السلام عليكم
R03;
أعتذر عن الإطالة. ولكن مشكلتي تبدأ في سن العاشرة عندما أصيب والدي بمرض نفسي، هذا المرض جعله يسيء الظن بكل الناس ويكره أن يتعامل معهم فهو يظن أنهم يكرهونه ويريدون أن يؤذوه ولكن كان يستثني والدتي وأخي من ذلك الظن، أما أنا فكان يظن أني أكرهه وأريد أن أضره وأني أساعد غيره من الناس لكي يضروه فهو يعتقد أنهم يراقبونه ويعرفون كل شيء عنه ويريدون أن يزعجوه ويعتبر أني أساعدهم، ومن ذلك الوقت أصبحت علاقتي بأبي سيئة جدا وكان يعاملني بشكل سيء وفقدت حنانه رغم وجوده ومات في حياتي رغم وجوده.
كنت أقضي كثير من الليالي أبكي بسبب معاملته، ومن كثرة شكه في أصبحت أنا أيضا أشك في نفسي وفي إذا كنت من الأشرار أم الأخيار، وظلت حالته تسوء حتي أصبح لا يخرج من المنزل أبدا إلا إذا ذهب إلى العمل على الأكثر مرتين في الشهر، وأصبح لا يزور والديه ولا يصلي ولا يهتم بنظافته وشكله وإنما أهمل كل شئ وكل مسئوليات البيت، أصبحت على أمي وأهمل العلاقة الحميمية على الرغم من أني أعلم حاجة أمي لها وأصبحت كل حياته أكل وتليفزيون ونوم ولا يخرج من البيت ويشك في كل الناس، ووصل إلى أنه لا يأكل معي ولا ينظر إلى وجهي ومنذ سنتين ذهب إلى طبيب ولكنه رفض أن يكمل معه وزعم أن العلاج لن يجدي وهكذا استمر الحال كما هو عليه أسرة مفككة.
سؤالي: هل هناك طريقة لعلاج أبي؟ لأن مرضه لا يؤثر فقط عليه وأنا يؤثر على إخوتي وهم أصغر مني فيفعلون مثله، وأيضا يؤثر على أمي التي تتحمل عبئا كبيرا.
أما أنا فقد تعودت على معاملته هذه، ولكني فقدت شعوري بالأمان والحنان وأصبحت أشعر بالخوف على الرغم من تصنعي للقوة والشجاعة أمام الناس، وأصبحت أكره الزواج، وأفكر كثيرا في الجنس ولا أعرف كيف أتوقف عن التفكير فيه؟؟ وأتخيل قصصا رومنسية وجنسية قبل أن أنام فهل هذا هو العادة السرية أم أنها شيء آخر؟ ودائما أشعر بحاجة شديدة جداااا لأن يضمني ويحضنني شخص فما السبيل للتخلص من تلك الأفكار؟ رغم ذلك أنا متفوقة في دراستي، ولكن لا أنفي أن هذه الأفكار تؤثر على دراستي وتركيزي.
ولدي مشكلة مع الصلاة.. فصلاتي متقطعة ولا أواظب عليها ولا يكون فيها خشوع، وإذا كنت حزينة من شيء لا أصلي وإن كنت سعيدة أصلي، فكيف أتخلص من هذه الأشياء وأنا أتمنى أن تتحسن علاقتي بالله، كل ذلك كنت أتعايش معه حتى جاء أمر لا يخصني وحدي وأعجز عن اتخاذ قرار فيه وهو أني طالبة في كلية الهندسة مجتهدة جدا في دراستي عندي 19 عام، ولكني تعرفت على شخص من خلال الإنترنت، هذا الشخص عنده 29 سنة يعمل استشاري زراعي وهو مثقف جداااا وطيب وعلى خلق عالي، ارتحت له بسبب طيبته وصدقه، حكيت له عن كل مشاكلي، وهو كان متفهما جدا، وصلت بعد كلام كتير معاه إنه أحبني, بعد كده بقيت بفكر فيه كتير مش عارفة ليه وأفكر في علاقتي بيه بشكل مستمر، فأثر ذلك على مذاكرتي فقررت أني لا أتكلم معه مرة ثانية.. ولكني رجعت وتكلمت معه على أننا نكون أصدقاء من غير حب ولكن على العكس زاد قربي منه وزاد حبه لي وزاد حبي له وزاد كلامنا في الحب أكتر وأكتر ودخلنا في الجنس.. فأصبحت لا أستطيع التركيز في المذاكرة وأفكر في علاقتي به وحبي له طوال الوقت، وأتخيل كلامه وأحس بالنشوة وأريد أن أستمر في الكلام معه.
وشعرت أيضا بالتأنيب، وهكذا قررت إني أقطع علاقتي بيه، حزنت وتعبت في الأول بس حسيت إن حياتي هترجع تاني زي الأول كأن لم يحدث شيء وهو رضي بقراري، لكن بعد عدة أيام بعث رسائل يترجاني فيها إني أكلمه اتعاطفت معاه ورجعت أكلمه بشرط يكون من غير حب ولا أي كلام في الحب وعلى العكس بمرور الأيام أصبحت أتحدث معه على الهاتف، تحدثنا في كل شيء وكنا متوافقين وتحدثنا عن الجنس وخلال هذه الفترات هو مصمم على أن يأتي لخطبتي وأنا أرفض لأني كنت أتخيل مستقبلا غير الزواج، مستقبلي كنت أراه في الدراسة والعمل فقط.
