قبلة ولمسة يد: ملتزمة ومخطوبة
ملتزمة ومخطوبة.. متابعة المشاركة تعليق من رحاب أخرى مختلفة
NOTE: I sent this message directly from the email but it seems it didnt go completely, that's why i am sending it again through your web site:
أعزائي مجانين نقطة كوم.. المجانين جدا بقدراتكم الهائلة والتي أستغربها جدا على إفساح كل هذا المجال والوقت الطويل لزائري موقعكم المتزايدين باستمرار، بجانب كل نشاطاتكم الأخرى من عمل وبرامج تليفزيونية وفضائية بجانب حياتكم الخاصة بالطبع. والعقلاء جدا بآرائكم، وخبراتكم، ونصائحكم، العلمية، الإسلامية، الإنسانية.
بحكم كوني زائرة مستديمة ويومية لموقعكم أتابع كل ما تنشرونه على صفحتكم وكثيرا ما أود التعليق والمشاركة لولا أنني أشفق عليكم من طول رسائلي.. وقد استفزتني رسالتي سحر ورحاب اللتان نُشرتا تحت عنوان قبلة ولمسة: صدمات الخبرة والتبكيت مشاركتان. ولكنني آثرت الصمت لولا أن الأخت رحاب بعثت مجددا تستنكر من ردك عليهما وتؤكد على محتوى رسالتها الأولى، لذا اسمح لي سيدي أن أشارك بتعليق بسيط في هذه المسألة:
أولا: لن أتطرق لموضوع الرسالة الأصلي، فقد تفضلتم سيادتكم بتغطية جوانب المشكلة كافة بشكل رائع وقاطع لا يحتمل أي إضافة أو مداخلة، فقط أحب أن أذكر كل من سحر ورحاب بقول الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا َأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) فسبحانه جمع بين الفجور والتقوى في النفس البشرية الواحدة على اختلاف قربها أو بعدها عن الدين على حد سواء.. فإذا كانت محاولات الدكتور أحمد فشلت في إقناعكما بعدم فجور صاحبة المشكلة الرئيسية، فعلى الأقل قول الله تعالى فاصل وقاطع ولا راد له..
وبذلك لا يحق لكما أن تستنكرا بشدة ذلة الأخت السائلة وضعفها البشري الذي فطرنا الله جميعا عليه.. فوالله إنني أرى رسالة الأخت السائلة أكثر إنسانية من رسالتيكما.. وأقصد بإنسانية هنا هو قربها إلى الطبيعة الإنسانية بمواطن قوتها وضعفها.. على عكس رسالتيكما اللتين خَلتا من أي رحمة للضعف البشري الذي وضعه الله فينا جميعا ليختبرنا به.. فإذا شاء الله أن يكون هذا الجانب من مواطن قوتكما أنتما الاثنتين، فلا تتباهيا بذلك وتستنكرا من ذلة من جعل الله اختباره في هذا الجانب.. فليس من العدل أن نقارن أقوى نقاط شخص بأضعف نقاط آخر ثم نستنكر على الثاني ضعفه وذلته.
واسمحي لي يا رحاب، فإن قصتك مختلفة تماما عن قصة الأخت السائلة، فلا يوجد حب متوهج في قصتك يا رحاب قد يشكل وسيلة ضغط لأي ضعف أو ذلة.. على العكس تماما أنت لم تكوني راضية عن تلك الخطبة أصلا وما دفعك إليها سوى سوء فهم وتطبيق على حد قولك حديث من ترضون دينه وخلقه وبعدما على -حد قولك- أقنعوكِ أهلك أنه الخلق والدين يمشي على الأرض وما أحسب هذا الخطيب كان عابثا إلى هذه الدرجة، وإلا ما كانت حاجته لطرق الأبواب والالتزام بتبعات خطبة وزواج وهو يستطيع أن يعبث كثيرا بلا أي التزامات في هذا الزمن..
فاعلما أن اختباركما لن يأتي إليكما في جانب قوتكما بل في موطن ضعفكما الذي لا يعلمه إلا الله، حماكما الله وقتها من الذلة والضعف اللذين تستنكراه على الأخت السائلة.
