السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الممتاز. مشكلتي باختصار، أنا شخصية حساسة جداً ودموعي سريعة الانهمار وبنفس الوقت الضحكة في وجوه الآخرين لا تفارق وجهي. لا تخلو أي فترة من حياتي من تقلبات المزاج أو القلق أو الاكتئاب. فلكل مرحلة شيء ما يخصها تلازمني بشكل جنوني.
مثلاً في فترة المراهقة كان لدي وسواس بأني سأصاب بمرض خبيث وأجهش في البكاء. وبفترة الشباب كان لدي قلق أني لن أتزوج وإن حدث ذلك فإني سأموت وأنا أرتدي الفستان الأبيض وأجهش بالبكاء. مع أن المتقدمين لي كانوا كثر. في فترة السنوات الأولى من الزواج كان لدي قلق أني لن أنجب أبداً.
بعد الإنجاب تحولت من هادئة إلى عصبية بسبب أولادي وشقاوتهم. وألوم نفسي حتى البكاء كم أنا أم فاشلة لا تستطيع إعطاء الأحضان لأطفالها وكل ما يأخذوه منها هو الصراخ والعصبية.
بعد أن كبروا قليلاً... أصبح لدي قلق وخوف عليهم وبكل موقف أتخيل أنه سيحدث شيء خطير وتأخذني التخيلات حتى البكاء.
الآن، أنا أنجبت مؤخراً وكنت في أول شهر نفاس أبكي بسبب وبدون سبب، كنت أشعر أن نفسيتي تعبة ولا أدري لماذا. كان فقط بكاء. حتى لو سألني أحدهم كيف حالك، أبكي أو أحاول كتم العبارات حتى لا أفضح نفسي.
الآن لي 4 شهور من الولادة لاحظت أني بحالة تقلب مزاج غريبة، حيث أكون مكتئبة وعصبية وأفكر إذا مت كيف سيعيش أطفالي من بعدي ثم أبكي. وإذا قام أحدهم بموقف صغير وأغضبني أو ظلمني فإني أقوم بالبكاء والجلوس وحدي بالغرفة وأكون أعلم في قرارة نفسي أن الموضوع تافه لا يستحق كل هذا البكاء والتأثر، لكني أشعر بأن البكاء والانعزال يحدث رغماً عني.
هذه هي الحالة المزعجة، لكنها تنقلب رأساً على عقب إذا فقط خرجت من المنزل لرؤية صديقتي أو للتسوق. أعود إنسانة أخرى، هادئة ومتفائلة بالحياة. المشكلة أن الحالة المزعجة الأولى تعود لي بعد انقضاء أربع أو خمس أيام من الخروج من المنزل. وأعود بالبكاء والعصبية والحساسية الزائدة. ثم أخرج من المنزل وأتحسن ثم تمر أيام وانتكس وهكذا...
حالياً لا أخذ أي أدوية سوى فيتامينات.
شهيتي للأكل لا تتغير بتغير المزاج. أعتني بطفلي جيداً والحمد لله.
عندي نسيان جديد حيث أني انسى أني وضعت الطعام على النار أو أنسى أين خبأت الأشياء.
هل هذه حالة مرضية؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
22/02/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة يبدو من رسالتك أنكِ تتألمين كثيراً مما تمرين به من أعراض، واضح أنكِ حساسة جداً وهذا الأمر يضخم لديكِ متاعب الحياة التي لا مفر من مواجهتها.
تتخلص أعراضك كالتالي :
- الحساسية المفرطة
- سرعة التاثر العاطفي سواء سلبياً أو إيجابياً
- تقلبات المزاج بين القلق والاكتئاب
- قلق مفرط من إصابتك بمكروه معين حسب كل فترة من حياتك
- اكتئاب بعد الولادة
- أفكار وسواسية حول التأكد من أداء أمور معينة
حسب هذه الأعراض يظهر أنك تعانين من اضطراب الشخصية القلقة بالإضافة إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وطبعاً التشخيص الدقيق يحتاج إلى الفحص النفسي في جلسة حضورية إما مع الطبيب النفسي أو المعالج النفسي.
العلاج المقترح :
- مراجعة الطبيب النفسي لوصف أدوية تقلل من مستوى القلق الذي تعانين منه حتى تستعدين لجلسات العلاج النفسي.
- جلسات علاج نفسي لمعالجة اضطراب الشخصية
- تفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى كلما أصابك القلق من أمور مستقبلية وتقوية اليقين بالله بأنه: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" فقوة الاعتقاد بأن كل ما يجري لنا هو بعين الله يخفف من القلق خصوصاً القلق المستقبلي.
- عدم الخوف من الأعراض والتوقف عن التهويل، لا تظني أن ما تعانين منه أمر خطير وغير قابل للعلاج ولا تفزعي من ظهور الأعراض فالعناد مع العرض يزيد من إصراره للظهور.
- تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، يمكنك التعرف على هذه التمارين في الإنترنت وممارستها يومياً قبل بروز الأعراض حتى تصبح عادة عندك كي تمارسيها حين ظهور الأعراض
في النهاية أتمنى لك الشفاء العاجل