الشذوذ الجنسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد التحية، أنا اسمي مروى أبلغ من العمر17 ربيعًا أعاني من وسواس الشذوذ، لا أعلم إن كنت أعاني من الشذوذ أو وسواسه، سوف أسرد قصتي الآن وأنت تحكم، وإن شاء الله يكون وسواسًا لا أكثر، أنا دائمًا يلفت نظري جمال بنت. كثيرًا أصير أفكر فيها، أتخيلها أمي أو أختي، وأذكر مرتين، مرة في ثالثة إعدادي جاءتني حالة مفاجئة، أريد تقبيل صديقتي على خدها من دون سبب، لكنني _والحمدلله_ لم أفعل هذا الشيء؛ لأنني أحسست كأن شيئًا بداخلي يمنعني.
وثاني مرة في الصف الأول الثانوي جاءتني نفس الحالة أريد تقبيل زميلتي على خدها، وهي ليست صديقتي حتى والحمدلله لم أقبلها، ولم أكن أعلم أساسًا بوجود مرض يدعى الشذوذ، وأنا خائفة جدًا أن أكون أعاني من مرض الشذوذ، وأنا لدي كامل الإدراك أنه حرام، وأعلم مافعل الله بقوم لوط، وإن عرش الرحمن يهتز بفعل هذه الفاحشة، أعوذ بالله منه إذا كنت (لا) أعاني من الشذوذ، ما هذه الحالة التي جاءتني مرتين؟ وماسببها؟ من الصعب جدًا أن أخبر أهلي بهذا الأمر؛ نظرًا لأن والدتي تعاني مرض القلب والضغط، ولن تتحمل مني سماع مثل هذا الخبر، ووالدي مستحيل أقول له، ولن أستظيع الذهاب لدكتور أبدًا.
أرجوك ساعدني، لا أريد فعل أي شيء من هذه الأفكار، بل بالعكس صارت تزعجني هذ الأفكار، مجرد أنني أذكر مرة شاهدت علي الفيس بنتًا مسوية إعلانًا أنها شاذة، وتريد ممارسة مع فتاة، وضعت في إعلان صورة لشذوذ، لكنني لم أثار جنسيًا أبدًا، على العكس خفت، (كان لي خبر بمثابة فاجعة كبرى، وكنت دايمًا أقول لصديقاتي شلون نحمي أنفسنا من هذولي مرضى) هل هذه اضطرابات من العادي أن تصير في هذه المرحلة العمرية التي أنا فيها، وبعدين تروح لحالها.
أضافة: أنا تقريبًا البنت الوحيدة بين زميلاتي التي لم تدخل في علاقة مع شاب أعرف أنه فعل حرام، بس حسيت حالي، أنا ما دخلت لأنني شاذة أو غير طبيعية، حتى فكرت مؤخرًا في دخول في علاقة مع ولدٍ؛ حتى أثبت لنفسي أنني لا أعاني من هذا المرض فقط، طبعا علاقة راح تكون نهايتها الزواج، أعيد وأكرر أنا لا أرغب فعل هذا، وهو دخول في علاقة محرمة مع بنت بتاتًا؛ لأنني بذلك قد أكون خارجة عن فطرة الإسلام، وسوف يغضب عليّ الله غضبًا شديدًا.
أرجو إيجاد حل لمشكلتي؛ لأنني على وشك الانتحار، وشلون أخلي نفسي ماعاد أعطي اهتمامًا لأي جمال بنت لأنني أصبحت من كثرة التفكير لا أتفرج على التلفزيون حتى لا أنجذب لأي بنت، هذا لم يكن موجودً قبل أشهر، آسفة طريقة سرد القصة غير منظم، هذا ناتج عن توتري الشديد.
آسفه على الإطالة،
ولكم مني كل الشكر.
1/7/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
لا يوجد في رسالتك إلى الموقع ما يشير إلى توجه جنسي مثلي. الأصح هو أنك تعانين من الخوف أن تكوني مثلية التوجه الجنسي.
ليس من المبالغة القول بأن هذا الخوف من التوجه المثلي عبر استشارات الموقع، وحديث بعض المواقع الإلكترونية يشير إلى أن هناك هستيريا تتعلق بالمثلية، والتوجه الجنسي واضطرابات الخطل الجنسي وغشاء البكارة. باختصار هناك هستيريا الجنس.
