ذلك يبدو أنه كان هناك استعداد بيولوجي لهذا أحاطته ظروف كانت أشبه بشرارات الاشتعال. قضيت طفولتي منذ وعيي في خلافات حادة بين أبي وأمي اللذان وقعا ضحية الخضوع لمظهرية مجتماعتنا المزيفة، فكلاهما أستاذ في الجامعة, ولكن أبي مرموق جدا في مجاله, مميز بين زملائه في العمل. لن أذكر الخلافات لأنها تاريخ استمرت معاصرتي له مايزيد على 25 عاما الذي من شدته تمنيت لو أنهما انفصلا عن بعضهما البعض لأستريح من جو العصف النفسي الذي كان عاملا من عوامل تدميري لا كل العوامل طبعا, وبالفعل حصل الطلاق ولكن ردها أبي مرة أخرى, أمي من النوع العنيد العصبي المتوتر, وأنا صغير لم اكن أظن أن فيها خيرـ لأنها كانت من توترها تضربني في اليوم أكثر من مرة, وكانت أحيانا تضربني وأنا في الصلاة على حين
غرة مني, وكانت أحيانا تضربني بأدوات خشبية أو حديدية, أو تغرز أقلام الرصاص المبرية في رسغي, كانت شرسة لدرجة أني كنت أكرهها وأنا صغير, وكنت أحاول أن أحبها عندما تكون هادئة, لكن قلما كانت تهدأ, وظلت تعاقبني حتى وصلت الجامعة, كنت أستصغر نفسي حين تضربني وأنا في الجامعة, وكنت خوافا, ولكن لما طفح الكيل بدأت أثور وأكسر أشيائها وطلبت لي الشرطة، ولكن لم يجد معي هذا، ومن بعدها كفت عن ضربي, ولكن لسانها كان أحد من السيف علي، وفي مرحلة متأخرة من عمري حصل ما لم أكن أتصوره ولو للحظة أي منذ 3 سنوات فقط فكانت مسامحتي لأمي على كل أفعالها الجارحة في حقي بمجرد وقوفها إلى جانبي وأحيانا التلميح بالاعتراف بالخطأ والجهل في طريقة تربيتها, وجاء ذلك في ظروف مرضية صعبة إلى أبعد الحدود أو هكذا أستطيع أن أصفها, وأسأل ربي الإخلاص في نيتي تجاه أمي, فهي مسكينة, بسبب أسلوبها الذي قد تكون غير واعية بأسبابه ربما أوقعت نفسها في مشاكل كثيرة.
على أي حال أنا لا دخل لي في العلاقة بين أبي وأمي منذ سنوات, مايهمني هو علاقتي بأمي وأبي على حدة, أمي الآن علاقتي بها ممتازة, نتناقش كثيرا وترى في آرائي حجية قوية بخلاف ما كانت تتهمني به في الصغر من نقص في العقل, ولا أشعر بتوتر مع وجودها أبدا فهي بسيطة التفكير، وأما أبي فقد تعلقت به في صغري, وأحسست بأنه كان مثالا وقدوة, كان نشيطا عقلانيا, اجتماعيا في علاقاته, مرحا مع الناس, لذا كنا نعده أنا وإخوتي مثالا للحرية التي سنراها إن ابتعدت عنا أمنا أو ابتعدنا نحن عنها إلى خارج المنزل, أبي كريم جدا, كانت له نظرة في الحياة كنت أظن أنها شبه كاملة وأنها الطريق إلى السعادة, وكنت أحاول الاستغاثة به من أمي, ولكن كان يبدي لنا أنا وإخوتي أنه كان يحاول حمايتنا من ضرب أمي ولكنها على أي حال أمنا فعلينا أن نتصرف معها, كان يبدو لي أنه إيجابيا
ولكن مع مرور الأيام اكتشفت أن هذا في الواقع سلبية منه, فأبي قد اكتشفت أنه من النوع المجامل جدا للناس ومعارفه ما داموا في صفه أو يؤيدونه, ولكن إذا غضب منهم حتى لو كانوا أولاده, كان يمارس بذكاء لعبة ضغط نفسية طويلة الأمد حتى يجبر من أمامه على الانكسار, حتى أني أتذكر عبارة له لأخي ذات مرة وهو يلعب معه بألعاب الورق, لا تحاول أن تفتخر بفوزك علي, فأنا ذلي قد يجعل المذلول يدور حول نفسه في الطرقات. وهكذا مع مرور الأيام ومنذ وقت قريب بدأت أدرك الأحداث من حولي بصورة مختلفة, ربما عكسية أحيانا, معقول! هل من الممكن مع كونها مخطئة بلا شك أن تكون أمي الشرسة هذه هي الأكثر طيبة, وأبي المحترم الراقي والمجامل في تعاملاته سيكون أقل منزلة في قلبي من أمي؟
