السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أول شيء أريد أن أقدم لك الشكر مسبقا على النصائح التي تعطيها وأن يجعلها في ميزان حسناتك، ربما لأني لم أعط شرحا كافيا لمشكلتي الآن للأسف مشكلتي تتفاقم يوما بعد يوم, صرت أعاني من رهاب شديد لدرجة أنني أتوتر بشكل كبير بمجرد وجود أحد الأشخاص إلى جانبي فما بالك إن كانوا مجموعة لست أعني هنا التحدت أمام الحضور أو ما شابه لأنها مشكلة أعظم لا أستطيع الاسترخاء أو التصرف بصورة طبيعية حتى أمام أقربائي بل ينتابني أن الكل يراقبني ويلاحظ حركاتي.
ممكن أنني أبالغ ولكن هذا الأمر صحيح لأنهم صاروا على علم بمشكلتي وكل يوم يراقبونني ليعرفوا إن كنت قد تخلصت منها أو لا للأسف لا أتلقى الدعم أو المساندة منهم بل على العكس أتلقى الانتقاد والنميمة السخرية كأنهم يتشفون في, من يسمع هذا يظن أنني أتوهم بسب الرهاب الاجتماعي ولكن هذه حقيقة أعيشها كل يوم ربما بسبب تعاملي المحدود وأنانيتي, ولكنني في قرارة نفسي طيب وأحب الناس ولكن أظهر العكس أحيانا لأني أعاني من عصبية كبيرة ونرفزة زائدة بسبب مشكلتي وهذا يؤثر على تعاملي وتجاوبي مع الناس وأحيانا أتفاعل بصورة سلبية معهم، ولكنني أظن أنني على الأقل أستحق اهتمام إيجابي أو على الأقل التحدث مع أحدهم ويسألني عما يقلقني ولماذا أتصرف هكذا عندها سوف أخبره وأحاول الشرح ما استطعت ليعرف سبب تصرفاتي، أو أن يحاول مساعدتي لزيارة معالج نفسي وثمن الأدوية إلى آخره... أو على الأقل تشجيعي والتوقف عن انتقادي وتركي وشأني.
لا أثق إلا في أبي لأنه الوحيد الذي يريد لي الخير ولكن للأسف لديه مصاريف كثيرة أخرى ولا يستطيع تحمل تكاليف العلاج الذي أراه ضرورة ملحة في حالتي هذه التي أعاني منها منذ فترة طويلة لدرجة أنني لا أستطيع أن أتذكر أنني في وقت من الأوقات كنت بخير بدون قلق، للأسف هذا أثر كثيرا على حياتي الاجتماعية وحياتي اليومية, وصرت أجد صعوبة كبيرة في أدائها وحتى إن فعلت أكون تحت ضعظ نفسي لا يحتمل، مثلا صرت كثير المراقبة لتصرفاتي وأفكر فيها كثيرا حتى البسيطة منها كالتحرك أو ما شابه كما أنني أعاني ارتجافا ملحوظا في الرأس, كلما أدرت رأسي إلى الأمام صرت لا أستطيع فعل ذلك, رأسي يرجف وكأنني أرى شيئا مفزعا صرت أتجنب فعل هذا ربما سوف ترى أنه شيء يمكن السيطرة عليه ولكن بالنسبة لي لا أستطيع, وحتى إن حاولت السيطرة عليه لمدة قصيرة ولكن بجهد كبير مثلا علي التفكير باستمرار وتذكير نفسي أن رأسي ثابت ولا يرتجف مما يشتت تركيزي ولا أستطيع مجاراة الحديث الذي أسمعه أو متابعته... كيف ذلك وأنا منشغل التفكير بشيء آخر والناس يلاحظون ذلك ويقولون في أنفسهم هذا مجنون.
وأحيانا أسمع عبارات غير مباشرة تؤكد لي ذلك، لست أنانيا حقودا لأنني أعرف أن الله من ابتلاني بهذا ربما ليختبر صبري ولأتقرب منه, ما أعرفه أنه الوحيد القادر على شفائي وأتأسف لمستوى الجهل والتدني الأخلاقي بالنسبة للبعض وليس الكل ونظرتهم للمرض النفسي وربطه بالجنون، لو كنت مجنونا لما فكرت في هذا ولما رغبت في معالجتي نفسي.
أنا دائم البحث عبر الإنترنت عن علاج لحالتي, وجدت بعض تمارين الاسترخاء والتكلم بإيجابية والثقة في النفس إلى آخره, وحاولت تطبيقها ولكن لم أجنِ منها غير الفضيحة حتى صار الجميع يعرف أنني أحاول ذلك ويقولون إنك تهتم كثيرا لنظرة الناس, أقول نعم هذا لأنني أعيش بينهم لست وحدي ربما إن تخلصت من مشاكلي وصرت أتحرك وأتصرف وأبدو مثل شخص عادي لن أهتم لذلك كثيرا، أنا مقتنع أنني بخير وأنني لست أقل من الناس, بل على العكس أتفوق على الكثير منهم في بعض الأشياء, ويبقى الاختلاف الوحيد هو ما أعانيه، هم يكونون في حالة استرخاء بوجود الآخرين وعند مراقبتهم لهم, وأنا أشعر بقلق وتوتر شديد يؤثر علي ويسبب لي أعراض جسمية وهذا الشكل لازمني لفترة طويلة لدرجة أنه صار رد فعل طبيعي, وعقلي الباطن من يتحكم فيه بدون شعور مني إلى أن تخليت عن ذلك ولكنني أجد صعوبة كبيرة ويجب أن أكون مركزا جدا كما ذكرت.
