وسواس الاستنجاء وسواس النجاسة م1
وسواس الطهارة
لا تحسن، لقد بدأت أفقد الأمل من أن أتوقف عن تلك الوسوسة، يزداد الأمر صعوبة كل يوم، فكرة أن كل شيء نجس تقتلني، أحس أن كل شيء حولي نجس، أخشى أن تلك النجاسة تصيبني، وبالتالي لا تقبل صلاتي. بعد أن تخلصت من وسواس الصلاة والوضوء لم يبقى سوى وسواس الطهارة لا سيما الاستنجاء، فمنذ أن قرأت فتوى أن الماء المتطاير أثناء الاستنجاء نجس إذا انفصل قبل زوال النجاسة، ولا سيم أنه لا بد أن يتطاير الماء.
أصبحت أنظف كل الحمام بعد كل دخول وأصبح الأمر يأخذ وقتا، كما أنه عند فتح ما يسمى بالسيفون يتطاير الماء على جوانب المقعد فأخشى أنه نجس، ولكن ما فائدة ذلك إن كانت كل عائلتي لا تكترث ولا تفعل ما أقوم به. أنا أجن عندما أرى حذاء الحمام قد جاءت فردة فوق الأخرى أو عندما يخرجه أحد إلى خارج الحمام. أشعر أن كل مكان تدوسه عائلتي نجس.
والآن بدأت والدتي بإدخال أخي الصغير للحمام، فتزايد القلق لدي، اقتربت امتحاناتي وأنا أقضي الوقت في الحمام،
كيف أتخلص من ذلك علما أنني أتبع الدواء مع الطبيب ولكن لا أستطيع أن أتوقف عن تلك الوساوس؟!!
30/04/2015
رد المستشار
السلام عليكم يا "فرح"، وأهلاً وسهلاً بك؛
ما زال وسواس النجاسة يطاردك، ويتغير من شكل إلى آخر، وحسب استشاراتك السابقة، يتضح تمامًا أن جزءًا كبيرًا من وسواسك يعود إلى الجهل بالأحكام، ولو كنت تجاوزت هذه المرحلة سترتاحين من وساوس كثيرة، ويبقى عندك العلاج السلوكي المدعوم بالدواء –وكلاهما يدعم الآخر- المهم: من تجربتي الشخصية ومن الأسئلة الكثيرة المتكررة التي تأتيني أو تأتي غيري، وجدت أن التعامل مع الطهارات – خاصة في زماننا - يحتاج إلى أمرين:
1- عدم البحث والتفتيش، أو بالأحرى تعمد الجهل بما يمكن أن يقع من نجاسات، أو بما يفعله الآخرون الذين نحتَكّ بهم، إذ طالما لا تعلمين فالأصل أن الأشياء طاهرة، ولست ملزمة بمعرفة ما جرى لها.
2- اتباع رخص المذاهب باعتبار أنه لا يمكننا تغيير تصرفات الآخرين حسب مذهبنا وأمزجتنا! وهذا للإنسان العادي، فما بالك بالموسوس الذي الأولى في حقه اتباع الرخصة؟
ليس من المعقول أن يعيش الإنسان على النحو الذي تعيشينه، أنت نفسك تحسين أنه وضع غير طبيعي، إذن علينا أن نعيش وفق الوضع الطبيعي بأي طريقة مشروعة.
(لابد أن يتطاير الماء)! لماذا لابد؟! إذا تطاير ولابد، لماذا تفترضين أنه تطاير عليك؟ هل رأيت بعينك؟ ماذا لو كان الذي أصابك كان من الرشاش وليس مما تطاير؟ كم مقدار الذي تطاير؟ هل كان النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفعلون ذلك كلما دخلوا الخلاء؟ لا طبعًا! إذن دخول الحمام لا يحتاج لهذه التعقيدات!
لا يجب عليك التطهير إلا إذا تأكدت (100%) من إصابتك بالنجاسة التي لا يُعفى عنها...
ثم مذهب المالكية أن الماء لا يتنجس إلا إذا تغيرت إحدى صفاته بسبب النجاسة (أي لونه أو ريحه، أو طعمه). والحنفية تصح الصلاة عندهم بمقدار نجاسة بمساحة مقعر الكف!
لماذا تضيقين على نفسك بفعل أشياء غير طبيعية مع وجود كل هذه الاحتمالات والحلول والرخص للعيش الطبيعي؟!!
(عند فتح ما يسمى بالسيفون يتطاير الماء على جوانب المقعد فأخشى أنه نجس): وليكن نجسًا... هل يحتاج أكثر من حفنة ماء لغسل طرف المقعد؟
(كل عائلتي لا تكترث ولا تفعل ما أقوم به): هم أحرار إن كانوا يريدون العيش هكذا، تستطيعين العمل بمذهب المالكية واعتبار الماء طاهرًا أبدًا ما لم تجدي لونه مصفرًا أو ريحه كريح البول أو الغائط... أما الطعم فلا مدخل له هنا.
(أنا أجن عندما أرى حذاء الحمام قد جاءت فردة فوق الأخرى أو عندما يخرجه أحد إلى خارج الحمام): مذهب المالكية لك مفترج ...
(والآن بدأت والدتي بإدخال أخي الصغير للحمام... فتزايد القلق لدي): إذا لم ترَي ماذا فعلوا، فالأصل في الأشياء الطهارة، ولا نعتبرها نجسة إلا إذا علمنا (100%) أنها نجسة
هذه العبارات غير مقبولة ولا أثر لها في التنجيس: (ماذا لو نجسوا؟)، (إنهم لا يراعون أحكام الطهارة، لهذا ينجسون الحمام عندما يدخلوه)، (أخي الصغير لا يفهم، سينجس حتمًا وأمي لا تهتم)، (هل طهروا مقعد المرحاض؟)....
كل هذه التساؤلات والافتراضات ونحوها - في مقياس الشرع الذي تحرصين على اتباعه - لا قيمة لها أي لا تعتبر دليلاً على حصول النجاسة، وتبقى الأشياء طاهرة يمكنك التعامل معها بشكل طبيعي.
استعيني بالله وحاولي التطنيش قدر المستطاع، فهناك مئة وجه ووجه من الرخص والأحكام التي تقول بطهارة الأشياء التي تحكمين بنجاستها تحت ضغوط القلق والوسواس.
وفقك الله وعافاك، وسامحيني على التأخير
ويتبع>>>>>: وسواس الاستنجاء وسواس الطهارة من الحيض م3