يمكن تحليل رسالتك بصورة مختصرة كالآتي:
السلوك: ملاحظة الرجل لوسامة رجل وامرأة لجاذبية امرأة أخرى، والتعبير عنها يحدث في جميع المجتمعات والحضارات. التعبير عن هذا الإعجاب لا يعني بأن هناك نوايا جنسية مثلية، والمرأة والرجل ممن لهم نصيبهم من حسن الجمال والأناقة ينتظرون رد فعل الآخرين ويرحبون به.
أسلوب التعبير عن الإعجاب والمودة بين أفراد الجنس الواحد يختلف من مجتمع لآخر. في الشرق التقبيل والحضن سلوك مقبول بين أفراد الجنس الواحد، والحضن دون القبل معروف أيضاً في المجتمعات الغربية بين أفراد الجنس الواحد. أما التعبير عن المودة بين الجنسين في الغرب فهو بالقبل، وأحياناً بالقبل مع الأحضان، ولكن في العالم العربي من النادر ملاحظة أسلوب التعبير هذا.
المعايير الاجتماعية: تضع المجتمعات حدود معينة تحرص الغالبية على عدم تجاوزها. تجاوز الحدود يؤدي إلى عقوبات تختلف في شدتها وقسوتها. المثلية الجنسية أحد حدود المجتمع العربي والتي يتجاوزها الكثير سراً وحتى علانية، ولكن تجاوز الحدود أمره شديد من الناحية المعنوية والفكرية. هذا الخوف من المثلية بدوره يؤدي إلى نوع من الرهاب في الكثير من المراهقين من كثرة الحديث عنها، وبالتالي يبدأ المراهق والمراهقة في تحصين دفاعاته الشخصية؛ خوفاً من الوقوع في التهلكة، ويكثر من التفكير في المثلية، ودفاعه ضدها رغم عدم وجودها في داخله.
الحقيقة هي أن هناك شريحة ما في المجتمع مثلية التوجه، ونسبة هذه الشريحة تكاد تكون متساوية في جميع المجتمعات والأوطان. أما كيفية تعامل هذه الشريحة مع المجتمع الذي تنتمي إليه وكيفية تعامل المجتمع معها فهذا حديث خارج اختصاص الموقع.
التحليلات النفسية: لا أنكر عليك بأن الطبيب أو المعالج النفسي الذي يقرأ استشارتك يبدأ بتحليلها من منظور نفسي تحليلي، وأبسطها بأنك آنسة في عمر 17 عاماً تعاني من الكبت الجنسي. ترغبين كما ترغب أي فتاة في عمرك الدخول في علاقة عاطفية، وما يمنعك هو حدود اجتماعية ونفسية ومفاهيم دينية. يتم تبرير البحث عن علاقة عاطفية والدخول فيها بالخوف من المثلية؛ لاثبات عدم انحرافك جنسيا وهكذا. يتم كل ذلك بصورة لا شعورية.
الزاوية الطبية النفسية: فترة المراهقة حرجة تتضمن معالجة أزمات وتحديات تعليمية وعاطفية ووجودية. لا تخلو هذه المرحلة من فترات عدم التوازن الوجداني. تحدثت في رسالتك عن الخوف من المثلية، ولم تتحدثي عن ظروفك الاجتماعية والعائلية والتعليمية وغيرها. ربما القلق والخوف من المثلية ساعد في عزل أزمات أخرى في حياتك يصعب عليك الخوض فيها.
بالطبع هناك احتمال إصابتك بنوبة اكتئاب، والخوف من المثلية ليس إلا مجرد قلق وفكرة اكتئابية الإطار.
التوصيات:
٠ إن كنت تسألين عن توجهك الجنسي فهو غيري.
٠ حاولي التركيز على التحديات الأخرى التي تواجهك، والتوقف عن متابعة المواقع الإلكترونية الجنسية.
٠ لا يستطيع الموقع استبعاد إصابتك بنوبة اكتئاب، ليس من جراء الخوف من المثلية، وإنما هذا الخوف هو أحد أعراضها. لن يضرك الحديث مع استشاري في الطب النفسي لمرة واحدة فقط.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الوسواس القهري أنا شاذة جنسيا
إثارة ناحية السيدات هل أنا شاذة؟
هل رجعت شاذة مرة أخرى؟
وسواس الشذوذ الجنسي: هل أنا شاذة؟ مشاركة
مراهقة تتساءل هل أنا شاذة؟ م2