السلام عليكم؛
أولا لم أجد مقال عربي واحد يتكلم عن "Pure O "OCD وأرجو أن تدلوني على من له خبرة بهذا الجحيم لأنه ليس له أفعال قهرية ظاهرة تدل عليه وبالتالي يصعب جدا على المصاب أو من حوله معرفة أن هذا مريض.
أنا كنت مصابا بالوسواس القهري المتعلق بالدين والإله لمدة حوالي 13 عام. وكانت حياتي خلالها مدمرة ولم أكن أعرف شيئا عن هذا المرض إلى أن هداني الله لمعرفته وخضت رحلة ليست بالطويلة زرت خلالها طبيبا شخصني Paranoid Attitude وأعطاني علاجا لا أتذكره تقريبا كنت نائم لمدة أسبوعين أروح عملي وأرجع وأنا لا أدري أي شيء.
توقفت طبعا وذهبت لطبيبة شخصتني وسواس قهري والعلاج كان "ريسبريدال" لا أتذكر الجرعة و"لوسترال" تدرج خلال شهرين إلى 200ملجم. ولكن أيضا توقفت لأن "ريسبريدال" تسبب لي في مشاكل جنسية. وكنت قد بدأت بحمد الله أسيطر على هذه الأفكار والتساؤلات لمعرفتي أنني لست مذنبا وإنما هو ابتلاء وبالتالي فأنا لن أسأل عنها أمام الله برحمته وعلمه بنفسي.
تزوجت بعد انتهاء هذه المشكلة بحوالي سنتين بفتاة ولأكون صريحا كانت أفضل المتاحات وقتها بعد فترة عشتها في عزلة لمدة 3 أعوام خاصة بعد سفر كل أصدقائي للعمل بالخارج. وعدم ارتباطي بأسرتي بشكل طبيعي (عندي نوع من الاستقلالية مع الحفاظ على صلة الرحم).
بعد الزواج بدأت المشاكل، أبرزها البث المستمر لكل ما يحدث وما تعرفه لأهلها, السطحية الشديدة, محاولات السيطرة والاتصال المستمر وأنا في أي مكان, الشجار لأتفه الأسباب, تعلق كل مواضيعها تقريبا بحياة الأشخاص من حولنا بأدق التفاصيل, ارتيابها تجاه أي تصرف من أي أحد تجاهنا. حاولت أفهمها أنني لا أحب هذا ولا أستطيع العيش هكذا وشرحت لها أن هذه التصرفات ستبعدني ولكنها استمرت حتى بدأت أنا بالهروب بمختلف الحجج, حتى لو أخطأت أنا وقالت لي أنها تريد الذهاب لأهلها لم أكن أتردد لأحظى ببعض الهدوء.
بدأت الوساوس تعود ولكن في اتجاه آخر وهو كيف أتخلص من أسلوب الحياة الحالية خاصة أنني محتاج لمن يدعمني لأتخلص من الاكتئاب ليس لمن يزيدني أسبابا خاصة أن القصد من الزواج هو السكينة وليس المعاناة. قلت لها أن المرض بدأ يعود لي وأنني سأبدأ في أخذ العلاج. رفضت وترجتني حاولت أن أشرح لها بلا طائل! قلت لها إن هناك نقطة إذا وصلت لها لن أستطيع العودة إلى ما كنت عليه وتجاهلتني.
بدأت الحياة تضيق بنا إلى أن اضطرت هي للذهاب لطبيب نفسي (بدون علم أسرتها لأنهم يعتبرون المريض النفسي مجنون) كتب لها علاجا بدأت في تناوله ثم توقفت.
كنت أنا خلال هذه الفترة أسعى لفرصة عمل بالخارج لعدة أسباب منها أن يكون معي تكلفة الطلاق إن اتخذت قراري وأن أبعد عن هذه المعاناة وآخذ راحة وبحمد الله جاءني عقد لمدة سنة, سافرت وبدأت هي في تنفيس اكتئابها ومرضها النفسي فهي لا ترى أو تسمع إلا ما يمكنها من افتعال مشاجرة, ثم تعود لتصالحني ثم بعدها تعود لمشاجرة جديدة إلى أن فاض بي الكيل وبدأ الغيث:
هل أنا فعلا أحبها؟ أنا لست أحب شيئا الآن أنا فقط أريد ألا أكون هكذا ولا أريد أن أعيش هكذا.
هل أطلق؟ أم لا حتى تعيش بنتنا في أسرة.
هل أطيق تحمل مثل هذا للأبد؟ أم لا
وما الفائدة من تأجيل الطلاق إن كان سيحدث آجلا أو عاجلا؟
هل إذا بقيت ولم أطلق ستنشأ البنت فعلا بنفسية طبيعية في أسرة بهذا الشكل؟ لن تعلم أبدا فهذا غيب
هل احتمال أن تنشأ البنت بنفسية طبيعية يستحق أن أضحي بكل حياتي وأعاني لشيء مجهول؟....
