أمضى من القلق والرهاب فلا تظل ترتاب
قلق نفسي. اكتئاب. رهاب
السلام عليكم، أود أن أقدم لكم شكري وتقديري للمجهودات التي تبذلونها والمساعدة التي تقدمونها على موقعكم.
مشاكلي كتيرة بدأت منذ سن المراهقة على شكل خجل بالأخص من الجنس الآخر ولكن مع ذلك اذكر أنني كنت عادي وأمارس حياتي بصورة طبيعية ومن دون خوف أو قلق، بعد مدة تركت الدراسة وللآسف رافقت بعض أصدقاء السوء وأدى ذلك لإدماني المخدرات، عندها بدأت المشاكل تتشكل على شكل أفكار سلبية كمراقبة الناس لي وأنهم يتكلمون عني ويلاحظون أي حركة أقدم عليها بتأثير من صديق لي كان يكرر دائماً أن الناس يراقبونه ويكيدون له ولا يحبونه، في ذلك الوقت تسللت إلى ذهني أفكار كتيرة خبيثة لا تعد ولا تحصى للآسف وصلت إلى مرحلة تدنت فيه أخلاقي إلى أدنى المستويات عن الدين والجنس وأشياء أخرى استحي حتى أن اكتبها أو أذكرها؛
حقاً لقد فعلت أشياء لست فخوراً بها، بعد فترة تركت تدخين المخدرات واكتفيت بالسجائر وأحياناً شرب الخمر، كنت أمتلك أشياء لا يمتلكها الكثير من أقرابائي آنذاك، دراجة نارية والملابس والنقود التي كنت احصل عليها من عائلتي بالطبع، لذلك كنت موضع حسد بين أصدقائي وهذا ما زاد من غروري وكسبت عداوة مع البعض بسبب ذلك.
لم تكن لدي أي هلوسات سمعية أو بصرية، في السابق كنت أهتم بمظهري وملبسي ونظافتي بعد إدماني على المخدرات تغير ذلك صرت أهمل مظهري الخارجي لأن كان كل همي توفير مادة الحشيش، بعد انقطاعي عنه عدت إلى الاهتمام بملبسي ومظهري مرة أخرى، في السابق عندما كان عمري 14 أو 15 كانت لدي سلوكات جنسية شاذة ولكن كانت بدافع التجربة والمتعة لا أقل ولا أكثر كنت اتخيل نفسي وكأنني مع فتاة.
في سن 17 تعرضت لإعتداء جنسي وأنا تحت تأثير الكحول وذلك أثر في نفسيتي كثيراً، بعدها بأشهر قليلة تعرضت إلى صدمة أخرى تشكلت في موت أمي أقرب الناس إلي بطريقة مفاجئة. علاقتي بعائلتي كانت متوترة بحكم الخلاف الدائم والمتكرر بين والدي ووالدتي وجشارهما الدائم بسببي أحياناً وكنت اقف متفرجاً أنا وإخوتي لدي اختان، كنت أنا الأصغر في المنزل آنذاك.
في سن 17 ذهبت برفقة أبي إلى طبيب نفسي ولكنني لم أكن أعترف بمرضي النفسي ووصف لي أدوية مضادة للاكتئاب وانسحابات الإدمان ولكنني لم أتناولها لأنني كنت أعتقد أن الدواء النفسي للمجانين فقط، لم أتحسن فقط تناسيت المشكلة وحاولت أن لا اركز على الأعراض وكنت أكيف حياتي معها، بعدها في سن 23 عرضت نفسي على طبيب معروف هنا بالمغرب يظهر في أحد البرامج التلفزيونية ولكنه لم يعطي تاريخي العائلي أو الصدمات التي عشتها أدنى اهتمام بل وصف حالتي على أنها انهزام بسبب تعاطي المخدرات ثم الإقلاع عنها ووصف لي أدوية تناولتها وكان هناك تحسن طفيف ولكن بعدها تركت الدواء ورجعت إلى تدخين المخدرات لتسوء حالتي وتتعقد أكتر فأكتر.