بالفعل, لقد اكتشفت أن أبي مر بظروف لم يحكها طبعا بشكل يشتكي منها, وإنما يحكيها فخرا بثباته في مواجهتها, هذه الظروف مع عوامل استعداد داخلي شكلت شخصيته بشكل جعلته يحب التميز ولكن أعتقد أن مفهومه للتميز كان خاطئا, فهو يريد الجميع حوله يستمعون له, وفي الوقت نفسه يقوم بذكاء بطرح مجال محدد للنقاش بحيث لا يكون القرار النهائي هو مبتغاه من تجميع الناس حوله, فأبي ليس متسلطا, وإنما أعتقد أن كونه هو محور الاهتمام وتصوره لنفسه كمركز للأحداث من حوله هو ما يدفعه لذلك, فدائما ما كان يحكي لي أبي عن مغامراته في الريف في طفولته وكيف كان
يجمع الناس ليعمل المسرحيات الريفية البسيطة, وكيف كان يواجه الفقر المدقع بهذه الأساليب الكفاحية، وقد لمحت ذلك في بعض فلتات لسانه وأنا صغير, فمن أقواله "لا يستطيع أحد منكم يا أولادي أن يكون ولو حتى ربعي" في إشارة لكفاحه المرير، "من يستطيع خداعي فبالتأكيد سأحييه" في إشارة لذكائه الشديد, وهو بالفعل ذكي, "أنا أستحق أن أكون وزيرا أو رئيس جمهورية" في إشارة إلى أهمية شخصه, وأما من أقواله في حق الزمن: "لقد هضمني الزمان", "لم آخذ حقي وأنا في الطفولة".
أما عن علاقتي بأبي الآن فهي علاقة يريد هو فيها أن يقنع نفسه بأنها مثالية لا إشكال فيها سوى أني متعب نفسيا قليلا, فهذا ما يؤثر ويشوش على العلاقة بمواقف بسيطة, لكن من جهتي أنا أشعر بتوتر وحساسية شديدة في التعامل معه, لذا حمدت ربي أني سافرت بعيدا لكي لا تكون هناك مشاكل, ولكن حينما يأتي لزيارتي في البلد الأجنبي الذي أنا فيه, تظهر هذه الحساسية, فهو لا يظهر مشاعره في بعض المواقف لأنه يعلم أنها قد تكون غير مبررة وغير متناسبة مع حجم الموقف, كأن يكون لي تحركات خاصة بعيدا عنه مع زملائي, تجد وجهه بدأ يمتعض وكأن لسان حاله يقول: "أنا أهم",
بل بالفعل قالها لي في مرة بلسان صريح. وأنا من جهتي كتوم, لم أفصح له عن مكنون نفسي حتى الآن وأخشى أن أواجهه بكل الحقائق دفعة واحدة, لذا فإني أستشيركم وهذا هو السؤال الأول: هل يجب علي أن اتجرأ بمواجهة أبي بملاحظاتي عن شخصيته, أبي من النوع المرن الذي يمكن أن يتغير أو على الأقل ما أهدف إليه هو الكف عن كثرة ملاحظاته وتوجيهاته الدائمة التي يعمد فيها إلى إبراز ذكائه والحط من همتي وقدراتي, أم أنه يجب علي أنا فقط أن أستوعب الموقف وأحاول مسايرته بالقدر الذي يسير أمور الحياة, وكيف أعامله بشكل عام من منظوركم العلمي؟
مرحلة الطفولة
- بالرغم من أني كنت أعاني في طفولتي في البداية وكان يأتيني شعور غريب بالفراغ والكآبة, إلا أنني لما كنت أسمع حديث أبي عن السعادة في الحياة, وأن الحياة بسيطة ويجب أن تكون كذلك, بدأت أطور آلية جديدة للتعامل مع الحياة, وكان معظم الوقت بالنسبة لي هو وقت سعيد, كنت أستمتع بكل لحظة متاح فيها ذلك, وعلى النقيض كنت أغتم غما شديدا حين أتلقى العقاب والضرب, وهكذا كنت أتقلب, ولكن الشيء الذي أذكره أنه كانت تأتيني حالات من السعادة العارمة وأنا صغير, لدرجة أنها كانت تؤدي بي للذهاب إلى دورة المياه, فمن شدة الانفعال تنشط الحركة الدودية في بطني.
- من ضمن الكمالات التي كان يسعى إليها أبي هي توثيق حياته بالفيديو, وكان كلما أخرج الكاميرا ليصور كنت أشعر بالخجل الشديد وأحاول تجنب الظهور المباشر, كنت حساسا جدا أولا لمحاولة التركيز علي, ثم ثانيا لأي متغيرات تحدث من حولي. فكان رد فعلي العصبي النفسي والعضوي أسرع من إخوتي, وهم كانوا يلاحظون ذلك, فمثلا كنت الأسرع في صد أي ضربة توجه لي دفاعا عن نفسي.
