التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م7
القلق...... القلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقريبا هذه هي الرسالة الثالثة لي للحديث عن القلق.
قرأت مقال بسيط عن علاج القلق سلوكيا، استطعت أن أحصل على أن القلق وليد الطفولة ربما نتيجة أفكار خاطئة أو غير ذلك، وأيضا في برنامج تصحيح السلوك تعتمد أحد خطواته على تغيير فكرة الشخص عن نفسه ومن حوله. أنا لا أستطيع زيارة طبيب نفسي مرة أخرى (وهذا معناه أنني زرتهم كثيرا) لأن الذهاب لطبيب نفسي يعني في حد ذاته مصدر للقلق (بالنسبة لي طبعا).
ما أريد أن أسأله: كيف يكون تغيير رؤية الشخص لنفسه؟ ماهي الآليات التي يتبعها لعمل ذلك؟ كيف تتغير رؤيته لمن حوله؟
أنا حاولت التوصل لطرق شخصية للتعامل مع القلق وهي ناجحة والحمد لله، ولكن في كل مرة أمارس فيها عمل جديد، لابد أن أقلق قلق (رخم) ثم أتوصل لطريقة لأتجنب بيها تأثير هذا القلق، الأمر يمكن تشبيهه كأنه وسواس في الحاحة، مثلا حين أفعل أي شيء جديد، أشعر بنشوة شديدة تجعلني أريد أن أستمر في فعل العمل هذا دائما وأبدا. المشكلة في أن معظم الأشخاص الذين لايتم مهاجمتهم أو السخرية منهم هم الأشخاص التفهة الذين لا عمل لهم سوى أنهم يعيشون حياة تقليدية جدا (هذا التفسير الذي أفسره له جذور في الماضي وأنا اقتنعت به) فهل يمكن تغييره؟
لو أردت أن أكون محددا جدا فإن لدي مشكلتين اثنتين، الأولى: هي اضطراب القلق كما تحدثت عنه، والثانية: هي الجدية في اتخاذ الأمور. مثلا لو أن شخصا يدخن أمامي، أجد نفسي لابد وأن أنصحه وهدفي الوحيد هو أن أجعله يقتنع بكلامي متجاهلا تماما مايمكن أن أجنيه من سخرية، طبعا صححت هذا الأمر مؤخرا وبدأت أكون (مطنش .... وأنا مالي إن شاء الله يولع) وهذه السياسة أراحتني كثيرا.
هذا ما أريد أن أقوله. أرجو إجابة وافية لأنني سأعتمد عليها كثيرا، وتحليلا واضحا للشخصية، وسبل وتقنيات أتبعها تكون مفيدة.
وشكرا
28/05/2015
رد المستشار
أشكرك يا "مصطفى" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله...
أولا: أذكرك بقول الله تعالى: "... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." ( الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم... اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعال نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تبدأ عمل جديد عليك أن تردد دائما: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح وعيك بها ومحاولتك لمواجهتها وعلاجها من خلال تثقيف نفسك واللجوء إلى طبيب نفسي لمساعدتك كما ذكرت، وأنك حاولت ونجحت عدة مرات، وهذه إيجابية منك لمواجهه قلقك وترددك وعدم ثقتك بنفسك.
لذا سهل عليك أن تتبع العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحث داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه أن يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
1- عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، مهما كانت صغيرة تلك الأهداف.
2- اقبل تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعرك بأهميتك، تقدم ولا تخف، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، افعل ما تخشاه يختفي الخوف، كن إنسانا نشيطا، اشغل نفسك بأشياء مختلفة، استخدم العمل لمعالجة خوفك، تكتسب ثقة أكبر.
3- حدث نفسك حديثا إيجابيا، في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة، ولكن تمرن على الكلام أولا.
4- حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
5- اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
6- اهتم في مظهرك ولا تهمله، ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
7- لا تنسى الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة، وتذهب الخوف من المستقبل، تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله، في كل شيء.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا
اقرأ على موقعنا:
للتخلص من القلق أحب نفسك
عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة
أرشيف عن تأكيد الذات
ويتبع>>>>: التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م9