أنجدوني
أرجو هذه المرة أن أجد مَنْ يرد، أكتب هذا الإيميل راجية أن أجد حلا وراحة من بعد رجائي في الله ثم فيكم.. أنا بنت اعذروني؛ لتحفظي على الاسم أبلغ 27 سنة، عندي أخت وأخ وأنا الصغرى. كنا نعيش بالخارج إلى أن عدنا وأنا في الإعدادي. كنت في مدرسة بنات خاصة منذ الصغر إلى أن دخلت الجامعة، وتغير الحال عندما انقطع أبي عن السؤال، بل واقتصر على الأعياد والمناسبات وهو كان هناك وتخرج أخي ليلحقه هناك وكان أملنا بعد ما عاش معنا معاناتنا أن يكون احسن من أبي، ولكنه اتبع سلوكه بعد فترة.
أمي سيدة طيبة متعلمة كانت متزوجة أبي عن قصة حب وكفاح وكانا مثالا للزواج الناجح والحب الأبدي، إلى أن حدث وانقطعت الأخبار وقل الود وزادت شكوى أمي طالبةً الطلاق بعد فشل كل المحاولات، وكانت الصدمة ببرود الرد وجفاء المعاملة، كنت أقرب إخوتي لأبي، ولكن لتعامله الدائم أني طفلته المدللة وصعوبة استيعابه المراحل السنية والصعوبات التي مررنا بها بدون أب لسنوات أكثر من 15 سنة عجزت عن التدخل.
وإخوتي شجعوا أمي على الخلع خاصة بعد يأسها من رجوعه أو أنه يتحمل المسؤوليه، زادت المصيبة لاكتشافنا أنه قام بالفواحش وبارتكاب أفعال مخزية _أعوذ بالله_ كانت صدمتي في إخوتي حيث إنهم اتخذوا موقفًا رافضًا له وإصرارهم على انفصال أمي وإشعال النار، بل إن أخي تزوج وكانت زوجته تقوم بإرسال الرسائل لأمي؛ لتزيد الموضوع، اكتمل الموضوع عند عودة أبي بعد انتهاء عمله بالخارج وسوء حالته الصحية وكبر العمر؛ ليعود على اعتبار أننا لا نعلم شيئًا، وكانت المواجهة بين أمي وأبي بمشاركة أختي الكبرى، المواجهة كانت سيئة تعبت وصرت أبكي مثل الأطفال في الغرفة وصدمت من أن أبي لم ينطق وتركنا؛ ليعيش مع أخته.
أمي قبل هذه الفترة كانت تعيش فراغًا عاطفيًا مما صدمني منها في يوم هذه الأم الفاضلة المضحية مثال التضحية تقيم العادة السرية مع شاب لا يراها إلا على النت!! وإذا بأختي كانت مثلها عندما كانت بالثانوية، وكانت تتحدث معنا على الرحمن، والصلاة والحفاظ على النفس، ونهرتها على فعلتها، وكنت دائمًا مَنْ يكتشف ذلك!! فهل بعد كل هذا تفعل فعلتها!! صدمت وبكيت وكنت مثل الذي انفرط من أهله.
مر علي أوقات اقتربت من الله وأوقات كنت أحدث أناسًا لا أعلمهم طالبةً حلا وأرحل. وأوقات فكرت في الانتحار وأوقات كنت أسافر لأي مدينة قريبة؛ هربًا منهم جميعًا، أسرتي انحلت وتفككت وتغيرت، أمي كنت دائمًا لما اختلط معها في سفر أو فكرة تأتيني أنها تريد الزواج أو أنها هي وأختي _أعوذ بالله_ رغم عدم تكرار الأمر إلا إنه داخلي محفورن وصرت أقتصر على غرفتي معظم الوقت.
قبل هذه الأحداث تعرفت على شاب وكنت أحبه حبًا جنونيًا انتظرته 6 سنوات وبعد ذلك انخرط مع أبيه، ورفض أبوه الخطة واستسلم دون نقاش لأسباب مادية ولأنه كان ضعيف الشخصية أمامه بالإضافة إلى أنه أراد أراد أن يجرب السفر والدراسة بدون ارتباط، هذا صدمني بل كسرني جدًا فأتى شخص وتقدم لخطبتي وقبلت من باب التعرف وبعد فترة قصيرة اكتشفت أنه لا يلائمني بالمرة من أهل وسلوكيات ولا يراعي الله في أي شيء ولكنني كنت دائمًا ما أنظر ورائي باحثة عن شخص مثل من كنت أحب.
تركت الثاني ولكنني متضاربة شكاكة مصدومة من الحياة بل إنني أصبحت أرى أني أصبحت لا أعرفني لأنه اغتصبني ليتأكد أني سوف أظل مرتبطة به أحسست أن حياتي انتهت تركته ولكنني ميتة الآن. أخاف أن أضعف أو أنتحر. أدمنت العادة السرية وكلمت أناسًا لا اعرفهم إلا من النت واكتسبت وزنًا كبيرًا جدًا إلى أن الطبيبة الخاصة بالسمنة رفضت تكمل النظام لأنني بمجرد اختلاف المزاج آكل بشراهة كأنني أنتقم من نفسي، ولكنني أتوقف حينما أتذكر أن الله معي وأنه لا يرضى لي ما أنا فيه.
