الحبُّ بين النت والقبيلة

رد المستشار

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أهلا وسهلا بكي معنا وعلى موقعنا ونسأل الله أن يعيننا على مساعدتك للخروج من الحيرة التي تمرين بها.، ولكن في البداية أود أن أدعو لوالدك وأخيك بالصحة وسعة الرزق وحسن الجزاء من الله على تربيتكن وحسن معاملتكن, وأسأل الله أن يجعلكِ وأخواتك ستارا له من النار كما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن من ربى جارية فأحسن تربيتها كانت له ستارا من النار, ومن خلال حياتي لفترة قريبة من ثقافة الخليج أدرك جيداً مقدار التحدي الذي يواجهه والدك وأخوك في قرار تزويجك لرجل يسمى عندكم أجنبي وإن كان عربيا, وأرجو أن تكوني مدركة لهذه النعمة التي متعك بها الله.

لاحظت من خلال كلماتك ميلا واضحا للتنصل من المسئولية فأنت حين دخلت النت كنت لا تعرفين غير الدردشة, وحين تحدثت معه كان الحديث أخويا فكيف تحولت العلاقة إلى غرامية بالتأكيد ليس فجأة!! 

ثم هناك تأثير زواجك على مستقبل أخواتك وأن كل واحد يأخذ نصيبه, فلمَ الحيرة ما دام هناك يقين بأن كل واحد يأخذ ما كتبه الله له؟؟ أم أن هذا ينطبق فقط على ما يعارض رغباتك!!! 
كلمة أردت أن أهمس لك بها وأرجو منك أن تفكري فيها مليا, وأنا أحيي فيك وضوحك مع أهلك وأشكر لأهلك سعة صدرهم وتفهمهم.

تواجهين يا أختي في موقفك ما هو أكثر من موقف القبيلة من زواج إحدى بناتها من غريب فكما أعرف كانت هناك قوانين تنظم زواج بنات البلد من جنسية مختلفة من حيث سن البنت وما شابه, فهل لديك فكرة عن إمكانية زواجك من هذا الرجل في بلدك؟؟ ذلك إن لم يكن من الممكن أن يتم هذا الزواج في بلدك فأنا أنصحك بإعادة التفكير في الموضوع بجدية مرة أخرى.

ولا تعتقدي أنني أعقد الأمور ولكنني أنظر للأمر من زاوية أوسع وهي أن هذا الرجل تؤثر فيه ثقافتان مختلفتان عن ثقافتك, فهو من جنسية وأمه من أخرى وله أخت غير شقيقة, وإذا أضفنا ثقافتك التي تربيت عليها والتي سيزداد تأثيرها عليك عند استقلالك في حياة خاصة بك ستجدين أنك مضطرة للتعامل مع خليط ليس بالسهل، قد يكون ممتعا في البداية ولكنه ليس بالأمر البسيط وقد تحتاجين في حياتك القادمة لدعم أسرتك والتي ما لم يكن زواجك من أجنبي مقبولا في بلدك ستكون بعيدة جدا حين تحتاجينها, كما أن وضعه الأسري ليس بالعادي مما يدفعنا للتساؤل حول قدرة أسرته على تقديم الدعم النفسي للأسرة الجديدة.

أسباب اختيارك هي ما تستوقفني فأنا أعتقد أن ما يجذبك لهذا الرجل ليس الحب كما تعتقدين بقدر ما هو إشباع رغبتك في الانطلاق (فأنت دخلت النت من البداية تبحثين عن أماكن للدراسة في الخارج مع أن البديل موجود في بلدك) أنصحك بالتروي فالزواج ليس كالحديث على النت أو في التليفون فالكلام سهل ولكن الواقع صارم وشديد الجدية.

أنا أؤيدك وبشدة ألا تستجيبي لضغط ابن عمك للزواج منه ما لم تكوني مقتنعة أنه الشخص الذي ستسعدين معه, على ألا يكون رفضك بطريقة مهينة فهو سيبقى قريبك طوال حياتك (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) صدق الله العظيم(فصلت:34).

وما ينطبق على ابن عمك ينطبق على باقي القبيلة، ويمكن لأخيك أن يلجأ إلى أحد الشخصيات الكبيرة والمتفهمة منهم ويشرح له موافقة والدك على تزويج ابنته ولكنه يرغب في موافقتهم وبركتهم كجماعة مهمة في حياته وحياة أسرته, ومع محاولتين أو ثلاث ستقتنع هذه الشخصية وستعمل على إقناع البقية في الغالب, على ألا تتعجلي النتيجة فالأمور الغريبة يحتاج الناس في العادة إلى بعض الوقت لتقبلها وخلال هذا الوقت تكونين قد انتهيت من دراستك بإذن الله, وقد يكون الله يسر أمر زواج أخواتك.

وفي النهاية سأنصحك بعدم الضغط على والدك والاستماع لكل ما يقوله كي لا تخسري رضاه عليك والذي هو الأكثر أهمية في الدنيا والآخرة, وأوصيك بالدعاء وصلاة الاستخارة مع دعائي لكي بأن ينير الله بصرك وبصيرتك ويملأ قلبك وأيامك بالسعادة والرضى.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة حنان طقش، غير أن أحيلك إلى مشكلةٍ مشابهة على موقعنا مجانين ولكن مرسلها كان الرجل، كما أن موقف الفتاة كان مختلفا جدا عن موقفك، وهي: أحبها ولكنها خليجية!، وكذلك أحيلك إلى عددٍ من المشكلات عن المعاناة التي تعانيها الفتاة العربية من المحيط إلى الخليج لتري كيف تستحق عائلتك التحية، وكذلك بعض الردود التي تفيدك في الاختيار الصحيح للزوج فانقري العناوين التالية:
أفش شعري فتقول أختي: ابعدي يا مجنونة !! م 
رهاب الرجال ـ أفش شعري: م1 
أفش شعري: ولنواصل الصراخ مشاركة
أفش شعري: بهدلة أصبحت : منار م1
نفسي في أم غيرها: أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
عاشقة الحرية: عندما تتزوج ! 
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟ 
والدي يصر على اختيار زوجتي 
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة. 

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.

المستشار: د. حنان طقش