نتاج عائلي مرضي للغاية
نتاج عائلي مرضي للغاية م
بعد تردد كبير في الكتابة مرة أخرى وبعد ربما أكثر من عامين على أول استشارة بعنوان الأكتئاب المصاحب للمثلية عند الذكور وما تلاها وبعد أكثر من عام على استشارة نتاج عائلي مرضي للغاية قلت لما لا أكتب مرة أخرى ليس في انتظار رد أكثر من توثيق حالتي أو ذكريات حالتي النفسية في صورة رسائل على الموقع ربما لأعود في وقت ما إن تحسن الحال وأنظر إلى ما كنت عليه وربما قد تكون آخر ما أكتب أو قبل نهايتي التى أتمناها في أسرع وقت.
في البداية سأسرد ما مر في السنة الماضية والتي حدث في بدايتها في محاولة تقبلي للمثلية أو حبي لكبار السن على الأخص قررت أن أنشئ صفحة على الفيس بوك ببيانات مزيفة في الأغلب ما عدا السن، بطبيعة الحال أن تكشف عن نفسك بطبيعتك المثلية في عالمنا العربي يعد جحيم لصاحبه لذا كان من الطبيعي الإختفاء وراء هذه الصفحات في محاولة للتعارف الآمن على من قد شككت أن أجد فيهم ما كنت أبحث أو ربما الوالد المفقود بالنسبة لي، بعد العديد من البدايات الفاشلة لمحاولة إقامة حديث ربما لسوء وبذاءة المتحدث وربما للرغبات الصريحة التي تجعلك تشعر أنك في عالم للحيوانات أو في عالم للسلع الرخيصة وبعد العديد من الخذلان من أشخاص ينهون الحديث من أقرب فرصة حين يدركون السن الخاص؛
شيئاً فشيئاً وبعد العديد من الأحاديث وبعد أن اعتقدت أني وجدت ضالتي فى شخص ظننت أنه سيكون هو الأب الذي سأتمكن من إقامة علاقتي العاطفية معه وتخيلي له في صورة الأب المفقود الذي سينتشلني من احتياجي العاطفي وبدون الدخول في علاقة جنسية مشبوهة وكي لا أطيل عليكم وبعد علاقة لم تستمر سوى ما يقرب من شهرين وبعد للآسف دخولي في علاقة جنسية معه غير كاملة ولا أستطيع التفسير كيف كانت رغم محاولاتي في كل لقاء يجمعني معه أن لا أخوض في هذة العلاقة ورغبتي في كونها عاطفية فقط ولكن هذا حال الضعف أمام من يقنعك بصغر سنك وعدم فهمك لاحتياجاتك وأنه لابد من تلبية رغبات الجسد الجنسية على كل حال لم أكن بصدد إنهاء مثل هذة العلاقة لولا أن انكشفت صورة هذا الشخص أمامي وما إن وجدت نفسي إلا مجرد رقم عنده من أعداد لا تحصى من المغفلين أمثالي ويبحثون عن هذا الحنان الأبوي لم تنتهي حتى العلاقة بصورة جيدة بل تبعها تهديدات بالفضح من هذا الشخص وبعد تلقى العديد من السباب منه.
بعد هذا الأمر انتهت بنسبة كبيرة محاولتي في أي نوع من أنواع محاولة إقامة علاقة كهذة مرة أخرى أو ربما أني تركت الأمر للزمن، عدت لصفحتي البائسة في هذة الصورة الخفية لي ولكن لأجد نفسي ابحث عن علاقات جديدة ليس بالمعنى المقصود للعلاقة ولكن ربما كنوع من أنواع التعرف على الناس بمختلف البلدان ولا سيما العربية وكذلك ساقني القدر إلى متابعة الكتاب والصحفيين والدكاترة في بلادنا وكذلك اتجهت إلى الصفحات العلمية والثورية والأدبية شيئاً فشيئاً بدأت أيضاً أجد ابتعاد شديد أو ربما عدم مقدرة على فهم أمور متعلقة بالدين أو بالخلق وبطبيعة الخلق وكيف سنحاسب ولماذا سنحاسب على صفاتنا وإن كل شخص خلق بالصفات التي جعلت منه ما هو عليه الآن أو الظروف التي أجبرته على ما هو عليه وفكرة التخيير والتسيير.
العديد والعديد والعديد من الأسئلة وليس في هذا الشان فقط ولكن في أمور كثيرة في الدين وكلما أستمع لآية في القرآن أجد نفسي أمام أسئلة أكثر كفكرة التنوع الجيني وكيف بدأ الخلق وتنوعت هذة الصفات في أنحاء الكرة الأرضية وربما هذة الاسئلة أجد بعد البحث عنها أن كثيراً منها متعلقة فيمن ينكرون الدين والخالق من الأساس؟!...
ما زلت إلى الآن لم أجد جواب شافي لأسئلتي وما زلت في هذه الحالة من التعلق والتشويش وربما لأني لا أجد الثقة في أي شخص لأسأله أو لعدم إقتناعي بوجود العالم الذي أخذ منه المعلومة وأسلم بقوله تماماً فما زال عقلي يرفض التبعية لأي شخص وهذا أيضا يدفعني إلى الحالة الثورية التي كنت عليها في يوم ما وبعد الخذلان الذي رأيته في بلدي التي لا أتمنى البقاء بها وبعد الحالة المضنية التي تمر بها البلاد والوفيات والاعتقالات لكل فكر ثوري أو يبحث عن الحرية وما أشد تأثير هذا الأمر في نفسي بعد سماع أخبار بقتل أحدهم أو اعتقال الآخر أو تعذيب يحدث في السجون والغضب الذي يتملكني ويجعلني اثور ولكن في إتجاهي أثور على نفسي وعلى جسدي وأتمنى الخلاص أن ما أشاهده واسمعه في هذه الأمور له كبير الأثر فيما وصلت إليه الآن من تراكمات بجانب شخصيتي وصفاتي التي تجدونها في استشاراتي السابقة ومللي المعتاد.
