إخواني الأعزاء،
شكرًا لموقعكم ومجهودكم الموفق لخدمة ورعاية إخوانكم من الشباب. أما بعد فقد ترددت كثيرا في الكتابة إليكم، ولا أعلم هل لديكم حل لمشكلتي أم لا؛ فأنا شاب عمري 27 عاما، متزوج ورزقني الله بطفلين؛ الأول عمره سنتان، والثاني عمره شهران.
تزوجت بعد قصة حب عنيفة جدًّا، وظلت الخطوبة لمدة عام كانت من أسوأ أيام حياتي بسبب المشاكل المصطنعة التي اختلقها والدها، ولن أسترسل في سردها لطولها ولأني لا أود تذكرها، ومنها مثلا منعها من مخاطبتي تليفونيا، ومنعي من زيارتها، ومخالفة العهد بموعد العقد، ومعاملتي معاملة جافة، ولا أدري لماذا رغم أنه كان سعيدًا بي عند التقدم للخطبة، ولكن وفقنا الله أنا وحبيبتي لأن نتمسك ببعضنا حتى أتم الله علينا الزواج منذ 3 سنوات.
ومشكلتي الآن هي أنني أحس دائما بأني غير سعيد عمومًا في حياتي معها وخصوصا في علاقتنا الجنسية، فهي للأسف ليس لديها أي رغبة جنسية، ولا تجد أي متعة في ممارسة الجنس تماما، حتى إني أصبحت أعاف الجنس كلما اقتربت منها رغم أن لدي طاقة كبيرة كامنة، وهو ما يتسبب في إحساسي بالضيق.
وقد بدأ هذا الأمر منذ بداية زواجنا حيث كانت تتظاهر أمامي بالرغبة الجنسية لإسعادي، ولكني بعد فترة اكتشفت الواقع ثم اعترفت هي به، ولا أدري ماذا أفعل؟ أحاول كبت ما لدي من مشاعر، ولكنني بشر إذا أفلحت مرة فلن أفلح الأخرى، وقد صارحتها أنني أحب الجنس وأريدها أن تساعدني على قضاء حاجتي، ولم أر منها غير الإهمال الذي أحس أحيانا أنه متعمد.
وقد صارحتها مرارا أن المثيرات كثيرة فإنني أرى في الشارع أو التلفزيون أو الإنترنت ما لا أراه في بيتي، وتزوجت لأراه، فلا مجيب، حتى إنني هددتها بالزواج من أخرى لأشبع شهوتي، فلا رد، حتى أصبحت الآن لا أستطيع أن أغض بصري، وبدأت استخدم الاستمناء لأروي شهوتي مع إحساسي بالضيق من هذا.
الكل متخيل أننا نعيش حياة وردية بعد قصة الحب والزواج، والواقع أنني أعيش في جحيم، فعندما ألح عليها وأطلب إعطائي حقي منها تقدمه لي، ولكن يجب أن أعود للمنزل وأنا في كامل إثارتي لكي نقضي ليلتنا، وكأن دورها روتيني، فطلبت منها محاولة إثارتي بالملابس أو الرقص لكي نستعد معا لقضاء ليلتنا فكان ردها أنها لا تعرف ولا تستطيع سوى أن تلبس ملابس النوم وتستلقي على السرير؛ حتى إنني في بعض الأحيان أستعين بالنظر إلى الصور المثيرة قبل لقائنا؛ لأنها ليس لديها القدرة ولا الرغبة في إثارتي.
والمشكلة باختصار الآن أن زوجتي أصبحت لا تثير غرائزي مطلقا؛ فهي كأختي بالنسبة لي، وهى ارتضت ذلك، وليست متضررة، بل أنا المتضرر، ولا أستطيع كبح جماح الشهوة؛ فالمثيرات كثيرة كما ذكرت.
