أحبه وأعامله بعنف م
الدكتور الفاضل وائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه متابعة أخرى لمشكلة أحبه وأعامله بعنف كنت قد قرأت رد الدكتورة داليا مؤمن على متابعتي معكم على موقعي المفضل وقد صُدمت حين قرأت هذا الرد فقد كانت دكتورة داليا تعنفني بشدة كما لو كنت أفتعل المشكلة أو أمارس أفعالا سادية على من أحب وقد تعجبت كثيرا من سؤالها ماذا تريدين من هذا الرجل فهل ظهر من رسالتي أنني ألعب بمشاعره أو أريد استعباده؟
كان ردها عنيفا وفي الحقيقة كنت سأنقطع عن مراسلتكم لولا أنني أكن لجميع القائمين على الموقع حبا عميقا وأحترم وجهات نظرهم وأجدهم مصيبين في آرائهم كنت أنوي إرسال هذا العتاب لسيادتك لكنني تراجعت بعد حديث سيادتك عن قسوة الأنثى على الأنثى حتى لا تظن أنني أنتهز فرصة ذكر حضرتك لهذه النقطة لكنني بعد قراءتي لرسالة يتمنعن وهن...، وأقسم لك أنني بمجرد قراءة بعض سطورها نزلت لآخر سطر لأعرف إن كان سيادتك من يرد عليها أم لا.
وقد ذكرتني كاتبة الرسالة بنفسي من حيث حرصها على إخفاء مشاعرها عن من تحب خاصة من ناحية الجنس فأنا ولو أنني قوية إلى الحد الذي لن أسمح فيه حتى لخطيبي لمس يدي إلا أنني معترفة بأهمية الجنس للحب ليس فقط للمتعة لكن من منا لا يحب لمس حبيبه؟
انظر للأم مع طفلها كيف تحتضنه بقوة وتغني له "أكلك منين يا بطة" فالجنس للأحباب هو قمة التواصل والإفضاء بالحب لكن تجنبوا الخلوة..... أنا أيضا أخفي مشاعري بصورة قوية حتى أنني أتذكر ذات مرة كنت أحدثه وكان مريضا جدا واستند على الحائط فشعرت أنني أريد أخذ رأسه في صدري والربت عليه لكن وجهي وكلامي في منتهى البرود، وبصراحة أكثر ما لفت نظري لحبيبي أنه يغض بصره، ولم أره ينظر بشهوة لأي بنت مهما بلغ جمالها.
اسمح لي أكمل لحضرتك آخر تطورات المشكلة وده بدعوى مسبقة من سيادتك بمتابعتكم, كنت قد أخبرتكم في آخر متابعة بتجاهل هذا الشاب لي وبعدها لم أطلعكم بالتطورات وهو أنه بعدها بأسبوع فقط فعل المستحيل كي يراني ولا مجال لشرح كيف ذلك وفي اليوم التالي لذلك رآني ومررت بجواره كأنني لا أراه وهو يراقبني ويصنع الأعاجيب حتى أنظر إليه ولا يهتم بمراقبة أصحابي لتصرفاته. وها هو الآن بعد أن عُدنا للجامعة للامتحان بعد فترة انقطاع طويلة يأتي ليراني بعد الامتحان وينظر لي نظراته الطويلة المعهودة.
وبصراحة أنا اكتشفت أننا سويا نشترك في المشكلة التي بيننا فكلانا يفهم الآخر ويعرف أن الآخر يفهمه ويتظاهر بعكس ذلك لكن أليس المفروض أن يكون الرجل صاحب الخطوة الأولى, في الحقيقة أصبحت أهيم به حبا حتى أنني لطول انقطاعي عن الجامعة وعن رؤيته مرضت مرضا شديدا ونقص وزني بصورة رهيبة في أسبوعين ولم يكن لمرضي أسباب جسدية بل نفسية وتعللت بالخوف من الامتحانات لكن أمي قالت لي أنها تعلم أنني أحبه وهو السبب في مرضي.
أحيانا أقول أنني معقدة وأنني أبعده عني ولكنه لا يتخذ خطوة إيجابية والعام الدراسي أوشك على الانتهاء ولا أعرف كيف أتصرف وأسأل نفسي ماذا يريد مني؟
ماذا يتوقع مني كرد على نظراته الطويلة هذه؟ هل أنا متزمتة؟ هل يتوقع مني أن أطلب ميعادا مع والده لخطبته؟؟؟
لا أستطيع المذاكرة بسببه وأنا لن أظهر مشاعري له إلا على الأقل بعد الخطوبة لأنني أدخر مشاعري لمن هو زوجي وبالطبع هذا في علم الله فماذا ينتظر مني؟ السنة تنتهي وهو ينظر لي طويلا وأنا مازلت وكأنني لا أراه، قد تقول لي حضرتك نظرة بسيطة لا تضر أو ابتسامة لكن نظراته غريبة فهي لا تشجع على الابتسام فهي كما لو كانت دعوة للتأمل، أصبحت فاقدة التركيز بسببه وغاضبة منه حتى أنني أشعر أنه لو فاتحني رسميا سوف أرفض من شدة الغضب.
