وساوس + أحلام يقظة أم وسواس ذهاني؟ م2
تكملة معلش
دلوقتي بحب أكمل على كلامي أن أسرتي أصلا من الأسر القليلة جدا القبطية في مصر اللي ملهاش في الدين، فوالدي علماني جدا لدرجة وصلت إلى منع الذهاب إلى الكنيسة للتناول والاعتراف وكده وبالرغم من أن والدي والدتي مسيحين أرثوذوكس إلا أن والدي دائما يتفاخر أنه تزوجها مدنيا حتى لايصبح لنا الحق في العمادة، والدي ووالدتي ولي أربع أخوة آخرين الجميع حنين جدا وعطوفين لدرجة كبيرة جدا ولهذا أنا لم أحكي لهم أي شيء لأني خفت أخضهم في البيت الهادي جدا جدا لم أتعرض في حياتي لأي ضغوط سوى للثانوية العامة كنا فقراء نسبيا.
في 2011 وفي 2012 توفي جدي لأبي وورثنا مالا كثيرا لدرجة أننا غيرنا بيتنا وأثثنا وأصبح لدي عدد 2 موبايل 1 تابلت 1 لاب توب لكني لم أذهب لطبيب مخافة من أن يعرف أهلي وخصوصا الكموينتي المسيحي بيبقى عارفين كل حاجة عن بعض والدي (معاقر) للخمور بمختلف أنواعها لم أعرف ذلك أبدا لأنه لم يؤثر على المنزل لكني اكتشفت أنه في درج في البيت مقفول دائما لما بابا نسي المفتاح عرفت أنه درج خمور.
وأخيرا أنا كده قلت السوشيال اللي أنا عايشاه دلوقتي أنا حاسة أن اللي عندي فصام مش مجرد وسواس معرفش ليه مع أن المستشار النفسي قال لي بنفسه أني كتلة وسواس متحركة؟؟؟ بس أنا خائفة من الفصام وقلت له كده وقال لي أنت مستبصرة بمشكلة وسبب وجودك هنا تسمم بالأدوية اللي وصفها لك الدكتور اللي ذهبت له وأنا سامعك وشايف تعابير وشك بس أنا برده شاكة معرفش أودي الشك ده إزاي؟؟
أنا عارفة أنني مش بشوف ولا بسمع حالات هلاوس بس هي الأفكار دي مش كفايه؟!
شكرا
05/05/2015
رد المستشار
عزيزتي "مونيكا" أهلا بك على الموقع، وننتظر متابعاتك دون أي مشكلات أو إزعاج.
دعيني في البداية: أعلق على شيء مهني مهم (لأن ما فعلته هذا انتحار ولا يمكن لنا أن نصدق أن طبيب نفسي محترم يقوم بوصف دوائين من نفس العائلة؟؟؟) أنا مش عارف هو الطب تغير ولا مستوى الأطباء هو اللي انخفض، كلنا نكتب دوائين من نفس العيلة، وهذا موجود بالكتب الطبية العالمية ولو سيادة النائب كلف خاطره وفتح أي كتاب علاج للطب النفسي لاكتشف أنه هو الجاهل وليس طبيبك المعالج، رغم اختلافي معه في تشخيصه لحالتك ولطريقة العلاج ولكن الحق أحق أن يتبع، فكتابة دوائين من نفس العائلة ليس جريمة. لكن يبدو أن هذا هو عقاب السماء لأنه سابقا وصف زميله بنفس السمات (فقال لي إنها مصيبة لو تم وصف أدوية فصام لي لأنها هتلعب في كيمياء الدماغ وتقلل الدوبامين وتعلي السيرتونن).
ثانيا: من النادر جدا أن يحدث تخشب مع أدوية SRI لكنه قدرك (وقال البنت متخشبة) لكن كلاكما مخطئ وخطأ الطبيب أضعاف خطأك (أحسست تدريجيا بتخشب في عضلاتي بتروح وتيجي لغاية ما أنا سألته هاتفيا لكنه لم يجيب على التليفون قال أنت لازم تجيلي العيادة) فكان لابد أن يأخذ الموضوع بجدية ويطلب منك إيقاف أو تقليل الدواء أو يعطيك مانعا للتخشب، وخطأك أنت هو الاستمرار دون أخذ المشورة الطبية (قلت إنه لازم أتحامل على نفسي شوية وأستمر في الدوائين علشان أشفى) وخاصة أن الأعراض ظهرت مع تناول الأدوية وبالتالي غالبا ستكون بسببها.
