الوضوء والصلاة شافعي وحنفي وحنبلي
الوسواس القهري
أعاني من الوسواس القهري الشديد بعد الولادة؛ حيث إنني طبيبة، وبالصدفة حدث خطأ في تسليم المواليد في المستشفى التي أعمل بها، وذلك قبل ميعاد ولادتي بشهر، عند ولادتي شككت أن الممرضة من الممكن أن تكون قد بدلت المولود،
انتقل الشك بعد ذلك إلى ممرضة الحضانة، إنها قد تكون بدلته مع أحد من الحضانة، انتقل الشك بعد ذلك إليّ شخصيًا، أن أكون أنا مَنْ أبدلته بطفلٍ آخر من الحضانة. حياتي انقلبت دمارًا، أخدت علاجًا منذ أسبوعين، التحسن بطئ جدًا،
هل أعمل تحليل DNA لطفلتي؟ للاطمئنان أنها ابنتي، وأستريح، أم ماذا أفعل؟
برجاء الرد.
22/06/2015
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحبًا بكِ أختنا وزميلتنا، ويؤسفنا حقيقة ما تعرضتِ له في فترةٍ صعبةٍ، وهي فترة ولادتك فنغص ذلك فرحتكِ بالمولود، لكن أقدار الله خير، وهذه الحالة التي تصفينها ليست الحالة الأولى التي نسمع عنها أو تراجعنا في عيادتنا، حول موضوع الشك بما يخص المولود، فقد عُرِضت علينا حالاتٌ عديدةٌ، وكونك طبيبة فأنتِ تعرفين صعوبة الشهر الأخير من الحمل، والتغيرات الهرمونية والجسدية الحادة التي تصيب المرأة، وهذا بحد ذاته يزيد من المعاناة من الوسواس القهري لمن تعاني منه، فيبدو أن الوسواس لديكِ موجودٌ من قبل الولادة التي وصفتها، وقد يكون خفيفًا لم يكن يعطل حياتكِ فعلاً، لكن عند الشهر الأخير، ومع التعرض للضغط الشديد أصبحت الحادثة في خطأ تسليم المواليد عبارة عن (فكرة وسواسية) فحين يشتد الوسواس تقفز إلى السطح دائمًا فكرة مسيطرة بشكل حاد، وهذه الفكرة عادة ما تكون لها علاقة بحادثة ما مثل التعرض للمرض، أو حادث سير أو غيرها؛
لكن أوصيكِ أيضاً بالتأكد من وجود (اكتئاب النفاس) ففي حال وجود اكتئاب نفاس مرافق، تأخذ الفكرة الوسواسية شكل الاجترار الوسواسي أيضًا أي إنها ليست فقط ملحة ومزعجة، ولكنها تصبح تحليلية، وتدخلك من تفصيل لتفصيل آخر، بحيث تولد الفكرة عددًا آخر من الأفكار، وبالنسبة للعلاج الدوائي من الممكن أن يفيدك دكتورنا الدكتور (وائل أبو هندي) حيث إنني متخصص في العلاج النفسي السريري غير الدوائي، لكن عمومًا وحسب توجيهات شركات الأدوية، فالأدوية النفسية تحتاج إلى 12 أسبوعًا؛ لتعطي النتائج المرجوة؛ ولذلك فالمعالجات النفسية الدوائية بطيئة، وتحتاج بجانبها إلى العلاج النفسي غير الدوائي، ويُوصَى بالعلاج السلوكي المعرفي في حالتكِ.
أما بالنسبة لفحص DNA فلو حدث وفحصتِ، فهذا يساعد في تفشي الوسواس القهري وتعمقه، فالفحص يدخل ضمن ما نسميه (سلوكيات التأكد) وحصل أن فحص بعض الناس، لكن الاجترار الوسواسي نقلهم لفكرة أن الفحوصات قد تكون غير سليمة، فالوسواس كالفايروس الذي يساعد الفحص والتأكد في انتشاره أكثر.
شكرًا لتواصلكِ معنا، ويسعدنا متابعتكِ، والإبقاء على التواصل معك.
ويضيف د. وائل أبو هندي الزميلة الفاضلة د. "شيرين" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أ. يوسف مسلم سوى الإشارة إلى تواتر حدوث أعراض الوسواس القهري في فترتي الحمل والولادة فقد بينت الدراسات الاستجاعية لمرضى الوسواس القهري أن الحمل والولادة هما أكثر الحوادث الحياتية ارتباطا ببداية أعراض الوسواس القهري كعامل مفجر سواء للنوبة الأولى أو للنوبات المتكررة وتكررت تلك النتيجة بثبات جدير بالانتباه، كما تشير تقارير ودراسات كثيرة إلى كون حدث/مدة الحمل فترة تكثر فيها الشكوى من أعراض الوسواس القهري، ومن بين تلك الدراسات دراسة رصدت معدلات حصول الأفكار المقتحمة Intrusive Thoughts المتعلقة بالحمل أو بالوليد فكانت شائعة إلى حد أن نسبة 91% من النساء أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة تعرضن لاقتحامات مرفوضة مزعجة تتعلق بالتسبب في الأذى للحمل أو الوليد إما بسبب الإهمال أو بالعمد واضطرت نسبة 77% منهن إلى استخدام استراتيجيات سلوكية لمواجهتها مثل طمأنة النفس بأن هذا غير ممكن أو غير صحيح، أو صرف الانتباه أو الاستغراق في مداعبة الطفل أو تحاشي الانفراد بالطفل... إلخ. الأهم من هذا كله هو السؤال عن الرضاعة ؟ وفي حال كونك ترضعين الطفل لماذا كان الاختيار هو العلاج بالعقاقير بينما الأفضل والآمن بالنسبة للطفل الرضيع هو العلاج المعرفي السلوكي هذه هي الأسئلة المهمة، واقرئي على مجانين:
استخدام الأدوية النفسية أثناء الرضاعة الطبيعية
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك4