مرتاب من مكالمات زوجتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي أنني بصدفة وجدت في فواتير زوجتي رقم تتصل بها بكثرة، ترددت من معرفت من صاحب الرقم لأنني كنت أعتقد فتاة حتى عند ما فحصت رقم في برنامج خرجت عدت أسماء منها أسماء رجال وأسماء نساء لم ألقي للموضوع بال لكن مع ازدياد مكالمتها لنفس الرقم وفي أوقات أكون خارج منزل خدني فضول وأخذت الرقم لأتعرف عليه واتصلت على نفس الرقم الذي تتصل به تفاجأة بصوت رجل، مما أخذني لتفكير ماذا أصنع بديت أحول أزيد من اهتمامي بها أكثر لكن لا زالت تتصل به.
لم أستطع أن أواجهها خوفا على أطفالي أو أن أكون أنا ظالمها أو أن يحدث ما لا يخطر على بال أحد فعلا وضع صعب أعيشه أصبحت مهووس كل يوم أتفقد فواتيرها وأفكر ماذا أصنع لأنني غير مصدق علما أنني متزوج منذ 13 سنة ومعي ثلاث أطفال،
وشاكرين لكم.
13/05/2015
رد المستشار
أرحب بك "علي" على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك، بارك الله لك في أولادك وزوجتك وهداك سواء السبيل كي لا تخسر زوجتك وأسرتك، بادئ ذي بدء يقول تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} سورة الحجرات، الآية 12 .
تعرف الخيانة الزوجية بالفعل الذي يحدث عندما يقوم أحد الزوجين بالاتصال الجنسي مع شخص آخر، وقد تختلف درجات هذا الاتصال ومدته، فقد يعتبر البعض أن مجرد حديث الزوجة أو الزوج مع رجل أو أمرة أجنبية خيانة زوجية، فالخيانة الزوجية تشمل كل علاقة تجمع بين رجل وامرأة خارج إطار الزواج سواء وصلت إلى حد الزنا أو لم تصل، وسواء كانت مجرد لقاءات أو اتصالات هاتفية أو غيرها.
فأحببت أن أعرف لك الخيانة الزوجية أولا حتى نتفق على مفهومها عندك ونعرف أسبابها وكيفية التعامل معها مبكرا قبل الوقوع في الزنا والعياذ بالله، إن كثرة المشاكل الزوجيّة أو إهمال وتجاهل وعدم تواصل أحد الزوجين أو كلاهما للآخر قد تؤدّي إلى الشك بين الأزواج، وفي أغلب الأوقات لا يكون الشك في محلّه ولا يحدث سوى ظلم للزّوج أو الزّوجة، ولابد من تحري أكثر من دليل قبل الشك أو الظن بزوجتك أنها على علاقة مع آخر، فقد أصبحت الأمور أسهل بالنّسبة للزوجات الباحثات عن صداقات ومعارف جديدة بسبب الطابع العملي للحياة، حيث أن أغلب الزوجات يذهبن للعمل ويختلطن بالمجتمع،
كذلك بسبب التكنولوجيا التي أصبحت في كل منزل وأصبحت لا غنى عنها، وزيادة استخدام مواقع التّواصل الاجتماعي في مختلف الأشياء، ويجب التذكير مرّة أخرى بالحرص عند ظهور علامات نفور الزّوجة من المنزل والحياة الزوجيّة وعدم الاعتقاد أنّ الأمر بسبب قيامها بخيانتك مباشرة، بل يمكن أن تكون مجرّد فترة ركود أو ضغط عصبي على الزّوجة سبّب لها اكتابا، حيث أن النّساء يقعن فريسة للكآبة بسرعة بسبب الأنظمة الهرمونيّة التي تتعرّض للخلل وتؤثّر على تصرّفاتها، حاول أن تلتزم الرّزانة في تفكيرك وأحكامك دائماً.
وأقدر مشاعرك السلبية الشديدة التي قد تنتابك تجاه زوجتك، مثل: الشعور بالقلق، أو الغضب، أو الحزن، أو الاستياء، أو فقدان الثقة، أو الإحباط، وقد ينتابك مشاعر الذنب، والغيرة المرضية.
وقد يكون هناك العديد من أسباب الخيانة الزوجية مثل: عدم تلبية الرغبة الجنسية، الحرمان العاطفي، تأثير وسائل الإعلام، التربية الخاطئة... وإلى الكثير من الأسباب الأخرى الواهية التي يمكن أن تحدث مرة أو أكثر في حياة الزوجين، وهي موجودة في جميع العائلات ولا تبرر القيام بالخيانة الزوجية، وبرأيي فإن أسباب الخيانة الزوجية تكمن في أربعة أسباب هي:
أ- انخفاض الوازع الديني الذي يمنع أو يحد من ركض الفرد وراء شهواته ورغباته، وعدم قناعته بما قسم الله له.
ب- وجود اضطراب في شخصية الفرد، بحيث تكون الخيانة الزوجية وعدم الوفاء سمة متأصلة في شخصيته المضطربة.
ج- الإدمان، أو تعاطي الكحول أو الحشيش أو الحبوب المخدرة...الخ.
د- التعرض المستمر للإثارة الجنسية القوية، التي قد تكبح وتحد من تأثير العقل، كالمشاهدة المستمرة للأفلام الإباحية، أو النظر إلى ما حرم الله، أو ارتياد الأماكن التي تحتوي على مشاهد أو مثيرات جنسية قوية.
إذا نجحت في معرفة السبب الذي قد يدفع أو يؤدي إلى احتمالية أن تعرف زوجتك شخصا آخر وتتواصل معه يمكنك معالجته، فعليك عدم اتخاذ أي قرار في تلك اللحظة، كالطلاق مثلا، بل تأجيل اتخاذ أي قرار لأطول فترة ممكنة، وعدم إطلاع أي شخص آخر عليه، مواجهة الزوجة فقط عندما تتوفر أدلة ثابتة وحقيقية تبين أو تثبت الخيانة، مع تمنياتي لك بحياة أسرية مليئة بالسكينة والطمأنينة.