أظن أن أمي رحمها الله كانت تعاني من اكتئاب حاد واضطرابات نفسية نتيجة للصدمات التي تلقتها من عائلتها التي أنكرتها بعد زواجها بأبي وتخلي أبي عنها في النهاية زائد مشاكل أختي المتوسطة وغدرها لها وفي الأخير رحلوا جميعاً وبقيت أنا وأمي لوحدنا في المنزل لسنوات، لم تتلقى أي علاج نفسي أو مساعدة محترفة لأنها ببساطة كانت مثلي لا تؤمن بالطب النفسي رغم مستواها الدراسي العالي لقد كانت أستاذة تعليم إبتدائي.
لا أعاني من أي مرض عضوي. أنا مريض منذ بداية مراهقتي أي في سن 16 أو 17. أول تجربة لي مع الاكتئاب كانت في سن المراهقة اتذكر أنني كنت لا اغادر المنزل إلا قليلاً وإن خرجت لشراء المخدرات وأعود بسرعة إلى البيت، بعدها صرت الاحظ أعراضاً للقلق كالارتجاف والرهاب الاجتماعي وتطور الأمر إلى أن أصبحت غير قادر على المشي أمام الناس بتوازن واعتدال صارت مشيتي غريبة ولكن ذلك لم يمنعني من ممارسة حياتي بل كيفت حياتي معها إلى أن توصلت إلى فكرة شراء دراجة نارية كي لا اضطر إلى المشي على قدمي، ومنذ شرائي لها لم أنزل منها مطلقاً ولم أحاول المشي على قدمي أمام الناس؛
وصرت اتفادى ذلك ما أمكن، من الأعراض الآخرى برودة في أطراف القدمين والأيدي وارتجاف كبير وملاحظ في رأسي كلما أدرته إلى الأمام لا استطيع أن اتحكم به والارتجاف واضح للعيان وذلك يخجلني كتيراً وصرت اتفادى إدارة رأسي إلى الأمام وأفكر ألف مرة قبل فعل ذلك الطريقة الوحيدة لإبقائه ثابتاً هو إدارته إلى اليمين وهذا ما أفعله منذ سن المراهقة إلى الآن.
كنت ألوم نفسي بسبب ذلك وألومها أيضاً لتعرضي للاعتداء، ولأنني تركت الدراسة، ولأنني تركت نفسي أصل إلى هذا المستوى وترك الأمراض النفسية تتراكم بدون علاج وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى كالمواقف التي اخطئ فيها أن يلاحظ أحد الأعراض التي أعاني منها خصوصاً على مستوى الرأس أو عندما اتلقى انتقاداً أو تعليقاً ساخراً بسبب ذلك وعلاقاتي التي تدمرت بسبب ذلك مثلاً بعض الأصدقاء ابتعدو عني بسبب الارتجاف في رأسي ظناً منهم أنني أعاني من مرض خطير أو أنني مجنون كما فقدت علاقات كتيرة مع الفتيات بسبب نفس المشكل، صراحة لا ألومهم على ذلك فلو كنت مكانهم لن أصاحب مريضاً نفسياً رأسه يرتجف طوال الوقت.
لم أكن أفكر في وضع حد لحياتي آنذاك ولكنني الآن في سن 23 أفكر في فعل ذلك جدياً بسب هذه الأمراض وأعراضها وبالخصوص ارتجاف الرأس لأنه يعيق حياتي وسوف يدمر أي علاقة أحاول ربطها في المستقبل أو أي طلب في وظيفة أحاول تقديمه لن يقبلوا ذلك أبداً، هذا كلام عن تجربة وليس كلام يائس فحسب أو عذر لعدم الاشتغال أو حباً في التباطل.
الآن أدخن السجائر، وأحياناً أشم مادة معروفة هنا في المغرب السيليسيون لا أعرف إن كانت معروفة في بلدكم ولكنها مادة صنعت خصيصاً لإطارات الدراجات ويشمها البعض هنا في بلاستيك وتسبب هلوسات سمعية وبصرية.