- حينما كنت أرد على الهاتف كان صوتي دائما خفيضا, وفي كل مرة كان يتهمني أبي وأمي بأني بنت ولست ولدا, فمع التكرار نشأ لدي شعور أولا بالمراقبة من قبلهما لكل تحركاتي, ثم إحساسي بفقدان الثقة التام في رجولتي, حتي أني في مرة في طفولتي لبست ملابس فتيات ولكن كنت أحاول أن أعوض ذلك بمحاولة التركيز والمبالغة في التأكيد على رجولتي
أمام نفسي على الأقل.
- حين كنت أرى أبي يرتب أشياءه بشكل منظم أحببت هذا النوع من البنية النفسية التي تسعى للجمال, بخلاف أمي غير المرتبة والتي تجمع كل الأشياء ولا تفرط فيها أبدا حتى وإن كانت مهملة ومر عليها سنوات, حتى أحيانا قد تعفن الأشياء ولكنها لا تريد رميها, وهكذا نما لدي اتجاه بأن أدقق في التنظيم أحيانا لدرجة الوسوسة, بأن أذهب إلى الأركان خصوصا عند تنظيف الأشياء, ولا أرتاح حتى أراها في صورة أرضى عنها.
- في طفولتي كان لدي شعور دائم بالترقب وعدم الأمان, فكنت أخشى العقاب في كل لحظة، بسبب أو بغير سبب, فأخذت أتحسس كل خطوة أخطوها خوفا من الضرب المؤلم الذي يتبعه الانتقاد اللاذع بألفاظ سمجة.
مرحلة المراهقة
- بدأت مرحلة المراهقة في ظل الحياة التعيسة التي نعيشها, وبدأت اضطرابات خطيرة تظهر علي, ولكني لم أكن أفصح لأحد أبدا, ولم أشتك ولو مرة واحدة إلى أي أحد واستمرت معاناتي في صمت لمدة 4 سنوات تقريبا دون إفصاح, بعدها بدأت أبحث عمن أفصح له واستمرت المعاناة بعد الإفصاح وحتى الآن حوالي 11 سنة, أي أن الإجمالي هو 15 سنة. في بادئ الأمر بدأ الخجل الشديد يتحول إلى خوف غير مبرر من الناس والمواقف الاجتماعية, ثم شيئا فشيئا تطور الخوف ليشمل جميع مناحي حياتي, فلأني سمعت أبي يقول ذات مرة أن الكلاب تشم رائحة الخوف في الإنسان, فكنت أخشى أن أمر من جنب كلب لكي لا يعرف أني خائف، بالرغم من أني لا أكون خائفا, كنت أخشى من أي طبيب يكشف علي لأنه سيكتشف ضربات قلبي وضغطي المرتفع, حتى أن بعض الأطباء كان ينظر إلي في أسى, شاب في مثل هذا العمر وضربات قلبه تصل إلى 135 وضغطه مرتفع, لماذا؟ وكان هناك العرق البارد تحت إبطي وانسحاب الدم من أطرافي خصوصا قدمي كانت باردة جدا, وكان الدم يتجمع بشكل مكثف في رأسي وقلبي وأحس بأني لا أستطيع احتمال كل هذا التناقض, ومع كل هذا كنت أتظاهر أمام الناس بأني في أحسن أحوالي, فلا أحاول إلا إبداء التماسك, فلم يكن يعرف أحد إلا بظاهري الغريب, حيث كانت تظهر
على عضلات وجهي ارتعاشات لا أستطيع التحكم فيها, فكلما حاولت الابتسام مثلا, كانت شفتاي ترتجفان من دون سبب, فكان كل من حولي, حتى إخوتي يرونني غريب الطباع نظرا لما لاحظوه علي, فكنت في نظر الناس طيب لا أعرف كيف أتفاعل اجتماعيا, ولكن لا داعي للقلق طالما أني لم أشتك, وهكذا بدأ كل من يعرفني يحاول أن يتقرب مني وكنت أحاول أن أتصرف بشكل طبيعي, ولكن الناس خصوصا جماعة الأقران كانوا يلاحظون جمودي الظاهري, ولم يعرفوا أني أغلي في داخلي محاولا التماسك أمامهم, فبدؤوا في تحاشي التواصل المباشر معي, كنت أبكي لوحدي لما أعانيه. فالمشاعر كانت جياشة ومختلطة في داخلي.
- بدأ الشعور بالمراقبة في تلك المرحلة يعكر علي مزاجي أكثر فأكثر, فكنت أشعر بأني مراقب من قبل الناس كلهم في أي تصرف أقوم به, حتى وأنا أمشي في الشوارع المزدحمة كنت أشعر بأن هناك من يراقبني من الشرفات, كنت أدخل في صراع مع نفسي لأني كنت أنكر هذه الأفكار وأعلم أنها وهم, ولكن وكأن عقلي الباطن يرفض هذا العقل والمنطق, كان هناك إصرار دفين لا يتزعزع خطوة واحدة عن هذه المعتقدات حتى مع رفضي لها.