أنا في شدة الإحراج من هذه الإطالة لكنني لا أجد ناصحا في رجاحة عقل سيادتكم، أحب أن أقول لحضرتك أن إرسال متابعتي على إيميلك الخاص رغم معرفتي بإعطاء الأولوية للاستشارات التي تأتي عبر (أرسل مشكلتك) ليس استسهالا بل لأنني أريد الرد من سيادتك شخصيا دون أي متخصص آخر حتى وإن كان متخصصا في مشاكل الشباب وحديثي الزواج.
أولا لأنني وقبل أن أعرف عن الموقع أي شيء قرأت كتبك عن الوسواس القهري ولن تعرف مقدار إعجابي بها خاصة المتعلقة بوساوس الطهارة للصلاة.
ثانيا مشكلتي عاطفية ولأن حضرتك دكتور في علم النفس ورجل فأنت أعلم بسيكولوجية الرجل أكثر من أي خبيرة في علم النفس وأحب أن أقول لك أنني أعتبر نفسي أختك الصغيرة شئت أم أبيت لكن "معلش استحمل جناني".
في النهاية لسيادتك خالص الحب والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملحوظة بسيطة هي أنني أعرف أن رسالتي بها ما لا يصلح للنشر فأترك لسيادتك تحديد المسموح بنشره ورجائي ألا تطيل عليّ في الرد.
23/5/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
أهلا بك وشكرا على متابعتك وإطرائك، الحقيقة أنني وجدت نفسي مضطرا كي أستطيع الرد عليك إلى قراءة مشكلتك الأولى: أحبه وأعامله بعنف وأيضًا إلى قراءة متابعتك: أحبه وأعامله بعنف م، وخلصت من تلك القراءة إلى استنتاج قد لا يعجبك ولذلك أرجئه إلى آخر الرد.
من الواضح أن كثيرا من المفاهيم المتعلقة بالعلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة، فيما يتعلق بضوابط وفنيات تلك العلاقة وهي تتحرك من الإطار العام إلى الإطار الخاص، كثيرا من هذه المفاهيم مرتبك لديك، ولما كنا نعرف من رسالتك الأولى أن لعائلتك باعا طويلا مع الأطباء النفسيين فإنني أتساءل لم لا تقومين بعرض أفكارك وتصوراتك وتصرفاتك تلك على أحدهم؟ لم لا تشركين أقرب هؤلاء الأطباء النفسيين من مكان إقامتك معك في كيفية التصرف وفي تغيير مفاهيمك وتعليمك كيف تؤكدين ذاتك وتستطيعين التعبير بحرية عن أرائك ومشاعرك فتظهرين ما تريدين إظهاره وتخفين ما ترين إخفائه واجبا أو مستحسنا في إطار يتمنعن وهن...... نقطة أخرى تخصني وتخص تعريفك لي بأنني دكتور في علم النفس فأنا لست كذلك وإنما أحمل درجة الدكتوراه في الطب النفسي Psychiatry، وأما من يحمل الدكتوراه في علم النفس Psychology من مستشاري مجانين فهي الدكتورة داليا مؤمن ، والفرق بين علم النفس والطب النفسي يمكنك معرفته من خلال تصفح باب مصطلحات نفسية على موقعنا مجانين .
أرى بعد ذلك أنك رغم اعتراضك على ما اعتبرته تعنيفا من الدكتورة داليا مؤمن لكي إنما تتمثلين تحليلها الأخير في المتابعة لشخصيتك وسلوكياتك فيما يتعلق بما نبهتك له من مفاهيم وفنيات العلاقة بين الرجل والمرأة، وأكررُ هنا نفس كلمات الدكتورة داليا قصا ولصقا: (فذلك الشاب حينما بدأ في التصرف معك بطريقة غير لبقة بدأت تشعرين برغبتك في الحصول على اهتمامه مرة أخرى، وأتوقع أنه إذا ما يهتم بك ثانية ستعودين إلى طريقتك السابقة من حيث إساءة معاملته!!!)، فأنت الآن وبعد أن كف عن إهمالك (والذي همت به حبا بسببه) وعاد ينظر إليك نظرة المتأمل مرةً أخرى إذا بك تستشيطين غضبا لأنه لا يتقدم أبعد من ذلك ومصداقا لرأي الأخت المستشارة الدكتورة داليا مؤمن تقولين: (أصبحت فاقدة التركيز بسببه وغاضبة منه حتى أني أشعر أنه لو فاتحني رسميا سوف أرفض من شدة الغضب)، فهل ما زلت ترين ما قالته مجيبتك تعنيفا؟
أنا شخصيا أراه نفاذا إلى لب المشكلة ومواجهة يعجز عنها غير المتمرسين من المعالجين النفسيين، وأرى أن عليك إحسان التصرف بعد ذلك فاستخيري ربك والجئي لأقرب طبيب نفسي وتابعينا بالتطورات إذا نفذت نصيحتنا، وأهلا بك دائما على مجانين.