الآن لا أنام إلا في الصباح وابقى نائم إلى حدود الساعة السادسة مساءً، لدي رغبات جنسية زائدة، انتقد الآخرين باستمرار وأتوقع الأفضل منهم ولكن للآسف أتلقى عكس ما أريد، أحياناً أشعر أنني أذكى من جميع الناس وأنني استطيع أن أكون أفضل من معظمهم ولكن هذا فقط إن تخلصت من هذه الأمراض، الآن شهيتي متقلبة أحياناً أكل بشراهة وأحياناً أخرى لا أكل شيء رغم إحساسي بالجوع، أنا شكاك إلى درجة كبيرة جداً مؤخراً كنت أشك بمراقبة الشرطة لي وصرت اتفادى فعل الكتير من الأشياء بناءً على ذلك.
أشكك في أفراد أسرتي على أنهم يعملون لحسابهم ويراقبونني ويوصلون المعلومات، وصل بي الشك إلى قطع علاقتي بالجيران والأقارب والكل صرت منعزلاً في غرفتي، بعد ذلك تطور الأمر إلى أن صرت أحس أن هناك أجهزة تصنت وكاميرة مراقبة في غرفتي حتى قلبتها رأساً على عقب بحثاً عنها وكانت خيبة أملي كبيرة عندما لم أجد شيئاً، وصل بي الأمر لأن اطلب من أحد عناصر الشرطة البحث في ملفي عند الشرطة والمخابرات ومعرفة إن كنت مطلوباً أو لا وحتى بعد إخباره لي أنني غير مراقب وليس هناك أي مذكرة بحث في حقي لم أصدق ذلك بل غضبت جداً لأنني ضيعت أشهر من عمري في القلق من أشياء، ولكن لأكون صريحاً إلى الآن لا أثق بكلام ذلك الشرطي واحسب أنها محاولة تمويه منهم، خلاصة الأمر أني صرت شكاكاً بدرجة لا تطاق.
لا أعرف ماذا تعنيه بالوساوس ولكن أعاني من رهاب اجتماعي شديد ورهاب الساحة على ما أظن أحياناً لا استطيع حتى الخروج من غرفتي بدون أن أشعر أني مراقب حتى من أفراد أسرتي اتجنب أحياناً الأكل والجلوس معهم إلا عند الضرورة القصوى والأعراض التي ذكرتها تزيد من ذلك الشعور بالذنب ولأني أكره أن يعتقد شخص أنني مجنون أو جبان أو أن يلاحظ الأعراض التي ذكرتها بالخصوص الارتجاف على مستوى الرأس وأفضل الموت على أن يشعرو بالشفقة حيالي فما بالك أن انتقدوني بسبب ذلك، وذلك للآسف يحصل كتيراً حتى من طرف أفراد عائلتي.
في السابق كنت أتوهم آلام في المعدة مما جعلها تحصل بالفعل كنت انقل على وجه السرعة إلى المستعجلات بعد الفحص يؤكد لي الطبيب أن معدتي بخير وأنني أعاني من أعصاب في المعدة هي المسببة للآلام باختصار الآلام نفسية وليست عصبية وكان يحصل لي أيضاً ضيق تنفس وآلام في القلب حتى أحس أنني سوف أموت حتى أكد لي طبيب المستعجلات أن قلبي سليم ما أعانيه هو مجرد قلق.
الصراحة طرحت هذه الاستشارة لأنني مقبل على زيارة الطبيب النفسي للمرة الثالثة وأريد أن اعرف إن كان مهم أن احكي له ما كتبته الآن بالتفصيل ليتم تشخيص حالتي بدقة، لأنني لا أريد قضاء حياتي هكذا ولا أريد تضيع يوم آخر من حياتي بسبب هذا المرض، ادعو الله كتيراً أن يساعدني وأن يشفيني وأن يشفي الجميع، أريد أن أذهب محضراً نفسي وما سوف أقوله لأستفيد جيداً من خبرته ومساعدته ما أمكن ليصف لي الدواء المناسب لحالتي.
