متمردة ترفض الخضوع: زمن انقراض الرجال م3
جزاكم الله خيرا على جوابك القيم وعلى سعة صدركم، أود إخباركم بعدة مستجدات.
بالنسبة لاقتراحك بزواج أخي عرفيا فأنا لا أحبذه لأنني لا أرضى لفتاة أخرى ما لا أرضاه لنفسي بل إنني أقول له أن الإسلام لا يحابي أحدا وعقوبة الزنا واحدة للرجل وللمرأة وأن عليه أن يكون رجلا ويبحث عن عمل ويتزوج ليحصن نفسه. بالنسبة لأخي الآخر فقد وفقه الله في إيجاد عمل لكنه طرد من البيت مجددا وأنا أساعده نسبيا كي يواجه الحياة وتنضجه التجارب.
لقد رأيت الشاب الذي التقيته على النت ولم أحس بتقبل لشخصه وهو كذلك وأغلقنا الموضوع، لكن حدث أن تقدم لخطبتي شاب آخر عن طريق صديقة لي لكننا لم نرى بعضنا لأنني غير متحمسة للموضوع لكونه أقل مني من ناحية المستوى الدراسي فأنا أريد من أتزوجه أن يكون أفضل مني علميا ودراسيا كي أحس بقوامته ولأنني أعرف أن الرجل الشرقي لا يقبل بزوجة أفضل منه علميا ودراسيا وإن حدث وتزوجها فهو يعيقها عن النجاح ويجذبها إلى الوراء، كما أن هناك أمرا يقلقني وهو أن رفض عروض الزواج أسهل عندي من دراستها لوقت أطول نظرا لمشاعر القلق التي تعتريني حيث أرتاح للرفض أكثر!
لدي تساؤل حول الفحوصات التي أجريتها على خلفية الاغتصاب الذي تعرضت له والتي لم تؤكد أو تنفي عذريتي, هل أجري المزيد منها أم أنتظر نتيجة الزواج?
أرجو من الدكتور أحمد عبد الله أن يتوسع في رده علي لأنه دائما يكتفي بما قل ودل
28/05/2004
رد المستشار
الأخت السائلة؛
صدق العرب حين قالوا خير الكلام ما قل ودل، فكثرة الكلام تنسي بعضه بعضا.
عندما يكون الخيار بين الزواج الرسمي المعلن المسئول، وبين العرفي غير الموثق نختار الرسمي المعلن المسئول، ولكن اختيار أخيك هو بين الزنا والعرفي فماذا تقبلين لأخيك؟!!
ولمن يعاشر؟!! زواج شرعي غير معلن، أو غير موثق، أم سفاح يوقع في الإثم، والمرض؟!!
أتمنى أن يكون أخوك راغبا، وقادرا على أن يكون رجلا، ويبحث عن عمل، ويتزوج رسميا حتى يحصن نفسه، ولكن إذا تعذر هذا فإن العرفي يظل أفضل من الزنا يا فاضلة وحبذا لو نترك الناس يمارسون مسئولياتهم فمن تقبل لنفسها، أو على نفسها هذه الصيغة من الزواج هي أدرى بظروفها، ومصلحتها، ولا نهاجم، أو نحبذ، فقط نترك للناس حرياتهم، ولديك كل الحق أن تبحثي عمن هو أفضل علميا، ودراسيا، فهذا هو الأصل، ولكن البعض من الفتيات يضطررن للقبول بغير ذلك لظروفهن، وعليهن أن يتحملن النتائج بالتالي.
والعبرة في رفضك حين نود الحكم على رشده أو مرضه بأن تكون أسبابك في الرفض مقبولة، ووجيهة، فإذا كانت أسبابك كذلك فعندك الحق، وللقلق أسبابه المشروعة عندئذ. أما إذا كان رفضا تعسفيا أو لمجرد الرفض، أو لأنه يريحك أكثر... هنا نصبح أمام عقبة مرضية تحتاج إلى علاج أو عون متخصص من الطبيب، أو الطبيبة للتخلص منها، ويساعد في تحديد هذا من ذاك أن يشترك معك في تقدير من يتقدم إليك غيرك من ذوي الحكمة، والخبرة في الحياة مثل بعض الأقارب، أو الأصدقاء من ذوي العقول.
وسؤالك الأخير عن مسألة العذرية، وهو ما أراه قد أصبح بمثابة هاجس يمكن أن يعيقك عن الزواج فهل ستطمئنك كلمة من طبيبة اختصاصية تقول لك أنك سليمة، أو شبه سليمة؟ أم سيظل الهاجس ملحا، ومؤرقا؟!!