ثانيا: وهو مضمون تعليقي اليوم لقد صدمني بشدة تركيز رسالتي سحر ورحاب على نقطة ثقة الرجل في الفتاة الشرقية والنظر إليها من منظور واحد ضيق، عقيم ومستهلك في جميع الأفلام العربية القديمة، وهو منظور اجتياز الاختبار.. فالرجل يقترب من الفتاة محاولا الإمساك بيدها أو تقبيلها .. فإن سمحت فإنه يتمتع بذلك ثم يولي هاربا كقول الأخت رحاب في رسالتها الأولى أنا عن نفسي لو رجل.. وتدنت نفسي لفعل -يصفه الدكتور أحمد بأنه اندفاع لا يمنعه الالتزام الخلقي -كيف بالله عليك؟؟.. واستجابت لي فتاتي لما نظرت في وجهها وفررت بعدما نلت ما أريد.
وإذا تابعنا أحداث الفيلم نجد هذا الشاب الذي فعل نفس الفعل المشين ذاته مثل فتاته تماما، وشاركها الإثم ذاته يذهب ليختبر أخرى وأخرى، حتى تصده إحداهن وتنهره فيقول لها كنت فقط أختبرك.. وقد نجحتِ في الاختبار ثم يذهب ليتزوجها.
والغريب حقا أن سحر ورحاب تؤكدان بشدة على هذا المنطق، بل وتتبنيان هذا النهج المغلوط وتعتبرانه رمزا سليما لالتزام الفتاة الشرقية.. وكلتاهما تؤكدان على ضرورة اجتياز هذا الاختبار بنجاح حتى تستحق المرأة العربية الثقة.
ودعني سيدي أسألهما ماذا بعد أن تجتاز الفتاة العربية اختبار الثقة هذا؟؟ وهو اختبار يضع الرجل في مرتبة أعلى من المرأة ويمنح إياه ما يسلبه منها ماذا بعد النجاح؟ أتفوز الفتاة بمنحة الرجل بالزواج منها؟؟.. وكأن الثقة وسام يُمنح من الرجل للمرأة بعد اجتيازها هذا الاختبار.. وهي سعيدة بنجاحها دون غيرها في هذا الاختبار؟؟ بل وتثنى على زوجها أخلاقه بحرصه على وضع هذا الاختبار؟؟؟؟ وهل هذا ضامن لاستمرار الثقة ؟..
أم ستتوالى اختبارات ثقة أخرى على شاكلة الأول كأن يخون الرجل زوجته ويختبر إن ردت خيانته بخيانة مماثلة أم أنها أهل للثقة فتفوز بنقطة تزيد من رصيدها في بنك العادات الجاهلة؟؟؟؟.
لا أريد لمن يقرأ كلماتي أن يظن أنني أشجع أي انحراف عن السلوك القويم أو التنازل عن مبادئ ديننا والفطرة السليمة.. ولكنني أكره أن أرى محرك صد التصرفات العابثة قد انحصر في الرغبة في اجتياز اختبار الثقة الذي يضعه الرجل.. فالرجل يا أخت سحر ويا أخت رحاب مشارك في الإثم تماما وليس من حقه الحكم سلبا.. على فتاة لم تكن أكثر منه سوءا في التصرف وما أهون تلك الثقة التي لا تعرف غير طريق أوحد أو لا تبصر إلا بعين واحدة فلا ترى من الحقيقة إلا نصفها وتسير متخبطة الخطى.
أما صاحبة الرسالة الأصلية فهي تصارع من أجل اجتياز اختبار آخر وضعه الله لها في موطن ضعفها وتريد الدعم الذي يساعدها على اجتياز هذا الاختبار الأعلى.. فهنيئا لها بهدفها الكبير وأعانها الله عليه..
لقد لاحظت امتناع الدكتور أحمد مرتين عن الخوض في موضوع الثقة الذي يظهر جليا في رسالة كل من سحر ورحاب ربما لتشعب هذا الموضوع كما أنه حتما سيثير لديكما الكثير من الجدال.. ولكن عذرا سيدي لم أستطيع الصمت وأنا أرى أبناء جنسي يقيمون نفسهم بهذا الميزان ويتباهون به في حين أن الله تعالى لم يجعل الاختبار حكرا على الرجل.. وما سعي المرأة لجهاد نزعاتها الفطرية لنيل جائزة كاذبة من الرجل، ولكن لتكون جديرة بالاحترام والتقدير أقر بهذا رجل عابث أم نفاه..