أفيدوني أفادكم الله، هل من حل أو علاج لمشكلتي؟
21-8-2005
رد المستشار
معذرة يا أخي الكريم، حيث فضلت أن أنشر رسالتك كما هي -على غير رغبتك- لأنني أتمنى أن تقرأها زوجتك، بل وأدعوك أن تطلب منها أن تقرأها، فمن غير المعقول أن تخجل من أن تصارحها بما تعانيه، ومن غير المعقول أن تتركا أمرًا كهذا يستفحل، وتصرا على دفن رؤوسكما في الرمال. ولذلك فسوف أتوجه ببعض من حديثي -على غير عادتنا- في نهاية الرد لها.
شكوتك رغم شيوعها، ليست هينة، وتحتاج منكما للكثير من الجهد والتعاون المخلص والتفهم، وكلي يقين أن زوجتك المحبة لك والتي صبرت بجوارك حتى كلل الله جهادكما بالزواج، سوف تدرك أن شكواك لا تنقص من قدرها عندك ولا تقلل من قيمتها في قلبك وفي حياتك، وستدرك أيضًا أن شكواك هذه نابعة بالتأكيد من حرصك على حبكما وعلى مستقبل أسرتكما، وذلك لأن الخلل الذي تشكو منه كفيل بأن ينخر في جسد الحياة الزوجية مخلفًا بيوتًا أوهى من بيوت العنكبوت.
وقد تتساءل متعجبًا: هل لهذه الممارسة كل هذه الأهمية؟! والحقيقة أنني كلما تأملت في شأن الحياة الزوجية، وكلما تأملت في قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة......} (سورة الروم21) أجدني عاجزة عن فهم ووصف قدرة الله سبحانه الذي صاغ هذه العلاقة الزوجية فأبدع، وأتساءل: كيف استطاع خالقي وخالقك أن يؤلف بين رجل وامرأة كلاهما غريب عن الآخر حتى يصبح كل منهما أقرب للآخر من رحمه وممن تجري دماؤهم في عروقه؟ وكيف يحدث هذا التناغم العجيب بمجرد أن يرتبط كل منهما بهذا الرباط الغليظ؟
وكأن الله سبحانه بقدرته ألّف بين قلبين وروحين فامتزجا وصارا كأنهما قلب واحد وروح واحدة في جسدين، وأراد قيوم السماوات والأرض لهذا الامتزاج أن يصل إلى ذروته بامتزاج الجسدين في هذه العلاقة الحميمة، فتأنس الروح ويسكن القلب وتهدأ الجوارح بعد هذا الامتزاج والاتصال.
وجاء التعبير القرآني الرائع واصفًا حميمية هذه العلاقة: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (البقرة: 187)؛ فاللباس يحيط بالجسد ويستره ويحميه، والنظر إلى العلاقة الجسدية أو الجنسية بين الزوجين في إطار منظومة الحياة الزوجية، وبعيدًا عن النظرة القاصرة التي تقصر هذه الممارسة على تفريغ الشهوة، يتيح لنا فهم الكثير من أسباب الخلل وجوانب القصور في هذه الممارسة، فمن منا نساء ورجالاً يدرك ويفهم ويستشعر ويتعايش مع هذه المعاني؟!!
تطبيق هذا الفهم الشامل يكفل الارتواء لاحتياجات طرفي العلاقة، وهذا بعكس الفهم القاصر، والشائع للأسف بيننا رجالاً ونساء، للأمر على أنه عضو ينتصب ويقذف وشهوة رجل تفرغ في امرأة. هذا الفهم للأسف الشديد يشعر المرأة بالدونية وكأنها جسد خلق لمتعة الرجل، والرجل يكرس هذا القناعة عندها بممارسته، فهو لا يسأل عنها ولا يتفقدها ولا يشعرها بحبه إلا عندما يأتي المساء، ويهملها في فترات الحيض –كما تشكو الكثير من الزوجات- لأنها بغير قيمة الآن.