صرت قلقا ورأسي وكامل جسمي يرتجف حتى لما أكون وحدي مجرد تفكيري في هذه المشاكل ينتج عنه إحساس سلبي كبير وبالتالي هذا يؤثر على تقديري الذاتي... بصراحة مللت كثيرا من البحث والأسئلة والتفكير في هذه المشاكل وصرت أفكر أحيانا بوضع حد لحياتي البائسة هذا أسهل بالنسبة لي مما أعانيه حاليا ربما سوف يظن البعض أنني أبالغ أو شيء من هذا القبيل لذا أقول من يداه في الماء ليس كمن يداه في النار، ربي وحده وأنا من يعلم حجم معاناتي اليومية وعلى مدار الساعة من هذا المرض أو الاضطراب لا أعرف ما هو بالضبط، وحده خوف من الله تعالى ما يمنعني لأنني لا أريد أن ألقاه إلا وهو راض عني، لذا يا سيدي الفاضل لدي مجموعة أسئلة أتمنى أن تجيبني عنها.
هل ما أعانيه فقط رهاب اجتماعي أو هو مجموعة من الأمراض متداخلة في بعضها وخصوصا ارتجاف الرأس، للعلم أنني زرت مرتين طبيبا للأعصاب وآخر نفسيا وأجرى لي كشفا وقال إنني بخير ولا أعاني أي ورم أو مشاكل في رأسي. هل هناك أدوية(قوية) يمكن أن تساعدني على الأقل بانتظار ذهابي إلى الطبيب النفسي لأنني لا أعرف كم سوف يطول انتظاري نظرا للحالة المادية أو إن كنت سوف أتمكن من تدبر مصاريف العلاج أصلا، لأن الطبيب النفسي في مدينة أخرى تبعد عنا 150 كم, وهذا يعني مصاريف مواصلات وأخرى سوف تثقل كاهلي, وكم مرة سوف يتعين علي الذهاب؟
حاولت الحصول على (الريفوتريل والفاليوم) لأن دواء (الزيروكسات) لم يفدني وكذا (الدوجتمايل) سمعت أنها تعطي شعورا بالشجاعة على الأقل لتساعدني على المواجهة لأنني سئمت الهروب من مشاكلي ولكن للأسف لم أستطع الحصول عليها رغم مضاعفاتها الخطيرة ولكنني ما عدت أهتم، طلب مني الصيدلاني وصفة طبية وبطاقة التعريف وقال لي آسف لا أستطيع صرف الدواء لك إلا بهذه الشروط، هل هناك أدوية أخرى قوية تستطيع مساعدتي?
وهل يتوجب علي الذهاب إلى معالج نفسي أو طبيب نفسي وهل هناك فرق بينهما؟
لا أريد أن يحصل لي كما في السابق يراني الطبيب لمدة 15 دقيقة ثم يعطيني الدواء لابد لي من علاج سلوكي يساعدني, وبالتالي لا أضيع ثمن الكشف.
06/01/2015
رد المستشار
أخي الحبيب؛ أهلا ومرحبا بك وشفاك الله وعافاك..
سأبدأ من حيث انتهيت أنت، وهو ماذا تحتاج، وما هو تشخيص حالتك؟
من خلال ما سردته أرى أن حالتك تتعدى حدود القلق العادي أو الرهاب الاجتماعي فأنت تقول (إن الكل يراقبني ويلاحظ حركاتي، أتلقى الانتقاد والنميمة السخرية) وهذا يشير إلى وجود خلل ما في نظام التفكير لديك، قد يكون راجعا إلى مرض إذا توافرت باقي مواصفات التشخيص أو إلى خلل في تركيبة الشخصية لديك وهو ما أميل له وأرى أنه سبب رئيسي في كل معاناتك.
لديك توتر شديد جدا يصل في أوقات عديدة إلى اضطراب القلق العام وأوقات أخرى إلى حالة الاكتئاب والتفكير في الانتحار وثالثة نحو الرهاب، ولم تتحدث في رسالتك عن أي إنجاز في حياتك أو موهبة أو هواية أو تتحدث عن إخوتك وأصدقائك.
عزيزي؛
لا تجعل المسافة أو المادة عائقا بينك وبين العلاج فكلما تأخرت أصبحت النتائج أصعب والعلاج أشد، فاضطرابك لا يجدي معه النصائح أو العلاج الدوائي وحده، أنت تحتاج إلى جلسات مطولة من العلاج النفسي بأنواعه المختلفة تحتاج إلى طبيب وصديق في نفس الوقت يعينك ويدعمك ويرشدك ويعلمك كثيرا من السلوكيات إلىجابية ويناقش معك أفكارك ويخرج ما هو غير ناضج منها ويساعدك على التفكير إلىجابي والمثمر وهذا يحتاج إلى وقت قد يصل إلى عام.
لا تتردد كعادتك وخذ خطوة نحو العلاج الجدي ولا تهتم إلا بهذا لتعود سليما معافى إن شاء الله.
ويتبع>>>>>>>: أمضى من القلق والرهاب فلا تظل ترتاب م. مستشار