قلق وأرق وأفكار لا إرادية تمنعني من النوم العميق
بدأت الحالة قبل عشر سنوات، شعرت بضيق في الصدر وثقل وخوف، ذهبت لعيادة خاصة وأعطاني الطبيب حبوب اسمها "سيبرالكس" ولم يخبرني عن أعراضها الجانبية. كنت أتعاطى نصف حبة، المشكلة عندما أخذت هذا الدواء أصابتني حالة تفكير غريبه أصبح عقلي يتذكر كل المواقف المؤلمة في حياتي وأصبت بالأرق والغثيان وزاد القلق.
بعد ذلك أصابتني وسوسة غريبة في ذات الله، ثم قمت بإيقاف الحبوب، وذهبت لطبيبة أخرى أخبرتني أنه يوجد لدي بكتيريا في المعدة وأعطتني حبوبا وكانت أيضا حبوبا قوية ولها آثار جانبية كالاكتئاب والأرق وزادت الطين بلة.
بعد ذلك عملت منظار للمعدة وارتحت قليلا من حالة الغثيان والاستفراغ. ومع مرور الأيام تحسنت حالتي تدريجيا وتوظفت لمدة سنتين ثم قدمت استقالتي وكنت بخير والحمد لله، ثم انخطبت والآن أنا متزوجة، بعد زواجي بشهرين حملت وفي الشهر الخامس أجهضت وكنت راضية ومؤمنة بقضاء الله وقدره.
وفي فترة الأربعين رجعت لي حالة التفكير اللاإرادية بشكل مفاجئ وأسئلة غريبة تتعلق بذات الله وحالة من القلق والخوف تلازمني طوال اليوم وعندما أرغب بالنوم تأتيني كل المخاوف والأفكار فلا أستطيع النوم.
لا أعلم ماهو تفسير هذه الحالة؟
وما هو العلاج المناسب لها فأنا أحب الحياة وأحب زوجي وأرغب في الشفاء ولكني لا أعلم ماذا أفعل؟
21/05/2015
رد المستشار
صديقتي؛
من الأسباب الدارجة والمعتادة لحالات الخوف الغير مبررة والأفكار المسيطرة والمتضاربة أو نوبات الذعر هو أنك لا تعيشين أو لا تمارسين الحياة بالطريقة المرضية "لروحك". أقول لروحك لأنك قد تنفذين ما هو منتظر منك اجتماعيا وعائليا وتعتقدين أن هذا يكفي وأن طلبك أو رغبتك في المزيد سوف تجلب لك الاتهام بعدم الرضا وبعدم تقدير نعم الله عليك أو بعدم تقدير زوج، إلى آخره من الاتهامات النابعة من سوء الفهم أو الجهل.
إن كانت لك هوايات لم تعودي تمارسينها أو إن لم تكن لديك أية هوايات، فهذا سبب أكيد للاكتئاب ونوبات الذعر والأفكار المتضاربة، لأن ليس لديك منفذ لاستكشاف ولممارسة الطاقات الإبداعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في كل مخلوقاته وعلى رأسها الإنسان.
إن كان بك غضب نحو أحد من عائلتك فيجب أن تعترفي به لنفسك ثم تقبليه ثم البحث عن ما سوف يؤدي إلى انتهاء الغضب أو إزالته بما يوفر المكسب المادي أو المعنوي لك وللآخرين. من أسباب هذه الأعراض أيضا هو فقدان إحساسك بالمعنى في الحياة، لو أن في حياتك شيئا ذا معنى أو قيمة يشغلك ولديك شغف تجاهه فسيكون من المدهش جدا وجود هذه الأعراض.
تقولين أنك تحبين الحياة، ما الذي تفعلينه للاستمتاع بهذه النعمة؟ ما هي هواياتك واهتماماتك؟ كيف تشاركين في بناء الحياة لمن هم في حاجة لمساعدتك أو مساعدة الآخرين لفعل هذا؟ ماذا تقرأين وكيف وماذا تطبقين مما تقرأين؟ كيف يثري هذا خبراتك في الحياة؟
أسئلة كثيرة حول معنى الوجود يجب على كل منا طرحها واختيار ما نفكر ونفعل حيالها. أعتقد أن الله يريد أن يعلمنا دروسا عن طريق ممارسة الحياة والمشاعر المختلفة حيال أحداث الحياة والأشياء القدرية، السؤال قبل أو بعد أي خبرة في الحياة دائما هو:
ما هو الدرس الذي سوف يثري الروح من خلال هذه الخبرة؟
ما الذي لو تعلمته أو فهمته من هذه الخبرة سوف يجعل روحي ترتقي أكثر وأكثر؟
أو بلغة القرآن: ما هو اليسر المصاحب لهذا العسر؟
أنصحك بالاستمرار في البحث والقراءة ومراجعة معالج نفسي لمناقشة هذه الأفكار بحرية كاملة، ولوصف الأدوية المناسبة إن اقتضي الأمر.... عليك أن تفهمي ماهو الدواء وكيف يعمل؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويضيف د. وائل أبو هندي (إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم، صدقت أخي المستشار د. علاء مرسي ما هو اليسر المصاحب لهذا العسر؟ أتفق تماما مع ما ذهبت إليه فقط أشير إلى أن أحد آثار عقاقير الم.ا.س.ا الجانبية ومنها عقار إيستالوبرام Escitalopram أو سيبرالكس Ciplalex أن تزيد من أعراض القلق في بداية الاستخدام خاصة، وهذا الأثر الجانبي أحيانا يكون مزعجا وشديدا وتتواتر شكاوى بعض المرضى من حين لآخر عن مثلا : حصول نوبة هلع أو أفكار سب للمولى عز وجل أو المقدسات لأول مرة في حياة الشخص مع بداية استخدامه للعقار، وهو ما يدخل المريض في كثير من الأحيان في دوامات جديدة من الخوف والقلق لم تكن موجودة بالأصل قبل استخدام العقار وربما تستمر حتى بعد إيقافه بم يجعل السؤال عن دور العقار في إحداثها أمرا قابلا للجدال، لكن من المهم في كل الأحوال ألا يغفل الزملاء من الأطباء النفسانيين تنبيه المرضى إلى إمكانية حدوث زيادة عابرة في أعراض القلق فلعل ذلك يقلل من توجس المريض عند شعوره بالأعراض التي غالبا ما تكون عابرة.
واقرأ أيضًا :
قلق الم.ا.س.ا ومضادات القلق