- بدأت رعشة تظهر في يدي اليسرى لتمتد وتشمل جميع بدني حتى رأسي وبدأت تتفاقم مع الأيام, فكنت أحاول الحركة بشكل متسمر بحيث لا تظهر رعشتي أمام أي أحد. وكانت تزداد في حالة التوتر أو سؤال أحدهم لي لماذا يرتعش جسمك.
- حاولت ممارسة الرياضة بكل نشاط, ولكن وللأسف سيطر علي الخوف حتى في هذه, فكنت كلما أردت التريض بدأ شعور بالخوف والمراقبة يتسلل إلى قلبي, وتأتي فكرة أن الناس قد يروني وأنا أتريض وقد يتكلمون عني وعن أدائي الذي قد يبهرهم.
- كان لدي شعور في تلك الفترة بأني بعيد عن الله ولكن الله يقربني ويطهرني بهذا النوع من العقاب. وكأن هناك خصوصية لمكانتي.
- ظهرت أعراض نفسجسمانية تستمر على مدى ال24 ساعة تقريبا, أهمها قصور في الدورة الدموية, حيث بدأت قدماي بالبرودة دائما ورأسي في سخونة دائمة, فكنت أشعر بضيق شديد جراء هذا الشعور المؤلم.
ولي هنا سؤالان: هل الخوف الشديد الذي بدأ بالمواجهة الاجتماعية هو متعلق بالصورة الذاتية أصلا بحيث أنني أخشى في أعماق نفسي على هذه الصورة المكتملة وربما المتضخمة أن يتم إنقاصها بسبب عرضها على من ينتقدها؟ أم أنه لسبب آخر, خصوصا وأن هناك نقطة يجب أن أوضحها بشدة, وهي أنني لدي بعض القدرات في بعض المجالات التي لا أظهرها عادة, وإن حاولت إظهارها يعصف بي خوف شديد بكامل أركانه يعطلني عن كل شيء, فهل هذا تقدير متطرف للذات أدى إلى الخوف الرهيب من تقييم الناس أم لا؟ مع العلم بأني قد أخاف إن رأيت أحدهم صعد على المسرح أو يستعد ليلقي خطابا أو حتى يصلي بالناس إماما, وكأنه هو أنا, مع أن الأمر ليس مرتبطا بي على وجه الإطلاق! فما هذا؟ أرجوكم أفيدوني بالتشخيص ثم أرشدوني إلى آليات أنتهجها معرفيا لأتخلص بها من هذا الداء اللعين.
- هل ما عمم الخوف الاجتماعي ليصبح حالات خوف مستمرة من كل شيء مع وجود شعور بالمراقبة هو وجود نزعة وسواسية وأخرى فصامية مركبة على هذا الخوف فأدى الخليط في النهاية إلى تعقيدات معرفية وكيميائية مربكة في الدماغ؟ أم أن هذا غير صحيح؟
مرحلة الجامعة
بعد دخولي الجامعة حصلت أحداث كثيرة, ولكن أريد الاختصار قدر الإمكان, على أي حال بعد محاولات عدة مني للسيطرة على المرض لم أستطع فتوجهت إلى طبيب نفسي, وبعد أن قال لي بأن ما عندي لا علاقة له بالمستوى الإيماني فرحت كثيرا, وقلت بأن الفرج آت, ووصف لي فلوزاك فقط, كنت آخذ الدواء من فترة لأخرى حتى واظبت عليه فترة أحسست فيها براحة وسعادة هادئة, بمعنى أنها لم تكن عارمة أو فيها اندفاعية, وكانت حياتي هادئة ومنظمة حتى أنني ظننت أنه لن تكون لدي مشكلة أواجهها في الحياة بعد الآن، حتى أن الرعشة قلت كثيرا وانتظم الهضم وعادت صحتي من جديد. وبالرغم من أن الخوف كان مستمرا لكنه كان يقل بل وكنت لا أنزعج منه. إلى أن دخل الصيف وحدثت كثير من المنغصات كالعادة في المنزل بعد عودة أبي من السفر وكذلك بسبب مواجهتي لمشكلات دراسية, عادت الحالة إلى سابق عهدها.
