أعاني من ضغط نفسي
السلام عليكم ورحمة الله ؛
أنا طالبة ثانوية عامة علمي علوم من أول السنة الدراسية أذاكر أولا بأول وكنت مجتهدة جدا الآن لا أدري ماذا يحدث معي لا أستطيع النظر إلى الكتب الدراسية، لكني قلقة جدا وخائفة أيضا وأريد أن أذاكر لكن لا أستطيع. لا أعلم مما الذي يجب علي فعله الآن، أريد من حضرتكم حلا لأن كما نعلم الامتحانات قريبة جدا وأنا لا أدري ماذا أفعل؟
مع العلم أني كنت أحب المذاكرة جدا وأحلم بدخول كلية الطب عندما أتحدث مع أي من صديقاتي بما أنا فيه يقولون ونحن أيضا وأنا لا أعلم إذا كانوا مثلي أم لا؟
لكن الآن أشعر بعدم الرغبة في أي شيء
أعتذر على الإطالة،
لكن أرجوكم أي حل
30/4/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
للسائلة الكريمة نقول إن القلق والتوتر هما ككل مخلوقات الله، خلقها الله لحكمة معينة وهي إعداد الإنسان وتحفيزه للعمل والإنجاز، وهما أيضا ككل شيء في الدنيا إذا قل عن حده أو زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالطالب المستهتر الذي لا يشعر بأي قلق من الامتحان لا يذاكر لقلة الدافع لديه، وكذلك الطالب القلق والمتوتر بشكل زائد عن الحد لا يستطيع التركيز أو المذاكرة لتحول القلق لديه إلى حالة مرضية معوقة للعمل والإنجاز، وهذه الظاهرة تحدث كثيرا للأسف خاصة بين طلاب الثانوية العامة نظرا لطبيعة الشحن الزائد في الأسر وفي المجتمع ككل وتعلق مستقبل الطالب أو الطالبة بمجموع الثانوية العامة. ومن الأمور المترتبة على زيادة القلق الرغبة الجامحة في عدم تضييع الوقت مما يقلل أحيانا من الساعات المتاحة للنوم والترفيه وهما أمران ضروريان لتجديد النشاط واستمراره.
ويؤدي حرمان الطالب لنفسه من النوم الكافي ومن فرص الترفيه بأنواعها إلى ما يسمى بمتلازمة الإنهاك (Burn out Syndrome) والذي يؤدي إلى تدهور أداء الطالب ودخوله في دائرة مفرغة من القلق والاكتئاب والذي يؤدي إلى تدهور أدائه بشكل أعظم مما يؤدي لمزيد من القلق والاكتئاب وهكذا.
وللخروج من هذه الحالة ننصح السائلة وكل أبنائنا الطلاب بالتالي:
- توقفي تماما عن التفكير بالنتائج التي قد تحققها آخر العام، واتركي هذا الأمر لله سبحانه وتعالى
- حددي لنفسك هدفا يوميا من الإنجاز الدراسي (مذاكرة أو حل مسائل إلى آخره) لا تفكرين في غيره على ألا تتعدى ساعات العمل الإجمالية (دروس + مذاكرة + حل مسائل) 8 ساعات كحد أقصى
- حددي مواعيد نومك واستيقاظك ولا تحيدي عنها مهما كانت الظروف، على ألا تقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات متصلة أو 5 ساعات متصلة كحد أدنى مع ساعتين للقيلولة، ويراعى الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ أي أن تكون ثابتة لا تتغير من يوم إلى الآخر وأن يكون 70 % منها على الأقل بالليل (أي بين العشاء والفجر)
- أعطي لنفسك فرصة يومية للترفيه لا تقل عن ساعة واحدة يوميا، بالإضافة إلى فرصة أسبوعية لا تقل عن ثلاث ساعات في الأسبوع، ومارسي أي هواية تحبينها خلال هذا الوقت، ويمنع ممارسة أي نشاط دراسي خلال هذا الوقت
- لا تستمعي لأي نصائح مبالغ فيها أو أي مقارنات لأدائك بأداء غيرك فالعبرة بالإنجاز والنتائج وليست بكم العمل.
وفي حالة استمرار القلق والتوتر بعد تطبيق النصائح السابقة أو عدم القدرة على تطبيقها فإننا ننصح السائلة باللجوء إلى الطبيب النفساني المختص لعلاج حالة القلق، كما ننصح بتناول الأدوية المناسبة في حالة وصفها من جانب الطبيب المتخصص وعدم الخوف من تأثيرها على التركيز، فهناك العديد من الأدوية المفيدة في مثل هذه الحالات والتي لا تؤثر على الحالة الذهنية العامة للطالب بل تزيد من قدرته على التركيز والانتباه نظرا لدورها في علاج حالة القلق الزائد المشار إليها والتي تشوش على الذهن وتمنع التركيز والإنجاز
وشكرا
ويتبع >>>>>>: متلازمة الإنهاك أو الاحتراق : الثانوية وسنينها ! م. مستشار