والآن لا أعرف ماذا يكون قراري هل أوافق على أن يخطبني الآن ويتزوجني بعد سنتين من الآن؟ مع العلم أني لم أخبر أمي وأعلم أنها ستعترض على ذلك، ومع العلم أن دراستي في الجامعة يتبقى لها 4 سنوات من الآن وأن مستقبلي في الدراسة سيكون مشتتا وأن أهدافي التي حلمت بها ستصبح مهددة، أم أتركه ولا أتحدث معه نهائيا؟
وبهذا أكون قد خدعته وسببت له ألما كبيرا؟ وأنا أعلم كل ماضيه وكل الألم الذي تحمله، فكيف أكون أنا أيضا سببا في ألمه؟ أم أظل أتحدث معه على الهاتف، حتى لا أتعرض للمواجهة مع أمي؟ وحتى لا أشغل بالي بأمور الخطوبة والزواج ويظل تركيزي على المذاكرة، مع العلم أن مجرد كلامي معه يشغل تفكيري عن المذاكرة، وأنني قابلته فعلا.
23/01/2015
رد المستشار
أرحب بك "أمل" على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لكِ لمشكلتك وهذا يشير إلى وعي منك بوجود مشكلة وإيجابية منكِ حيث تسعين لحلها، بالنسبة لاستفسارك الأول هل هناك طريقة لعلاج والدك؟؟ أبشرك أن هناك علاج لوالدك ولكن يحتاج لمواظبة منه فأنصحك بضرورة عرضه على طبيب نفسي حتى يتسنى له بسرعة البدء بالعلاج الدوائي والنفسي، وأذكرك بقول الله تعالي: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) "الإسراء: 23"، فطاعة الوالدين أمر إلهي ومعاملتهم بإحسان والقول الكريم.
لذلك أحاول معك أن أقترح عليك بعض الأمور التي قد تكون عونا لك في تضيق تلك الهوة والمسافة الموجودة بينك وبين أفراد عائلتك وهي مجرد اقتراحات لكي تختاري منها ما يلائمك ويلائم طبيعة شخصيتك وظروفك الأسرية كالآتي:
أولا: حاولي أن تجدي أرضية مشتركة للحديث بينك وبين والدتك وأخوكي، حاولي أن تتخذي من مجال اهتمامات كل منهم مدخل للحديث معهم، فمن المستحيل أن تكون درجة الاختلاف بينكما 100% فبالتأكيد هناك أرض مشتركة تجمعكما ولكنك لم تستكشفيها بعدُ، وعليه فإيجاد هذه الأرض ربما يساهم في إطفاء ولو قليل من الليونة على شكل التعامل بينكما.
ثانيا: تعرّفي على اهتمامات والدتك وحاولي أن تشاركيها فيها، وتبادلي معها النقاشات في الموضوعات التي تهتم بها.
ثالثا: يجب عليك أن تحاولي إخفاء نقاط الاختلاف بينك وبين والدك.
رابعا: فلتجربي أن تهادي والدك بهدية ما ولتكن مناسبتها مثلا عيد ميلاده، فالهدايا ترقّق القلوب ويكون لها بالغ الأثر في النفس مهما كانت نفس قاسية.
خامسا: حاولي يكون لك دور إيجابي في المهام المنزلية وأن تقومي بهذه المهام بدافع حبك لهذه الأسرة وأن هذا حقهم عليك.
سادسا: حاولي بعد النجاح فيما سبق الإشارة إليه أن تقنعي والدك أو والدتك باللجوء إلى طبيب نفسي لطرح مشكلة والدك مع الأسرة حتى يستطيع أن يساعده في المشاكل والصراعات التي يعاني منها وتنعكس سلبيا على علاقته بجميع أفراد الأسرة.
وفي النهاية وإذا باءت كل محاولاتك بالفشل فلتعلمي أن الأب والأم لهما حصانة خاصة من الله عز وجل، ولا يمكن المساس بهذه الحصانة مهما كانت الظروف، وبالتالي أتعشم في هذه الحالة في عقلك الناضج -هكذا لمست من رسالتك- أن تستمري في حسن معاملته رغم الإساءة، أما المشاعر فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها... المهم أن تعامليه كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف، هدّأ الله سرّك وهدى والدك ووالدتك وأخوك إلى الصواب.....
وبالنسبة لمشكلتك الثانية التي تطرقتي إليها وهي عدم مواظبتك على الصلاة وكيف تحسنين علاقتك مع الله، أود أن أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." ( الرعد: 11)، فالمسئولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقومي بهذه المسئولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، وأن يكون لديك الإرداة القوية والعزيمة على بدء صفحة جديدة مع ربك ونفسك في كل شيء بحياتك، فالله أنعم عليك بالعديد من النعم التي ينبغي عليك أن تشكريه عليها.
