الجمال والقبح !

رد المستشار

حذار يا ابنتي أن تتزوجي وأنت تشعرين بأنك لست جميلة!، فدخولك للزواج وأنت تصدقين أنك لست جميلة سيجعلك تدخلينه من باب الخزي والضعف والاستغلال؛ وحين تدخل الأنثى على زواجها بتلك النفسية تكون الشرارة التي تدمر حقيقة العلاقة الزوجية وحقيقة الأنوثة وحقيقة العلاقة الصحية في تربية الأبناء، فكيف تتمنين زواجك وهو خطوة دفن كبيرة لك إن دخلتيه وأنت كما أنت الآن؟! فكل رسائل من حولك عن الجمال والقبح لا تستحق إلا أقرب سلة مهملات بجانبك، فغبائهم وحدود تفكيرهم العقيمة، وحكمهم السطحي الأخرق جعلتيه هو محكمتك التي حكمت عليك حكما مؤبدا طوال حياتك، فكفاكي ظلما لنفسك كما ظلمك من حولك بحديثهم الأخرق عن جمال ملامح الوجه، فماذا يعرفون هم عن الجمال حتى يتحدثوا عنه؟؟

هل تدركين أن الجمال جزء صغير من الجاذبية؟ فجاذبيتك أطغى من ملامحك بكثير، ولا يوجد بشر يخلو من الجاذبية وإن فقد مقاييس الجمال الذي يضعها البشر المتخلفون، فأين مواطن تميزك التي عملتي عليها لتظهر جاذبيتك التي تطغى على أي جمال آخر من حولك؟ فلقد اشتغلت بالهم والغم والمقارنة والوحدة وتركت جاذبيتك وجمالك الحقيقي يدفن كل يوم مع كل إشارة وكلمة وتعليق أخرق سخيف، فلتستفيقي وتغلقي ملف تعليقاتهم للأبد إن كنتي ستقررين ألا تموتي كل يوم كما تفعلين، واسألي نفسك سؤالا آخرا ألا وهو: لماذا تجري الناس وراء الجمال بمقاييسهم التي يدعونها؟؟

ستجدينهم يلهثون بها وراء إشباع احتياجهم لنظرات الإعجاب، واحتياج "شوفان" الآخرين لهم، وتقديرهم. فأين صلاح الدين الأيوبي، وعبد الله بن مسعود، وكونداليزا رايس، وزينات صدقي، ومارادونا، وطه حسين، وزويل من تلك الاحتياجات رغم مالا يتمتعون به من ملامح محددة للجمال كما يزعم هؤلاء البشر! فلقد حصلوا بغض النظر عن تقييمنا لهم واتفاقنا أو اختلافنا معهم- على الإعجاب والحب، والتقدير، والرضا، بل والتمني من القرب منهم، وهكذا أقول لك: اكسري ذلك القفص الغبي الذي تضعين نفسك فيه، وصدقي أنك جذابة ولك ما يميزك ويجعلك شخص يرغب من حوله في القرب منه، وحين تفعلين ذلك بصدق، وتمارسينه وتستمتعين به بصدق ستتغيرين، وستحصلين على ما تستحقينه من حب وتقدير وكذلك زوج يتمنى هو وجودك في حياته بلا تذلل ولا ضعف، ولا رجاء ذليل.

واقرئي أيضاً:
الجمال.. أم الأنوثة؟؟!! 
أزمة حواء العربية... ومقاييس الجمال
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟  
لا أملك الجمال: من الذي قال؟؟ مشاركة
التي تسُرُّه إذا نظر! مَن وبمَ؟  
التي تسُرُّه إذا نظر! مَن وبمَ؟ مشاركة 

المستشار: أ. أميرة بدران