ألم يكن في مقدور الله سبحانه -لو كان الأمر مجرد شهوة تقضى- أن يبيح للرجل أن يتناول أي امرأة يريدها؛ أو يشتريها من السوق بالكيلو أو بالقطعة، كما يشتري أصناف الفاكهة المختلفة، والتنوع في هذه الحالة أكثر تشويقًا، وأن يجعل التناسل بالتبرعم أو بالانقسام حفظًا للأنساب؟!!
وانطلاقًا من هذا الفهم أدعوك للتأمل في حالك وحال زوجتك، لتفهما معًا أسباب الخلل وتعملا على إزالتها وتلافيها، زوجتك تحبك ولكنها –كغالبية النساء- لا تدرك معنى اللذة والمتعة؛ فعلامة بلوغ الفتاة الحيض، بعكس الفتى الذي يبلغ بشهوة واحتلام، والنساء من حولها يؤكدن –إما لجهلهن أو لخوفهن من أن يظهرن بمظهر المتعطشات للجنس- على أن العلاقة الجنسية عبء من أعباء الزواج، ودور المرأة هو أن تتقبل مرغمة أن تكون وعاءً لإفراغ شهوة هذا المخلوق الشهواني الذي أصبح زوجها، ولتحتسب أجرها عند الله، كما تسمع الكثير عن أهوال ليلة الزفاف.
وفي بدايات الزواج يمنعها الحياء -إذا لم تجد من زوجها العون والتفهم- من الاستمتاع بهذه الممارسة، وتتضاعف المشكلة لو حدث الحمل سريعًا، كما حدث مع زوجتك؛ فالحمل كما وصفه الله سبحانه وهن على وهن، والغثيان والالتهابات المهبلية التي قد تصاحب الحمل والضغط على الرحم، كل هذا قد يسبب آلامًا للمرأة وخصوصًا لو لم يتفهم الرجل ظروفها.
وتأتي الولادة التي تتم عادة بعملية شق العجان، ومعها مسئوليات الوليد، ثم حمل آخر ووليد آخر وتغرق الزوجة في خضم هائل من المسئوليات، جسدها مكدود وبالها مشغول، والرجل يريد أن يقضي شهوته على أي وضع، ويكرس هذا الوضع القناعة السابقة بأنها جسد يؤدي وظيفته لمتعة الرجل، يغضب الزوج ويلوم وهي لا تدري ما المطلوب منها؟ فهي تؤدي دورها، تستلقي على الفراش ليفرغ فيها شهوته التي استمدها من أخريات، فما الحل؟
الحل أن تكف عن اللوم، وتبدأ خطوة بخطوة، وبمنتهى الصبر، تعليمها فنون المتعة والإثارة، اجعل هدفك أن تتذوق هي طعم اللذة؛ وستجد عندما يحدث ذلك أن الممارسة ستكون أكثر متعة وتشويقًا وإثارة لك أيضًا.
والسؤال الآن: كيف أفعل ذلك؟
والله يا أخي لا أدري كيف أصف لك ذلك، أدعو الله أن يعين قلمي على التعبير، وأترك الباقي لخيالك الخصب يبدع ويبتكر كل ما يروقكما سويًا من أفعال وأقوال وأوضاع.
* البداية لا بد أن تكون بمراعاة ظروف المكان والزمان حتى يتاح لكما معًا أعلى درجات التركيز أثناء الأداء، فلا بد من التأكد من نوم الأطفال بعيدًا عنكما، لا تبدأ وأنتما على موعد عمل أو زيارة لأن ضيق الوقت لا يتيح لكما التركيز الكافي.
أعنها على الانتهاء من الواجبات المنزلية الملحة حتى لا تنشغل بها، وتأكد من أنها لا تعاني من إرهاق أو مرض وأنها لا تريد النوم.
ومن الأوقات الرائعة وقت الصباح الباكر، ونشاط المرأة الجنسي يرتبط إلى حد كبير بدورتها الشهرية، وعادة ما يكون في ذروته حول فترة التبويض؛ فركزا نشاطكما حول هذه الفترة.
* الحمام المنعش مفيد جدًا في البداية وخصوصًا لو كنتما معًا، بعدها ابدأ في إعداد عروسك، اختر لها الزي الذي يروقك والعطر الذي تحبه، ساعدها في ارتداء ملابسها بالطريقة التي تثيرك، زوجتك الآن في أبهى صورة، امتدح جمال كل جزء من أجزاء جسمها (شعرها، عينيها، فمها… إلخ). وافعل ذلك وأنت تتحسس وتداعب هذه الأجزاء بكل رقة ونعومة، ولا تكف في هذه الأثناء عن بثها حبك وشوقك. وتذكر أن جسد المرأة كله قابل للإثارة، ولكل امرأة مناطق تثيرها أكثر فادرس خريطة جسد زوجتك، وتعرف على أكثر المناطق إثارة بمراقبة سرعة تنفسها وسرعة ضربات قلبها ومراقبة انفعالاتها، مع مراعاة رقة ونعومة جسد المرأة؛ فلا تعامله بخشونة الرجال، ولا تتسرع في الإيلاج حتى تتأكد من استمتاعها التام وتجاوبها معك حيث ستجدها وكأنها تذوب شوقًا بين يديك.
* لا تعطها ظهرك أبدًا بعد أن تقضي وطرك، ولكن ضمها إلى صدرك واحتوها بين يديك، واستمر في إرواء عاطفتها بكلمات الحب ولمساته.
* أكثر ما يضايق المرأة أن تشعر أن زوجها لا يعبر عن حبه إلا حينما يريدها ويشتهيها، وأكثر ما يمتع المرأة: الرومانسية في العلاقة، فلا تحرم زوجتك من احتياجاتها، وعبر عن حبك بأشكال مختلفة؛ كالسؤال عنها بالتليفون والبحث عنها فور عودتك من العمل وأثناء انشغالها بالأعمال المنزلية وضمها وقبلها أو داعبها برقة.
ولأختي الحبيبة أقول:
أعلم مقدار حبك لزوجك، وهذا الحب كفيل بإصلاح أي خلل يضايقكما؛ ولذلك أرجوك ألا تقلقي فثلاث سنوات في ظل ممارسة خاطئة، لا تكفي للحكم على أدائك، والمهم أن تدركي أن هناك خللا ما لا بد من إصلاحه، وتجاوبك مع زوجك وبذل بعض الجهد والقراءة لاكتساب المعلومات اللازمة والمصارحة… كل ذلك كفيل بمداواة هذا الخلل. فلا تحرمي نفسك من لذة لا تضاهيها أي لذة أخرى، وهي لذة امتزاج جسدك مع من تحبين بعد أن تواصلت قلوبكما وأرواحكمها، واجعلي منهجك مع زوجك: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا......} (النساء: 86) فلكل لمسة وهمسة ما يقابلها.
أدعو الله سبحانه أن يقر أعين كل زوج بزوجته وكل زوجة بزوجها، وأن يستمتعا معًا بجمال وكمال العلاقة الزوجية، وتابعينا بالتطورات.
* ويضيف د. أحمد عبد الله:
كانت مستندة بظهرها إلى جواره في -لحظة هدوء- حين قالت له: لم تعرض نفسك على الطبيب كما وعدتني، وأنا على استعداد للذهاب معك.
ورد متشاغلاً عنها بالمجلة التي يقرأ فيها: سأذهب بالطبع.
قالت له: متى؟!
فرد: في أقرب فرصة، ولكن الحب ليس جنسًا فقط.
أجابت في هدوء: أعرف ذلك، وأنا أحبك، ولكنني أيضًا امرأة تحب الجنس، وأريده، ومتضايقة من غيابه بيننا.
رد موافقًا ومستسلمًا: حسنًا سأذهب قريبًا.
