نقص التركيز، هل هو عرض أم وهم؟
السلام عليكم: أشكركم أولا على سعة صدركم، أنا أرسلت هذه المشكلة عسر المزاج: اللاستمتاع المزمن، وتفضل الدكتور بالرد مشكورًا، لكن أريد أن أستوضح نقاطًا بسيطةً.. فقد كان التشخيص أن لدي عسر مزاج، وطالما زملائى يرون أني جيد، فلا مبرر لدفن النجاحات، والنظر لها بسلبية لم ير الطيب أن لدي مشكلة في التحصيل أو .. لكن ما أشعر به حقًا أنني أعاني من ضعف انتباه، وتركيز في أمور عدة. في البداية كنت أعمل في صيدلية كمتدرب، وكنت أنسى مكونات تركيبة كنا نحضرها من3 أدوية في المعمل عدة مرات.
وكنت كثيرًا ما أبحث عن نفس الدواء عندما تأتي الروشتة أكثر من مرة وقليلا ما أحفظ أماكنها مع إنني جلست في الصيدلية قرابة العام. وأكثر من مرة طلعت دواء خطأ لمريض بسبب اختلاف في الحروف مع إن الأمر بسيط جدًا، ولا يحتاج خبرة عظيمة، وليس هناك مبرر للارتباك. سمعت زميلة تهمس لنفسها مرة (بينسى كتير) وغالب الظن أنها كانت تقصدني؛ لأننا كنا وحيدين في الصيدلية وقتها. لا يهمني رأيها، لكن أشعر أن تركيزي ليس في أفضل حال أبدًا، وذلك طيلة الوقت للأسف.
ولما استلمت تخصصي صرت أكثر من مرة أنسى تقرير الحالة، ويتابع وراءي مَنْ هو أكبر، فيقول لي: نسيت كذا وكذا، وأعيد التقرير، ويحدث هذا كثيرًا جدًا، تصيبني حالة من التوهان، وضعف التركيز كثيرًا يترتب عليها إحباط شديد. أضيف إلى ذلك إحساس دائم بفتور الهمة والهمدان، وحب البعد عن الناس إلا نادرًا. وأشك أن هذه فقط أفكار سلبية سببها أنني لا أذكر إيجابياتي. ما رأى سيادتكم؟؟
ومن فضلك لو كان هناك دواء ينفعني في حالتي أرجو ذكر اسمه إن كان ذلك مناسبًا.
شكرًا جزيلا.
04/07/2015
رد المستشار
نرجو ملاحظة النقاط التالية:
أولا: إن المقياس الرئيسي المستخدم في الطب النفسي هو المقياس الوظيفي بمعنى أن أداء سيادتك الوظيفي كطبيب أو كزوج أو غير ذلك من الأدوار الرئيسية لك في الحياة، هو الفيصل بين كون الأعراض مرضية تستحق العلاج أم لا، مع ملاحظة أن الاكتئاب ذاته قد يسبب حالة من عدم التركيز؛ نظرًا لانشغال الذهن بالأفكار السلبية بل إن عدم التركيز يعتبر من الأعراض الأساسية للاكتئاب.
ثانيا: إن الإجابة التي أجبناها على سؤال سيادتك لا يعني إطلاقا أنك تتوهم هذه الأعراض أو أنها غير حقيقية، بدليل أننا أعطينا وصفًا طبيًا معروفًا لحالتك وهو عسر المزاج المزمن، ونصحنا باتباع وسيلة علاجية معروفة ومعترف بها عالميًا وهي العلاج المعرفي السلوكي، وهي من الوسائل المفضلة في مثل حالتك، ولا تقل النتائج المسجلة عند اتباعها عن النتائج المسجلة لتعاطي العقارات المضادة للاكتئاب.
ثالثا: إن الإجابات على الموقع تكون مبنية على وصف سيادتك للحالة، وربما إذا أتيحت لنا الفرصة للقائك لتغير حكمنا على الحالة، ولا ننصح بتعاطي أي عقارات موصوفة من قبل أطباء لم يقابلوا سيادتك شخصيًا؛ لأن وصف الدواء لابد أن يكون مبنيًا على مقابلة شخصية تفصيلية؛ ليكون حكم الطبيب صحيحًا.
وشكرًا.