مرحلة التجنيد
بعد التخرج دخلت الجيش, وأهم ما يمكن أن يذكر في هذه المرحلة هو ظهور أعراض أول مرة أعهدها في حياتي, وهي الإحساس بالاختناق مع آلام في الصدر وسرعة ضربات القلب مع صعوبة في الحركة بشكل طبيعي وكأن روحي سترجع إلى خالقها, مع العلم بأن هذا الشعور كان مختلفا تماما عن الشعور بالخوف. فالشعور بالخوف قلبي, بمعني أني أشعر بأن هناك ما يهددني, بخلاف الحالات الأشبه بخروج الروح هذه, أشعر بآلام شديدة وعدم قدرة على التنفس لفترات طويلة قد تمتد لساعات لم أستطع أن أحتمل, وبمجرد خروجي من الجيش للأجازة توجهت فورا إلى طبيبة نفسية, فوصفت لي أدوية على ما أذكر كانت هي الريسبيردال والسيروكسات والكالميبام, أخذت الدواء فترة ولكن ظروف الجيش كانت قاسية, فلم أستطع أخذ القسط الكافي من النوم والراحة، فتركت الدواء. ثم عادت الأعراض, ثم ذهبت مرة أخرى للطبيبة فكتبت لي أنوفرانيل مع أنديرال مع مجموعة أدوية أخرى, حاولت المواظبة عليها, ولكنها رفعت دقات قلبي إلى 140, كنت أحس أن قلبي سينخلع فتركت الدواء, واختفت هذه الحالة بفضل الله وانتهت, وهنا أسأل: ما الذي دعاني بعد دخول الجيش إلى أن أعايش هذا النوع من الاعراض القاسية؟ وماذا يسمى هذا المرض؟
مرحلة التدهور
بعد الخروج من التجنيد, ذهبت للجامعة التي تخرجت منها لأحصل على وظيفة معيد هناك. وفي هذه الأثناء لم يكن معي مال كاف ولم أكن أريد أن أطلب من أبي نقودا أبدا لتكرر منه على المعطى له ولكن بشكل غير مباشر, فقررت ألا أسأله أبدا من بعد تخرجي, وحصل بالفعل, الحمد لله منذ تخرجي لم أسأله شيئا قط, بل هو الذي يصر على أن يعطيني في الأعياد مثلا مبلغا كهدية, أعترف بأني حساس جدا في هذه النقطة, خصوصا مع أبي. ولذا فقد دعاني هذا للبحث عن وظيفة إضافية غير الجامعة, وفي تنقلاتي المستمرة في العمل صادف أن تعرفت على شاب أجنبي, كنا نتبادل الحديث وكنت أنا دائما أجر أطراف الحديث إلى حيث الدين والحكمة من الوجود, فكان الشاب يستمع, وأراد أن يتعلم أكثر.
وذات مرة جاءت فتاتان من نفس جنسيته لزيارته في منزله, كنت أشعر بالحرج الشديد, وكالعادة لم أكن طبيعيا في كلامي وتحركاتي, إلا أن فتاة منهم أصرت على الحديث معي, وكانت جريئة جدا, وأخذت رقم هاتفي, وقبل أن أرحل قالت لي يجب عليك أن تخرج من بيتك دائما, تنزه اخرج وفرج عن نفسك, فأعجبت بذكائها. بعدها بأسبوعين تقريبا اتصلت هي بي لتدعوني إلى الطعام، فأحببت هذا الأمر كثيرا, أي كان بودي أنا الاتصال ولكن بسبب خجلي وربما خوفي من رفضها أي دعوة لي لم أقدم على الاتصال, فبما أنها اتصلت فقد تحقق المراد على أي حال. هكذا أحسست بأني لا أعبر عن مشاعري مع المرأة إلا من خلال التصرفات, في الحقيقة استمرت العلاقة النظيفة بيني وبينها سنة وأربعة أشهر تقريبا، كانت هيئتها لا تدل على أنها متزوجة ولديها طفلة, وهي لم تصرح بهذا إلا بعد مرور تقريبا شهرين من تعارفنا لم يقل فيها أحدنا للآخر حتى كلمة أحبك, كانت علاقة واضح فيها أننا نحب بعضنا, ولكن كان غموضي أنا بالدرجة الأولى باعثا لها على أن تحاول الحفاظ علي فقط دون التصريح بمشاعرها، على أي حال, ذات مرة ذهبت إلى بيتها وطلبت مني أن أصلح لها جهاز الحاسوب الخاص بها, وبمجرد النظر إلى شاشة الحاسوب وجدت صورة خلفية سطح المكتب قد صدمتني بعنف شديد, حينما أفكر في الأمر الآن
أقول في نفسي لم يكن هناك داع أبدا لكل هذه الحساسية, كانت صورتها وصديق آخر لها وبينهما طفل من أهل المكان الذي التقطت فيه الصورة, للوهلة الأولى لم أستطع الاستيعاب, ولكن حاولت أن أتماسك وعرفت أنها بهذه الطريقة تحاول أن تشعل غيرتي عليها, أصلحت لها الحاسوب, ثم مضيت في نيتي عدم الرجوع إليها, وفات أسبوعان, في هذين الأسبوعين بدأت أعراض جديدة تظهر, وهي اختلاف في طبيعة الألوان في الرؤية واختلاف في الإحساس, ثم بدأ الشعور بالتردد الرهيب ويمكن أن أصف هذا الشعور بأنه توالي ضدين من القناعات بحيث يحل أحدهما مكان الآخر في فترة زمنية قصيرة قد تصل إلى ساعات قليلة.