وهكذا سيل من التساؤلات والإجابات التي تقود لتساؤلات لا تنتهي. حتى أنني لا أميز هل الطلاق هو الـ compulsion أم محاولة تأجيل اتخاذ قرار. أيهما يتوجب علي فعله وأيهما أتجنبه؟ ولماذا؟
أين أجد الحل؟
أنا الآن في السفر لا أحس بافتقادهم ولا أريد حتى نزول الأجازة. ولا أعرف ماذا أفعل عندما أنزل لأجازتي!
طبعا أنا الآن مصاب بـ severe depression ومستنفذ وعقلي يتمزق ولا أستطيع التركيز بأي شيء وحتى قل تواصلي الاجتماعي مع من حولي. ولا أدري ماذا أفعل؟!!!!
14/05/2015
رد المستشار
الأخ الفاضل "Screamsilence" أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على الثقة، الحقيقة أن هذا النوع من الوسواس القهري كتبنا عنه منذ سنة 2003 لكن ضمن حديثنا عن الأنواع وضمن وصف الأعراض في مقالات قسم طيف الوسواس القهري على موقع مجانين.كوم. وصحيح لم يخصص له مقال وإنما جاء ضمن المقالات مثلا: الاجترار الوسواسي ( Obsessive Ruminations )
لكن تلك النوعية من المرضى ممثلة بشكل واضح بين مرضى الوسواس القهري في ممارسة كل الزملاء، وصحيح أنه نوع من المعاناة التي تبدو صامتة وهي صراخ داخلي متصل، والحقيقة أن أساليب العلاج المعرفي السلوكي تأخرت نوعا في علاج الأفكار التسلطية مقارنة بنجاحها مع الأفعال القهرية وعادة ما كان يشار إلى ذلك عند التمييز بين الوسواس القهري مختلط الأعراض والأكثر شيوعا والنوع الفكري الخالص الذي لا توجد فيه أفعال قهرية ظاهرة، وأنا شخصيا لا أتفق مع تعبير وسواس قهري نقي "Pure "OCD لأنه لا يوجد واقعيا وساوس بلا قهورات إلا في الشخص الطبيعي وليس الواقع تحت الحصار الوسواسي أي ليس مريض الوسواس القهري وبالتالي لا يوجد وسواس قهري نقي.... لكن الأخبار الجيدة هي أن طرق العلاج الناجحة متاحة باللغة العربية موجودة على مجانين منذ أحد عشر عاما فاقرأ: علاج الأفكار الوسواسية.
أنت تحتاج إذا كنت فعلا في حالة اكتئاب شديد كما تقول وإذا كان وصفك لحالتك الذهنية تعبيرا عن حالة تطول معك لابد عندئذ من تدخل طبي نفسي عاجل لا أحبذ تأجيله إذا كنت تعمل في الخليج فلا يمكن أن يترك الاكتئاب بهذا الشكل خاصة وأن أثره على قراراتك قد يكون قاتلا.
حدسي وتخميني أن الطبيب النفساني الأول رغم أن علاجه أزعجك كان قد رأى وحاول علاج حبك لأفكارك وهو ما أشعره بالقلق عليك وهذه النقطة الخاصة بإعجابك بطريقة تفكيرك وأفكارك الاجترارية دورا في توريطك على مر السنين في الوسوسة، إضافة إلى وجود دلائل واضحة على سمات شخصية مضطربة وهو ما يعني معاناة الأشخاص ذوي الدلالة في حياتك معك مثلما أنت تعاني معهم.
على كل ودون كثير شك في اضطراب حكمك حاليا على الأمور أبين لك التالي:
- توقع أن أسرتك أو على الأقل زوجتك عانت وتعاني بسبب فشلكما في الوصول إلى علاقة داعمة لطرفيها.
- التفكير في أو اتخاذ قرار الطلاق أو قرار تأجيله كل هذا لا معنى له على الأقل قبل علاج الاكتئاب.
- ظلمت زوجتك في بداية الزواج لأنك أخذتها كأفضل المتاح ولا يبدو أنك أخفيت سرك عنها طويلا، وأتمنى ألا تتسرع بظلم أسرتك كلها.
أهم شيء وقبل كل شيء عالج الاكتئاب... وتابعنا بالتطورات.
اقرأ على مجانين:
أبعاد نفسية لعلاقات زوجية
المرأة والرجل على الميزان
التعليق: شفاك الله وعافاك وخفف عنك.
سامحني أن أقول لك كم إستفزتني عبارة "أفضل المتاح" وكأن البحث عن زوجة أشبه بالبحث عن قميص أو حذاء !
يا الله .. لو كان الأمر معكوسا الآن وأن زوجتك تقول أنها اختارتك كأفضل المتاح من بين من تقدموا لها ولكنك الآن خذلت توقعاتها ولا تلبي احتياجاتها ولا تريد أن تضيع باقي عمرها في هذه العلاقة الناقصة .. فما هو شعورك؟
ألم تنتظر موافقتها عليك بعد تقدمك لها؟ ألم تقل لها أنك تحبها لتجعل مشاعرها تميل إليك؟ ألم تفرح بولادة ابنتك؟
أظن أنكما لم تكونا علاقة حتى الآن وبدلا من السعي للرزق لجمع تكاليف الطلاق "فمن الواضح أنك اشتريتها بالغالي أيضا"، يمكنك أن تنفق الأقل على بناء علاقة زوجية عمقة حقيقية بمساعدة المختصين.