حياتي جحيم لا يطاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكر لكم إتاحة المجال لنا؛ لنتكلم في مشاكلنا بدون حرجٍ وخوفٍ أن يعرفنا الآخرون.
في البداية أنا امرأةٌ متزوجةٌ منذ عدة ثمانية أشهر، أنا في طبيعتي أخاف، ولكن ليس إلى الحد الخارج عن المألوف، قبل أربعة أشهر تعبت نفسيًا، شعرت بخوفٍ فظيعٍ بلا سببٍ، قرأت القرآن، وحاولت تجاوز الأزمة، قبلها بيومين كنت قد رأيت كابوسًا أن أمي تحذرني من اثنين، المهم بعدها بفترة أسبوع أصبت بمرضٍ في أنفي، وكنت دائماً أشعر بالاختناق.
ذهبت إلى عدة أطباءٍ، وشخصوا مرضي على أنه تضخم بالقرينات الأنفية، وأستخدم العلاج حالًيا، ولكن على الرغم من التحسن في حالتي كما قال الدكتور، ولكن أنا تعبانة نفسياً، أو روحيًا لا أدري ذهبت إلى أحد الشيوخ، وقرأ علي، وأخبرني أن بي مسًا.
حاولت قراءة القرآن، ولكنني أتعب كثيرًا، والله وحده يعلم كم أعاني منذ ثلاثة أشهر، لا أستطيع النوم، ولا الزيارات ولا حتى شغل البيت، ويأتيني في منامي يهددني كأنه جاثوم، أهلي غير مقتنعين يقولون مرض نفسي، ولكن أنا أشعر أنه روحيٌ، أشعر بثقلٍ في رأسي، ثقلٍ في أنفي، أعمل فقاعاتٍ من فمي، وأنفخ فمي بدون سببٍ، لا أعرف لماذا؟ أشعر بهواءٍ يدخل في فمي، ويجب أن أخرجه، وإلا اختنقت.
أرجوكم، ما هي هذه الحالة التي أعاني منها؟
أنا أعيش في جحيمٍ، _ولله الحمد على كل حال_ وعلاقتي بزوجي تعثرت قليلا؛ لأنه تعب أو ملّ من مرضي.
07/07/2015
رد المستشار
الأخت الفاضلة:
أهلا ومرحبًا بكِ على الموقع، وشفاكِ الله وعافاكِ مما تعانين، ونشكر لكِ حسن الظن بنا، ونرجو أن نوفق في إزالة معاناتك.
تتلخص مشكلتكِ في وجود عاملٍ مرسبٍ (رأيتُ كابوسًا أن أمي تحذرني من اثنين) أعقبه خوفٌ من غير سببٍ (قلق) منذ أربعة أشهرٍ (شعرت بخوفٍ فظيعٍ بلا سببٍ) وحاولت التخلص منه ذاتيا (قرأت القرآن)، بعد أسبوع مرض عضوي بسيط (تضخم بالقرينات الأنفية) وحدث تحسنٌ، لكن يبدو أن القلق من كابوسك لازال يشغل بالك، وكالعادة كان الحل السحري (بي مس) لكنه يبدو لم يفلح، فدخلتِ في أعراض اكتئابية (لا أستطيع النوم.. ولا الزيارات ولا حتى شغل البيت.. ويأتيني في منامي يهددني كأنه جاثوم)، كان رأي الأهل وأنا معهم أنه اضطراب نفسي، ولا أعلم لماذا ترفضين هذا التصور وتهربين منه؟؟؟ وخاصةً أنه أثر علي علاقتك الزوجية الوليدة (وعلاقتي بزوجي تعثرت قليلا لأنه تعب أو ملّ من مرضي)، وأيضًا أنكِ شخصيةٌ تميل إلى القلق (أنا في طبيعتي أخاف).
سيدتي:
يبدو من مجمل أعراضِكِ أنكِ تعانين من اضطراب القلق والاكتئاب المصاحب، آثاره كابوس لم تتحدثي عنه تفصيليًا، وأعتقد أنه أثار أعراض القلق الكامنة في شخصيتك.
أرى أن تزوري طبيبًا نفسيًا؛ لتأكيد التشخيص، ومعرفة هل هناك اضطرابات قلق أخرى كالرهاب أو الوسواس، ولوضع خطة علاجية تفصيلية تساعدكِ على التغلب على قلقك، واكتئابك، وفهم أفكارك الذاتية، وحيلك الدفاعية المستخدمة في حالات الضغوط، وخاصةً أنكِ في مقتبل حياتك الزوجية، وتحتاجين لكل طاقتك النفسية؛ لتتمكني من ممارسة الحياة بقوةٍ. تابعينا.