الوسواس القهري
بعد بسم الله الرحمان الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
د. أنا أعاني من الوسواس القهري منذ 3 سنوات تقريبا لم أعرض نفسي على طبيب نفسي لأن لا أحد يود أن يأخذني من عائلتي فالكل يتهجم علي وينعتني بالمجنونة وإنه علي التخلص من هذا الداء بنفسي وأني أنا السبب في إصابتي به فأنا من أوسوس نفسي.
المهم عانيت من وساوس بأنواع كثيرة في العقيدة وفي الطهارة وفي الصلاة والوضوء وتراودني أفكار سيئة كثيرة وأنسى كثيرا جدا اضطررت العام الماضي للصيام شهرين متتابعين ولست مقتنعة بعد وأني أنوي إعادة اليوم من جديد ومجرد التفكير في هذا يجعلني أشعر بالتعب المميت قضيت أيام رمضان السابق لكن نفس الشيء كان علي قضاء أيام كلما أصوم أشعر أن صومي غير صحيح أما ابتلعت شيئا أو دخل ماء الوضوء من أذني إلى حلقي، عالجت نفسي بالرقية الشرعية فشفيت والحمد لله لكن عاد الوسواس مجددا وأسوأ من قبل.
أما الأهم من كل هذا الصورة التي أتاني بها هذا المرض في هذا الشهر المبارك الآن أنا أعاني من الخوف الشديد فأنا أخشى أن يكون صيامي خاطئا صرت أشعر بأنه شيء يخرج مني لأتفه الأسباب فإذا رأيت امرأة ترتدي القصير أو شكل امراة فقط أشعر بأني سأفرز أو إذا كلمتني صديقتي عن الشخص الذي أحبه لدرجة أني صرت لمجرد سماع اسمه فقط أشعر بأني سأفرز حتى أني لم أعد أستطيع النظر إلى أحد من أخواتي كثيرا وحتى نفسي.
لم أعد قادرة عل لمس جسدي ولمجرد التفكير بالأمر أشعر أني سأفرز، أي والله لا أريد حدوث هذا خاصة في رمضان أشعر بتانيب الضمير وأني أنا من أسبب لنفسي كل هذا لأني صرت أنظر إلى مناطق معينة في الجسم أجب النظر إليها حتى أني فقط إذا تخيلت نفسي في المستقبل حين أصير متزوجة ولي أولاد لا أحتمل ذلك وأشعر بنفس الشعور السابق وحتى في قراءتي للمصحف الشريف في أمور الزواج فماذا أفعل؟
21/6/2015
رد المستشار
تفعلين أمرًا بسيطًا جدًا! تقلدين في صيامك مذهبًا غير مذهب المالكية الذي يسير عليه أهل المغرب العربي!
خذي مذهب الشافعية مثلًا، كل ما تخشين منه ليس سببًا للإفطار عندهم...، أما المذي فلا يفطر بخروجه أبدًا مهما كان السبب وكذلك الحكم عند الحنفية.
وأما المني فلا يفطر إلا بشروط لا تتحقق بسهولة ودون تصميم، ومن تلك الشروط التعمد والاختيار، وأين أنت من تعمّد إنزال المني واختياره؟ بينك وبين هذا بُعْدَ المشرقين....
التعمّد: يعني تصميمك على إنزال المني. فأين هذا من وسواسك؟!!
والاختيار: ألا يكون هناك أمر يكرهك على فعل هذا. سأضرب لك مثالًا للتوضيح: لو أن شخصًا تعمد الأكل في رمضان، دون أن يكرهه أحد، أفطر لأنه متعمد مختار.
ولكن قد يتعمد الأكل، فيأكل وهو صائم، غير ناسٍ للصوم، ولكن ليس بإرادته وإنما لأن شخصًا هدده بالقتل مثلًا إن لم يأكل، فهنا لا يفطر حتى إن أكل لعدم اختياره.
والوسواس إكراه يسلب الإرادة، الفكرة تقتحم الذهن دون إرادة بل مع كره لها، وربما تثير المشاعر دون إرادة ومع رفض لها، ويعجز الموسوس عن تسكين مشاعره، ويخافها، وربما هذا تسبب بإنزاله المني دون إرادة!!! فلا تعمّد ولا اختيار في هذا الإنزال وبالتالي لا فطر، والصوم صحيح.
وباعتبارك لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب، فأرجو أن تنفذي ما أقوله لك، كخطة علاجية وليس مجرد استشارة للثقافة العامة، تصرفي بشكل طبيعي جدًا مع نفسك، ومع أخواتك وصديقاتك، ومع محارمك....، انظري عمدًا.... المسي نفسك وهؤلاء عمدًا.... واقرئي القرآن وما فيه من آيات النكاح....، لا داعي لأن تتكلمي عمن تحبينه في رمضان، لأنه في خارج رمضان، ليس بالأمر الجيد، فما بالك في رمضان؟
وتعلمين جيدًا: إنما نفعل هذا لنعصي الوسواس، فدواؤه العصيان، ولا نفعله لنشعر بمشاعر معينة، أو بقصد إنزال شيء....، وأكرر لك أن هذا الذي نصحتك بفعله لا يفسد صومك مهما حصل....، ولا يطالبنا الله أبدًا أن يكون صومنا صحيحًا على كل المذاهب، كذلك لا يطالبنا بالتزام مذهب بعينه.... تشجعي وابدئي من الآن برنامج العصيان، ستشعرين بقلق بالغ في البداية، لكن استمري فاستمرارك كفيل بأن يذهب القلق والوسواس معًا، إن كنت جادة في التطبيق، فسيأتي عليك العشر الأخير من رمضان وأنت بخير وعافية، ابدئي باسم الله، وأسأل الله العظيم أن يشفيك ويقويك، ويبارك رمضانك.