ثم لدي سؤال هل الدواء النفسي بالفعل ينظم الاختلالات في الدماغ بمجرد تناوله أو أن علي تغيير أفكاري ومعتقداتي لأنني جربت فعل ذلك وتغيير البرمجة ولكن للآسف لم يكن ذلك بالمهمة السهلة وفشل فشلاً ذريعاً بل على العكس جلبت إلى نفسي الانتباه وصار الكل يعرف ما أعانيه وصارت المراقبة واقعاً وليس أشياء أتخيلها. إن كان بإمكانك وصف دواء لي سوف أكون شاكراً لك، وأعتذر على الإطالة لقد أردت أن أطرح المشكلة بالتفصيل.
20/02/2015
رد المستشار
الابن الفاضل، أهلا ومرحبا بك على الموقع.
رسالتك إيجابية بكل المقاييس فهي متسلسلة زمنيا وبها من التفاصيل المفيدة والغزيرة ما يجعل التشخيص أسهل وأفضل. ويجعلنا نطرق ناقوس الخطر ثانية لأن الأطباء النفسانيين لم يعد لديهم الوقت للاستماع الإيجابي، فلو سردت هذه التفاصيل بهذه الدقة لكانت مساعدتك ووالدتك أيضا أفضل مما هو عليه الحال الآن.
عشت في بيئة متوترة مع وجود تاريخ عائلي للاضطراب النفسي (الوالدة) وبالتالي غالبا ما تأثرت علاقاتك ونموك النفسي أثناء الطفولة بهذا، وظهرت مشكلتك مع بداية المراهقة وأظنها قبل هذا بكثير لكنها بدأت في الوضوح عندما اهتممت بشكلك أمام الآخريين فظهر الرهاب الاجتماعي ونتيجة لعدم توجهك للعلاج وقتها استخدمت العلاج الذاتي (الدراجة النارية) لإخفاء ما تظن أنه موجود (طريقة المشي) ثم المخدرات (لإعطائك تأثيرا نفسيا زائفا أنك أفضل).
وبعد فترة فقد هذين العنصرين تأثيرهما مما أدخلك في تطورات طبيعية لمشكلتك مثل اكتئاب ثانوي فأهملت نفسك وحياتك وفكرت في الموت ـ ثم أعراض ذهانية في صورة مراقبة الآخرين لك، ثم أعراض قلق عام ووساوس على صحتك, ولأنها كلها ثانويات كانت تختفي ويعود أعراض أخرى محلها وهكذا دخلت في دائرة مفرغة من القلق والاكتئاب والذهان والمخدرات.
لا يمكننا إهمال دور اضطراب الشخصية في حالتك لكنها نحتاج إلى معلومات أكثر فلقد أشرت إلى علاقتك بالجنس واتجاهك نحوه بصورة سريعة.
أخي؛ لقد اتخذت الحل الصحيح وهو التوجة نحو العلاج بشرط أن يكون المعالج من المؤمنين باستخدام العلاج النفسي فهو له دور كبير في تحسن حالتك، فتدهور حالتك في السابق يرجع لاعتماد الأطباء على العلاج الدوائي فقط وعدم البحث عن مشكلات اضطراب الشخصية وكذلك التعامل مع الضغوط الاجتماعية التي تتعرض إليها.
لا تتردد في طلب العلاج وثابر عليه فقد تحتاج إلى عدة سنوات حتى تعود نفسيا واجتماعيا ووظيفيا لكنك ستشعر بالتحسن بعد عدة أسابيع من العلاج النفسي المكثف.
ننتظر منك أن تتابع حالتك معنا لنفرح بتقدمك وتكون نموذجا إيجابيا لغيرك من أصحاب المعاناة
شفاك الله