النجاسة الجافة، والبلل
السلام عليكم؛
أنا مصابٌ بالوسواس، وتزوجت، في بداية الزواج كنت أكاد أبعد عن زوجتي؛ خشية الإفرازات التي تخرج من المرأة، وهي نجسة،
وبعد ذلك لاحظت أنها أحيانًا تضع شيئًا مبللا على مكان أصابته بعد تلك الإفرازات النجسة، لكنها جفت، أو تمس بيديها المكان المصاب بالنجاسة الجافة وهي مبللة،
أنا يصيبني الصداع والهلع
فأرجو الإفادة.
07/07/2015
رد المستشار
أهلًا بك يا "أحمد"؛
إن كنت تقصد الإفرازات المعتادة عند النساء، فنجاستها ليست متفقًا عليها، فهي طاهرة في قول صحيح عند الشافعية، ولست مجبرًا على أن تكون طهارتك صحيحة 100% عند جميع المذاهب، هذا فيه مشقة لا تطاق، ولولا الاختلاف لهلكنا. وباعتبارك موسوس فالأولى للموسوس اتباع الرخص -كما نص الفقهاء-، حتى يترك وسواسه وإفراطه.
أما لو كانت الإفرازات مذيًا، أي الذي يخرج عند بداية الشهوة، فهذا نجس، يمكن أن يعفى عن مساحة صغيرة منه لا تتجاوز مساحة الدرهم العربي (عند الحنفية، بالنسبة للنجاسة المائعة يعفى عن مساحة مقعر الكف، أي لو بسط الإنسان كفه، وسكب عليه ماء، فمساحة المتبقي على الكف (لا الكمية) معفو عنها، أما بالنسبة للنجاسة الجامدة، -والإفرازات منها-، فيعفى عن مساحة درهم، والمساحتان متقاربتان. وقد شرحت هذا أكثر من مرة على الموقع).
والمهم، إن كان الأمر مذيًا، فعلمها الحكم، وقل لها أن تغسل الموضع الذي تلوث، ولا تهتم لقضية بلل يدها، لأنه لو فرضنا وأمسكت شيئًا أنت لا تعلم ما هو، فلن تنتقل النجاسة إليك إذا لاقيته حتى لو كانت أعضاؤك أو ثيابك مبتلة.
والسبب أن الطهارة هي الأصل في الأشياء، ولست متأكدًا أن المكان الذي لامَسْتَه أنت قد لامَسَتْه هي بيدها المتنجسة... ويقين الطهارة لا يزول بالشك في النجاسة، فلن تنتقل النجاسة إليك بشكل من الأشكال.
الخلاصة: الإفرازات المعتادة، لا تهتم لها فليست نجسة عند الجميع، أي أنها طاهرة لزومًا بالنسبة لموسوس عليه أن يعمل بالرخص.
وأما المذي فعلِّمها حكمه، ويعفى عن المقدار القليل منه، ولن تنتقل النجاسة إليك حتى إن لامسْتَ الأشياء وأنت مبتل.
عافاك الله، طبق ما ذكرته لك بجدية، وسترتاح إن شاء الله ويذهب هلعك بعد أيام قلائل.