وسواس قهري
السلام عليكم؛
والدتي -أطال الله بعمرها في طاعته- تعاني من مرض نفسي، وبداية المرض كان بكاءً شديداً، وضيقاً في صدرها، وعزلة، ودائماً تبكي. قمنا بعرضها على الدكتور النفسي وشخص حالتها بالوسواس القهري المزمن، وصرف لها علاج "إيفكسور" وصل الجرعه إلى ٣٠٠ مجم في اليوم + "ليموكتال" ٢٠٠ مجم في اليوم، وبعض المهدئات النفسية.
لم نلاحظ أي تحسن في صحتها، ومنذ نحو ٩ أشهر، حالتها ساءت، ولاحظنا تغيراً في المرض، ودائماً تقول: أنها في النار، وأن جميع أعمالها السابقة لن يقبلها الله، ولن يغفر لها، وهذا المرض عقاب لها في الدنيا، وجميع من في الدنيا أفضل منها عند الله!
نحاول إقناعها بشتى الطرق أن الله غفور، وأنه رحيم، لكن دون جدوى، وكذلك عزوفها عن أعمال الخير السابقة التي تعملها، من قراءة للقرآن وقيام الليل، وغير ذلك، واكتفت فقط بالصلاة المفروضة، علما أنها من أسرة صالحة ومحافظة، والجميع يشهد لها بذلك.
المرض هذا قد أصابها في الفترة السابقة، وهذه المرة الرابعة لعودة نفس المرض، وأول مرة كان قبل ٢٠ سنة وتم علاجها في السعودية، عمل لها "هزة كهربائية"، وآخر مرة كان قبل حدود ٤ سنوات وتم علاجها في الأردن، وعملوا لها "٦ هزات كهربائية" ونفس العلاج الذي وصف لها أخيراً وشفيت بعد حدود ٣ أشهر من الجلسة.
لاحظنا أن جميع الأدوية لم تستفد منها حتى بنسبة ١٪، فتوقفت عنها، والعجيب في الأمر أن أحد الأطباء سابقاً صرف لها علاجاً للنوم اسمه "ستيل نوكس" ١٠ ملجم، وعند تناول حبة من العلاج ترجع لحالتها الطبيعية، كأن ما بها شيء، ومفعول العلاج في حدود ٤ ساعات، ثم تعود حالتها للسابق، فاستشرنا الدكتور وأفاد بإيقاف هذا الدواء تفادياً للإدمان.
أفيدونا جزاكم الله خيراً، هل هذا المرض نفسي أم جان؟
21/05/2015
رد المستشار
الأخت الفاضلة أهلا ومرحبا بك على الموقع وأعان الله والدتك وشفاها.
أولا نبدأ بالتشخيص: فوالدتك الكريمة تعاني من اكتئاب جسيم أو شديد حسب الأعراض المرفقة (بكاءً شديداً، وضيقاً في صدرها، وعزلة، ودائماً تبكي، أنها في النار، وأن جميع أعمالها السابقة لن يقبلها الله، ولن يغفر لها، وهذا المرض عقاب لها في الدنيا، عزوفها عن أعمال الخير السابقة) وهذه أعراض الاكتئاب ولا يوجد ما يشير في حالتها إلى الوسواس القهري تماما إلا إذا كانت هناك أعراض أخرى لم تذكريها في رسالتك؛
كما أن والدتك لديها تاريخ مرضي متكرر لنفس المشكلة (وهذه المرة الرابعة لعودة نفس المرض) ولا تتحسن إلا باستخدام الصدمات الكهربائية (عمل لها هزة كهربائية، وعملوا لها ٦ هزات كهربائية) وبالتالي أعتقد أن الصدمات هي علاجها المناسب لسببين، أولهما: سابق التحسن عليها، وثانيهما: شدة أعراضها المرضية وعدم استجابتها للعلاج الدوائي.
أما بالنسبة لموضوع تحسنها على مضاد قلق "ستيل نوكس" فلا خوف من استخدامه لفترة مؤقتة لا تزيد عن شهر حتى لا تعتاد عليه.
وسواء كانت والدتك تعاني من وسواس أو لا فالأولى حاليا علاج حالة الاكتئاب الموجودة، بعدها يجب عليها المتابعة المنتظمة مع الطبيب، كما أنصح أن لا تتوقف عن استخدام العلاج الدوائي كوقاية لها من التعرض للنوبات ثانية.
وفقك الله وننتظر متابعة الحالة معك وسماع أخبارها مستقبلا.