كي لا أنسى هناك أيضاً طبيب اذهب إليه وربما كان أفضل من تعاملت معه في تقديم النصائح لي وكذلك استماعه الجيد ووقته الذي لا يبخل به وقد اتجه معي إلى محاولات الذهاب إلى جلسات للتأمل وكذلك محاولة إشغالي بطرق جديدة لمعرفة الحياة والخوض في تجاربها ونشاطاتها المختلفة وبعيداً عن الخوض في الأدوية كان تأثيره جيد شيئاً ما لولا الظروف التي تمنعني عن محاولة الخوض في أنشطة الحياة المختلفة وطبيعة العمل المرهقة في هذا البلد والوقت الضيق الذي تتركه لك كي تكاد توفره للنوم لتجد عافية لمزاولة عملك في اليوم التالي.
لم تفلح معي محاولة التأمل أو هذا الجانب الروحي في التأمل وذلك ربما يرجع لهذا التشوش الذي يتملكني وعدم القدرة على الوصول للسلام الداخلي في ظل هذا التشويش من الأفكار والتفكير فيها، لا زلت أتابع معه ولكني في كل مرة أجد ثقل من يأسي وثقل من حالتي التي لا تتغير وكذلك لكوني أشعر كالعادة بهذا الانجذاب الذي يجعلني أحاول أن أخفي سلبياتي أمامه وكذلك اعتذر في كل مرة منه وأني أكون مزعج بحديثي المحبط ولعلمي بطبيعة أننا كلنا بشر وكلنا نعاني ولكل منا ظروفنا الشخصية وكذلك حينما قرأت مقال هنا للدكتور سداد وكان به هذا الكلام (واحد من كل خمسة أطباء يُصاب بالاكتئاب الجسيم من جراء ضغوط المهنة والعادة علاج نفسه بنفسه وأحياناً تورطه في علاج عاطفي مع مريضة، الاكتئاب أكثر انتشاراً في الأطباء النفسانيين وأقل انتشاراً في أطباء الأطفال).
ولأني كثيراً ما أتخيل نفسي في وضعهم ومع هذا الكم من الشكوى والحكايات والألم الذى يرونه لو أني تعايشت مع ما يروى لي وتعايشت مع أسرار المريض بكل آلامه ومعاناته.سيكون جحيماً يومياً من كم المعاناة التي أراها، كنت أحاول أن لا أكون عبئاً عليه أكثر ولا كذلك على أي شخص وكذلك شيئاً فشيئاً بدأت أعتزل الكلام مع الناس وبدأت أشعر بثقله على نفسي وبدأت التهرب من الجلوس مع الأصدقاء.
وربما بدأت أميل إلى الصمت كثيراً حتى في العمل كان مديري كثيراً ما يقول لي أنت غامض وصامت وهناك أيضاً هذه الرغبة في البكاء التي تتملكني كثيراً وربما هي أحد أسباب خوفي من الحديث أمام أحد.
في النهاية وكي لا أطيل أكثر من ذلك فحالياً تتملكني رغبة شديدة جداً جداً للموت أو ربما التعرض لحادثة لا أدري أيهما أريد أكثر ولكن تتملكني بشدة هذه الرغبة وفي كل صباح أجد نفسي على أعتاب القيام بفعل يعرضني لحادث ما ربما تكمن رغبتي به هي شعوري بالحاجة للاهتمام أو دافع للموت بعد اليأس الذي انتابني وينتابني كثيراً وخاصة في ظل الظروف والأحداث التي أشاهدها يومياً في بلدي وما حولها.
أعتذر للإطالة
ولكن هذا قليل مما استطعت التعبير عنه في هذه الكلمات والتي حاولت اختصارها على قدر الإمكان.
20/02/2015
رد المستشار
شكراً على مشاركتك الموقع برحلتك مع الحياة وليس لي الحق إصدار حكم أخلاقي على محتواها.
سأجيب على ما سألت عنه في نهاية رسالتك.
1 - هناك احتمال كبير بوجود حالة اكتئاب ربما جسيمة. لا تزال تعاني نفسياً واجتماعياً ولا توجد عوامل اجتماعية أو تقسية تساعدك على الخروج من موقعك الاكتئابي في الحياة. بذلت بعض الجهود للتعبير عن آرائك الشخصية وحاولت خلق فلسفة ومعنى لحياتك ولكن جهودك لم تكن مثمرة. ليس هناك حرج في الحديث عن الأعراض الوجدانية التي تطرقت إليها في الرسالة مع طبيبك والالتزام بنصيحته.
2 - بعد ذلك تشير إلى علاقتك بطبيبك المعالج بصورة غامضة بعض الشيء وربما شعورك بالذنب تجاه فشل جهوده في انتقالك إلى موقع سعيد في الحياة. ليس من الغريب بل هو المألوف حدوث انتقال في العواطف والمواقف بين المريض وطبيبه النفسي وهذا ما نسميه بظاهرة الانتقال أو الطرح Transference . هذه العملية النفسية الشبه شعورية في غاية الأهمية ويجب على كل طبيب الانتباه إليها. لا يعني هذا التعليق بأنك تنوي الدخول في علاقة عاطفية معه ولكن ولادة مثل هذه المشاعر والمواقف تؤثر على رحلة العلاج وعلى الطبيب والمريض الانتباه إليها.
شكراً مرة ثانية على مشاركتك الموقع.
وفقك الله.
ويتبع >>>>: نتاج عائلي مرضي للغاية م1