من فضلكم أغيثوني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أبلغ من العمر 24 سنة كنت أعاني من وسواس موت منذ عشر سنوات لكني كنت متعايشة معه وكان خفيفا لا أتذكره إلا إذا توفي أحد.. من عامين تقريبا حصلت على الإجازة ومن ثم وأنا قاعدة بدون شغل حتى جاء ذلك اليوم الدي ستبتدئ فيه قصتي البئيسة... كنت أعاني من حبة صغيرة في الرأس وذهبت لأحد الأطباء فشخص حالتي على أنها فيها شك وخطر فقمت بعمل أشعة فطلعت إيجابية..ارتحت.
بعدها كانت الثالثة صباحا فأصابتني أول نوبة هلع وخوف شديد فقدت خلالها شعوري الحقيقي بالذات كأني أنا لم أعد مديحة يسمونها اختلال الإنية كأني جسد بدون نفس ولا عقل ولا روح. من ذلك الوقت وأنا مريضة ذهبت لطبيب نفسي عاين حالتي على أنها وسواس أخدت العديد من الأدوية سوليان Solian – سيرديب Serdeep – أنافرونيل Anafranil – سيرمنتيلSurmentil – زولوفت Zoloft.. أحسست بنوع من الراحة في كل مرة كنت أعاين طبيبي يغير لي الوصفة..
لكن الآن وصلت لحالة من اليأس الشديد والاكتئاب وأفكار غريبة لا تدخل العقل مثل أبدأ أفكر من أنا؟ ولماذا أنا؟ هنا ويأتيني وسواس كأن شيئا يسيطر على عقلي ولست حرة وكأن عقلي محدودا وسيتوقف وكأني أراقب نفسي من الخارج .... وأفكار لا أقدر أن أصفها ولا أقدر على الخروج من هذه الحالة الصعبة.. الآن ما زلت أقاوم لأني أحسن ظني بالله لكني في صراع كبيير لا أعرف ما الحل وأرى حالتي على أنها صعبة.. الطبيب وصف لي الآن ميديازيبين Medizapine 2,5 – زاناكس ..Xanax 0,5 – إفيكسور ...Efexor 75 mg ..آخذ الدواء من يومين. أريد أن أعود لطبيعتي وأجد نفسي مرة أخرى وأرتاح فعقلي يقول لي أنني لن أتشافي وحالتي صعبة.. كما أنني قرأت أن اختلال الإنية ليس لها علاج أخاف من الموت بسبب هدا المرض أو الجنوووون
07/01/2015
رد المستشار
الابنة المغربية العزيزة "مديحة"... أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى دقةِ وعلميّةِ وصفك لما تعيشين من أعراض... شائعة خاصة على ألسنة المرضى مقولة أن "حالة اختلال الإنية ليس لها علاج".. وربما قيل ذلك عن حالة اختلال الإنية الأولية أي اختلال الإنية الأولي Primary وليس عن النوع الثانوي أي أي اختلال الإنية الثانوية Secondary من اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع لكنها علميا أصبحت الآن غير صحيحة، إلا أن الطريقة التي تبدو أنجح الآن هي استخدام العلاج المعرفي السلوكي (2005 ,Medford et al) والذي يقوم على محاولة تغيير تفسير المريض للأعراض وإقناعه بأنها غير منذرة بسوءٍ وغير مستحيلة التجاهل إضافة إلى تعديل سلوكيات الاستبطان الوسواسي Obsessive Introspection أو الفحص المتكرر للذات أو الجسد، والاستعانة ربما ببعض تقنيات وتمارين الاسترخاء Relaxation Training وغير ذلك، ونرى أن الجمع بين طرق العلاج بالعقَّاقير والعلاج المعرفي السلوكي يعطي أفضل النتائج مع مراعاة أهمية مناسبة الخطة العلاجية والخيارات العقَّارية لكل حالة على حدة.
وأيا كانت نوعية العلاج النفسي التي سيستخدمها المعالج فإن من أهم خطوات العلاج خطوة مبدئية هي بناء الثقة Establishment of Trust بين المريض والمعالج ومما يجعل ذلك سهلا أن يكتشف المريض قدرة هذا الطبيب بالذات على فهم أعراضه ومعرفته بأن آخرين مثله عانوا أو يعانون من نفس أعراضه وأن التحسن ممكن، وأما الخطوة الثانية فهي إحسان أخذ التاريخ المرضي وعدم التخاذل في دراسة تفاصيله بمجرد الوصول إلى التشخيص، وبعد ذلك يأتي دور دراسة العوامل الحياتية المصاحبة لمعاناة المريض كالكروب البيئية أو الأسرية أو المهنية أو المجتمعية، ومنها يحاول المعالج النفساني ذي التوجه المعرفي السلوكي أن يوضح لمريضه كيف تساعد مثل هذه الكروب وطرق التعامل معها معرفيا على إبقاء القلق مستمرا، بينما سيمضي المعالج ذي التوجه التحليلي وقتا أطول محللا ومفسرا ومحاولا الوصول بمريضه إلى الاستبصار بما يحدث.
