السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على مجهوداتكم....
أما بعد فأنا طالب حديث التخرج، لدي مشكلة منذ ما يقارب 5 سنين، ليست هي العادة السرية أو قل لا أعرف ما هي، ففي سن الثانوية وقعت في العادة السرية ثم تاب الله علي منها ودخلت الجامعة وإذا بي أفعلها بعدها بشهور وأنا نائم، أحس عند بلوغ الشهوة أوجها وتكون يدي عندها أو أني مقلوب عندها، وتعلمون الباقي، المشكلة أن عقلي عندها يكون يفكر فى أمور أخرى أحيانا شخص أنقذه أو أي فكرة أخرى ولا أستفيق حتى أنتهي!
صرت أخاف من الأكل أحيانا وأحيانا أخاف أن أنام جربت الصيام ولا أنكر أنه يفيد ولكن لا أستطيع، أنا الآن شبح إنسان من يرانى يقول أني حديث عهد بصومال.
جربت رياضة الجري وغيرها، لا تعلمون كم بكيت فى حياتي من هذا العجز حتى أني كنت أربط يدي وأنا نائم ولكن دون جدوى أصبحت الآن لو أن أمي غطتني فى الشتاء ببطانية خوفا من البرد أستيقظ وقد فعلتها وأتشاجر معهم فى البيت، فقدت أملي في أشياء كثيرة في حياتي.
أذكر في أحد المرات كنت صائما ونمت بعد العصر فإذا بي أستيقظ وقد فعلتها مفاصل يدي، وركبتي ورسغي أصبحتا تصدران أصوات احتكاك، صرت لا أعرف هل أنا إنسان طبيعى أم لا؟؟ لا أعرف.
كم من مرة نزغني الشيطان بالانتحار، بالله عليك يا من تقرأ رسالتي هل أنا إنسان طبيعي؟؟
علما بأني حافظ للقرآن ولا أشاهد الأفلام ولا المسلسلات
21/1/2015
رد المستشار
آه يا "دكتور أحمد" آه!... حالتك هذه وطريقتك في الكتابة والتعبير عن الصراع الكوني الذي تعيشه مع الاستمناء توحي با يمكن أن نسميه رهاب الاستمناء Masturbation Phobia... وهي حالة يبدو أنها ما تزال شائعة بين كثيرين من راشدينا الصغار وربما بنسبة أقل في راشدينا الكبار!
قديما منذ أحد عشر عاما أي في سنة 2004 وصفنا على مجانين ما سميناه وقتها زملة الاستمناء الليلي Nocturnal Masturbation Syndrome بعد أن تكررت الشكوى من الاستمناء أثناء النوم... والحقيقة أننا لم نتوقع وقتها أن يستمر بعض من شبابنا غارقين في نفس الأفكار المغلوطة التي كنا نسمعها من أقراننا ونحن في رشدنا المبكر!... أنت تكرر أفكارا دحضتها المعلومات والكتابات منذ عقود عن أضرار العادة السرية وتأثيرها السيء على المفاصل والتركيز...إلخ. حتى أن المرء لا يدري هل أنت مفصول عن العالم يا ولدي؟
بينما كنت قديما كما اعدتت واعتاد أغلب المستشارين سأنشغل بتغيير فكرتك عن الاستمناء ومتى يكون صحيا ومتى يكون ضارا وهذا حقيقةً أصبح معروفا ومشتهرا تجده على عشرات الآلاف من صفحات الإنترنت العربية، فإنني اليوم أجد نفسي منشغلا بتصحيح ما هو أولى بالتصحيح من أفكارك:
ليست صحيحة على الإطلاق فكرة أن من يحفظ القرآن ولا يشاهد الأفلام ولا المسلسلات بعيدا يبقى عن المعاصي والذنوب! بل إن من المؤسف حصول العكس في أحيان كثيرة، وبالتالي لا داعي لأن تذيل إفادتك بأنك "حافظ للقرآن ولا تشاهد الأفلام ولا المسلسلات".
لست طبيعيا بكل تأكيد (لكن ليس لأنك متدين يقع في المعاصي) وإنما لأنك إنسان فرضت عليه أو علم الحياة بشكل لا إنساني! ما أتعس الصالحين في بلادنا بأفكارهم الحزينة البالية التي لا يناقشون! يفترض أن شخصا في سنك قد بلغ مبلغ الرجال منذ حوالي 10 سنوات.... ولا توجد لديه أي مسارات طبيعية لغريزته الجنسية ولا لمشاعره الإنسانية متاحة أو حتى محتملة ربما لنصف عقد أو عقد من الزمان! ثم هو يكمل على نفسه بالتضييق والتشديد!
لا أستطيع إغفال إمكانية تشخيص حالتك خلطة من القلق والاكتئاب Mixed Anxiety Depression وإن بدت أعراض الخوف والقلق أوضح إلا أن الوسوسة بالانتحار عادة ما تجيء على خلفية معرفية اكتئابية تتمثل في تدني احترام الذات وقناعات الفشل واللاأهلية وهذا كله واضح في إفادتك.... أي أن عليك أن تسارع بعرض نفسك على معالج نفساني لتحل المشكلة.
بالأمس أخذني النقاش مع واحد من مرضاي الموسوسين، الذين أخذوا بفتوى جواز اللجوء للاستمناء اضطرارا للتعامل مع مستويات الشهوة العالية... إلا أنه حقيقة استغل الفتوى حتى خرج في رأيي عن حدود الإباحة...، وكثيرا ما ناقشته في ضرورة أن يجنح نحو الاعتدال... بالأمس فاجأني بقوله أن من فوائد العادة السرية الراحة النفسية وزوال التوتر، إلا أنها بالنسبة له كانت لها فائدة أهم وهي زوال وسواس المذي والودي وأغلب وساوسه الجنسية التي كانت تعذبه مع محارمه، ثم استمر مازحا ومن فوائدها أيضا أنها تحافظ على نظافة الإنسان!
بينما تعيش أنت في رهاب الاستمناء والاكتئاب وتوشك أن تنتحر، يفكر نظيرك سنا في أي بلد غربي على الأقل في عددٍ من الدراسات وعددٍ من الأعمال التطوعية، واهتمام أو أكثر من الاهتمامات الثقافية، وتراه منشرحا نشيطا ينظر رافعا أنفه إلى السماء! ليست لديه مشاعر ذنب غبية، ولا مشاكل جنسية ولا مشاكل دينية.
واقرأ أيضًا:
الاستمناء أثناء النوم: الأوضاع قبل الأحكام
سن 17 عاما بين بلاد الإنسان وبلاد القرآن !
هل أتخلص من العادة السرية بحزام العفة؟
العادة السرية والشعور بالذنب!
العادة السرية غريزة أو حاجة غبية !
البحث عن معنى لسلوك الاستمناء
عود على بدء: أضرار الاستمناء
وأيضا زملة الاسترجاز اللا إرادي!
اصبري.... وما صبرك إلا بالله
الاسترجاز والانتظار: يوميا وباستمرار
الاسترجاز والانتظار: محبتنا الرائعة (مشاركة)
استرجاز وانتظار: محبتنا.. نقد وحوار، مشاركة1
الحوار حول الجنس... متى ستمارسون؟!