أنا ومعلمتي
أحب معلمة دين من صف أول ثانوي كان الجميع يتحدث عنها ويقولون أنها قاسية القلب ولا يوجد في قلبها رحمة وأنها ترسب الكثير من الطالبات وتظلم كثيراً وأيضاً تسخر من الطالبات بالحصص، في البداية انتابني الفضول أن أعرف من هذه المعلمة وعندما عرفتها كانت تسخر من الطالبات، ولكنها كانت خفيفة الدم وأنا أحب هذه الصفة كثيراً بالآخرين وأحبهم بسببها كنت أشعر أنها تشبهني بطريقة ما فأعجبت بها، ولم يرق لي ذلك فخاطبت نفسي وأصبحت أقول كيف لي أن أحب معلمة، وأنا لم أحب فتاة من قبل فكيف بمعلمة؟
كرهت هذا الشعور ودعوت ربي كثيرا أن يبعدها عني وعن قلبي ولكن لم أفلح, في مرة تابعتها بتويتر وأخبرتها أن تتابعني ولم تجبني وتجاهلتني، كنت أخبر الجميع أني أحبها وأنها ليست كما يظنون ولكنها أيضاً كانت تتجاهلني وأنا أكره أن أنزل من مستواي وأتنازل عن كبريائي لأحد ما، فكيف بشخص أحبه؟
حاولت أن أقنع نفسي أني أكرهها لأني لم أحتمل تفكيري بها طوال الوقت فصرت أؤذيها بكل الطرق الممكنة أرسل لها بحسابات مجهولة ٳساءات مثل "أنت عانس", "لا أحد يحبك، الجميع يكرهك", وكانت تتجاهل أيضاً، وكنت بحصصها أفعل كل ما تكره من أفعال، مع العلم أنها عندما يسيء إليها أحد ما ترد عليه لكن عندما أسيء أنا تنزعج مني وتسيء لأحد ما غيري، استمريت هكذا نصف ترم دراسي، وكانت تحتمل كل أفعالي
إلى أن أتى يوم وأخبرتها عن الٳساءات التي بتويتر وأني من كتبها وأخبرتها لماذا أنت قاسية هكذا وربما الجميع يخاف منك لكنني لا أخاف، ولماذا لا ترحمين أحدا ولا تراعين مشاعر الآخرين أين قلبك وما إلى ذلك, وكانت هي صامتة وتجاريني وتوافقني.. اليوم الثاني ذهبت إليها فأصبحت تقول لي لماذا فعلت كل هذا أنا لم أؤذيك بشيء قط وحسبي الله ونعم الوكيل فيك عندها لم أعرف ماذا أفعل..
أحسست بالذنب كثيراً وأنا أؤذي نفسي كثيراً بتقطيع جسدي فجرحت نفسي من شدة شعوري بالذنب وكتبت لها رسالة أخبرها أنني لم أقصد ذلك وأنني كنت أقاوم شعوري تجاهها بالحب، وأني كنت ذات ضمير ميت واستيقظت فجأة مع العلم أني كنت أؤذي من حولي ولا أثق بأحد، أشكو للغرباء وأحيط نفسي بالجميع لكنني لا أملك صديقاً واحدا أستغل من حولي ولا أفكر إلا بنفسي فقط، لكن بعد هذا الموقف تغيرت وأصبحت أحترم الآخرين مع العلم أني تعرضت لمضايقات كثيرة بالمرحلة المتوسطة واضطررت بسببها أن أصبح قاسية لكي أحمي نفسي لأني حساسة جداً، على العموم هذه المعلمة ذهبت إليها بعد ما كتبت وسٲلتها عما تراه فيها أخبرتني أنني قاسية وأستمتع بإيذاء الآخرين ولا أملك أية مشاعر إلخ...