ويصل المعالج السلوكي المعرفي بعد ذلك إلى دراسة كل عرضٍ من أعراض اختلال الإنية و/أو تبدل الواقع ومدى أهميته وتأثيره على حياة المريض Symptom Significance ، وهل الأثر الناتج في حياة المريض ينتج من العرض نفسه أو من تفسير المريض له؟ خاصة حين يكون التفسير من النوع المسمى بالتفسير الكارثي catastrophic attribution وهو ما يؤدي بالمريض إلى أفكار وسلوكيات يمكن جدا أن تزيد من سخافة وصعوبة الأعراض وتعزيزها واستمرارها بالتالي، ثم يقوم المعالج المعرفي بعد ذلك بإعطاء قيمة العرض المستهدف قدرته الحقيقية على الإعاقة ووزنه الحقيقي وأهميته الواقعية وتكون النتيجة المنطقية هي أن قيمة العرض أقل كثيرا مما يعتبرها المريض ويسمى ذلك تقليل أهمية العرض Reduction of Symptom Significance ، وكثيرا ما يفلح إهمال العرض والكف عن الاستبطان أو الفحص الوسواسي للوجدان أو الذات أو الجسد في التخفيف من وطأة المعاناة إن لم يفلح في إيصال المريض إلى الشفاء."
وبعيدا عن كل ذلك فإن ما وصلت إليه الآن وتصفينه بحالة من اليأس الشديد والاكتئاب، يستدعي أن تلتزمي بوصفة طبيبك المعالج حتى تؤتي ثمارها فعقارك الأخير يحتاج ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع حتى يبدأ عمله على الاكتئاب، إضافة إلى نصيحتنا بطلب الحصول على العلاج المعرفي السلوكي، وأتوقع إن شاء الله أن تتحسن أغلب إن لم نقل كل أعراضك عندما ينقشع الاكتئاب... وأنصحك بقراءة الارتباطات التالية على موقعنا مجانين:
اختلال الإنية غالبا قلق أو اكتئاب
داوني بعقار أمي اختلال الإنية عرض اكتئاب!
اختلال الإنية غالبا عرض للقلق
اختلال الإنية العارض والمستقل
اختلال الإنية- تبدل الواقع غالبا عرض
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب مشاركة
وأخيرا أهلا وسهلا بك دئما على مجانين فتابعينا بأخبارك.
التعليق: أختي مديحة لا تفكري كثيرا ولا تهتمي -من بعد إذن الأطباء- لا يوجد شيء مستحيل على الله أمضيت أكثر من عشر سنوات في فترة المراهقة كلها وقبلها وبعدها بقليل وأنا في تبدل واقع مريع مرير مع اكتئاب كنت أعامل معاملة قاسية جدا ممن حولي أدت لكثرة حزني إلى أن أشعر كأني محبوسة في زجاجة شفافة، أو على الأقل بيني وبين الناس وبين جميع ما حولي حاجز زجاجي فأنا بعيدة عنهم، لا أشعر بهم أو كأن هناك غباشة في رؤيتي حتى أصواتهم كانت بعيدة عني أشعر أني أحس بداخل جسدي فقط أما ما حوله فكأنه وهم، هذا مع عصرة الاكتئاب والغم وقلة النوم!!
وكنت كلما أصابني هذا أهرع لطلب النجدة من الله تعالى كغريق يطلب النجدة أو شخص هارب من حريق لأني لا أقوى على التحمل أتحسن كثيرا ثم إذا جاءت مشكلة أخرى عدت كما كنت طبعا لم أكن أعرف ما بي ولم أكن أعرف ما هو الطبيب النفسي ولا أن ما أصابني مرض نفسي، ولا أحد حولي يهتم لحالتي أو يعلم بها أصلا أو يقتنع بالطب النفسي
ولم أكن أفكر في شيء سوى الألم الذي أعانيه والتعجب مما أشعر والتساؤل الدائم هل أنا وحدي هكذا أم جميع الناس كذلك وأن طبيعة الحياة هي هذه!!!