هذا مشهد من فيلم أجنبي شاهدته مؤخرًا، وكانت الأفكار تتدافع وقتها في رأسي، وأنا أعد هذا التعقيب على رسالتك، وعلى رد الأخت د. سحر عليك، والمشكلة التي يتناولها المشهد كانت عبارة عن عجز جنسي أصاب البطل دون مقدمات أو أسباب واضحة.
ووجدتني أسأل نفسي: لماذا لا تسود مناخات المصارحة والهدوء والاستعداد للتعاون مع الشريك في حوارات الأزواج عندنا حول المسألة الجنسية؟!
ولدينا فائض من مخزون صمت متواطئ غبي، وفائض من تلاوم متبادل مكتوم، وتجاهل أحيانًا، وشكوى صارخة أحيانًا أخرى، والأمر كله ليس على ما يرام فيما يبدو من خبرتنا في هذه الصفحة، ومما نسمع من خبرتنا العملية في الممارسة الإكلينيكية، أو الإصغاء لما يحدث في المجتمع.
تناولنا هذه الأمور تباعًا في إجابات سابقة يبدو أن أخانا السائل قد انشغل بسخونة مشكلته عن محاولة الرجوع إلى هذه الإجابات!! ومنها
زوجتي باردة
في علاج البرود والخيبة.. وصايا خبيرة
البرود الجنسي في النساء
وأنا اليوم أكرر وأضيف:
1- حواء العربية مظلومة من ناحية التنشئة القاصرة بل والمشوهة في مساحات كثيرة، منها مساحة الجنس معرفة وسلوكًا، وتحت دعاوى العفة والاحتشام، وحماية الأخلاق والأعراض تمارس خطايا بشعة يضيق المقام عن مجرد سردها أو تعدادها!!!
2- المناخ الناتج عن تنشئة معينة، وعن طباع مستقرة، وأنماط سائدة في التعامل مع الجنس أوجد حالة من "البرود العام" لدى النساء لأسباب نفسية واجتماعية قبل أن يكون لأسباب بيولوجية أو جراحية، مثل الختان الذي لا نعرف له أية وجاهة شرعية إلا في حالات بعينها يحددها الجراح المختص، ومع ذلك نرى أن "الختان النفسي" لدينا أشد وأنكى من الختان العضوي!!!
3- عندما تتزوج المرأة تجد أنها مطالبة بانقلاب هائل في هذه الناحية، وحقيقة فإن الأغلبية لا تعرف كيف تقوم بهذا الانقلاب، ومثل أي تغيير كبير هناك من تفلح فيه حين تتوافر مقدمات النجاح، وهناك من تفشل في إحداث إنجاز سريع أو حتى بطيء، وفي كل الأحوال أرجو ألا تنخدع أو تتوهم يومًا أنك سترى في بيتك ما تراه خارجه.
4- استخدام التهديد، ومجرد الشكوى و"المصارحة" ليست أساليب ذات جدوى؛ لأننا نتحدث عن صياغة جديدة تشبه أن تتلقى المرأة علمًا لم تكن تعرف عنه غير معلومات مشوهة، ولديها العديد من المشاعر المتناقضة، والسلبية تجاهه، والتعلم يحتاج إلى بيئة مختلفة، ومناخ موات، وجهد ووقت وصبر، ولا تبدو المصارحة كافية، ولكن ينبغي الوعي بالمشكلة وأبعادها، والتعاون على التدريب بالتدريج، والاحتفاء بالنجاحات البسيطة تباعًا.. وهكذا، مثل أي تعليم أو تدريب، وليس الرجال أكثر علمًا ولا أفضل حالاً، ولكن حالة النساء أسوأ بحكم التنشئة والجو الاجتماعي.
5- الزواج الثاني هنا لا يبدو حلاً في ذاته؛ لأن الثانية يمكن أن تكون أسوأ من الأولى، وقد تكون لديها مشكلات من نوع آخر، وربما لا يطمئن الزوج العربي إذا وجدها جاهزة وفاهمة ومتفاعلة!!.