القناعة الأولى هو أني يجب أن أتصل بها, القناعة الثانية كرامتي أهم. واتصلت هي بكل جرأة ودعتني إلى الطعام, وهكذا ذهبت إليها مع استمرار التناقض في داخلي, ثم صارحتها بمسألة الزواج بعد مرور فترة, فوجدتها مترددة, وقالت لي بأنها لا تريد أن تظلمني, فهي إن كانت تسعى في إجراءات الطلاق في بلادها, فلا زالت طفلتها موجودة, فقلت لها بأني سأعتني بطفلتها, فوجدتها تقول دعنا نطيل فترة التعارف على الأقل, فأعرضت عنها مرة أخرى وهكذا ظل الجذب والشد بيننا وتفاقمت حالة التردد لدي وظاهرة توالي ضدين من القناعات بحيث يحل أحدهما مكان الآخر في فترة زمنية قصيرة جدا وصلت إلى دقائق, فخلال دقائق أقرر أنني يجب أن أتزوجها وخلال دقائق أخرى أقرر أن أرفض الفكرة تماما, وأخذت الحسابات الدماغية تعمل في الذاكرة بما لها وما عليها من مواقف لدرجة أني أحسست بالاقتراب من الجنون. استمرت هذه الحالة تقريبا 7 أشهر. ولكن في النهاية كان صوت أقوى داخلي قد منعني من الزواج بها, حتى أنه في نهاية الأمر ظلت تلح علي مرارا وتكرارا أن نتزوج, ولكني أعرضت عنها, ثم جاءتني فرصة سفر للخارج, فقلت بأن هذا هو الحل من عند الله. فالسفر سيمنعني من اللقاء بها. سافرت وبمجرد الاستقرار في البلد الأجنبي تناسيت أمر هذه الفتاة, وبدأت في الاندماج في المجتمع, ولكن فوجئت بأني أواجه أعراضا نفسية وجسمية كانت هي الأشد فتكا بي فقد تدهورت صحتي من بعدها تدهورا شديدا, هذه الأعراض كانت في البداية يصحبها بعض الكلام الكثير العقلاني
والمنطقي جدا كما حكم عليه الآخرون, وتخللهها محاولات المقاومة والشعور بالسعادة المؤقتة, لكن هذا لم يستمر إلا أياما قليلة, بعدها ساءت الأعراض وكانت على وتيرة واحدة لا تتأرجح بين طرفين, فكانت سخونة شديدة في جانبي الدماغ والأذنين تصل إلى حد الشعور باللسع الداخلي الباعث على البكاء أحيانا من شدته, حرارة في العين مع احمرارها, الخوف المستمر 24 ساعة دون سبب, أو يمكن أن أسميه الحساسية العصبية المفرطة, وكأن أعصابي مكشوفة وغير محمية من أي مؤثر, فحتى لو كان المؤثر بسيطا تجد رد الفعل العصبي الخاص بي أضعافا مضاعفة, كما كانت هناك برودة شديدة في الأقدام, والشعور الأكثر خطورة هو الإحساس أحيانا بأن جزءا من عقلي سيتلاشى.. يزامن هذا الإحساس حالة من الهستيريا العصبية التي لم أتحملها قط, فظهرت في جسمي عقد لمفاوية كثيرة انتشرت في كل البدن حتى في الأعضاء التناسلية, وكنت أشعر أن بطني تحترق أحيانا, وأحيانا أشعر بأن الأصوات تدب في مؤخر ظهري أي في العصعص.
حدث عندي التهاب في الأذن الوسطى وكذلك أسناني تسوست, نزل وزني في هذه الفترة حوالي 15 كجم, كان معظم وقتي في السرير, فكانت الحركة غير طبيعية بالمرة, استمر هذا الوضع 6 أشهر, كانت أصعب 6 أشهر في حياتي، ذهبت إلى المستشفيات, أحدهم قال لي هل عندك الإيدز، والآخر سألني أأنت مدمن على نوع ما من أنواع المخدرات، لم أكن أحاول أن أشكو أمام زملائي, وكنت حريصا جدا على ألا يعرف أحد معاناتي لأني أعرف نظرة المجتمع للمريض النفسي. في هذه ال 6 اشهر فكرت بالانتحار, ولكن وأنا في بلاد الغربة وكنت قد فتحت إذاعة القرآن الكريم, فوجدت الحديث دائرا عن موضوع الصبر وتحريم قطع الأجل بغير وجه حق, فانتهيت عن هذا التفكير الشيطاني. وقررت الرجوع إلى مصر وهناك التقيت بالطبيب النفسي وكتب لي الدواء التالي, ثم عدت إلى بلاد الغربة:
1- أبيليفاي نصف حبة 5مجم ثم بعد فترة طويلة حبة كاملة 10 مجم طول فترة العلاج.
2- كيوتابكس حبة 25 مجم ثم بالتدريج حبة 200 مجم طول فترة العلاج.
3- الفافرين حبة 50 مجم لمدة 7 أشهر تقريبا.