أحاول جاهدة الآن أن أستعيد براءتي التي فقدتها بأفعالي بل إن عائلتي تموت الواحد تلو الآخر وأحمل نفسي الذنب. ساعدوني أريد أن أتخلص من العادة فأنا أحارب نفسي بصعوبه وأخاف الله وأريد أن تعود ضحكتي وأعود أنا وأنقص الوزن المرتبط بالحالة السيئة وأريد أن أعود أثق في أسرتي فأنا أوقات كثيرة أشعر أني أخاف منهم كشعوري مع الغرباء.
31/07/2015
رد المستشار
أرحب بكِ "مريم" على موقعنا وثقتك في القائمين عليه من خلال مشاركتنا لك لمشكلتك وهذا يشير إلى وعي منك بوجود مشكلة وإيجابية منك حيث تسعين لحلها، بداية أود أن أدعم لديك ثقتك بالله عز وجل بأن الله لا يحمل أيا منا فوق طاقته حيث قال في كتابه الكريم: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) "سورة البقرة :286" ، ومن حكمة الله ورأفته بالبشر أنه أنعم علينا بالنسيان فأي موقف صادم يتعرض له الإنسان يكون ببدايته صعبًا وقاسيًا ويعاني الإنسان بمشاعر مؤلمة ولكن مع مرور الوقت تقل هذه المشاعر تدريجيا وينعم الله علينا بنعمة النسيان.
فإذا ما تذكرنا الأحداث السابقة أو الماضي فإننا لا نتذكر المشاعر المرتبطة بها بنفس القوة، وهذا من كرم الله علينا ومن فضله، ومهما كان ما تمرين به صعبا فإنها فترة وتنتهي، وكل تجربة نمر بها لها إيجابيتها وسلبياتها فاستفيدي من الإيجابيات وتعلمي من هذه الخبرة، تدبري الآية الكريمة حين يقول الله تعالى في كتابه الكريم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) "سورة البلد: 4" فكل إنسان على وجه هذه الأرض يبتلى أي يتعرض لمحن ومصاعب وتعب، كل منا يبتليه الله ليرى هل سنصبر أم سنجزع ولا نرضى بقضاء الله، إن حياتنا على الأرض لا تتوقف مع حدوث أحداث صعبة.
من خلال طرحك لمشكلتك أرى أنها تنطوي على أكثر من جانب أولا مشاكلك ومشاعرك تجاه كل من والدك ووالدتك وأختك وأخيك، فكأنك تلومينهم وتلتمسين لهم العذر بنفس الوقت، من خلال وصفك لأمك أنها إنسانة طيبة ومتعلمة وتزوجت والدك عن قصة حب وكفاح ثم إنها تعرضت للإهمال والتجاهل من أبيك وتعاني من فراغ عاطفي وتمارس العادة السرية مع شاب على النت، وكذلك والدك الذي أهملكم قرابة 15 عام وكل مشاعرك تجاهه ثم عاد وحالته الصحية متدهورة وأنت دلوعته، وكأنك بشكل لا شعوري أيضا تلومين نفسك على أخطاءك وتلتمسين لها العذر والمبرر.
بادئ ذي بدء أذكرك بقول الله تعالي: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريمًا) "الإسراء: 23" وهذا الأمر الإلهي الصريح لا يعطيك الصلاحية لحساب والدك أو والدتك، ولكن يمكنني. أن أقترح عليك بعض الأمور التي قد تكون عونا لك في تضيق تلك الهوة والمسافة الموجودة بينك وبين والديك وهي:
أولا: حاولي أن تجدي أرضية مشتركة للحديث بينك وبين والديك وأخوتك، فمن المستحيل أن تكون درجة الاختلاف بينكما 100% فبالتأكيد هناك أرض مشتركة تجمعكما ولكنك لم تستكشفيها بعدُ، وعليه فإيجاد هذه الأرض ربما يساهم في إطفاء ولو قليلا من الليونة على شكل التعامل بينكما، أي موضوع يكون جذاب لهم ويشدهم الحديث فيه.
ثانيا: تعرّفي على اهتماماتهم وحاولي أن تشاركيهم فيها.
ثالثا: يجب عليك أن تحاولي إخفاء نقاط الاختلاف بينكما والتي ربما يكون لها دور في إشعال فتيل غضبهم أيا كانت، فتتخلين عن السيئ منها -إذا كان هناك سيئ- وتخفينه بعيدا عن ناظريهم حتى تتغير شكل العلاقة بينكما وتنشأ علاقة أخرى تكون قائمة على النقاش والإقناع.