وفي نهاية رسالتي أوجه دعاءً للأخت السائلة الأصلية ليقوي الله عزيمتها ويجمعها مع من تحب قريبا إن شاء الله.
وسلامي للجميع.
20/5/2004
رد المستشار
أخيرا تكتبين بالعربية !!!
أهلا بك، وشكرا على مديحك وعلى ثقتك. ليس عندي الكثير تعقيبا على كلماتك غير محاولة ضبط ميزان الأمور كالعادة، ويا رب أنجح. رغم شدة كلمات الأختين "سحر ورحاب" إلا أنهما لم تتهما الأخت صاحبة الرسالة الأصلية بالفجور، هكذا دفعة واحدة !!!
إنما استبد بهما الخوف منها وعليها، الخوف منها "لأن تساهلها" نظرة معينة موجودة في المجتمع، وهي أن المرأة ضعيفة، ولو كانت ملتزمة، وأمها عاطفية تغلبها مشاعرها فتندفع، وقد تخسر كثيرا من سمعتها ومستقبل علاقتها حتى بمن تساهلت معه والاعتراف بوجود هذا الواقع لا يعني الرضا به، أو عدم السعي لتغييره، بل الاعتراف يمكن أن يكون خطوة أولى،
أما الخوف على الأخت المخطوبة فهو واضح ومفهوم، وحدة الصوت وارتفاعه ليست دائما الأدلة على القسوة أو الحنق فقط، إنما يمكن تفسيرهما بالإشفاق الشديد، والقرب الشديد، والعرب يقولون على قدر القرب تكون المحاسبة، وأحدنا يستطيع أن يكون هادئا، ومحايدا، وموضوعيا، وتربويا مع أولاد الناس فإذا كان المخطئ أبناؤه يحتد ويفقد صوابه، وهدوئه، وينسى علمه أحيانا، إلا إذا تدرب جيدا، ويكون هذا سبب شدة حبه، وإشفاقه، ورغبته في تحقيق نتائج سريعة حاسمة، وفي غمرة هذا قد يندفع في الأوصاف والتحذيرات، وكذلك أحسب "سحر" و"رحاب" الأولى، ولا أزكي على الله أحدا .
وأنا أسأل الله لهما العافية، ولي، ولكي، ولجميع المسلمين، والمسلمات، فإن هذا أفضل من الوقوع في الاختبار، فلا يتمنى أحد البلاء لنفسه أو لغيره ولو كان قويا، فإذا وقع نسأل الله لنا ولهم الثبات.
ولاحظي يا "رحاب الثانية" أنهما قامتا في مقام التذكير، والتحذير، وهو يختلف عن دور المعالج الذي أرجو أن أكون جديرا به، والخطاب هنا يختلف عن هناك، ثم إذا تحدثت أنا وأنت أو إحداهما عن خطأ وقع من أحدنا فستكون لهجتنا "إنسانية" جدا، وبالتالي لا يمكن مقارنة لغة المخطئ المنكسرة بلغة الناصح الزاجرة لنخرج بنتيجة محسومة سلفا أن الأولى أكثر إنسانية من الثانية، ولا تصلح لغتي أنا أيضا للمقارنة لأنها لغة ينبغي أن تكون منضبطة وضابطة، متفهمة، ومعالجة، ومقام المعالج يختلف –أو هكذا ينبغي– عن لغة انكسار المخطئ أو شدة الواعظ الزاجر، ولو كانت الأهداف واحدة، أو متقاربة، وهي الإصلاح.
ولا يوجد لدي تعليق سريع على موضوع الثقة لكنني أتفق مبدئيا مع ما تقولين، وأرى ودائما أقول أن هذا هو الوضع السليم الذي نريده أن يكون، والسؤال هنا... كيف يحدث هذا ؟!!
كيف نصل إلى تكوين الفتاة على هذا النحو غير المعتمد في صلاحه على الرجل، وغير المرتبط في استقامته باجتياز اختباراته، أو تلبية طلباته، أو التوافق مع عقده، أو مشاكله الشرقية.
أهلا بك، وبمشاركاتك، وإن طالت.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ملتزمة ومخطوبة: أحاديث الرجال والنساء مشاركة 1