6- الرغبة والمتعة والإثارة الجنسية هي أشياء مكتسبة، أي يمكن تعلمها والتدرب عليها وتنميتها، وهي قابلة للتغيير إذا ما صادفت الخطوات اللازمة لذلك، وللعلاج الأسري النفسي دور كبير في ذلك لمن يقبل ويقتنع بأن مشاكل الفراش هي مثل أي أعراض مرضية قابلة للتشخيص والعلاج.
7- مشكلة الفتور عند أحد الطرفين هي قصور في العلاقة ككل، وهكذا ينبغي أن ندركها ونعالجها، ومن الخطأ الظن بأنها تخص الطرف الفاتر وحده. وأخونا هنا مثلاً يتحدث مع زوجته، ويذكر لنا أمثلة عما يثيره هو، بينما لم يذكر لنا أي محاولات لمعرفة ما يثير زوجته، أو يجعلها أكثر رغبة ولو نسبيًا. وأعتذر مسبقًا عن المصارحة بأن هذه أنانية، والأهم من ذلك أنها تنطوي على جهل فاضح بطبيعة العلاقة الجنسية الناجحة القائمة على استكشاف خريطة المتعة لدى كل طرف.
8- صفحتنا هذه لا تعالج، وليست مشتملة على مناهج تعليمية متكاملة في الجنس أو غيره، والاعتماد على إجاباتنا في هذا الصدد لا يوصل إلى أكثر من مجرد التوعية بأبعاد المشكلات، أو بعضها، والإرشاد إلى بعض الخطوط العامة للتدخل العلاجي. أما العلاج نفسه لهذه المسائل فله أصوله ومدارسه، وله خطواته وبرامجه، ولا ندعي أن صفحتنا قادرة على ذلك، أو حتى راغبة فيه، على الأقل في الوقت الحالي، فلا يظنن قارئ أنه بزيارتنا قد ألمّ بأطراف الأمور، ولا تظنن متابعة لنا أنها قد أصبحت خبيرة!!! صفحتنا في هذا الصدد هي مجرد "محو أمية"، ونرجو أن نكون قد نجحنا.
9- مثل أي مشكلة اجتماعية أو ثقافية يدفع البعض ثمن الأخطاء، وفاتورة الجهل العام، ولا يوجد حل شامل إلا بالعودة لما أمر الله به صمامًا لأمان المجتمع، وكفالة لتصحيح أخطائه ذاتيًا من قيمة ضائعة، وفريضة غائبة هي: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر الذي هو واجب على كل مسلم ومسلمة بداية من اكتساب الفقه اللازم، والمعرفة الضرورية للقيام به، وانتهاء بالانتظام في فرق أو مجموعات تنهض كل منها لتجاهد في مساحة، وتسد ثغرة.
10- نحن في لحظة نكون فيها أو لا نكون، إما أن نأخذ الكتاب بقوة، وننفض عنه ما علق به من غبار التخلف والعادات والمفاهيم القاصرة، ونفهم عصرنا وتحدياته، فنعيش كما يجدر بنا؛ أو نتأخر أكثر ما دمنا مصرين على الجهل نعض عليه بالنواجذ، ونقاوم مقتضيات المعرفة الصحيحة، والتدبير السليم تحت رايات نرفعها ودعاوى نرددها دون أدنى وعي بحقيقة المسائل، وواقع الأمور، وأصول الشرع أو مقاصده.
أخي الكريم، إن شئت تغيير زوجتك فضع خطة لتتغيرا معًا، وتعلم أن تكون مثل الزارع المحترف المحيط بقوانين وفنون الزراعة ومواسمها وما يناسب كل تربة، وكل فصل من فصول السنة.
هذا أو سنظل كما نحن، أو نتأخر أكثر: نزرع الثلج لنحصد الجليد. تحياتي وتمنياتي أن تتابعنا بأخبارك،