عن الصداقة الحميمية بهذا الشكل
السلام عليكم؛
أنا فتاة جامعية في السنة الأولى، وضعي الأسري مستقر، ولدي أخت وأخ يكبراني في العمر.
لدي صديقة هي أحب شخص لقلبي في الحياة، تعرفت عليها منذ سنتين في الصف الثاني الثانوي، ولم تتوطد صداقتنا إلا بعد سفرها في الصف الثالث للدراسة، كنا نتحدث بالكتابة يوميا حتى عرفنا أننا متشابهين فكرا وطباعا وأخلاقا، وتقاربنا جدا في السنة التي سافرت فيها, حتى عادت من سفرها عند الدخول للجامعة، فكنا أشبه بأصدقاء مراسلة تلاقوا على أرض الواقع.
أنا كنت شخصية انطوائية تميل للعزلة والعلاقات المحدودة مع الناس، وقلما أتعلق بشخص ويثير مشاعر الوحشة والافتقاد أو الحب داخلي.
لكنها كانت حالة استثنائية، منذ أن عادت وأصبحت قريبة مني ودخلنا معا نفس الكلية وأنا أريدها معي، أفكر فيها في كل الأوقات وأتخيلها معي في كل المواقف، أشعر أني أريد احتضانها دائما، أو بوجه أدق أشعر دائما أني أريد الارتماء على صدرها وأن نحتضن بعضنا بشدة.
حينما أنظر إليها أشعر بالسرور، أحب النظر إليها، وأحب الاتكاء على كتفها، والكلام معها، كم أفرح حين نتعانق طويلا لمدة دقيقة كاملة على سبيل المثال، أو حين تأتي لي في زيارة إلى البيت وندخل الغرفة فنستلقي في مقابل بعضنا على السرير ونتحدث بالساعات، هذا القرب الجسدي أحبه كثيرا وأشعر معها بالأمان والدفء.
صديقتي هذه ممتلئة القوام قليلا، أحيانا أشعر أني لم أكن لأشعر بذلك الدفء فيها لو كانت رفيعة.
لا أعلم عمّ أستشير بالضبط، ولكني أشعر أني في وضع جديد بالنسبة لشخصيتي، لم أحب أحدا هكذا من قبل.
مع العلم أنني عند بداية دخولي الجامعة وأنا لم أعد منطوية كالسابق، كونت صداقات أخرى قليلة وأصبحت أتكلم وأمرح بينهم أكثر، وأصبحت أفتقد بعض الرفيقات الأخريات، لكني لم أتعلق بأحد مثلها
أحيانا أغار عليها حين أجدها تكلم غيري، رغم انني أعلم مكانتي عندها وأنها تبادلني نفس حبي ومشاعري،
أكبح نفسي وأتعقل عن هذه الغيرة غير المنطقية سريعا، وأنسى الأمر.
09/01/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
يمثل الأصدقاء ركيزة مهمة في حياتنا منذ العاشرة من عمرنا. نظرا لنمط شخصيتك المنطوية تأخرت في الحصول على صديقة مقربة منك، بل إن قربها منك حصل من خلال التواصل عن بعد، الأمر الذي شجعك على البوح عما في نفسك أكثر مما لو كانت قريبة منك، سعادتك بصداقتكما أمر طبيعي لما للصديق من تأثير على نفسيتنا، معها تحققين أحلاما متأخرة في الحصول على علاقة تشبع حاجتك للدعم، والمشاركة في الاهتمامات المختلفة، ومساحة حرة للبوح، ولا شك بأن لديك الكثير مما تودين قوله بعد صمتك.
النقطة الوحيدة التي تحتاجين للانتباه لها أن حصولك على صداقتها يأتي في وقت أنت مؤهلة فيه من الناحية النفسية للحصول على شريك في الحياة وليس صديقة، احرصي على ألا تخلطي مشاعر الصداقة والود والدفء بالتعلق العاطفي الذي يجب أن يوجه إلى فرد من النوع الآخر.
واقرأ أيضًا:
من آداب الصداقة
الصداقة والأصدقاء
نفس اجتماعي: صداقة Friendship
ماذا تعني لك المدونات؟ عن الصداقة أتحدث