غضبت كثيراً فأصبحت لا أخبرها عن ذلك لكنني أضايقها وهي تضايقني بمعنى عناد.. مرة ذهبت إليها بسبب موقف وكنت منزعجة منها فسألتني عما بي, وأصرت أن تعرف.. أحيانا تسٲل عني عندما أكون حزينة وعندما أنهار وأخبرها أنها تكرهني تقول لي لا تسيئي الظن بي لا أكرهك بل أكره تصرفاتك، تستمع إلي دائما وتقرٲ كل رسائلي لكنها لا ترد عليها.. رسائلي تكون شكوى وليست إعجابا, أحيانا أعطيها هدايا ولكن ليس أمامها وأحيانا أكتب لها رسائل كره عندما تتجاهلني، أشعر أني أبالغ بالتعبير لها ولكنني أستغرب سبب تحملها لكل تصرفاتي وتقلباتي،
أحيانا أشعر أني أكرهها وأخبرها بذلك وأحيانا أشعر أني أحبها وأيضا أخبرها، لا أعرف لماذا تصبر علي هكذا، ودائماً تحاول أن تغيرني وتخبرني أن أغير بنفسي تصرفات هي أسوأ مني بها، وأحيانا أشعر أنها تضع حواجز عالية بيني وبينها وفجأة تهدمها وفجأة تبنيها من جديد..
لا أعرف إن كانت تحبني أم لا، وما هي حقيقة مشاعري ومشاعرها، ولماذا لا نستطيع التفاهم أبدا، ومصالحتي معها لا تتعدى أسبوعاً واحداً, احتضنتي هي مرة وهمست لي بأذني أن أنتبه لنفسي أمام الجميع حتى أصبح احتضانها لي حديث الساعة, أحيانا تتنازل وتٲتي هي لتكلمني وأحيانا تتظاهر أنها لا تعرفني ولا ترد علي عندما أناديها،
مع العلم أني لا أعرف عنها أي شيء عن حياتها الخاصة غير أنها ليست متزوجة وهي تعرف كل تفاصيل حياتي وأحيانا أتعمد أن أؤذي نفسي، وٲريها لكي ألفت انتباهها، ولكنها لا تبالي، لم أر منها شفقة أبدا، أثق بها بالرغم من كل هذا وهي الوحيدة التي أستطيع أن أقول لها كل ما أشعر دون خوف أو أنها ستحكم علي ولكني أكرر لا أعرف إن كانت تحبني أم تكرهني وهل أبتعد أم أقترب..
أتناقش معها كثيراً ولكن لا نجد حلاً وتعبت كثيراً ومنذ سنتين ونصف وهذا حالي معها، وقريباً سٲتخرج وأيضاً أبي منفصل عن أمي وأعيش مع أمي منذ الطفولة
فأرجو النصيحة والإرشاد.
27/12/2014
رد المستشار
الأخت العزيزة "دانة"، السلام عليك ورحمة الله
خلال قراءتي لرسالتك اكتشفت هذه الأعراض:
- التعلق الشديد بموضوع الحب والقلق من هجرانه لك.
- جرح الجسم لإيذاء الذات في حالة تأنيب الضمير وأحيانا للفت الانتباه.
- التذبذب بين تقديس موضوع الحب وكراهيته.
- الغضب الشديد غير المناسب أو الصعوبة في لجم الغضب.
هذه الأعراض تشكل بعضاً من أعراض اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder على أن الأعراض التي ذكرتٍها ليست كافية للتشخيص..... لكن عليك مراجعة متخصص في العلاج النفسي كي يتم التشخيص الدقيق ثم العلاج، فلو لم تعالجي هذا الاضطراب سوف تتكرر في حياتك حالات الحب الإفراطية وتدور حياتك في حلقة مفرغة.
بغض النظر عن الأعراض الحادة، فحالة الحب تجاه المعلمة أو المعلم في فترة المراهقة ليست مشكلة غير طبيعية فهناك العديد من المراهقين الذين يمرون بهذه العلاقة والجيد في الموضوع أن معلمتك لم تحاول استغلال مشاعرك بل بالعكس فهي تسعى لوصولك إلى التوازن في مشاعرك تجاهها، فلماذا تؤنبين نفسك على حبها ولماذا تسعين إلى بيان حبك بشكل معكوس، أي بدل إبداء الحب تظهرين الكراهية؟ لماذا لا تستغلين هذه الفرصة لتعلم الحب وإبداء المشاعر الإيجابية والارتقاء بمفهوم الحب؟
تحياتي
واقرئي أيضًا على مجانين:
حالتي الصحية والنفسية اضطراب الشخصية الحدية
أذى النفس: اكتئاب الشخصية الحدية !
الفستان، تحرشات جنسية وصور انتحارية وسمات حدية ! م1
اضطراب الشخصية الحدية.... بين النظرية والممارسة
الشخصية الحدية... تحديات التشخيص السريري
ويتبع >>>>>>: أنا ومعلمتي : شخصية حدية م