وبالنسبة لمشكلتك الثالثة وهي علاقتك مع الشاب الذي تعرفتي عليه من الإنترنت وسؤالك لنا هل تتركيه ولا تتحدثي معه نهائيا أم تقبلي بالخطوبة مع رفض والدتك للارتباط، فالقرار يتوقف عليكِ ولكن لابد أن يكون في ذهنك أن اختيار الزوج المناسب هو أول خطوة من الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، فعادة ما يتقدم للفتاة عدد من الشباب الخاطبين، تختار من بينهم مَن تعتقد بأنه الأنسب لها طالما أمكنها ذلك، وخير ما تختار هنا، هو ما أشار إليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"؛
والحياة بتجاربها الواسعة التي نراها أمام أعيننا يومياً، أثبتت أهمية عامل الدين في اختيار الزوجة للزوج، والزوج للزوجة؛ إذ إن صاحب الدين والخلق يحافظ على زوجته ويحسن معاملتها ولا يظلمها، فالدين ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وهو أمر تستقيم معه معظم الأمور الحياتية، ومن الأمور المهمة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الزوج المناسب، توفر التكافؤ بين الطرفين والذي يتمثل بالتوافق والتقارب الاجتماعي والتقارب العلمي والثقافي والنفسي أيضاً، الانسجام الفكري مهم كذلك، ويمكن اكتشاف مدى توافق الزوجين الفكري خلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بحياتهما المستقبلية (الأمور المالية – إنجاب الأطفال – العلاقات الأسرية والاجتماعية – قضايا العمل وغيرها) كما أن هذه النقاشات تفسح المجال للتعرف على مدى تقبل كل منهما لآراء الآخر، خاصة مع وجود اختلاف في وجهات النظر، عنصر آخر مهم رغم تهميش الكثيرين له إلا أنه أساسي، وهو الجانب المادي، وهو من الأمور التي يجب أن تلتفت لها الفتاة عند اختيارها الزوج المناسب؛
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة نفقات الزواج وإمكانية إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق، فليس محموداً أن تقبل الفتاة بأي شاب يتقدم لها مجرد اقتناعها بفكرة الزواج، أو وجود مزايا جانبية أخرى، فيجب أن يكون لديه على الأقل ما يكفيه ويكفي زوجته، وهو ما يوفّر الكثير من الخلافات التي قد تنشأ بعد الزواج، ولا نقصد على أية حال أن يكون الزوج ميسوراً وغنياً، فيكفي القدرة على النفقة ليكون كفؤاً للزواج، ولنا في الآية الكريمة موثقاً من الله في ذلك، حيث يقول _تبارك وتعالى_: "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (النور/32)، فالزواج الذي يقوم على عنصر واحد فقط من عناصر الاختيار مغفلاً باقي العناصر مصيره في كثير من الأحيان الفشل؛ لأن الاختيار الناجح هو الذي يراعي جميع العناصر على التوازي، أتمنى لكِ التوفيق في اختيار شريك حياتك مستقبلا وأن تستمري في تواصلك معنا من خلال موقعنا لنطمئن عليكِ.
اقرئي على موقعنا:
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة...مشاركة
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط متابعة
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة 2
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
التعليق: أنا قرأت الرد وأنا دموعي بتسقط من عيني لمجرد أني حسيت إن في حد سمع مشكلتي ...على الرغم أنها لم تضف الكثير لما أعرفه .
بالنسبه للحل الخاص بأبي وأسرتي أنا منذ الصف الأول الإعدادي ولمدة 4 سنوات كنت أكتب في كراسة كلمة بابا ...وهتعامل معاه إزاي عشان أكون كويسة
وتحتيه أمي ....وهساعدها في إيه وهتعامل معاها إزاي
وأخي ...بالمثل
وأحاول أنفذ ما أكتبه ....لكن للأسف كل مرة كل مرة مفيش أي حاجة صح بتتنفذ أو لا تستمر كثيرا لأن أنا بشتغل لوحدي مفيش حد عايز يغير معايا كأنهم كلهم ماشين في طريق وأنا بشدهم لطريق تاني بس لوحدي لن أستطيع وخصوصا لما يكون بابا بيحبطني ويحاول يصور لهم أن كل حاجة أعملها أكون أعملها عشان أضرهم
وهكذا استسلمت ولم أعد أكتب أي خطه للتعامل مع أمي وأبي وأخوتي ..وازدادت وحدتي داخل البيت كأني في عالم آخر
وازدادت حالة أخي محمد (الأكبر) سوءا لأنه لم يجد أي أحد بجانبه أصبح شخصيه للأسف أقول عنها أنها سيئة في كثير من النواحي وتحتاج للمساعدة ولكني عاجزه عنها
وأبي وأمي لا يفعلان أي شيء سوى الكلام والنصائح التي لم تعد تؤثر فيه ..وأخشي أن يكون ذلك هو مستقبل أخي الصغير أيضا