ثالثا: لا تفقدي الثقة بمعالجك لمجرد خطأ وارد في الممارسة الطبية (هذا الطبيب الجبان اللي عمل نفسه سامعني كويس وحاسس بي وفي الآخر بهدلني بالأدوية) فأنت تحدثت سابقا عن ارتياحك له وتفهمه لك (كنت حكيت مع الطبيب على كل شيء، الحقيقة أشكر سعة صدره، تحسنت حالتي كثيرا بعد 10 أيام من استخدام الدواء) فلا تجعلي هذه الخبرة العارضة تؤثر في مسارك العلاجي فهو أمر وارد الحدوث.
رابعا: حجزك في المستشفى كان شيئا غريبا ولا مبرر منطقي له ويبدو أن الطبيب أراد عقابك أو استغل خوف أهلك، لأنه يمكنك الخروج حسب الطلب دون انتظار أحد وعليهم أن يرفعوا تقاريرهم لمن يشاءون، وما علاقة استكمال الدراسة بمشكلتك المرضية.
خامسا: تكوينك الأسري طبيعي أن يكون له دور في معاناتك النفسية وخاصة أن حدث تضاد بين قيم وقواعد أسرتك الدينية وبين قيمك أنت، فأنت لم تتحدثين عن معتقداتك وهل أنت أيضا علمانية أم تؤمنين بالدين والأغرب أن والديك وقت مرضك استعانا بالقساوسة (في أب كاهن عرض على والدي أن يقيموا قداسات في بيتنا لإزاحة الجن والشياطين). لذا أرى أن حالتك يغلب عليها الجانب النفسي الثقافي الاجتماعي أكثر من الجانب البيولوجي.
سادسا: أرى أنك اهتممت بالتشخيص أكثر من اهتمامك بكيفية العلاج (أحمل أنواع مختلفة وكثيرة من الوساوس القهرية، أنا خايفة من الفصام، أحلام يقظة) أنت لديك خلل في محتوي الأفكار يغلب عليه النوع الوساواسي كما أخبرتك في رسالة سابقة، لكنك تحتاجين إلى تقييم شامل وكامل لشخصيتك وهو ما أشرت إليه سابقا فلا تتعجلي في دقة التشخيص فأهميته تكمن في تحديد المسار العلاجي ومدته بعد فترة من التخلص من الأعراض الظاهرة، فكل اضطرابات القلق تتحسن مع العلاج النفسي المنتظم، لكن أمامك وقت طويل لمعرفة طبيعة شخصيتك وحيلك الدفاعية المستخدمة عند الضغوط، وأفكارك الآلية التي تولد القلق، ونمط علاقاتك السائد مع الآخرين في تعاملاتك، وهل هو نمط صحي أم مرضي، ولأنني لا أعرف المدارس التي سيستخدمها المعالج (العلاج السلوكي) فقط أم معه علاجات أخرى فسأترك هذا لرسائلك القادمة. لكن لا أريدك أن تغتري بالتحسن فتتعجلي إيقاف الدواء (إنه شهر أو شهرين وهنقطع الدواء) أو العلاج النفسي، فمن رسالتيك أرى أن شهر أو شهرين غير كافيان لوقف الدواء.
وأرى أنك تحتاجين إلى استكمال ما طلبته منك في رسالتي السابقة سواءً مع معالجك أو معالج آخر ترتاحين له، ولا تقلقي من معاناتك الحالية فأنت تمرين بأعراض اكتئابيه متوقعة بعد ما تعرضت له من صدمة وأزمة كبيرة (دلوقتي نظرات الناس لي متعبة للغاية، الكلام مع الناس اللي كانت أكثر حاجة بتريحني، بقيت بحس نظرات أنني صعبانة عليهم)، وعليك أن تجلسي مع الأسرة وتطلبي منهم دعمك في مرضك وعدم الارتكاز إلى فكرة الجن والشياطين وعدم التقيد بتجربتك السابقة مع الدواء، وأنتظر منك المتابعة أيضا.