مرحلة البعث
استمريت على العلاج لمدة 5 سنوات تخللها محاولات مؤقتة للتوقف عن الدواء ولكنها لم تكن مفيدة. وعلى كامل الرحلة العلاجية كان هناك تحسن بطيء جدا جدا ولكنه كان مستمرا ولم تكن الانتكاسات إلا بعد ترك الدواء على الأرجح, تحسنت أموري جدا منذ شهرين تقريبا وتلاشت أعراض الهسيتريا العصبية تماما وظل فقط الاحساس بتجمع الدم في الدماغ والعرق الغزير من جهة الجبهة وكذلك الرهاب الذهاني هذا لم يتغير كثيرا, وكنت على مدى مسيرتي العلاجية بل ومن أول يوم بدأت فيه العلاج قد طلبت من طبيبي النفسي أن يضيف لي السيروكسات, فكنت أشعر أني بحاجة شديدة له, ولكنه كان يرفض وكأنه خائف من تفاقم الهستيريا العصبية, ولكني كنت أستغرب موقفه, فشكواي من الخوف الشديد كانت مستمرة طوال السنوات الماضية, كما أن جرعة مثبتات المزاج التي آخذها لا بأس بها, ولكني وثقت في علمه, ولم آخذ السيروكسات من تلقاء نفسي, إلى أن جاء في مرة كان من المفروض أن أتواصل فيها مع الطبيب النفسي في مصر عبر الهاتف الدولي, ولكني لم أجده فاضطررت للكشف هنا في البلد الأجنبي وقالت لي الطبيبة هنا بأنها متأكدة من وجود الرهاب عندي ووصفت لي الإفكسور, فسألتها عن الرعشة الموجودة عندي فكشفت علي وقالت بأنه على الأرجح عندي نوعان من الرعشة الأولى أولية أي ربما بالوراثة والثانية مكتسبة بسبب التوتر, فتتركب الرعشتان فيزداد الأمر سوءا, ووصفت لي دواءا يسمى Almarl , وهو دواء ياباني على شاكلة أدوية غالقات مستقبلات البيتا, فقد
يستخدم لخفض الضغط على حسب معلوماتي, وبالفعل وبعد 40 يوما من تناول الدواء سواءا كان الإفكسور أو الألمارل بدأت أحس أن الوضع تحسن كثيرا إلى درجة قررت فيها التوقف عن كل الأدوية, وإكمال ماتبقى من الرحلة والذي ليس هو بالكثير بالمقاومة الذاتية, وبالفعل توقفت عن الدواء قرابة ال 40 يوما كنت أقاوم فيها بشدة شتى أنواع الأعراض الغريبة كالشعور بالغثيان وفقدان الطاقة في ذراعي والتململ والحكة الشديدة في كامل أنحاء جسمي حتى الأعضاء التناسلية, وكذلك بوادر الشعور بآلام تفاقمت بعد ذلك في الظهر, والعصبية الزائدة والتوتر بدءا يظهران في تعاملي مع الناس, وقد لاحظ الناس ذلك وبدأت أشك في طبيعة علاقتي مع الناس, فأحسست بأني مطاوع لهم وأني أحاول أن أرضيهم, والبعض من حولي يستغلني ويأخذ من مالي, وقررت أن أغير طريقتي اللينة في التعامل مع الناس, ولكن بعدها انتبهت إلى أنني إن كنت أريد أن أغير أحدا فهو أنا, فحاولت إلزام نفسي الهدوء وهدأت بالفعل وبدأت أنظم تعاملاتي لا كما كنت أظن أنه يجب قطعها, واعتذرت لمن أخطأت في حقهم وهم اعتذروا لي على عدم توضيحهم النية المقصودة من أفعالهم, وانتهى الموقف.
