إعلان الطورائ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حابة أشكركم على هذا الموقع الجميل وجهودكم والعاملين عليه خاصه الدكتور وائل والدكتور علي إسماعيل عسى أن يكون في ميزان حسناتكم، أخيرا اعترفت لنفسي أنه لدي مشكلة بعد أعوم من الإنكار والشكوك والقليل من البحث.
حان الآن أن أعقد زمام الأمور وأتكلم بصراحة مطلقة أطلب العون من الله وأسألكم مساعدتي، مشكلتي أنني أعيش في عالم الأحلام وأتكلم مع أشخاص غير موجودين أبدا إلا في عقلي أحببتهم وأصبحوا بمثابة عائلة ثانية في بلد غريب (زوج وزوجة وأصدقاء أبناء عمل كل هذا داخل إطار الدين) وكل هذا الكلام الذي يصح تمثله وتقديمه كمسلسل مليئ بالدراما والحياة وقصص النجاح وغيرها من الأباطيل.
بدأ هذا المسلسل في عقلي منذ خمس سنين وحسب ما أعتقد كان سببه الظروف التي عشتها في تلك الفترة (كان عمري 14) في مرحلة المراهقة وما صاحبها من توتر وعصبية وانزعاج وقوة وغيرها الكثير من العادات السيئة كان غضبي في تلك الأيام موجها إلى أبي الذي كان يتمنى لو كنت ولدا بدلا من فتاة كان دائما يقول لي يا ليت كنت ولد...
كانت شخصيتي قوية وأتكلم بصوت لا يوجد فيه أي ذرة من الخوف أتكلم بصوت المحارب المنتصر بين قوسين "مابخاف من أي شي ومستعدة أحكي أي إشي بقلبي وما أخبي إشي" حتى لو غيري ممكن ينزعج ولكن بالحق وأحكي أشياء غيري من الناس بستحي أن يوجهها للناس خوفا من انزعاجهم أو إحراجهم...
أحببت هذا الشيء في نفسي أني لا أخاف ولكن بالواقع كان هناك شيء كنت أتمني لو كان حقيقة (لو كنت ولد) أبي كان يضربني منذ أن كنت طفلة صغيرة بحجة أنه تربى هكذا وسيربينا هكذا!! كنت أنزعج من هذا الموضوع كثيرا حتى أتى اليوم الذي انفجرت فيه ولم أقبل أن يضربني أو يميزني عن أخي الصغير الذي أتى بعدي مباشرة ولم أتكلم مع أبي قرابة عام.......
في هذه المرحلة من حياتي اكتئبت وكرهت الحياة ولكن بدأت بتعويض المأساة تلك بحلم ووهم جميل في عقلي... أسرة جميلة بدون أب، دراسة ناجحة وفي كلية الطب وأصدقاء ودين وحياة وردية! في الواقع هذا الوهم كان لي حافزا قويا لكي أجتهد وأحصل على حياة وردية واقعية ففعلا أصحبت أقرب إلى ربي ولكثر نجاحي في دراستي ولدي الكثير من الأصدقاء ولكن بعد أول نجاح وشعور بالسعاده بدأ الصراع!!
حاولت جاهدة أن أقتلع تلك الأفكار من رأسي وأن أمتنع عن التفكير فيها وعن هذه التفاهة كلها لإيماني أنها مرض ونجحت لعدة أشهر ولكن سرعان ما أعود للوهم نفسه، حاولت كثيرا أن أتخلص من هذا الوهم ولكن لم أصمد لأكثر من 4 أشهر عدد محاولاتي 7 محاولات كلها انتهت بالفشل.
يصعب علي الخلاص منه لأنني دخلت كلية الطب ولأنني إذا بعدت عنه أصاب بالفراغ والملل قبل النوم لأنني أفكر فقط في هذا الشيء قبل النوم وفي الصباح عندما أستيقظ. أتوقع أنني مصابة بالعظمة الضلالية أو هوس الحب كل من يراني لا يصدق أنني مريضة بل إنسانة مفعمة بالحياة وتحب الضحك والدراسة وتحب الحياة، أنا فعلا هكذا لكن هذا الشيء يشعرني أن هناك شيئا ناقصا أريد الخلاص منه.
أريد أن أتخلص من هذا المرض لأن علاقتي بأبي الآن جيدة وزالت الهموم وكل شيء كان بالماضي يزعجني.
أرجو المساعدة
25/06/2015
رد المستشار
الابنة العزيزة والزميلة الفاضلة، أهلا ومرحبا بك على الموقع ، وأشكرك بأن سمحت لي أن أكون مستشارك.
عانيت من طفولة بائسة ومن رغبة أب لا يوجد ما يبررها أو لم تخبرينا بسبب رغبته هذه، تعرضت لإيذاء نفسي وبدني لم يسبب التأثير النفسي المعتاد، ربما بسبب قوة شخصيتك أو رغبتك في إثبات ذاتك وأن تثبتي لأبيك أنك "بميت راجل". أصبحت جريئة وصاحبة حجة وذكية ومثابرة ومتفوقة، وقد يرجع كل هذا لما تسمينه أنت مرضا ونسميه نحن أحلام يقظة.
وأحلام اليقظة عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخفف من القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. وهي أحلام صحية في أوقات كثيرة ويلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحياناً، ولكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع، أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية، فذلك يؤدي إلى الإسراف فيها بشكل عصابي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال. وهو ما لم يحدث عندك حتى الآن والحمد لله، بل عن طريق أحلام اليقظة والإصرار على تحقيقها تمكنت من الوصول لما أردت جزئيا حتى الآن وهو كلية الطب والتفوق ويبقى لك فقط الأسرة السعيدة.
عزيزتي
يبدو أن لديك ملكة الخيال وهذا شيء رائع إذا تم استخدامه في مكانه الصحيح، فلماذا لا تحولين أحلامك إلى واقع ملموس من خلال كتابة روايات أو لوحات فنية حسب ما تجيدين فعله، وبالتالي تستفيدين من أحلامك وربما نكتسب نحن كاتبة عظيمة.
فكثير من العلماء العباقرة بدأت عبقريتهم بنوع من أحلام اليقظة الذي صار واقعًا، وأصبح نافعًا للناس جميعًا، فمعظم المخترعين الكبار كانوا يعيشون أحلامًا يقظة موسّعة، ولكنها كانت مفيدة وهادفة.
ثانيا حاولي أن تستمتعي بها باعتبارها شكلا من أشكال التأمل، والسماح لنفسك أن تكوني موجودة فعلا في الحلم خلال النهار طالما أنك لا تقومين بشيء مهم.
ثالثا حددي لها وقتا محددا وثابتا (مثلا ساعة) ومكانا ثابتا (كرسي معين) بعدها تفيقين لنفسك وتعودين للواقع بعد السماح لعقلك بالتجوال بعيدا بإرادتك الشخصية.
في النهاية أنت لا تعانين من مرض بل تعانين من عدم تنظيم أحلام اليقظة لديك، وأنتظر متابعتك لما تناقشنا حوله.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
أحلام يقظة وبكاء ووسوسة ناتج الفراغ
أحلام اليقظة Day Dreams كان نفسي وكان !
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام اليقظة متابعة
بين حديث النفس وأحلام اليقظة