معاناة نفسية وشخصية
السلام عليكم ورحمة الله, أدخل في صلب الموضوع فأنا شاب في منتصف العشرينات أشعر منذ فترة طويلة أن لدي مشكلة نفسية وكنت أحاول اكتشاف نفسي وإصلاح بعض العطب فيها لكن يبدو أني لم أفلح حتى اليوم.
أبدأ بتسلسل الأحداث منذ الصغر فأنا لم يكن لي صديق بمعنى الكلمة منذ الصغر فالملاحظة الأولية لأي شخص يعاملني أني خجول مهذب ولا أعلم كيف أرى أنا في نفسي عكس ذلك, أول مشهد أذكره في مسلسل معاناتي الشخصية والنفسية أنني كنت أحب صديق لي وأنا في الرابعة الأبتدائية ولم يكن يبادلني نفس الشعور فكنت أجلس وأدمع (وليس أبكي) في هدوء في فصل الدراسة ويلاحظ المدرسين ويسئلوني وأجيب بلا شيء.
ثم جاءت السنة التي بعدها وأنا في الخامسة الابتدائية وبدأت أفعل أشياء غريبة فكنت أسهر الليل بعد أن ينام أهلي لأشاهد بعض البرامج الاستعراضية الساهرة أو فيلم أجنبي أو ما شابه على أمل مشاهدة مشهد عاري أو امرأة ترقص أو أي إغراء ثم بدأت أتعرى أمام المرآه وأرتدي قطع نسائية وأحاول إغراء نفسي وأقبل نفسي وانتهى الأمر بنزول المني لأول مرة ولم يكن لي علم بأي شيء ففزعت ثم علمت بعد بضع سنين أني بلغت وتكلم معي أبي كصديق وأعلمني بكل شيء.
ومضت السنوات وأنا أحاول الدخول وسط الشباب في سني، أنجح أحيانا وأفشل أحيانا أخرى ولا أعلم سبب نجاح بعض صداقاتي المزعومة التى لا تتطول وفشل الأخرى ولكني ألاحظ أن كل محاولاتي الفاشلة كانت مع أولاد أو شباب يتفوقوا علي في مجال ما، ففي النادى لم أنجح في تكوين صداقات بسبب تفوق من حولي فى اللعبة بينما أنا دخلت اللعبة في سن متأخر ولا أملك الخبرة. لدي الرغبة القوية ولكن لا أملك الثقة في النفس والصبر على المتابعة فينفر مني الأصدقاء لقلة حديثي وابتعادي عن الاحتكاك والمزاح مثلهم خشية التلعثم أو سخريتهم.
ثم مرت علي المرحلة الثانوية وكانت معتدلة مع بعض الشبه مما سلف ذكره, ثم جاءت الطامة الكبرى في الجامعة بدأت بداية ممتازة في تلك المرحلة واحتككت بزملائي وكونت صداقات وأحبني كثير ممن تعاملوا معي ومع الوقت وكالعادة وبعد أن يعتاد الناس على بعضهم وتحتاج علاقاتهم لوقود من الأحداث والأحاديث المتبادلة لاستمرار علاقاتهم.
تقهقهرت علاقاتي بقلة حديثي وصمتي المطبق نادر الكلام وخرجت من تلك المرحلة بمجموعة من الصداقات الهشة التي تسبب لي حتى يومنا هذا مشكلة نفسية عميقة, فأنا والحمد لله كما أفقد مهارات شخصية ونفسية أمتلك مهارات ومميزات أخرى مهمة جعلت بعض هؤلاء الأصدقاء وعلى سبيل "الهزار" يترصد لي الأخطاء في اللعب وفي الكلام وفي الأفعال وينتقدني ويضحك الآخرين علي ويصيبني في مقتلي القديم الجديد فلا أستطيع الرد بالشكل المناسب ويزداد بعدي عنهم وتزداد قلة كلامي وأعود لانتقاد نفسي على ضعفها، حتى بدأت محاولاتي في علاج قلة الثقة بالنفس.
فأبدأ بداية قوية ولكن كعادتي أعود من حيث بدأت بل محملا بفشل نفسي جديد وهناك ملاحظات أعتقد أنها تؤثر على تشخيصى فأنا أشاهد أفلام إباحية (هدانا الله وعافانا) وأفضل مشاهدة الأفلام السادية التي يؤلم فيها الرجل المرأءة, وارتبطت سابقا وحدث بيني وبين الفتاة التي ارتبطت بها تجاوزات سطحية كنت أستثار فيها بضربها على وجهها وأماكن حساسة أخرى وكنت أحب مشاهدة أثر ذلك عليها.
عندي درجة من تثدي الصدر عند الرجال يبعدني بشدة عن احتكاكي بالآخرين ويزيد من خجلي, أخيرا أرجو الرد والتشخيص وإخبارى بالحلول التي أتغلب بها على مشكلتي, وآسف على الإطالة.
01/05/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أتعرف ما الفرق بين السعداء والتعساء، إنها طريقة التعامل مع المشكلات التي يواجهونها. لقد أبدعت حين وصفت حياتك بأنك تنجح أحيانا وتفشل أحيانا أخرى فهذه هي الحالة الطبيعية للحياة، ولكنك من صغرك طورت تقييم سالب لنفسك واستثنائي لا أعرف سببه المحدد، غالبا مرتبط بأسلوب تنشئتك الأسرية وأتوقعه أسلوبا متذبذبا بين الدلال الزائد والانتقاد اللاذع فاهتزت ثقتك بنفسك مبكرا حين اخترت أن تركز على ما هو سالب.
قيمت أنك لم تكن لديك صداقات مبكرة رغم أن الصداقات في العمر المبكر ليس فيها علاقات محددة، أي مثل حالتك من هو قريب الآن قد يتغير عكس المعلومة التي كثيرا ما تسمعها أن هذا صديق عمري من صغري هي استثناء. رغبتك في الحصول على عطف وانتباه الآخرين حين تجلس مظهرا دموعك رافضا توضيح سبب معاناتك.
اشرح لك الأمثلة التي أوردتها بالتفصيل كي أوضح لك كيف أن فكرتك عن نفسك وطريقة تفكيرك بحاجة لتغيير. يمر الجميع بمراحل الفضول الحسي وقد يمارسون سخافات أكثر مما فعلت ولكنها أمور لا ينبغي أن تدخل في مفهومك عن نفسك، وكذلك فشل الصداقات وانتهاء العلاقات جميعها أمور حياتية اعتيادية تحدث للملايين من حولك ولكنها تسبب المعاناة فقط لمن لا يجيد التعامل معها فلا تكن منهم.
تحتاج لأن تطور عملية توافقك النفسي كي تزداد سعادتك، ومنها تحسين فكرتك عن نفسك فإن نظرت لنفسك كشخصية سالبة مملة هكذا سيدركك من يتعامل معك. انشغل بأهدافك التي تريد إنجازها بالحياة بدل الانشغال بأحداث الحياة، عندما تزداد ثقتك بنفسك وتسعد بتحقيق أهدافك ولو جزئيا سيخف غضبك الداخلي ولن تحتاج لأساليب سادية لإثبات ذاتك والدفاع عنها.
يتبقى لديك مشكلة التثدي التي تحتاج منك أيضا الانتباه ففي مرحلتك العمرية تعود أسبابها غالبا للسمنة الزائدة وتزول في حال خسارة الوزن الزائد، ومع ذلك يبقى هناك احتمال أن تكون تعاني من خلل في الهرمونات يحتاج منك لمراجعة الطبيب لعمل تحاليل بسيطة.
إذن تعلم أن ظروف حياتك ليست استثنائية بشكل يسبب لك مشكلات، الخلل في طريقة تعاملك مع ما تمر به من أحداث عادية، فعدل طريقة تفكيرك وتقديرك لنفسك، انشغل بوضع أهداف لحياتك وتحقيقها، ولا تتأخر في علاج مشكلة التثدي لأنها رغم بساطتها تسبب الحرج لشباب.