رابعا: فلتجربي أن تهاديهم بهدية ما ولتكن مناسبتها مثلا عيد ميلادهم أو ترقيتهم في العمل، فالهدايا ترقّق القلوب ويكون لها بالغ الأثر في النفس مهما كانت نفس قاسية.
وفي النهاية وإذا باءت كل محاولاتك بالفشل فلتعلمي أن الأب والأم لهما حصانة خاصة من الله عز وجل، ولا يمكن المساس بهذه الحصانة مهما كانت الظروف، وبالتالي أتعشم في هذه الحالة في عقلك الناضج -هكذا لمست من رسالتك- أن تستمري في حسن معاملتهم رغم الإساءة، أما المشاعر فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها... المهم أن تعامليهم كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف.. هدّأ الله سرّك وهدى والديك إلى الصواب.
ثانيا: أتناول معك معاناتك في ممارسة العادة السرية ومحاربتك لنفسك بصعوبة فالعادة السرية ليست مرضاً وإنما هي سلوك يأتيه صاحبه الواعي المسئول منفرداً غالباً، ويختاره (بغض النظر عن كيفية المعرفة به وأسلوب ممارسته) ليفرغ شهوته الجنسية أو حاجته الجنسية غير الملباة سواء شمل ذلك السلوك حركة بدنية واعية ما- غالباً لإثارة الأعضاء الجنسية مباشرة- أو مجرد إغراق في التخيلات وصولاً إلى الشعور بالقذف أو ذروة اللذة أياً كانت، إذن ليس الأمر مجرد ملامسة أو مداعبة الأعضاء الجنسية أو الإغراق في التخيل الجنسي.
فلم يكشف العلم الحالي عن أي ضرر جسدي تسببه العادة السرية، ويقتصر ضررها على الجانب النفسي من الشعور بالإثم Guilt والوحدة، فالعمل الجنسي الطبيعي خلقه المولى عملاً ثنائياً يُقدم له بالعواطف والمداعبات Stroking وينتهي بالعمل الجنسي الصريح، في حين العادة السرية هي عمل فردي بحت لا عواطف ولا مقدماتٍ لها، لا شريك فيها يشاطرك المتعة ويبادلك اللذة (لا طعم لها ولا لون) أضف إلى أن البعض يرى أن العادة السرية عملاً محرّماً، ومما سبق ونتيجة لهذه الأفكار والمشاعر يحدث في نفس الشاب حالة من الألم النفسي العميق والإحساس بالذنب والخجل والدونية والوحدة.
أما الإدمان على العادة السرية أو الممارسة القهرية للعادة السرية فهو مسألة تم حسمها، فعند المبالغة بالممارسة فإنه يؤثر في زيادة تحفيز الهرمون الجنسي، وكثرة هذه الهرمون يؤدي إلى اختلاف كيمياء الجسد، وبالتالي يؤثر في التوازن النفسي والجسدي على النحو التالي:
1. التعب العام وألم في أسفل الظهر.
2. تساقط الشعر ويخف نموه.
3. الرؤية الضبابية بالعين وألم ومغص في منطقة الحوض.
4. ضعف بالتركيز وتوتر وانخفاض في الوزن حيث من المتوقع زيادة الوزن في الفئة العمرية 20 – 25.
فعليك التركيز على تغيير أسلوب حياتك بحيث يتوجب عليك ممارسة الرياضة وعمل العلاقات الاجتماعية والمطالعة، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن المشروبات الغازية وتخفيف تناول القهوة والتخفيف من اللحوم الحمراء، والإكثار من المأكولات البحرية وتناول بذور عين الشمس والخضروات والعصائر الطبيعية، بعد فترة من الالتزام بما ذكر ستلحظ تغيّراً جذرياً في حياتك وتعود الهرمونات إلى الوضع الطبيعي.
وهناك أمر آخر ذكرتِه ولم تعيريه انتباها بالرغم من أهميته الشديدة وهو أنك تعرضتِ للاغتصاب فكيف واجهتِ هذا الصدمة النفسية وتجاوزتها؟؟؟ وكيف ستواجهين أسرتك؟؟ وهل ستكملين مع هذا الشخص الذي قام بهذا الفعل؟؟ عليك أن تقفي مع نفسك وقفة جادة حازمة وحاسمة ترغبين من خلالها وضع النقاط على الحروف في جميع وشؤون حياتك مع والديك وإخوتك ونفسك، وتضعين خطة للتغيير لذاتك بالشكل الذي يحقق لك الرضا عن نفسك وعن علاقتك مع الله ومع كل من حولك.
وتابعينا بأخبارك دوما... وأصلح الله شأنك كله
واقرئي على مجانين:
شماعة الجهل التي ذابت
عود على بدء: أضرار الاستمناء
عادي يمارس العادة! ويسأل: هل من ضرر؟!
هل العادة السرية مرض؟ م
أنهي معركتك مع العادة السرية ومع شهوتك!!
العادة السرية شماعتنا الجاهزة
العادة السرية
ويتبع >>>>> : أسرنا المهلهلة وحياتنا المهزلة ! م