الخوف يقتلني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سأبدأ بسرد مشكلتي والتي بدأت منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري.
كان يأتيني خوف مبهم لا أعلم ما هو وما سببه وكنت أشعر أن قلبي يؤلمني كمن يتنبأ بوقوع حدث سيء. لكن لا شيء يحدث، وكان يأتيني عندما أكون وحدي فقط، استمر هذا الشعور وكنت أسعى جاهدة لتجاهله وكان يستمر بضع دقائق ثم يختفي أسبوع أو أسبوعين ثم يعود مرة أخرى.
انقطع هذا الشعور لمدة سنتين تقريباً والآن عاد للأسف بطريقة أخرى.
أصبحت أشعر به وأنا مع الناس وحين يأتيني هذا الخوف أشعر برغبة عارمة في العودة إلى المنزل وأن أبقى وحدي، أصبحت أكره أن أكون محاطة بالناس وأشعر بالراحه عندما أكون وحدي فقط.
أصبحت أشعر بالبرود تجاه أشياء كثيرة كانت تثير اهتمامي في السابق، أصبحت أفتقر لردات الفعل.
أريد أن أبكي لكن لا أستطيع، وأرى أنني أصبحت جدية للغاية فلا شيء أبداً يثير اهتمامي وحين أرى البعض يضحك أشعر أحياناً أنه سخيف وغير مثير للضحك.
علماً أنني خجوله جداً وحين أكون مع غرباء لا أستطيع التصرف وأتلعثم جداً في الكلام وأشعر برغبه في البكاء وأشعر بالبرودة في أطرافي.
حاولت المواجهة ولكن مع كل مواجهه أشعر أنني أفتقد الكثير من ردات الفعل، أصبحت كالجدار يتحدثون إلي يعبرون عن مشاعرهم لكنني لا أستطيع إبداء ردة فعل.
الخوف يقتلني ولا أعلم ماهيته وما سببه ولماذا أشعر به.
17/03/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
ملاحظات عامة:
ما تسمينه الخوف يسميه الطب النفسي القلق ولكن هذا القلق الذي تصفيه بدقة في رسالتك هو قلق غير طبيعي أو مرضي. القلق بدوره يؤدي إلى تجنب المواقف التي تظهر فيها أعراض القلق وهذا ما نسميه السلوك التجنبي، وبالتالي يتم وضعه في إطار الرهاب الاجتماعي أو رهاب الساحة أو كلاهما.
المسار الطولاني للقلق المرضي لا يختلف عن مسار الاضطرابات الوحدانية. يظهر الأول مرة في منتصف أعوام المراهقة ويستمر لفترة قد تطول عامين أحياناً كما هو الحال معك، تهدأ الأعراض ولكنها سرعان ما تزور المريض مرة أخرى. قد تختفي أعراض القلق تدريجياً مع تقدم العمر ولكن السلوك التجنبي والرهاب يصبح جزءً لا يتجزأ من سلوك الفرد.
تختلف عتبة الشعور بالقلق من إنسان لآخر ولا شك أن عتبتك البيولوجية للشعور بالقلق واطئة بعض الشيء. أما العوامل التي تحدد عتبة الشعور بالقلق فهي بيولوجية وبيئية لا يمكن تحديدها من رسالتك.
يصاحب الشعور بالقلق أعراض اكتئابيه وهناك رأي يميل إلى عدم الفصل بين القلق والاكتئاب وحصرهما في إطار واحد وهو إطار القلق والاكتئاب.
هناك وصف لأعراض اكتئابيه في رسالتك منها رغبتك، وعدم قدرتك على البكاء، وعدم الشعور بالمتعة من فعاليات وهوايات.
توصيات الموقع:
1- أعراضك النفسية شديدة وهي خليط من قلق واكتئاب ورهاب، أنت بحاجة الى مراجعة طبية نفسية.
2- لكل طبيب رأيه في علاج القلق والاكتئاب ولكن حالتك ربما تحتاج وتستجيب لعقار مضاد للاكتئاب.
3- مع وجود سلوك تجنبي مزمن بعض الشيء لا بد من علاج معرفي سلوكي.
4- تخلصي من القلق والاكتئاب والرهاب بأسرع وقت.
وفقك الله.