ولكن يجب أن أشير هنا إلى نقطة مهمة وهي أني لم أكن أشعر بالخوف في هذا الفترة, وكأني نقلت ساحة العراك من داخلي إلى البيئة المحيطة بي, ولكني لا أستطيع الجزم على أي حال. وبعد أيام بدأ الخوف المقترن ببوادر بعض الأعراض التي اختفت منذ سنين بالعودة مرة أخرى وتحديدا بدايات الهستيريا العصبية وكذلك السخونة في جانبي الدماغ والعين والوجه متزامنة مع برودة شديدة في القدم, حاولت المقاومة, ولكن لما رأيت أني قد أنتكس أسرعت بتناول الدواء الذي انقطعت عنه قرابة ال50 يوما تقريبا، وبعد مرور أيام قليلة من تناول الدواء بدأت أشعر بالتحسن ولكن نسبيا من جديد، وكانت الجرعة حبة أبيليفاي 10 مجم وحبة إفكسور 75 مجم وحبة كيوتابكي 100مجم. وسؤالي الذي يحيرني هو: يا سيادة الطبيب أرجوك أن تشخص ماعندي من مرض, ما اسمه؟ هل أنا رهابي أم ذهاني أم ثنا قطبي أم موسوس أم مضطرب الهوية أم فصامي أم هستيري أم ماذا؟ مع العلم بأن زملائي والناس هنا في بلاد الغربة ينظرون إلي على أني اجتماعي جدا ومن الناضجين أصحاب الرأي, بل بعضهم أكبر
مني سنا ولكنه يلجأ لاستشارتي وأخذ رأيي, أعلم أني لست بهذه المنزلة وأدعي التماسك أمام الناس فقط. وبالتأكيد لست الشخص الوحيد الذي يعاني من هذا, لقد صادفتم مثل حالتي أو على الأقل تعرفونها, ثم لماذا معاناتي هي معاناة عصبية فسيولوجية أكثر منها نفسية معرفية, أم أنك ترى غير ذلك؟ وفي رأيكم العلمي ما الجرعة المناسبة للدواء الآن؟ وهل مرت عليكم حالات في حياتكم المهنية بالكامل استطاع فيها مريض في مثل حالتي التغلب على المرض وترك الدواء نهائيا ولو بعد سنوات؟ فأنا مستعد للاستمرار على الدواء لسنوات, كل ما منعني هو أني زدت من بعد العلاج 25 كجم, لك أن تتخيل كيف أصبح بدني وصحتي, أصبحت غير قادر على الحركة بشكل حر بسبب السمنة, أضف إلى ذلك أني شعرت بأن الدواء يحد من قدراتي المعرفية والذهنية، ولكن ما أركز عليه الآن هل هناك على الأقل احتمالات علمية للتخلي عن الدواء, وإن كان فما المدة المطلوبة لذلك؟
آسف جدا للإطالة
وجزاكم ربي خيرا.
25/12/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
سؤالك هو عن التشخيص والوصول إلى الإجابة لا بد من دراسة استشارتك وإبداء بعض الملاحظات وهي:
1- بياناتك الشخصية غير واضحة فأنت معيد في جامعة وفي بلد أجنبي وتعيش لوحدك ولكنك مستقل اقتصاديا.
2- تم تقسيم الاستشارة إلى مراحل الطفولة والمراهقة والجامعة ومن ثم التجنيد والتدهور, رغم محاولتك لطرح مشاكلك بصورة علمية ومتناسقة ولكن هناك اضطراب معرفي يثير القلق.
3- حديثك عن العلاقة مع الوالدين ابتداءً من الطفولة يتميز بمحتوى لا يخلو من الغرابة وليس من الصعب وضعه في إطار وهامي.
4- أما علاقتك مع الأم والأب فقد تكون دقيقة في تفاصيلها ولكنها أيضا قد تكون جزء من تفكير وهامي تم ترسيخه مع مرور السنين. قد يمكن تعميم هذا الاستنتاج على بعض محتويات الرسالة كذلك.
أما الأعراض التي تتكرر في الرسالة هي:
1- أعراض قلق مزمنة وجسمانية وهذا يشير إلى اضطراب قلق أولا.
2- بعدها نبحث عن أعراض وجدانية وهذه غير واضحة في الاستشارة. لا تحتوي الاستشارة على أعراض هوس أو اكتئاب مقنعة.
3- بعدها نبحث عن أعراض ذهانية. شعورك المزمن بالمراقبة يدل على ميول زورانية ذات كثافة وهامية. تكثر من إسقاط اللوم على الوالدين وهما الآن ضمن شبكة زورانية مزمنة لم تستطع أن تتخلص منها الى الآن.
4- لا يوجد دليل مقنع على إصابتك بمرض عضوي أو اضطراب شخصية.
المسار الطولاني للأعراض:
لا أعلم بالضبط طبيعة عملك وأدائك المهني والاجتماعي فهذا غير موجود. بداية الأعراض من سن مبكر والمسار مزمن ولكنه لا يخلو من فترات هدأه كما فهمت من محتوى الرسالة. هذه الفترات قد تكون بسبب العلاج الذي يحتوي على مضادات للذهان ولا يمكن تعليلها بالمسار الطبيعي للاضطراب النفسي.
الاستنتاج:
جمع المسار الطولاني وطبيعة الأعراض أعلاه يشير إلى فصام مزمن.
التوصيات:
1- يجب الانتظام في مراجعة طبية نفسية وتناول العقاقير.
2- الخليط الذي تتناوله من عقاقير يحتاج إلى مراجعة ومن الأفضل مناقشته مع طبيبك المعالج.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الفصام: الشيزوفرينيا
تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)
بين الوسواس والفصام وشرب المتة!
ابنتي عندها فصام والطبيب كيميائي فقط!
هل أنا فصامى
أنواع الفصام (2)
بين الوسواس والفصام تشخيص فارقي
بنتي وابني مصابان بالفصام؟
هلاوس ووهامات فصامية
الفصام المزمن وأعراضه السالبة-مشاركة
ليس الفصام مرضا تسببه الجينات
على هامش الشيزوفرانيا