وهامي أم حصاري وسواسي واصلي العلاج !
أرجو الرد سريعا لو سمحتوا: هل يجوز أن أنتحر؟
السلام عليكم، أنا اسمي منى عمري 26 سنة أعيش في الأردن، أصابتني حالة من الحيرة لا أدري ما هي حالتي. أول شيء ارتفع عندي ضغظ الدم وكنت قلقة من هذا المرض فعملت تحاليل للدم وكنت قلقة جدا على سلبية التحاليل لكن كانت سليمة، بعدها بيوم رأيت مقطع فيديو لشخص عم يحترق لا أدري ما أصابني تلك الليلة، ضلت الصورة في مخيلتي لا أستطيع النوم ولا أستطيع أن أشيل الصورة من دماغي كنت قلقة جدا كيف، أريد أنام وتلك الصورة لا تفارقني، تعذبت كثيرا مدة شهر لا أستطيع النوم؛
لكن في يوم فكرت بالموضوع من ناحية إيجابية وقلت عادي بعتبرو حدا من عيلتي وعشان هيك قلقانة، أضحك على حالي بالمعنى الصحيح ونجحت في ذلك ونمت تلك الليلة، بعد يومين دخلت المطبخ لا أدري ما أصابني فجأة أركز على صوت الشفاط الموجود عندنا وسبب لي إزعاج لماذا لا أستطيع تجاهل الصوت؟ وتفاقمت الأمور عندي وأصبحت لا أستطيع أن أتجاهل أي صوت حتى لو كان خفيفا مهما كان مصدره حتى في الشارع أركز على أصوات السيارات لا أدري لماذا حصل لي ذلك هل هذا بسبب تفكير مني؟
ذهبت للطبيب وقال لي عندي وسواس قهري مع اكتئاب بسيط وكتب لي دواء اسمه بيرلكس أردني الصنع، أشربه منذ شهرين، لكن لا أدري هل تحسنت أم ماذا؟ الصوت لا زلت لا أستطيع أن أتجاهله، هل ذلك المرض معروف لديك وهل هناك شبه حالتي وهل هي معروفة وهل يتم الشفاء.... بماذا تنصحني، وشكرا جزيلا لك.
21/04/2015
هذه مشاركة في استشارة وهامي أم حصاري وسواسي واصلي العلاج ! التي أجاب عليها د. سداد جواد التميمي
رد المستشار
عزيزتي "منى"؛
ما تمرين به من حالات نفسية فعلاً مزعجة ولكن بما أنك في بداية ظهور الأعراض فإن شاء الله سوف يكون العلاج سهلاً خصوصاً أنك في الأردن وهناك العديد من المعالجين النفسيين الحاذقين فلا تترددي بمراجعتهم.
وأما بالنسبة لما ذكرتِه فهو كما وصفه الدكتور أعراض الاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations وهو تسلط موضوع أو موقف معين على أفكار الشخص بحيث لايستطيع التوقف عن التفكير فيه.
العلاج:
ينقسم العلاج كما في أغلب الأمراض النفسية إلى قسمين:
١- العلاج الدوائي: فهناك أدوية متعددة لعلاج الوسواس ولكن إذا لم تري نتيجة من الدواء الذي أخذتيه يجب مراجعة الطبيب لتغييره.
٢- العلاج النفسي: وله أنواع وتقنيات مختلفة تتم على يد المعالج النفسي المختص في علم النفس العيادي وسوف أذكر لك هنا تقنيات تستطيعين ممارستها وبإذن الله سوف تخف الأعراض:
أ- الاسترخاء: هناك تقنيات مختلفة للاسترخاء ممكن تعلمها عن طريق مواقع الإنترنت المختصة في علم النفس فكما هو واضح من مبالغتك في تقييم الأعراض وأنك سوف تموتين، بأنك تعانين من قلق مرتفع والاسترخاء يساعد على تخفيف القلق.
ب- تدريبات التعرض ومنع الاستجابة
أظن أنك حين تتعرضين للأصوات تحاولين اجتنابها بطرق مختلفة خوفاً من سيطرتها عليك في هذا التمرين المطلوب منك عمل الاسترخاء أولاً وثم الاستماع إلى صوت الشفاط مثلاً لمدة ٥ دقائق دون عمل أي طقوس لاجتناب الصوت. هذا التمرين يجعلك تنتبهين بأن استماع الأصوات التي تخشينها لن يسبب لك أي كارثة.
ج- مناقشة أفكارك الغير منطقية: فما فعلتيه حول موضوع الحريق الذي شاهدتيه يجب أن تفعليه مع الأفكار الأخرى التي تشغل بالك وهذه أهم خطوة في العلاج فكلما انتبهتي إلى أن هذه الأمور التي تخشين منها ليست مخاوف حقيقية سوف يقل تاثيرها عليك.
أتمنى لك الشفاء التام بإذن الله
التعليق: مصطلح الاجترار في الطب النفسي لا يخلو من الارتباك ويستعمل أحياناً لوصف جميع الأفكار الحصارية (الوسواسية) الدخيلة على الفرد.
هذا الأمر مضلل في الممارسة السريرية ففي الحصار المعرفي (الوسواس القهري) يمكن تشبيه الاجترار كقطار مساره طويل ويتوقف لسؤال وجواب لا توجيه فيه ولا فائدة.
على عكس الأفكار الحصارية فالأفكار الاجترارية قلما يقاومها الإنسان بل وينغمس فيها ولا تؤدي إلى المعاناة كما يتصور البعض وتتركز على مواضيع دينية وفلسفية.
أما هذه الاستشارة فهي عن إدراك حسي سمعي ولا يمكن وضع الوصف في إطار الاجترار في الممارسة السريرية والصوت غير الفكرة. هذه الملاحظة في غاية الأهمية في الممارسة السريرية.